تعبير يعكس مايدور علي الساحة الحزبية الآن، فالأحزاب علي كثرتها، "والتي أعتقد أنه حتي النخبة لا تعرف أسماءها" تستعد للانتخابات، في بلد مواطنوه لا يهتمون بالعمل الحزبي، والتجربة الحزبية المزعومة ما قبل ثورة 25يناير، أكبر دليل، وبعد قيام الثورة كان من المفترض أن يكون الطريق ممهدا أمام الأحزاب لقيام تجربة حزبية حقيقية، وأن تكون هناك أحزاب قادرة علي لعب دور مهم وفعال في الحياة السياسية، بعد أن أصبح تشكيل الأحزاب، يخرج من جموع الشعب، بدلا من الموافقات الحكومية، التجربة " فيما عدا حزب الحرية والعدالة" أثبتت عكس ذلك فالأحزاب كانت مطالبة قبل أن تبحث عن أعضاء يمثلونها وقبل أن تدخل في تحالفات، بأن تغير من قناعات الناس وتحثها علي المشاركة، لخلق كوادر حزبية يعتد بها في أي معركة انتخابية، وهو أمر يحتاج لتغيير في المفاهيم، وهذا التغيير يحتاج إلي تغيير ثقافة المجتمع، وأحسب أن كثيرا من الذين تحاول الأحزاب جذبهم إليها ثقافتهم الحزبية لم تتبلور بعد، فالمسألة ليست بالسهلة أواليسيرة، فالتغيير يحتاج لسنوات، وهذه السنوات قد تطول، لأن المصريين لا يعترفون بالأحزاب، ولا أعتقد أن الصورة النمطية للناس عن الحياة الحزبية قد تغيرت، كما أن نسبة المشاركة في عضوية الأحزاب مازالت متدنية ولا تتعدي 5٪ من عدد السكان، وفي رأيي كان يجب أن تبحث هذه الأحزاب عن كيفية تجعل لها تأثيرا وفاعلية، وأن تعيد تصحيح أوضاعها من الداخل، وكم كنت أتمني لو أن الأحزاب سواء القديمة منها أو الجديدة كان همها البحث عن آليات جديدة تتيح بأن يكون لتواجدها قيمة حقيقية، بأفكار جديدة، وأناس لا يهمهم سوي المصلحة العامة، والعمل من أجل قضايا المجتمع، لا من أجل مسائل شخصية، والبحث عن أعضاء جدد لديهم القدرة علي المنافسة، يدخلون في قوائم الحزب، حتي تجذب الجماهير إليها و تثري الحياة الحزبية بدلا من الجري وراء تواجد برلماني هزيل، كما كان يحدث في الماضي.