الطيار المنصورى: نفذت «مناورة الموت» فى أطول معركة جوية    أيقونات نصر أكتوبر    فيضانات فى السودان بسبب التشغيل العشوائى ل«السد»    الخميس 9 أكتوبر إجازة رسمية مدفوعة الأجر للعاملين بالقطاع الخاص بمناسبة ذكرى 6 أكتوبر    «الحصاد الأسبوعي».. نشاط مكثف لوزارة الأوقاف دعويا واجتماعيا    سعر اليورو اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025 أمام الجنيه في البنوك المصرية    سيناء على خريطة التنمية الشاملة    خطة ترامب للسلام طوق النجاة الأخير    مصر تلبى النداء    منذ فجر اليوم .. 6 شهداء فى غارات الاحتلال على غزة بينهم 4 من منتظرى المساعدات    في مواجهة منتخبي جيبوتي وغينيا بيساو .. حسام حسن يراهن على رامي ربيعة صخرة دفاع العين لحسم التأهل للمونديال    تأجيل دعوى متجمد نفقة جديدة ب 150 ألف جنيه تلاحق إبراهيم سعيد لجلسة ل12 أكتوبر    «روزاليوسف» وتمهيد الطريق لعبور أكتوبر 73    أسعار الفراخ في أسيوط اليوم الأحد 5102025    إسرائيل تعترض صاروخًا أُطلق من اليمن دون وقوع أضرار    السوريون يدلون بأصواتهم لاختيار أعضاء مجلس الشعب    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأحد 5 أكتوبر 2025    بعد خماسية الريال وفرانكفورت.. موعد مباراة أتلتيكو ضد سيلتا فيجو والقناة الناقلة    رحيل فيريرا عن الزمالك.. مفاجآت في توقيت الإعلان والبديل بعد التعادل مع غزل المحلة    هشام حنفي: جماهير الزمالك فقط هي من تقف بجانب النادي حاليًا    بمناسبة يومهم العالمي.. خلف الزناتي يوجه رسالة للمعلمين    إصابة 10 أشخاص في انقلاب ميكروباص بطريق «السعديين منيا القمح» بالشرقية    مصرع شخص وإصابة 10 في انقلاب ميكروباص بطريق شبرا بنها الحر    أسعار الفاكهة اليوم الأحد 5 أكتوبر في سوق العبور للجملة    وزارة الصحة تكثف توفير الخدمات الطبية وأعمال الترصد في عدد من قرى محافظة المنوفية تزامناً مع ارتفاع منسوب مياه نهر النيل    رئيس هيئة الرعاية الصحية يلتقي رئيس مجلس أمناء مؤسسة "حماة الأرض" لبحث أوجه التعاون المشترك    أسعار اللحوم الجملي والضاني اليوم الاحد 5-10-2025 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    في 5 أماكن.. تعرف على أماكن الكشف الطبي لمرشحي مجلس النواب بسوهاج    اليوم.. محاكمة 5 متهمين في قضية «خلية النزهة الإرهابية» أمام جنايات أمن الدولة    متى يبدأ التشعيب في البكالوريا والثانوية العامة؟ التفاصيل كاملة    المطرب اللبناني فضل شاكر يسلم نفسه إلى الجيش    قدمها في حفل مهرجان نقابة المهن التمثيلية.. تامر حسني يستعد لطرح «من كان يا مكان»    مواقيت الصلاة اليوم الاحد 5-10-2025 في محافظة الشرقية    136 يومًا تفصلنا عن رمضان 2026.. أول أيام الشهر الكريم فلكيًا الخميس 19 فبراير    المملكة المتحدة: ندعم بقوة جهود ترامب للتوصل لاتفاق سلام في غزة    حماس: المجازر المتواصلة في غزة تفضح أكاذيب نتنياهو    السيسي يضع إكليل الزهور على قبري ناصر والسادات    بيراميدز يسعى للتأهل لدور 32 بدوري أبطال أفريقيا على حساب الجيش الرواندي، اليوم    عمر كمال يبدأ مرحلة جديدة.. تعاون مفاجئ مع رامي جمال وألبوم بعيد عن المهرجانات    مواعيد مباريات اليوم الأحد والقنوات الناقلة.. بيراميدز وبرشلونة والسيتي    استقرار نسبي..