الشرابية أكثر مناطق المخدر «الفتاك» انتشارًا..الجرام ب400 جنيه والسيجارة ب50 جنيهًا خبير أمنى: المخدرات الجديدة أخطر من الإرهاب كلما زاد عدد المدمنين زاد معهم طمع «الديلرات» لتوسيع تجارتهم غير المشروعة من خلال إغراق سوق الكيف بأصناف جديدة أكثر سُمية مما سبق، مستغلين رغبة الشباب فى حب التجربة حتى ظهروا لنا بمخدر جديد اسمه «البَودَر»، وهو مخدر استطاع جذب كل متعاطى المخدرات بكل أنواعها بداية من مدمنى الهيروين وصولًا إلى مدمنى الفودو والاستروكس. موقف الميكروباص البداية كانت فى موقف ميكرو باصات «أبو وافية»- بمحافظة القاهرة، حيث قضينا يومًا بمساعدة أحد مصادرنا بالموقف، والذى كان قد أكد لنا أن مدمنى «البودر» منتشرين بهذا الموقف، حيث ذهبنا إلى الموقف وادعى المحرر للسائقين مدمنى البودر هناك، أن لديه شقيقًا مدمنًا على مخدر البودر ونريد معرفه كل المعلومات عن هذا المخدر لعلاج «الشقيق الوهمى». ويقول «أحمد.س» وهو سائق «ميكروباص» إن بداية ظهور مخدر البودر فى سوق الكيف كانت منذ 6 أشهر، ولكنه وقتها لم يكن معروفًا بين المدمنين، مضيفًا أنه كان مدمنًا على مخدر «الهيروين» إلا أنه تركه منذ شهرين واتجه إلى مخدر «البودر»، مؤكدًا أن مفعوله أقوى من الهيروين بمراحل، مشيرًا إلى أنه يتعاطى «البودر» عن طريق التدخين. وأشار إلى أن «نفسين» فقط من سيجارة «البودر» كفيلان بالوصول إلى حالة الهلوسة التى يصل لها من خلال كميات كبيرة من الهيروين، مضيفًا: «البودر دماغ عالية بفلوس قليلة وكميات ضئيلة» لافتًا إلى أن بداية إدمانه له كانت عن طريق التجربة من أحد أصدقائه السائقين، حيث يشل حركته ويفقده الإحساس بكل شىء بالإضافة إلى فقدانه للوعى فى بعض الأحيان. وقاطعه صديقه «حسين.ح» وهو مدمن بودر ويعمل سائق ميكروباص، قائلًا إنه يتعاطى البودر من خلال وضعه على السجائر، حيث يقود الميكروباص دائمًا تحت تأثيره، موضحًا أنه ذات مرة فقد الوعى أثناء القيادة وعند إفاقته وجد نفسه مصطدمًا بعربات الباعة الجائلين المتواجدة على الطريق هناك بمنطقة شارع الترعة البولاقية شبرا مصر، حيث إن مدة تأثير البودر عليه 40 دقيقة فقط، لذلك يتعاطى منه باستمرار حتى يظل فى حالة اللاوعى، بحسب قوله. وفى سياق متصل قال «جابر.ف» إنه كان مدمنًا على مخدر «الحشيش» ومن ثم الفودو والاستروكس إلا أنه بعد تجربته لمخدر البودر أصبح مدمنًا عليه، وترك كل أنواع المخدرات الأخرى، لافتًا إلى أن مخدر البودر أكثر أنواع المخدرات تأثيرًا، وأنه فى بداية تعاطيه لمخدر البودر جاءه شعور يشبه تعرض الجسد لشحنة كهرباء زائدة، كما أنه يشعر بحالات من الهذيان والهلاوس وفقدان القدرة على تحريك أعضاء جسده. سرنجة الموت روى «رمزى.أ» 37 عامًا، وهو مدمن هيروين، بمنطقة -شبرا الخيمة- تفاصيل مصرع صديقه بسبب مخدر البودر إذ قال إن لديه صديقًا يدعى «محمود.ح» 35 عامًا، وكان يعمل فى تجارة الحشيش بالإضافة إلى إدمانه لمخدر الهيروين لمدة 8 سنوات، مضيفًا أن صديقه تدهورت حالته الصحية بسبب إدمانه للهيروين، فمنذ بضعة أشهر أجبرته عائلته على دخول مصحة لعلاج الإدمان. وأشار إلى أنه بعد انتهاء فترة العلاج قطعوا عنه كل سبل الحصول على الأموال لمنعه من تعاطى الهيروين مرة أخرى، إلا أن صديقه اتجه إلى مخدر جديد فى السوق اسمه البودر لأنه رخيص الثمن، موضحًا أنه تعاطى البودر بواسطة «سرنجة» ليكون تأثيره مثل الهيروين، حيث ظل جسده ينتفخ لمدة يومين حتى لقى حتفه، مؤكدًا أنه كان معه لحظة تعاطيه «البودر». الشرابية منبع «البودر» بينما قال «صلاح. ر» أحد مدمنى البودر، من منطقة الشرابية - محافظة القاهرة، إن الغالبية العظمى من مدمنى البودر أطفال، مضيفًا أن هناك عدة أنواع من مخدر «البودر» فهناك اللون السمنى والبرتقالى والأبيض، وجميعها تعطى نفس التأثير، كما أنه يباع فى منطقته ب«السيجارة» وسعرها 50 جنيهًا يتعاطاها المدمن على فترات متقطعة، أما سعر الجرام فيبلغ 400 جنيه، ويكفى من 8 إلى 10 سجائر، موضحًا أن منطقة