«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المرجع الشيعي سماحة السيد علي فضل الله ل الأهرام المسائي

نثمن دور الأزهر في التقريب بين المذاهب ونرفض الإساءة للصحابة وأمهات المؤمنين
أن تجلس إلي عالم دين سني فهذا أمر عادي‏,‏ وأن تجلس إلي عالم دين شيعي فهذا أمر خاص لمحاولة فهم الآخر الذي نتشارك معه في دين واحد‏,‏ وأن تجلس إلي عالم دين من آل بيت النبي فهذا أمر سوف يأخذك إلي أجواء النبوة وأنت تري أحد الذين يحملون جينات النبي صلي الله عليه وآله وسلم‏.‏ طيب المعشر هادئ الصوت‏,‏ يقبل عليك وكأنه يعرفك منذ سنين‏,‏ يزن كلماته بميزان الذهب لما لها من أثر في من يسمعها‏,‏ يري أن الدين واحد والقرآن واحد والإله واحد‏,‏ وإن اختلفت بعض الفروع فالأصل واحد‏.‏ يدعو إلي التقارب والتفاهم ونبذ التوتر والتشاحن بين السنة والشيعة‏,‏ يثمن دعوة الأزهر للتقريب بين المذاهب ويري في مصر دورا محوريا للنهوض بوحدة الأمة‏,‏ ويؤيد مطالب الشعب السوري في الحرية والعدل‏,‏ ولكن ليس بسفك الدماء‏.‏ يطالب بمراقبة الفضائيات المسمومة من السنة والشيعة والتي تبث سموما غير حقيقية عن المذهبين‏,‏ ويذهب إلي تحريم الإساءة إلي الصحابة وأمهات المؤمنين‏,‏ ويؤكد أن مصحف الشيعة هو مصحف السنة ولا يوجد ما يطلق عليه مصحف فاطمة‏.‏
ويدعو إلي دراسة الشيعة للمذهب السني لإزالة الفرقة وتقريب وجهات النظر‏,‏ وقد درس المذاهب السنية الأربعة علي يد والده المنفتح علي الآخر العلامة سماحة السيد محمد حسين فضل الله‏.‏
إنه المرجع الديني للشيعة في لبنان العلامة سماحة السيد علي حسين فضل الله الذي خص الأهرام المسائي بهذا الحوار في بيته الدافئ بالضاحية الجنوبية ببيروت‏..‏
‏*‏ كان الوالد سماحة المرجع الشيعي العلامة السيد محمد حسين فضل الله‏(‏ رحمه الله‏)‏ من أكثر المراجع الشيعية انفتاحا علي الآخر‏,‏ وداعيا إلي التقريب بين المذاهب‏,‏ وبالرغم من تلقيه العلم الشرعي والفقه في النجف الأشرف بالعراق‏,‏ وبالرغم مما نعرفه عن تشدد المرجعيات العراقية والإيرانية تجاه الآخر‏,‏ كان هو دون غيره أكثر المراجع الشيعية انفتاحا‏,‏ لماذا؟
‏**‏ كان الوالد ينطلق في مواقفه المنفتحة من خلال فهمه للإسلام كدين يفتح الجسور مع الخرين‏,‏ انطلاقا من أن الإسلام في تعامله حتي مع المشركين يقول علي لسان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وإنا أو إياكم لعلي هدي أو في ضلال مبين‏,‏ ولم يقل أنا علي الحق وأنتم علي الباطل‏,‏ وإنما كان يفتح الجسور‏,‏ وفي الواقع كلنا يبحث عن الحقيقة‏,‏ وليكن هذا الجسر مفتاحا للغة العقول‏,‏ وبابا للوصول إلي الحقيقة‏,‏ وبالتالي إذا كنا جادين للوصول إلي الحقيقة سنصل إليها‏,‏ فالقرآن الكريم يقول‏:‏ قل يا أهل الكتاب تعالوا إلي كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله‏.‏