اسعار الذهب اليوم الأحد 5-10-2025 في بني سويفى    «اللي جاي نجاح».. عمرو سعد يهنئ زوجته بعيد ميلادها    صبري عبد المنعم يخطف القلوب ويشعل تريند جوجل بعد تكريمه على كرسي متحرك    شوبير يكشف موعد إعلان الأهلي عن مدربه الجديد    «مش عايزين نفسيات ووجع قلب».. رضا عبدالعال يشن هجومًا لاذعًا على ثنائي الزمالك    اعرف تردد مشاهدة "قيامة عثمان" بجودة HD عبر هذه القناة العربية    تشييع جثامين 4 ضحايا من شباب بهبشين ببنى سويف فى حادث الأوسطي (صور)    لسرقة قرطها الذهبى.. «الداخلية» تكشف حقيقة محاولة اختطاف طفلة بالقليوبية    أذكار النوم اليومية: كيف تحمي المسلم وتمنحه السكينة النفسية والجسدية    أبواب جديدة ستفتح لك.. حظ برج الدلو اليوم 5 أكتوبر    سلاف فواخرجى تكشف عن تدمير معهد الموسيقى فى سوريا    لعلاج نزلات البرد.. حلول طبيعية من مكونات متوفرة في مطبخك    أعراض متحور كورونا «نيمبوس» بعد تحذير وزارة الصحة: انتشاره سريع ويسبب آلامًا في الحلق أشبه ب«موس الحلاقة»    اندلاع حريق في «معرض» بعقار سكني في شبرا الخيمة بالقليوبية    دراسة حديثة: القهوة درع واق ومُرمم لصحة الكبد    كيف نصل إلى الخشوع في الصلاة؟.. الدكتور يسري جبر يوضح    أسعار الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025    هل التسامح يعني التفريط في الحقوق؟.. الدكتور يسري جبر يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقارير دولية تكشف زراعة الأعضاء تتحول إلى سوق إجرامي لقطع الغيار البشرية
أرباحها تصل إلى مليارات الدولارات سنويًا
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 22 - 08 - 2024

عالم خفي أو سوق سري تتعدد جرائمه، تتحول فيه الأعضاء البشرية إلى قطع غيار متنوعة ما بين الكلى والكبد وصمامات القلب، والجلد، والقرنية، والأذن الوسطى، وغيرها من قطع الغيار البشرية التي تتزايد الحاجة اليها بإلحاح شديد؛ حيث يشير المرصد العالمي للتبرع والزراعة إلى إجراء أكثر من 150 ألف عملية زرع سنويًا في جميع أنحاء العالم إلا أن تلك العمليات تعد أقل من 10٪ من الاحتياجات العالمية.
يتضمن ملف جرائم الاعضاء البشرية مصطلحي مختلفين الأول «الإتجار بالأعضاء» والثاني «الإتجار بالبشر بغرض انتزاع أعضائهم»، ولكل منهما آثار قانونية مختلفة، يشير المصطلح الاول «الإتجار بالأعضاء» إلى التعامل غير القانوني مع الأعضاء مثل بيع أو شراء عضو لتحقيق الربح وهى جريمة تختلف عن الاتجار بالبشر؛ بقصد إزالة الأعضاء، حيث يتم إجبار الأشخاص أو استغلالهم والإتجار بهم قبل التبرع بأعضائهم، وهى الجريمة الأكثر خطورة دون القدرة على إحصاء معدلاتها الحقيقية، ويتخفى وراء تلك الجرائم مريض على استعداد لكسر القانون؛ ليستعيد حياته وطبيب طماع يشارك في جريمة استغلال الضعفاء والفقراء من اصحاب الاعضاء الحيوية إرضاءً لمريضه وكسبًا للمال.
تشير تقديرات مكتب الأمم المتحدة المختص بالمخدرات والجريمة إلى وجود ما يقرب من 700 ضحية للإتجار بالبشر بين عامي 2008 و2022، ولكن تظل ارقام وحجم المشكلة غير محددة نظرًا لسرية تلك التجارة وعدم القدرة على رصد كافة الحالات التي من المرجح أن تكون ارقامًا مضاعفة، وتقدر منظمة الصحة العالمية ما يقرب من 10 آلاف كِلية يتم تداولها سنويا في السوق السوداء في عام 2018، حيث تعد الكلى العضو الأكثر شيوعًا في سوق الأعضاء، تليها الكبد والقرنية، كما توجد أسواق ناشئة للبويضات والاجنة البشرية، والجلد، وبلازما الدم.