الشرابية تعتبر منبع البودر فى مصر، وهناك إقبال شديد من المدمنين عليه وتليها منطقة أبوقتادة محافظة الجيزة وسعر السيجارة هناك 10جنيهات فقط. أصغر مدمن بودر فى منطقة شبرا الخيمة التقينا «بودى» الطفل صاحب ال 14 عامًا، حيث قال إنه كان مدمنًا على مخدر «الاستروكس»، إلا أنه اتجه إلى مخدر «البودر» منذ 4 أشهر، مضيفًا أنه عند تعاطيه للبودر يشعر أنه منفصل عن العالم وفى حالة هلوسة شديدة إلى جانب تسارع كبير بضربات القلب وارتخاء شديد فى الأعصاب بالإضافة إلى نسيان الأحداث التى مر بها تحت تأثير البودر، فضلًا عن حدوث شلل ب اللسان. وتابع: «ببساطة كل الجسد متوقف عن الحركة إلا العيون»، لافتًا إلى أنه يفضل شراء سيجارة بودر ب 50 جنيهًا تكفيه لمدة 4 أيام أفضل من شراء كمية كبيرة من الاستروكس. تاجر البودر محرر الجريدة تواصل مع أحد تجار «البودر» من منطقة المطرية، ويدعى «عبد المجيد.ع» وشهرته «عبده»، فى البداية سألناه عن سعر جرام البودر بمنطقته حيث أكد أنه ب 320 جنيهًا ويباع أيضًا بالسيجارة بداية من 30 جنيهًا، وبسؤاله عن كيفية تعاطى البودر قال إن مدمنى الاستروكس والفودو اتجهوا إلى إدمان مخدر البودر ويتعاطونه عن طريق وضعه فى سجائر ملفوفة، أما مدمنو الهيروين فهناك من يتعاطونه عن طريق لفه فى سجائر أو الشم، أما الحقن فيؤدى إلى حدوث «غرغرينا» فى الساق أو الذراع، بالإضافة إلى تجلط الدم، وحذرنا من تعاطيه عن طريق الحقن بسرنجة، مؤكدا أن هناك حالات وفاة عديدة لقيت حتفها بسبب البودر. وأوضح أن أغلبية من قاموا بتجربة البودر للمرة الأولى لقوا حتفهم بسبب زيادة فى الجرعة لعدم درايتهم بقوة مفعوله، لافتًا إلى أن البودر «مخدر الموت وتركيبته فتاكة». وتابع أنه لذلك انتشر بين المدمنين بسرعة البرق لأنه يناسب كل أنواع المدمنين بسبب سعره الرخيص وتأثيره الطويل مؤكدًا أن بداية ظهور البودر كانت منذ 8 أشهر، ويتم جلبه من إسرائيل، ولم يتم اللعب فى خلطته حتى الآن مثلما حدث مع مخدرات الفودو والاستروكس. حشيش بالبودر بينما قال «أ. خ»، وهو يعمل مع أحد تجار «الحشيش» بمنطقة شبرا الخيمة، إن الحشيش الذى يبيعونه مخلوط بمخدر البودر، مضيفًا أن «الحشيش» المخلط ب البودر يكون لونه مائلًا للسواد وبه لزوجة ولمعان. وتابع أنه عند «تسييح الحشيش» المخلوط بالبودر بالنار يحدث حالة فوران، لافتًا إلى أنه «مدمن حشيش» لكنه لا يتعاطى هذه النوعية التى يبيعها بسبب احتوائها على مخدر البودر. وأشار إلى أن «حشيش البودر» عليه إقبال كبير بالسوق، وأن المدمنين لا يعرفون أنه يحتوى على «البودر» موضحًا أن سعر «كيس حشيش البودر» ب 7000 جنيه وأقل قطعة منه تباع ب 250 جنيهًا. تشديد العقوبات ومن جهته قال اللواء فؤاد علام، الخبير الأمنى، إن محاربة المخدرات لا تقل أهمية عن محاربة الإرهاب، مطالبًا بضرورة شن حملات مستمرة لتحليل المخدرات على سائقى الميكروباصات والتكاتك والأشخاص الذين يجلسون على المقاهى وطلاب المدارس، مضيفًا أن تجارة المخدرات تعتبر «بيزنس» ضخمًا للغاية، مناشدًا وزارة الداخلية بضرورة تجفيف منابع تصدير المخدرات داخل مصر من قبل الدول الأخرى. وشدد على ضرورة تشديد العقوبات على متعاطى المخدرات حيث لا تقل عن 5 سنوات سجن واستجوابهم لمعرفة تسلسل تجار المخدرات وصولًا إلى الرءوس الكبيرة التى تدخلها مصر، لافتًا إلى أن تجار المخدرات كل يوم يملأون السوق بأصناف مخدرات جديدة بمسميات حديثة كى لا يتعرضوا للعقوبة. التجربة والافتخار ومن جانبها قالت الدكتورة «منال زكريا» أستاذ علم النفس الاجتماعى كلية الآداب جامعة القاهرة، إن من أسباب إقبال الشباب على المخدرات الجديدة ذات التأثير القوى، هو الرغبة فى الافتخار أمام الأصدقاء وحب التجربة، مضيفة أنه لا بد من تبنى استراتيجية قومية لمواجهة ظاهرة تعاطى المخدرات، مشددة على ضرورة تربية أطفالنا على كيفية اتخاذ القرارات وتحمل المسئولية، محذرة من أن الجماعات الإرهابية دائما ما تستقطب الشخصيات الضعيفة ومن ضمنهم مدمنو المخدرات.