كتب : حمد الترهوني 10 سنوات هي كل عمر الطفل محمود فوزي عبدالوارث، أصغر بائع ذرة مشوي على طريق القاهرة – أسوان بعد أن اتخذ من مسقط رأسه في مدينة ملويجنوب محافظة المنيا مستقرا له لكسب الرزق الحلال. أصبح محمود نموذج لطفل مصري يجسد المعنى الحقيقي للكرامة والشرف والرجولة في اكتساب لقمة العيش بعرق جبينه ليرسم السعادة على وجوه أسرة الفقيرة ومساعدة والده على أعباء الحياة المعيشية. تنجذب إليه بابتسامته التي تخطف قلب الزبائن إليه، طفل عمره عشر سنوات لم يقف مكتوف الأيدي لكن بدأ يبحث عن عمل خاص له يمكنه من مساعده والده في المصاريف المنزلية والدراسة له ولشقيقيه على ناصية مركز شاب ناصر ملوي يقف؛ حيث أصبح علامة مميزة لأهالي المدينة في عشقهم للذرة المشوي. يقول محمود: «أبدأ يومى من الساعة 9 صباحا، بنزل أشتري طلبات العربية كلها وأرجع أبدأ في تجهيزها وخرج عشان أشوف رزقي واستقبل الزبائن من الصبح ولحد 12 ليلا.. الحمدلله الرزق بيد الله مش كل يوم زي التانى عشان دى أرزاق والأرزاق على الخلاق». ويضيف الطفل محمود: «طموحاتي إن يكون والدي مستور الحال بين الناس.. مش عايز أكون مشهور.. الأمر مختلف بشكل كبير فكل أحلامي وكل ما أتمناه أن أستمر في بيع الذرة المشوي ولا أمد يدي حتى وإن كبر سني.. أريد أن أستمر على ما عودني عليه خالي الذي علمني فنون مهنة بيع ذرة المشوي». ويمضي في حديثه: «أعمل في بيع الذرة المشوي منذ أكثر من عامين من أجل مساعدة والدي برغم من ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام وخاصة إننا شغلنا كله قدم النار.. قلت لأبويا هشتغل عشان أثبت للناس إني راجل». ويختتم حديثه: «أنا راضي ومبسوط بشغلي رغم تعبي الجسدي لكن اعمل ايه ما باليد حيله كل يهون في سبيل أرضي أبويا وأمي وأشوف اخواتي مبسوطين دا بالدنيا».