سرقة عينى طفل
منذ اسابيع قليلة تداولت الصحف العالمية تفاصيل جريمة كشفت مدى خطورة جرائم الأعضاء البشرية بعد اقتلاع عيني طفل يبلغ من العمر ست سنوات من أجل سرقة قرنيته.
واشارت التقارير إلى أن الطفل كان يلعب خارج منزله في مقاطعة شانشي الشمالية بالصين عندما تم اختطافه وتخديره وإزالة عينيه، وحين لاحظ والداه اختفاءه بحثا عنه وعثرا عليه بعد ساعات من اختفائه في حقل قريب، وكان وجهه ملطخا بالدماء ليكتشف الاب مدى بشاعة الجريمة التي وقعت لطفله، حيث كانت جفونه مقلوبة إلى الداخل، ولم تكن عينيه موجودتين في الداخل.
تشير التقارير المختصة بملف تجارة الاعضاء عن تحقيق الأطباء والمسؤولين الصينيين في السابق أرباح ضخمة من بيع أعضاء السجناء الذين يتم إعدامهم حتى أن بعض المستشفيات كانت تعلن عن عمليات زرع القلب بأسعار تصل إلى مئات الآلاف من الدولارات، وفي عام 2007، أقر المسؤولون الصينيون قواعد قانونية تنظم عملية زراعة الأعضاء، وضرورة إجراء إصلاح شاق في هذا المجال نتج عنه إنجازات ملحوظة، ويشير التقرير إلى أن الصينيين واجهوا الأزمة وحققوا خطوات إيجابية نحو الحد بشكل كبير من المبيعات غير المشروعة، ولكن يبدو أن القوانين لا تردع بعض الحوادث التي تتم بأساليب بشعة لا يتوقعها احد.
مجرمون ام ضحايا
تشير تقارير منظمات الامم المتحدة وكذلك وزارة الخارجية الأمريكية إلى سمات ضحايا الإتجار بالأعضاء ضحايا الإتجار، وهم في الغالب من المهاجرين واللاجئين الرجال ممن تبلغ أعمارهم 30 عاماً، ويمنحهم الاطباء وعودًا بأن اعضاءهم ستنمو مرة أخرى أو أنه لن تكون هناك آثار جانبية للتبرع بالأعضاء وفقًا لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.
يختلط الامر حول وصف اصحاب الاعضاء البشرية التي يتم التبرع بها؛ حيث يصفهم البعض بالمجرمين لمشاركتهم في عمليات الإتجار غير القانونية إلا أنهم في حقيقة الامر ضحايا ممن يتم استدراجهم واقناعهم بالتخلي عن اعضائهم، ويستقطب المتبرعون عبر الإنترنت وشخصيا، هم عادة أشخاص يعانون من مستوى مادى واجتماعي منخفض وكذلك غير متعلمين، حيث يستغل جهلهم تجار الأعضاء ويوهمونهم بأن الكلى تنمو مرة أخرى، أو أن لديهم ثلاث كلى، أو أنهم سيحصلون على رعاية طبية متميزة بعد الجراحة، وفي الغالب يعدونهم بمبلغ يتراوح بين 500 دولار إلى 10 آلاف دولار ولكن قد لا يدفعوا على الإطلاق، ويجبروا أحيانا على توقيع أوراق تشير إلى موافقة بالتخلى عن اعضائهم أو التصريح بأنهم قريبين من المريض.
عصابات باكستان
توصف باكستان في الماضي بكونها أكبر الوجهات السياحية لإجراء عمليات زرع أعضاء إلى أن تم تجريم هذه الجريمة في عام 2010 بتوقيع عقوبة بالسجن لمدة تصل إلى 10 سنوات، وتوقيع غرامة، ومع تزايد الفقر والفساد عادت الجرائم مرة اخرى بتزايد ملحوظ.
شهدت باكستان قضية شهيرة في العام الماضي؛ حيث تم إغراء الضحايا بوعود بوظائف ومبالغ مالية ضخمة، وبيعت كليتهم بما يعادل 4 آلاف دولار أمريكي وألقت السلطات الباكستانية القبض على عصابة متورطة في تجارة غير قانونية لعمليات زراعة أعضاء وسط تزايد تدريجي لسياحة تجارة الاعضاء والمريض المحلي يدفع مبلغ 10 آلاف دولار والأجنبي يدفع ما يعادل 35 الف دولار، وكشفت السلطات هوية زعيم العصابة، وهو طبيب جراح اعترف بإجراء ما لا يقل عن 328 عملية زرع كلى بشكل غير قانوني، وكانت تتم بعض العمليات عبر خداع المرضى دون إبلاغهم بالحصول على اعضائهم ونادرا ما يحصلون على رعاية بعد العملية، وتوفى بعضهم بالفعل بسبب الإهمال وحدوث مضاعفات.