وعلي المستوي الإسلامي كانت الدعوة من الله سبحانه إلي المسلمين أن يقول لهم‏:‏ وإن تنازعتم في شيء فردوه إلي الله ورسوله‏,‏ أي عندما تختلفون فعليكم الرجوع إلي الله ورسوله‏(‏ ص‏)‏ وستجدون الحل‏.‏
والرسول صلي الله عليه وآله وسلم يقول للمسلمين في حجة الوداع‏:‏ المسلم علي المسلم حرام‏,‏ دمه وماله وعرضه‏,‏ لا ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض‏,‏ ومن هذا المنطلق كانت دعوة سماحة الوالد إلي التعامل مع الواقع وتجاوز همومه بحثا عن الوحدة الإسلامية‏.‏
‏*‏ وهل ما ذهب إليه سماحة الوالد لاقي ترحيبا من بقية مراجع النجف وإيران؟
‏**‏ للأسف‏,‏ فهم البعض مفاهيم الوالد خطأ‏,‏ معتقدين أن الالتزام بالمذهب يقتضي الحفاظ علي كل ما ورد في المذهب سواء كان صحيحا أو غير صحيح‏,‏ ولكن الوالد كان حريصا علي تأكيد الأمور الصحيحة في المذهب‏,‏ وكان يناقش ما يعتبره من الأمور غير الصحيحة‏,‏ وبالتالي انزعج البعض من ذلك‏,‏ وكانوا يريدون التركيز علي المذهبية لحماية المذهب ولو علي حساب الدين‏.‏
‏*‏ ولكن بعض الأمور التي كان يراها الوالد غير صحيحة في المذهب الشيعي‏,‏ هي ما تخيف الشارع السني في كثير من البلدان العربية والإسلامية‏,‏ فهناك خوف من الهلال الشيعي القادم من إيران مرورا بالعراق وسوريا وأخيرا لبنان‏,‏ وهناك تخوف أيضا من نشر التشيع‏,‏ فما هي تلك المظاهر التي كان الوالد وأنتم أيضا ترونها غير صحيحة بالرغم من صدورها من بعض من ينتمون إلي المذهب؟
‏**‏ هناك حقائق أساسية في المذهب‏,‏ وكان الوالد يطالب بها مثل عدم جواز الإساءة إلي صحابة رسول الله‏(‏ ص‏)‏ أو أمهات المؤمنين‏,‏ بل كان يري أن هذا الأمر يصل إلي حد التحريم‏,‏ وبعد وفاة والدي أشرنا نحن إلي ذلك أيضا‏,‏ مؤكدين أنه لا تجوز الإساءة إلي الصحابة وأمهات المؤمنين‏,‏ ولابد من ضرورة فهم المذهب الشيعي من قواعده الأصلية‏,‏ وليس البحث عن المذهب من خلال بعض الكتب التي قد لا تكون صحيحة‏,‏ هذا يتطلب تحمل المسئولية من الطرفين‏,‏ وعلي الحكماء من المذهبين أن يظهروا للناس الحقائق‏,‏ ولا يحملونا الأمر أكثر مما يحتمل‏,‏ وعلي الجميع سنة وشيعة أن يسعوا لتوحيد الأمة‏,‏ وليس لتفريقها وتمزيقها‏.‏
‏*‏ هناك أيضا من يقول إن الشيعة لا يؤمنون إلا بقرآن فاطمة الزهراء لاعتقادهم بتحريفالمصحف الشريف فأين الحقيقة حسب أصول المذهب الشيعي؟
‏**‏ ليس هناك غير القرآن الكريم الذي تجده في كل المساجد الشيعية والسنية وبيوت المسلمين وما تركته فاطمة الزهراء ليس قرآنا ولكنه احاديث عما نقلته عن ابيها صلي الله عليه وسلم وعن زوجها الامام علي ومن خلال فهمها مما كانت تعيه من الاسلام ومن والدها‏.‏
