إذا افترضنا أن أربعة ملايين مواطن أعضاء في الأحزاب "وهو عدد مبالغ فيه جدا"، في بلد تعداده 93 مليون نسمة، رقم يؤكد أن المصريين لا يهتمون بالعمل الحزبي، ويؤكد ما يراه البعض من أن القائمين علي هذه الأحزاب مجموعة من المنتمين لمصالحهم الشخصية، وحجتهم في ذلك أنه بعد قيام ثورة 25 يناير كان من المفترض أن يكون الطريق ممهدا أمام الأحزاب لقيام تجربة حزبية حقيقية، وأن تكون هناك أحزاب قادرة علي لعب دور مهم وفعال في الحياة السياسية، بعد أن أصبح تشكيل الأحزاب، يخرج من جموع الشعب، بدلا من الموافقات الحكومية، التجربة أثبتت عكس ذلك، ثورة 30 يونيو، وقبلها ثورة 25 يناير، قادها شباب لا ينتمون لأحزاب مما يؤكد أن هناك عدم رغبة من المصريين في التواصل مع الأحزاب، أو الاشتراك فيها، لذلك علي الأحزاب أن تنزل إلي الشارع، لتغير من قناعات الناس وتحثها علي المشاركة، لخلق كوادر حزبية يعتد بها في أي معركة انتخابية، وهذا يحتاج لتغييرفي المفاهيم، وهذا التغيير يحتاج إلي تغيير ثقافة المجتمع، وأحسب أن كثيرا من الذين من الممكن أن تحاول الأحزاب جذبهم إليها، ثقافتهم الحزبية لن تتبلور بسهولة، فالمسألة ليست بالسهلة أواليسيرة، فالتغيير يحتاج لسنوات، وهذه السنوات قد تطول، لأن المصريين لا يعترفون بالأحزاب، والحزب السياسي لا يعتبر حزبا إلا إذا كان له أنصار وكوادر وقواعد وتواجد في الشارع.