عندما قطعت السعودية علاقتها بإيران في أعقاب الهجوم علي السفارة والقنصلية السعودية بطهران تداعت ردود الأفعال من جانب الدول العربية ما بين قطع علاقات أو خفض التمثيل الدبلوماسي لا أوافق أن تتدخل الدول أيا ما كانت في الشئون الداخلية لدول أخري فما بالنا بالتدخل والاعتراض علي أحكام القضاء فهذا أمر مرفوض تماما، ولقد عانت مصر في مراحل عدة طوال تاريخها من اعتراض دول الغرب وأمريكا علي الأحكام القضائية التي تصدر بشأن شخص ما أو جماعة وكانت الإجابة واضحة وضوح الشمس من جانب القيادة السياسية والحكومة بمصر لا نتدخل في أحكام القضاء ولا نسمح لأحد بذلك. هذه الآفة الكبري انتقلت من الدول الكبري إلي الدول الإقليمية وغدا سيكون لدول ليست ذات شأن ان تتدخل بدافع من دول أخري للاعتراض علي أحكام في دولة ما. هذا الأمر شأنه شأن الفوضي التي أخذ العالم الغربي علي عاتقه زرعها في دول الشرق الأوسط سواء من خلاله أو من خلال دول أخري مستغلاً حالة العداء المستعرة بينها وبين جيرانها. ماذا حدث للدول الإسلامية التي وإن اختلفت في مذاهبها وهذا أمر يعود لها ما كان لها أن تثير مواطن الفتنة التي تم وأدها منذ زمن ولكن صناع الفتنة داخل بعض البلاد وخارجها لا يفوتون فرصة لتحقيق هدفهم باختلاق مزاعم وهمية بأن هناك حربا سنية شيعية مشتعلة وآن أوان حسمها في معركة تستخدم فيها أحدث الأسلحة وليس مجرد التنابز بالتصريحات. المواطن البسيط في كل الدول العربية والإسلامية يعلم علم اليقين أن المسألة ليست صراعا سنيا شيعيا وإنما هي مصالح واستعراض عضلات ليؤكد كل طرف قدرته الإقليمية في السيطرة علي المنطقة. والأعداء الذين يكيدون للإسلام في الخارج لا يتوانون عن انتهاز الفرصة لزيادة اشعال الخلاف وتفسير كل حدث علي أنه صراع مكتوم بين العالم السني والعالم الشيعي. هل الحكم علي مجموعة من الأفراد ارتكبوا جرائم تعد من أعمال الإرهاب يشعل الحرب بين الدول العربية والإسلامية وفقا للمذهبين؟! أين حكماء وعقلاء هذا الزمان لإطفاء نار الفتنة خاصة أنها فتنة دينية وهي أشد من الفتنة الطائفية وأشد من القتل، وهل نسي الناس الحروب بين البروتستانت والكاثوليك والتي أزهقت أرواح الملايين من الناس علي مدي سنوات طويلة. ألم نتعلم بعد.. لقد وجد أتباع كل طائفة أنهم كانوا ضحايا صراع مذهبي لديانة واحدة وهي المسيحية صنعه صراع المصالح والسيطرة وليس الدين أو الطائفة. هل يجرنا العالم إلي هذا النوع من الصراع حتي تضعف قوانا ونفقد مواردنا ونصبح أرضا سهلة الاستيلاء عليها. هل سنلجأ إلي العالم فيتخذ كل أصحاب مذهب سواء سنيا أو شيعيا معسكرا يؤازره ضد الآخر وهم يضحكون علي جهلنا وغبائنا وأنسياقنا لهم بملء إرادتنا لتسليم أوطاننا لهم. هذا الصراع المزعوم الذي وجد في الإعلام المغرض نافذة تزيده اشتعالا والتهابا سيؤدي بالدول العربية والإسلامية إلي مواطن التهلكة ولحظتها لن نتذكر أنه صراع ديني أو إقليمي وإنما صراع غباء وجهل بدروس التاريخ سواء الخاص بالأمة الإسلامية، أو بالأمم الأخري. يا سعادة بني إسرائيل التي تري الدماء الإسلامية تراق بأيدي المسلمين سواء من جانب الجماعات المتشددة أو من جانب أصحاب المصالح. يا أمة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم لا تسمحوا لبني إسرائيل تحقق ما فشلوا فيه من إشعال الحروب بين الأوس والخزرج بعد إسلامهم بشكل آخر ولا أن يعودوا إلي المدينةالمنورة بعدما طردوا منها لخيانتهم العهد وفسقهم لجهلنا وتفريطنا في ديننا الحنيف. وتعالوا إلي الحديث الشريف «إذا اشتكي عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمي» وهو مصير الأمة الإسلامية.