قوانين مشددة
نتعمق قليلا في القوانين المختصة بوقف السوق السوداء لتجارة الأعضاء، في الولايات المتحدة، يتلقى الشخص الذي ينقل عضوًا بشريًا في عمليات زراعة البشر عقوبة السجن لمدة خمس سنوات أو غرامة قدرها 50 ألف دولار أو كليهما، وبالرغم من ذلك يخاطر المتورطون في هذا المجال بحريتهم بسبب حصولهم على مبالغ مالية ضخمة وهو ما اكدته المجلة الأمريكية للعلوم والأبحاث الطبية الحيوية منذ عامين؛ حيث اكدت أن اسعار الكلية تتراوح بين 50 ألف دولار إلى 120 ألف دولار، ويشير تقرير سابق صدر عن مؤسسة النزاهة المالية العالمية أن تجارة الأعضاء غير المشروعة عالميا تصل ارباحها ما بين 840 مليون دولار و1.7 مليار دولار سنويا.
يرصد الخبير الطبي توم كاردامون القضية قائلا: «إنها أنشطة غير قانونية يرتكبها تجار غير آدميين يستغلون الاشخاص اليائسين من المهاجرين واللاجئين من مناطق الحرب، فهم لا يملكون أي نوع من الاموال على الإطلاق، والشيء الأكثر قيمة الذي يمتلكونه هو أعضاؤهم مما يجعلهم على استعداد لبيعها للحصول على المال، وهنا يعتمد الامر على وكالات إنفاذ القانون، التي تركز بشكل روتيني على أولويات أكثر اهمية وإلحاحا مثل الإرهاب والمخدرات والجرائم المالية بسبب انتشارها وإجراميتها، ويتطلب الامر بذل قدر هائل من الجهد لمحاولة اختراق الشبكات المتورطة في هذا النوع من الأنشطة التجارية».
قوائم انتظار
يكشف المتحدث باسم مؤسسة الكلى الوطنية الامريكية لمجلة نيوزويك اسباب رواج السوق السوداء لتجارة الاعضاء مؤكدًا؛ أن هناك 22 ألف متبرع في عام 2023، منهم حوالي 15 ألف متبرع بعد الوفاة و6 آلاف متبرع حى، ويبلغ متوسط وقت الانتظار لعملية زرع الكلى من ثلاث إلى خمس سنوات ولكن يمكن أن يصل إلى 10 سنوات في بعض الولايات الامريكية، في الوقت الحالي، ينتظر حوالي 90 ألف شخص عملية زرع كلى في قوائم انتظار طويلة، يتوفى حوالي 12 شخصًا يوميًا في انتظار مثل هذه العملية، وهو ما يعادل حوالي 5600 حالة وفاة سنويا وفقا لبحث أجراه معهد ليونارد ديفيس للاقتصاد الصحي بجامعة بنسلفانيا.
اقرأ أيضا : «أمن الجيزة» يكشف لغز مقاطع فيديو لجثث أطفال بفيصل
سياحة الاعضاء
حين يرغب شخص ما في السفر إلى الخارج بغرض الحصول على عضو بشري بطريقة غير قانونية تحول الى سياحة زراعة الأعضاء، وتتزايد تلك السياحة في بؤر محددة في شمال افريقيا والشرق الأوسط، كما أنها أكثر شيوعا في جنوب وجنوب شرق آسيا وأمريكا الوسطى وأوروبا، وغالبا ما تتم سياحة زراعة الأعضاء في البلدان التي لا توجد بها قواعد وقوانين تنظيمية كافية، ليتم استغلال القوانين الملتوية والنهج غير الأخلاقي في زراعة الأعضاء على نطاق أوسع وبهذه الطريقة يستطيع المتاجرون بناء شبكات إجرامية بالتنسيق مع الاطباء الفاسدين، ومديري المستشفيات، وموظفي المختبرات، والسائقين، والمترجمين، واحيانا يتورط مسؤولو إنفاذ القانون ايضا، وهو ما دفع الخبراء المختصين بمراقبة هذا المجال إلى التوجيه بضرورة التعاون في إنفاذ القانون على المستوى الدولي لكونه السبيل الوحيد للحد منها خاصة في الدول ذات القوانين واللوائح الأقل تشددا، أو من دول أكثر ثراءً وتطورا مع قوائم انتظار طويلة للمرضى.