وكما ان هناك حاديث غير صحيحة أو ضعيفة عند اهل السنة فهناك ايضا مثلها عند الشيعة وهذا يتطلب اعادة النظر في التاريخ الاسلامي ولا سيما التاريخ الذي يترك أثرا سلبيا في علاقة المسلمين فيما بينهم ونحن دائما نطالب ونسعي للالتقاء علي نقاط الاتفاق وليس الفرقة وهذا ما تعلمناه من الوالد ونحن علي دربه سائرون‏.‏
‏*‏ وبالرغم من هذه الرؤية المنفتحة والواضحة في نهج السيد فضل الله وانتم من بعده إلا ان كثيرا من خطباء المساجد وشيوخ الفضائيات في المذهبين السني والشيعي يقدمون للناس ما يكره اهل مذهب في المذهب الآخر؟‏.‏
‏**‏ مع الأسف هؤلاء من المذهبين الذين يركزون علي نقاط الخلاف والاختلاف ولا يركزون علي نقاط الالتقاء ويخالفون ما يريد الله سبحانه وتعالي وليس صحيحا ان نحمل السنة كلاما يقوله البعض كما ليس صحيحا ان نحمل الشيعة كلاما يقوله البعض ايضا ولابد من ان يتوقف هذا الشحن المذهبي لأنه ليس في مصلحة الامة ويجب ان نعرف كل مذهب من مصادره الصحيحة‏,‏ وألا نأخذه ممن يعون الي إثارة الفتنة أو من اصحاب الأفق الضيق الذين يرون ان حماية المذهب بهذا الأسلوب هي حماية للقضايا التي يؤمنون بها وهذا غير صحيح‏.‏
و‏,‏لذلك أطالب بمراقبة الفضائيات السنية والشيعية التي تروج للمفاهيم الخاطئة في المذهبين كما اطالب المرجعيات الدينية في المذهبين ايضا بان تخرج عن صمتها لمواجهة هؤلاء الذين يروجون للفتنة وهم قلة ولكن اصواتهم اعلي وهم مستفيدون من اثارة الغرائز المذهبية التي تضر بالمذاهت وتضر الاسلام بشكل خاص والمشكلة ان اصوات المنفتحين في المذهبين خافتة ولا تسمع إلا في الدوائر الصغيرة وهذا يتطلب من المرجعيات ان ترفع صوتها موضحة للناس حقائق المذهبين التي تدعو الي الوحدة والتواصل وليس الفرقة والتناحر‏.‏
‏*‏ ومن هذا الفهم يقوم الأزهر الشريف كأكبر مرجعية سنية في العالم بتدريس المذهب الجعفري للطلاب لفهم المذهب الشيعي والتقريب بين المذاهب فماذا فعل مراجع الشيعة لفهم المذهب السني وتوضيحه للشارع الشيعي؟
‏**‏ نحن نثمن دور الازهر في تدريس العلماء الذين يحملون الدعوة الي الناس من مصادره الاصلية كما ندعو نحن ان يدرس المذهب السني من مصادره وهناك حرص من الجانب الشيعي علي ذلك ولكن لدي من يعيشون الانفتاح علي الآخر في هذا الإطار السيد حسين فضل الله ففي المعاهد الشرعية التابعة لنا يتم تدريس المذاهب السنية الاربعة الشافعي والحنفي والمالكي والحنبلي‏.‏
