صارت غزة كطائر العصفور «مهيض الجناح» لا حول له ولاقوة يقاوم بها البرد والرياح حتى الخيام التى يسكن فيها الأهالى تترحل بهم من شدة الرياح فأصبحوا مشردين فيموت من يموت ويمرض منهم الكثير من شدة البرد القارس ناهيك عن القصف المستمر والقتل بلا ضمير وهدم ما بقى من المستشفيات من الدمار الأول قبل اتفاق شرم. ووسط هذه الغيوم تنتبه الحالة الإنسانية نحو غزة شفقة ورأفة ولكن اسرائيل تلاعبنا بأسلوب «بص على العصفورة» فتلهينا بآلامنا لفعل إجرامى آخر لايقل ضراوة عما يحدث فى غزة فهى تغتصب المزيد من أراضى الضفة الغربية وتقيم مئات من المستوطنات خاصة القريبة من القدس وتحرق الخيام بمن فيها وتستولى على بعض المناطق بكامل سكانها وتطردهم ليحل المستوطنون مكانهم، وبهذا لن تصبح فلسطين بها أراض متصلة بعضها ببعض وكأننا نعيش لعبة «بص على العصفورة» حتى تتلقى الضفة صفعة احتلال وسلب أراضٍ تنضم إلى ما استولت عليه إسرائيل من أراضى القدس فيصير الأمر واقعاً مؤلما وتتقطع أوصال شبه الدولة التاريخية التى تمزقت على مدار قرن من الزمان فتصبح وكأنها قطع من أراضٍ قليلة يسكنها بعض الفلسطينيين وإنى أتساءل هل قرارات الأممالمتحدة المذكور فيها الأراضى الفلسطينية 1967 موجودة بنص الكيفية والكم وماذا سيحدث إذا سكنت إسرائيل ما استولت عليه من اراضى فى غزة والضفة ورفضت الخروج منها كعادتها فكيف سيكون الحل الذى ننتظره جميعا منذ قرار التقسيم ووعد بلفور الذى أنشأ وطنا قوميا لليهود وبعد فراغ امتد عبر السنين حتى اقترب من احتلال فلسطين كاملة كما تزعم إسرائيل ليس هناك فلسطين متحدين التاريخ والقرارات الدولية. هل سنظل ننظر إلى العصفورة فى لعبة إسرائيل علينا حتى نجد فلسطين على الخريطة أوصالا متقطعة ليس لها حدود معترف بها أو كيان يمكن رؤيته على الأرض. مسكنات السلام التى تخرج من حين لآخر ما هى إلا استمرار للسلب وضم المزيد من الأراضى وإلغاء فلسطين من على الخريطة أو استمرار الحرب إلى مالا نهاية. الأمة العربية والإسلامية مطالبة أن تخرج من غفلتها وتنتبه للمؤامرات حولها فالعالم الاستعمارى ينظر لنا باعتبارنا موارد وإمكانيات لا نستحقها وهم أولى بها سواء سلما أو حربا أو مسكنا ننخدع به على طول الزمان من قرار التقسيم حتى الآن.