جددت الاشتباكات التي وقعت امام مسجد الأمام الحسين بين الشيعة من ناحية والسلفيين والصوفية من ناحية أخري الحديث عن ظاهرة التشيع في مصر وهل هي أزمة مذهبية أم قضية سياسية يشعلها اصحاب المصالح والأهواء والباحثون عن صراع مستقبلي بين العالم السني والعالم الشيعي. "الجمهورية" ناقشت القضية مع العلماء والمختصين. الدكتور عبدالمقصود باشا استاذ التاريخ الاسلامي وعضو المجلس الأعلي للشئون الاسلامية يوضح أن قضية الشيعة والسنة قضية قديمة قدم الدولة العثمانية والدولة الصوفية اللتين سقطتا بسبب هذا الصراع الذي غذته فرنسا وانجلترا وروسيا وهي الدول الكبري في ذلك الوقت ثم عاد الي الظهور بقوة بعد ثورة الخميني 1979 عندما انتشر الخوف والتخويف من الثورة الإيرانية لتقوم الحرب العراقيةالإيرانية وتعكس صراعا بدا سنيا شيعيا وبعد سقوط العراق ظهر التطهير العرقي بين الشيعة والسنة بل إن كثيرين يؤكدون أن الأمريكان كانوا وراء هذا الصراع. ويضيف الدكتور عبدالمقصود باشا ان المتأمل لما يحدث يكتشف أن القضية سياسية تغذيها اجهزة مخابراتية غربية. وبعض المستفيدين داخل العالم العربي بالاضافة الي اطماع بعض تيارات الصراع التي تتكسب من هذا الصراع فضلا عن أطماع التوسع لبعض الدول. ويتساءل الدكتور عبدالمقصود إنه إذا لم يكن الموضوع سياسيا في الأصل فلم لا يحدث صراع بين المذهب المالكي والمذهب الشافعي أو الشافعي والحنفي أو الحنفي والحنبلي..؟ فالملاحظ أنه ليست هناك أزمة بين هذه المذاهب. وماداما ليس هناك أزمة بين هذه المذاهب الأربعة والأزمة قائمة بين الشيعة من جانب والسنة إذن الأزمة سياسية لا علاقة لها بالفقه أو العلم خاصة وان العلماءى يرون أن الخلافات بين مذاهب أهل السنة أو الشيعة لاثني عشرية ليس كبيراً وليس أكبر من الخلافات التي بين المذاهب الأربعة. قضية سياسية أما الشيخ محمود عاشور الوكيل الأسبق للأزهر الشريف فيختصر الموضوع كما يقول بأن القضية سياسية يسعي أصحابها الي خلق هذا الصراع المطلوب من الدول الكبري حتي يقضي المسلمون بعضهم علي بعض ويقوم الجهلاء من الطرفين واصحاب الاهواء بتغذية هذا الصراع وللاسف نحن نري الأمور تتفاقم ولا يتحرك أحد وما يحدث من احتفالات بشكل فج من بعض الشيعة يأتي في هذا الاطار ليثبتوا لمن يمولوهم أنهم يجتهدون في المخططات المكلفين بها. قالقضية صراع سياسي تآمري تري آثاره أو بدايته الواضحة فيما يقع في العراق من تطهير عرقي وحرق لمساجد السنة والحسينيات اكتشف الناس بعد ذلك أن الجانب الأمريكي كان له تدخل كبير فيها وأضاف: إذا كان التشيع هو حب آل البيت فإن المصريين كلهم شيعة وإذا كانت السنة هو العمل بكتاب الله وسنة رسوله فنحن المصريين سنة وما يقال علي المصريين يقال علي المسلمين جميعاً خاصة وان الخلافات الفقهية لا تتجاوز 5%. أما إذا كنا سنأتي بالسفهاء والجهلاء من الجانبين وتعتبر ما يقولونه هو الصواب هو والمذهب فإننا سنتجه حيث يتجه الجهل ويقول: يجب أن يدرك الجميع ان الفقهاء والجهلاء موجودون علي الجانبين وكلاهما لا يصح أن تكون آراءهم هي السائدة وللأسف هي التي تظهر في الإعلام. القنوات المشبوهة وتشير إلي ان هناك قنوات دينية شيعية وسنية تخصصت في حرب كل منهما الآخر وقد ذكر لنا مسئولون أن تمويل هذه القنوات يأتي أجهزة مخابرات غريبة وعلينا ان ننتبه إلي ذلك نستقبل بالوعي وتنطلق من حالة من البحث عن الحقيقة وهو ما نمارسه في جمعية التقريب بين المذاهب وهو سلوك بدأته مصر منذ عام 1949 بإنشاء دار التقريب بين المذاهب التي قامت بجهود طيبة إلا اننا نجد أصوات الجهلاء الآن علي الجانبين هي الأعلي. أصابع إيران أما خالد المصري عضو ائتلاف الدفاع عن الآل والصحب فيري ان إيران تسعي بكل الطرق لنشر التشيع في المجتمع المصري لأنهم يريدون أن تعود مصر دولة شيعية رغم ان مصر لم تتشيع أبداً حتي عندما كان حكامها شيعة مشيراً إلي أن الشيعة يتصورون ان المهدي المنتظر سوف يعود من غيبته التي يدعونها في مصر بمسجد الحسين وسوف يحدث ذلك عندما تتحول مصر إلي دولة شيعية يحكمها نظام الفقيه لذلك نجدهم ينفقون علي التشيع في مصر مبالغ طائلة بدليل حرصهم علي إقامة حزب شيعي سموه حزب التحرير ورغم عدم حصوله علي الترخيص إلا أنهم لا يزالون يصممون علي ذلك كما قاموا بإنشاء حسينيات في 6 أكتوبر خاصة بعد إقامة بعض العراقيين هناك وحرصوا علي تعيين مأذون حتي يقوم بنشر زواج المتعة وقد كان ممن ينظمون رحلات إلي إيران كما أن قيامهم بالاحتفالات الصباحية في مصر ليبينوا للعالم أن التشيع ينتشر في مصر. توافق طاهر الهامشي "شيعي مصري" وعضو المجمع العالمي لأهل البيت يقول: اننا كشيعة نصلي جميعا في مساجد أهل السنة دون أي خلافات ولا توجد لنا زوايا أو مساجد مخوصة لأداء الصلاة ولا نقوم بأي طقوس تختلف عن أهل السنة ونصلي وراء إمام المسجد الحرام مع جميع المصلين. وأضاف: ان ما يقال عن اننا نكفر أهل السنة أو لا نصلي معهم لا أساس له من الصحة مثل ما يقال من اننا نسب الصحابة أو نسب السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها لكن بعض الفضائيات تستضيف مشايخ متطرفين من الطرفين لإثارة الخلافات ومن يسب الصحابة هدفه سياسي ولا يقوم بعمل ديني وقال: إن الخلاف بين الشيعة والسنة خلافات فقهية عادية ولكن ما يحدث إنه يتم تعظيمها بهدف سياسي لا علاقة له بالدين. وقال: انه لم تحدث مشادات بين الشيعة والسنة أمام مسجد الإمام الحسين وما حدث كان بين السلفيين والصوفيين للخلاف حول زيارة الأضرحة.