وقد درست شخصيا علي يد والدي المذاهب السنية وعشنا هذا الحال في البحوث الفقهية والنقاش العلمي مما يتيح للعالم الانفتاح علي مناخ ثري ومتنوع في تعامله مع مختلف المذاهب الاسلامية وهناك اتجاه في المذهب الشيعي موجود في الحوزات المنفتحة لدراسة المذاهب السنية كما يدرس المذهب الشيعي وذلك درءا للتعصب وبروز الاختلاف الذي ينتج من الجهل بالآخر‏.‏
ونحن نؤكد ان هناك الكثير من القواسم المشتركة ونقاط الالتقاء بين السنة والشيعة وندعو ليس في الحوزات العلمية فحسب بل في المساجد والمدارس من اجل توضيح وتدريس المذاهب الاسلامية الاخري لازالة التشنج بين اهل المذهبين الذي ينتج من الغربة التي نعيشها والتي جعلت المسلم ايا كان مذهبه يعتقد اشياء ليست صحيحة‏.‏
‏*‏ من وجهة نظركم الدينية وباعتباركم من المراجع الدينية في لبنان هل يمكن احداث تقارب بين المذهبين السني والشيعي بالتعاون مع الازهر الشريف؟
‏**‏ نحن ندعو كل المراجع ليتلاقوا مع الازهر الشريف فيما قدمه شيخ الازهر الذي اطلق صوتا مرتفعا يدعو الي الوحدة ومن موقعنا ندعو الجميع سنة وشيعة الي ان يعملوا علي تأييد وحدة الامة ولنا ان شاء الله لقاء قريب مع شيخ الازهر ومفتي مصر ونحن علي ثقة ان لمصر دورا رائدا في العمل من اجل الوحدة الاسلامية وازالة كل التوترات التي يراد لها ان تحدث في الواقع الاسلامي في الوقت الحالي واذا كان هناك خلاف سياسي بين المسلمين فيجب ألا يكون مؤديا للتشنج والفرقة‏.‏
‏*‏ وهل تعتقدون ان التقارب المصري الإيراني إذا حدث سيكون له دور في التقريب بين المذهبين السني والشيعي؟
‏**‏ نحن نعتقد ان التلاقي ضروري بين المسلمين جميعا وخصوصا بين مصر وايران وذلك لما لمصر من تأثير في الواقع الاسلامي العام وكذلك دور ايران في الساحة الاسلامية عامة والشيعية بشكل خاص وهذا التقارب لابد من ان يسعي الجميع اليه ليسفر عن انفتاح وتصالح بين مصر وايران لازالة التشنج وهذا سوف يساعد علي التقارب بين اطراف الدائرة الاسلامية‏.‏
‏*‏ وهل ترون خطرا علي الشارع الشيعي من صعود الاسلاميين لسدة الحكم في دول الربيع العربي؟
‏**‏ بالعكس نحن كشيعة نعتبر صعود الاسلاميين المنفتحين الحواريين امرا ايجابيا ومصدرا للتلاقي والتقارب ولا نعتقد ان هناك ازمة للشيعة من ذلك ولكننا نخشي من الذين يعيشون ا لانغلاق ويرفضون الانفتاح علي المذاهب الاسلامية الاخري أولئك الذين يكفرون بالمذاهب المختلفة عنهم وهم في الحقيقة يشكلون مشكلة ولذلك نحن نؤيد صعود أية حركة
إسلامية تنطلق من مبادئ الإسلام وتنفتح علي الآخر الإسلامي وغير الإسلامي‏.‏
‏*‏ ولكن إيران الشيعية تدعم النظام السوري في قمعه للمطالبات الشعبية بالحرية والعدالة والتغيير‏,‏ فهل موقفكم أيضا كذلك؟
