فى زمن الانقلاب الدموى شهدت إجازة عيد الأضحى المبارك تفاقم ظاهرة غزو المخدرات شوارع المحروسة وتوزع على الشباب وتُباع فى كل مكان وتتجاهل حكومة الانقلاب هذه الكارثة لأنها تعمل على تغييب العقول وضياع مستقبل الكبار والصغار وبالتالى لا يطالب المصريون بحقوقهم وتتاح الفرصة لعصابة العسكر لبيع مصر بالقطعة . المخدرات تصنع فى القرى والمدن بدون رقيب ولا حسيب والأهالى يشكون ويتقدمون ببلاغات لأمن الانقلاب دون استجابة وهو ما دفع أهالى مدينة أدفو للقيام بمهاجمة وكر مخدرات بأنفسهم وهدمه واحراق المخدرات.
وش الخراب حول هذه المأساة كشفت (ش. س) من مدينة البدرشين عما حلّ بنجلها الأصغر (خ. ح. م)، 17 عاما، ويدرس فى الصف الأولى الثانوى التجارى، قائلة إن الحكاية بدأت عندما اشترى شقيقه الأكبر توكتوك يعمل عليه، وطلب نجلها الأصغر وردية للعمل على «التوك توك» بعد العودة من المدرسة، حتى يدبر مصاريفه. وأشارت إلى أنه استمر لأشهر يعمل بجد، إلى أن تبدل حاله، وأصبح يتأخر فى الرجوع إلى البيت وحالته الصحية تراجعت ونزل وزنه للنصف وشعرت أنه لا يقوى على الوقوف. وأضافت الأم : تدخل زوجى وشقيقه الأكبر وتتبعاه، واكتشفا أن أصدقاء السوء استخدموا «التوك توك» فى ترويج المواد المخدرة مقابل جرعة «مزاج» له مجانا، فأدمن «الآيس»، واضطررنا لنقله لمصحة لعلاج الإدمان. وأشارت إلى أنه بعد خروجه من المصحة أصبح انطوائيا وضعيف البنية ودائم النوم، يغلق الغرفة على نفسه لأيام، لذلك لجأت لطبيبة كانت مسئولة عن متابعته فى المصحة، قالت إنها أعراض انسحاب المواد المخدرة من جسمه. وتابعت الأم: أكدت لى الطبيبة أيضاً أن أفكار الانتحار تظل تطارده حال استمرار العزلة، ولا بد من ملء وقت فراغه، خاصة أن المخدرات الكيميائية تميت الموصلات العصبية فى المخ، موضحة أنه مع بداية العام الدراسى عاد إلى المدرسة مكسورا أمام زملائه، لكن أخاه دائما يرافقه ويذهب معه إلى النادى، ونحاول ملء حياته بالتعليم والرياضة وتنمية مهاراته ، وأقسمت على أخيه فباع «التوك توك».. «وش الخراب».
مصير مجهول وقال «ع. ا»: ولدت بمنطقة «هيش» بالمعصرة بحلوان وعشت هنا 38 عاما، والآن لدىّ خمسة أبناء، أخشى عليهم من مصير مجهول مع المخدرات وطرق وأساليب إغواء الأطفال والمراهقين والشباب، خاصة من المخدرات الجديدة المنتشرة «الآيس» أو «الشابو» . وأضاف : أنا عامل يومية ولو انجرف أحد الأبناء إلى هذا الطريق لا أقدر على تحمل أعباء العلاج أو الذهاب به إلى مصحات علاج الإدمان، ليكون مصيره الموت لا محالة. وأشار إلى أن منطقة «هيش» بالمعصرة هى إحدى البؤر الإجرامية، لمتعاطى «الآيس» و«الشابو» من مختلف الفئات العمرية. وأكد أن أنواعا كثيرة من المخدرات الكيميائية، منها «الشابو» و«الآيس» و«البودر» تنتشر فى المنطقة وأنا راجع من شغلى ليلا «اتكعبل» فى نساء مغيبة يتعاطين المخدر ويحتضن على صدورهن أطفالاً رُضّعاً، لا يعرفن من آباء أطفالهن، ونطردهن بعيدا يغبن ساعات ينمن فيها على كورنيش المعصرة ثم سرعان ما يعُدن إلى هنا مرة أخرى فلا مأوى لهن سوى تلك الخيام. وأكد «ع. ا» أن تُجار السموم هم من أهل المنطقة، ويعتمدون فى ترويج تجارتهم على «السيدات» و«الأطفال» الذين لم تتجاوز أعمارهم 10 سنوات، والمقابل يكون «جرعة كيف» و«وجبة غذائية» والنوم بمنطقة شط البحر التى تقع تحت سيطرة تجار الكيف.
الشابو
وقال (ت. ج 28 عاما) مدمن شابو لمدة 4 سنوات وتعافى، إنه فى البداية تعرف على أصدقاء من خارج المنطقة أثناء ركوب «التوك توك»، وعرضوا علىّ الأمر على سبيل التجربة رفضت مرة وأخرى، وفى الآخر جربت وتماديت فى التعاطى 4 سنوات من عمرى. وأوضح أن «الشابو» مجرد مخدر يغيّب العقل عن الوعى ربع ساعة على الأكثر، ومنه «الشابو» الشعر و«البودر» . وأشار إلى أن التعاطى يحدث راحة نفسية «عقل مخدر يحكم كيف يشاء»، عملت فى شق الثعبان منذ نعومة أظافرى، اليومية الآن 320 جنيها وعملت فى معرض، وكنت على منتصف الليل أتعاطى جرعة «الشابو» وأنام حيث تأخذنى قدماى، ولا أقوى على النوم يوما دون الجرعة. وأكد أنه لم يرَ أمه شهورا وكانت تبكي من أجلى ، لم أعرف قيمتها إلا بعدما تعافيت، وكلما عدت إلى المنزل طردنى شقيقى الأكبر لتأديبى، وحين عرض علىّ الدخول لمصحة هربت ولم أرجع لسنوات، فكرت فى السرقة وخشيت الإمساك بى والسجن، والأقارب أنكروا معرفتى حتى مجرد مصافحتى كانت عارا لهم . وتابع : ما دفعنى للإقلاع عن التعافى أن عريسا تقدم لخطبة شقيقتى فعزمت على التعافى من الإدمان من أجلها.
ولد الشيطان
وقالت والدة «م. ف. ك» من قرية سقارة: هذا ولِد الشيطان منذ كان عمره 13 عاما رفض استكمال تعليمه، وكان عنيدا ويرفض أن يُمشى أحد عليه كلمته، خرج لتعلم صنعة وسار المال فى يده، خلال سنوات أدمن الحشيش والأقراص المخدرة الأخرى . وأضافت : شقيقه الأكبر حبسه لشهور وتعافى، كان يصرخ كما لو كان يُجلد، وتحملنا وصبرنا معه حتى تعافى، قررنا زواجه حتى ينصلح حاله، وبعد عام فشلت الزيجة وخرجنا منها بطفل رضيع. وأشارت إلى أنه عاد للإدمان بمختلف أنواعه، وأصبح يتعاطى الترامادول يوميا خلال عمله، حتى يقوى على ساعات العمل، وفى الليل يتعاطى «الشابو»، فلتت أعصابه لدرجة أنه يعتدى علىّ وعلى شقيقاته بالضرب المبرح، طرده والده بكيت شهورا حتى سمح له بالعودة إلى البيت، واستمرت حالته فى التدهور والتصاعد إلى أن أمسك بطفله وكاد يقتله انتقاما من زوجته.