الطبيب المحقق
نشرت نيويورك تايمز تحقيقها الأخير؛ لتشن حملة شرسة لرصد قضية تجارة الاعضاء البشرية وعرضت تجربة الطبيب فرانسيس ديلمونيكو وهو طبيب عالمي شهير في مجال زراعة الأعضاء لأكثر من 50 عامًا، يحمل العديد من الألقاب، جراح سابق في كلية الطب بجامعة هارفارد، رئيس سابق لجمعية زراعة الأعضاء تتواجد في أكثر من 100 دولة، ومستشار بشأن التبرع بالأعضاء وزرعها لمنظمة الصحة العالمية منذ عام 2006.
تحول الطبيب فرانسيس ديلمونيكو إلى محارب او شخصية دولية في مكافحة السوق السوداء غير المشروعة الموجودة في أجزاء محددة من العالم واشار إلى أن السوق السوداء الدولية للأعضاء البشرية قلت في السنوات الأخيرة في بعض الدول ولكنها لا تزال قائمة في أجزاء معينة من العالم بسبب الافتقار إلى القوانين والمتواطئين والأشخاص اليائسين، وهو ما لاحظه اثناء سفره إلى أكثر من 70 دولة، بما في ذلك الصين وإيران ونيبال والسودان وكندا، لمنع الإتجار بالبشر مع الترويج لإجراءات بديلة لزراعة الأعضاء الجراحية، وأشار إلى أن معاملات السوق السوداء لا تزال شائعة اليوم في شبه القارة الهندية وافريقيا والشرق الأوسط، بمساعدة أطباء من بلدان أخرى قد يسافرون إلى أي مكان آخر إذا تم التفاوض على الصفقات.
يشير الطبيب فرانسيس وخبراء في مجال زراعة الأعضاء على المستوى الدولي إلى أن النقص في الأعضاء البشرية وامتلاء قوائم الانتظار وسط وفاة الحالات، تشكل السبب الجذري للإتجار بالأعضاء وسياحة زراعة الأعضاء، وهي ممارسات تشكل خطرًا شديدًا على الصحة الفردية والعامة، ويقول فرانسيس يجب أن يتم التبرع بالأعضاء بشكل طوعي ولا ينبغي تعويض المتبرع الحي ماديًا كحافز للتبرع بالأعضاء، وبالمثل يجب أن يكون التبرع من المتوفى طوعي وغير ذلك يقودنا الى سوق مستمر.
خطورة الهند
زار الطبيب فرانسيس مدن مثل العاصمة الفلبينية مانيلا، واكد أن التبرعات العائلية نادرة ويتم شراء الأعضاء بشكل دائم، وحذر الاطباء في عام 2023 من خطورة ما يحدث في الهند التي اصبحت على استعداد لأن تصبح قوة رئيسية في زراعة الأعضاء عالميًا مع تزايد حالات الفشل الكلوي بشكل كبير في هذه المنطقة، واتهم فرانسيس وزملاؤه السفارات الوطنية بالمشاركة في هذا الأمر، وخاصة في نيبال بجنوب آسيا والدول المجاورة التي ترسل المتبرعين بالأعضاء إلى الهند حيث تؤدي «الرشاوى» التي يتم دفعها مقابل الأعضاء إلى «عمليات تجارية ضخمة» للبائعين والأطباء على السواء بالإضافة إلى توفير الغطاء القانوني وتأشيرات السفر كجزء من الاتفاقيات، وبالفعل شهدت الدورة السابعة والسبعين لجمعية الصحة العالمية التي عقدت هذا العام في جنيف بسويسرا موافقة الممثلون والمشاركون على قرار زيادة توافر الخلايا والأنسجة والأعضاء البشرية والوصول إليها بشكل أخلاقي، كما حاول الاطباء المحاربون لسوق الاعضاء البشرية اللجوء الى الجانب الديني للمزيد من التوعية ونجحوا في التواصل مع البابا فرانسيس والفاتيكان لمعالجة وتجريم تلك العمليات ضد الإنسانية المتمثلة في الاتجار بالأعضاء.