‏**‏ نحن نقف مع قضية الشعب السوري لأننا ننظر إلي القضايا من منظار العدالة والتوازن وعدم الظلم‏,‏ ونؤيد الموقف الحق ونرفض الظلم والمجازر‏,‏ ولا نتطلع إلي الأشخاص أو الدول‏,‏ لأننا مع الحق كما يقول الله تعالي‏:‏ ولا يجرمنكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوي‏.‏ ولذلك نحن مع الموقف الحق‏,‏ وضد الموقف الباطل‏,‏ مع العدل وضد الظلم‏,‏ ونحن ضد إراقة الدماء‏,‏ ليس للمسلمين حسب‏,‏ بل للإنسان عموما‏,‏ ونخشي أن يكون ما يحدث في سوريا استنزافا لها بعدما خرج أمر ما يحدث من إطاره الداخلي ليمتد إلي الإطار الإقليمي والدولي‏.‏ وبالنسبة إلي موقف إيران من الوضع في سوريا‏,‏ فمن خلال معرفتي بالقادة في إيران‏,‏ سمعت من بعضهم أنهم لا يؤيدون قصف المدنيين‏,‏ ويرون أن الصراع لم يعد بين النظام والمعارضة‏,‏ ولكنه أصبح صراعا إقليميا بين القوي الكبري علي الأرض السورية‏,‏ ولذلك فإيران تري الصورة في إطارها الإقليمي وليس الداخلي فقط‏.‏
‏*‏ ولكن البعض يري أن ما يحدث في سوريا هو حرب بين النظام والسنة‏,‏ بما يعني أن ما يحدث هو حرب مذهبية بين العلويين والسنة‏,‏ فما رأيكم؟
‏**‏ نخشي أن يكون الأمر مستفيدا من المناخ الطائفي والمذهبي السائد في المنطقة‏,‏ ونتمني ألا يتحول إلي فتنة مذهبية‏,‏ بعدما تحول إلي صراع إقليمي ودولي وليس سوريا فقط‏.‏
‏*‏ إذا كان ما يحدث في سوريا مستعصيا علي الحل لتحوله من الإطال الداخلي إلي الإقليمي‏,‏ فإن شظاياه وصلت إلي لبنان‏,‏ خاصة بين فريقين لبنانيين في طرابلس‏,‏ كبري مدن الشمال اللبناني‏,‏ بين العلويين في جبل محسن‏,‏ وبين السنة في باب التبانة‏,‏ ما أوقع العديد م القتلي والجرحي‏,‏ لمصلحة من ما يحدث في طرابلس من اقتاح بسبب الأحداث السورية؟
‏**‏ ما يحدث في سوريا لن يفيد سوريا أو لبنان في شيء‏,‏ كما أن المتصارعين لن يستفيدوا شيئا‏,‏ ونحن من موقعنا ندعو إلي حوار في الدخل اللبناني لتدارس ما يحدث في طرابلس‏,‏ حتي لا يترك أثرا علي الداخل اللبناني‏,‏ فالشحن والتوتر قد يزداد‏,‏ وقد يستفيد منه شخص أو موقع هنا أو هناك‏,‏ وليس عيبا أن نختلف سياسا‏,‏ ولكن العيب أن يتحول هذا الاختلاف إلي توتر داخلي‏,‏ وأعتقد أن الجميع داخل لبنان يدركون أنه لا فائدة من التوتر الحاصل نتيجة ما يحدث في سوريا‏,‏ لأنه توتر سياسي أكثر منه أي شيء آخر‏.‏
‏*‏ وهذا التوتر في الداخل يدفع فريق‏14‏ آذار الذي يتزعمه تيار المستقبل السني‏,‏ للمطالبة بنزع سلاح حزب الله الشيعي‏,‏ هوفا علي الشارع السني كما يقال‏,‏ فهل هذا الطرح صحيح؟
‏**‏ نحن دائما نطلب من أهل السياسة أن يبعدوا المذاهب عن خلافاتهم السياسية‏,‏ فلتظل السياسة في دائرتها السياسية بعيدا عن الدائرة المذهبية‏,‏ ولتكن معالجة المطالب من منطلق سياسي لا طائفي‏,‏ وسلاح حزب الله لا علاقة له بالمذهب الديني‏,‏ ولكن له علاقة بمقاومة إسرائيل‏,‏ فالجيش اللبناني لا يملك القدرة حاليا علي مواجهة إسرائيل‏,‏ لذلك فإن سلاح المقاومة موجه ضد إسرائيل وليس ضد طائفة أو مذهب بعينه‏.‏
‏*‏ مرت منذ أيام ذكري غياب الإمام موسي الصدر الذي اختفي في ليبيا منذ أكثر من ثلاثين عاما‏,‏ وقيل إنه حي‏,‏ وقيل إنه توفي‏,‏ وقيل إن هناك معلومات جديدة من الجانب الليبي‏,‏ فأين الحقيقة؟ وهل هناك جديد في هذا الأمر؟
‏**‏ للأسف قضية الإمام موسي الصدر غامضة وتحتاج إلي توضيح‏,‏ وحتي الآن لا نعرف كيف اختفي وأين‏,‏ ولم نصل إلي حقيقة مؤكدة مذ اختفائه حتي الآن‏,‏ فقد أخبرنا الجانب الليبي أنه توفي‏,‏ فتم إجراء تحليل‏DNA‏ علي رفات قالوا إنها تعود إليه‏,‏ ولكن التحاليل لم تثبت أنها له‏,‏ ونحن ليس لدينا جديد‏,‏ فالمعلومات كلها لدي الطرف الليبي الذي لم يخبرنا الحقيقة حتي الآن‏.‏
‏*‏ عشاق آل البيت من السنة والشيعة يطوفون بالأضرحة الإمام الحسين والسيدة زينب في مصر مثلا يتمسحون بها ويطلبون منها العون والمدد‏,‏ بل يطلبون أحيانا أن تحل لهم مشاكلهم‏,‏ فماذا تقول لهم وأنتم من آل بيت الرسول صلي الله عليه وآله وسلم؟
‏**‏ الإمام الباقر كان يقول‏:‏ أحبرنا حب الإسلام‏,‏ ولن تنال ولا يتنا إلا بالعمل‏,‏ وعلينا أن نتوجه بحاجاتنا إلي الله سبحانه‏,‏ وليس صحيحا أن نتوجه إلي أحد من الأولياء لنطلب نه حاجتنا‏,‏ لأن أولياء الله كانوا يطلبون حاجاتهم من الله وحده‏,‏ ومن حقنا أن نطلب من الله ورليس من سواه‏.‏
‏*‏ كثيرون في الدول العربية يزعمون صدقا أو جهلا أنهم ينتسبون لآل البيت‏,‏ معتبرين أن ذلك ميزة لتجعلهم أفضل ممن سواهم‏,‏ فأين الحقيقة؟
‏**‏ الأمر يحتاح إلي التثبت من النسب‏,‏ ونحن ندعو إلي الوعي في هذا الأمر‏,‏ لأن البعض قد يريد أن ينسب نفسه لآل البيت ليحصل علي موقف ما أو امتياز في نفوس الناس‏,‏ ونحن نؤكد أن الانتساب إلي بيت النبوة مسئولية‏,‏ فالإمام الصادق يقول لمن ينتسبون إلي آل البيت‏:‏ الحسن من غيركم حسن‏,‏ ومنكم أحسن لأنكم تنتسبون إلي رسول الله‏,‏ والقبيح من غيركم قبيح‏,‏ ومنكم أقبح لأنكم عندما تسيئون فإنكم تسيئون لنسبكم‏,‏ ولذلك فالانتساب إلي بيت النبوة يمثل مسئولية كبيرة‏,‏ وليعلم هؤلاء أنهم حين يصبحون بين يدي الله لن يكون للنسب أي أثر‏,‏ وفي الواقع العملي فإن النبي‏(‏ ص‏)‏ يعتبر سلمان الفارسي منا آل البيت بينما عمه أبولهب كان كافرا ونزل فيه قرآن يصف كفره‏,‏ والقضية هي كيف تعيش هذا النسب‏,‏ فالله تعالي لا يحاسب الناس علي أنسابهم ولكن علي أعمالهم‏.‏

رابط دائم :


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.