نيبال
تعد نيبال ايضا من ضمن الدول التي تشتهر برواج تلك التجارة، وهو ما رصدته ورقة بحثية نشرها اطباء نيباليون مفارقة وجود «قوانين صارمة» لتنظيم زراعة الأعضاء البشرية على المستوى الوطني، ولكن بالرغم من ذلك تنتشر شبكات من تجار البشر ممن يجتذبون سكان المناطق الريفية الفقراء إلى تجارة الأعضاء غير المشروعة ويستغل تجار البشر نقص الوعي العام لدى سكان المناطق الفقيرة لتمرير تلك الصفقات وبتلك الطريقة توصف دولة نيبال مؤخرا بكونها «وادي تجارة الكلى»، حيث يتهافت مواطنوها على بيع اعضائهم بسبب اليأس المالي.
يشير سيريل جاوت، مدير إدارة الدعم المعلوماتي والتحليل في الإنتربول: «على الرغم من أن الاتجار بالبشر لإزالة الأعضاء ليس ظاهرة جديدة، إلا أنه لا يتم الإبلاغ عنها بشكل كافٍ بسبب الطبيعة السرية للجريمة، إلى جانب الافتقار إلى الوعي من جانب وكالات إنفاذ القانون ونقص قنوات تبادل المعلومات بين القطاعين الطبي والشرطي».
خطف وتجارة البشر
اثار تكرار تلك الجرائم مخاوف من انتشار حوادث الإتجار بالبشر وخطف الابرياء وتهريبهم من اجل سرقة اعضائهم، اثيرت القضية مؤخرا في امريكا بعد سفر طلاب من جامعة اوكلاهوما ومنهم الطالبتين «زارا هال وكايلي بيتزر» الى احد المنتجعات المكسيكية وتعرض الطلاب إلى التخدير بمادة الفنتانيل بعد طلبهم المياه وشعورهم بالإغماء أثناء عطلتهم؛ ليؤكد اقاربهم انه لولا نقل أبنائهم إلى المستشفى سريعا ومعرفة الامر لتحولوا إلى هدف للاتجار بالأعضاء البشرية وسرقة أعضائهم وهو امر منتشر في تلك المنطقة كما قال اهالي الطلبة.
أسواق إلكترونية
يكشف تحقيق مجلة نيوزويك إلى وجود جوانب عديدة أكثر قتامة لمبيعات الأعضاء البشرية عبر الإنترنت والتي انتشرت من خلال تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث تسللت إلى مجموعات سرية على منصة التواصل الاجتماعي تليجرام لبيع مجموعة من الأعضاء البشرية المتنوعة في تجاهل تمام للقانون الفيدرالي، وعمدت تلك الصفحات الى الاغراءات والعروض المالية حيث تغذي العملات المشفرة مبيعات الأعضاء البشرية بشكل مستمر لإتمام الصفقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقابل آلاف الدولارات من العملات المشفرة.
الطبيب المجرم
يشير التقرير الى إحدى المجموعات وتسمى «أعضاء الكلى للبيع في الولايات المتحدة»، يدير المجموعة أو الجروب شخص يدعى ميل لوتن ويدعي أنه طبيب يقيم في كاليفورنيا، بدأ عمله منذ عام «لمساعدة المرضى ممن يعانون من مشاكل مثل قصور القلب أو قصور وظائف الكلى، اكد انه جند فريقا مكونًا من 20 جراحًا من جميع أنحاء العالم يتلقون التبرعات ويشرفون على عمليات زراعة الأعضاء من الأشخاص الذين يدفعون بالعملة المشفرة، وقال عبر تيليجرام: «لدينا فريق من الجراحين المحترفين الذين يقومون بإزالة الأعضاء وإجراء عملية الزرع في عيادتنا أو في الخارج، نقوم ببيع الأعضاء «بتغليف سري بنسبة 100% وشحن آمن في جميع أنحاء العالم»، ويمتلك ميل لوتن أجهزة يمكنها الحفاظ على الأعضاء في حالتها الحيوية لمدة عام، ويدرك إدارته لمجموعة غير قانونية، قائلا: «نحن نقوم بأعمال آمنة وسرية بشكل يومي».
تسربت حسابات الطبيب لوتن إلى مجلة نيوزويك وتصل الأرصدة البنكية المشفرة الى 11 مليون دولار و5 ملايين دولار في حسابين مختلفين بعد تقديمه رسائل ادعى أنها من متبرعين ومتلقين للأعضاء تعامل معهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.