بشري سارة للمعلمين والمديرين| 2000 جنيه حافز تدريس من أكتوبر 2026 وفق شروط    حقيقة ظهور فيروس ماربورج في مصر وهل الوضع أمن؟ متحدث الصحة يكشف    ترامب: جميع دول العالم ترغب في الانضمام إلى مجلس السلام حول غزة    بحضور ماسك ورونالدو، ترامب يقيم عشاء رسميا لولي العهد السعودي (فيديو)    ترتيب الدوري الإيطالي قبل انطلاق الجولة القادمة    شبانة: الأهلي أغلق باب العودة أمام كهربا نهائيًا    أوكرانيا تطالب روسيا بتعويضات مناخية بقيمة 43 مليار دولار في كوب 30    "الوطنية للانتخابات": إلغاء نتائج 19 دائرة سببه مخالفات جوهرية أثرت على إرادة الناخب    "النواب" و"الشيوخ" الأمريكي يصوتان لصالح الإفراج عن ملفات إبستين    فرحات: رسائل السيسي ترسم ملامح برلمان مسؤول يدعم الدولة    شمال سيناء تنهي استعداداتها لانتخابات مجلس النواب 2025    النيابة العامة تُحوِّل المضبوطات الذهبية إلى احتياطي إستراتيجي للدولة    أقرب إلى الخلع، وزير الآثار الأسبق يكشف مفاجآت عن وثيقة الجواز والطلاق في عصر الفراعنة    نمو الطلب على السلع المصنعة في أمريكا خلال أغسطس    نشأت الديهي: لا تختاروا مرشحي الانتخابات على أساس المال    انقلاب جرار صيانة في محطة التوفيقية بالبحيرة.. وتوقف حركة القطارات    مصرع شاب وإصابة اثنين آخرين في انقلاب سيارتي تريلا بصحراوي الأقصر    ما هي أكثر الأمراض النفسية انتشارًا بين الأطفال في مصر؟.. التفاصيل الكاملة عن الاضطرابات النفسية داخل مستشفيات الصحة النفسية    إحالة مخالفات جمعية منتجي الأرز والقمح للنيابة العامة.. وزير الزراعة يكشف حجم التجاوزات وخطة الإصلاح    النائب العام يؤكد قدرة مؤسسات الدولة على تحويل الأصول الراكدة لقيمة اقتصادية فاعلة.. فيديو    مصرع شاب وإصابة اثنين في انقلاب سيارتي تريلا بالأقصر    معرض «الأبد هو الآن» يضيء أهرامات الجيزة بليلة عالمية تجمع رموز الفن والثقافة    أبرزهم أحمد مجدي ومريم الخشت.. نجوم الفن يتألقون في العرض العالمي لفيلم «بنات الباشا»    في ذكرى رحيله.. أبرز أعمال مارسيل بروست التي استكشفت الزمن والذاكرة والهوية وطبيعة الإنسان    جميع المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2026    شجار جماعي.. حادثة عنف بين جنود الجيش الإسرائيلي ووقوع إصابات    قوات الاحتلال تطرد عائلة الشهيد صبارنة من منزلها وتغلقه    وزير الدفاع الروسي: قوات الصواريخ والمدفعية تلعب الدور الحاسم في تدمير العدو    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    إنهاء تعاقد مُعلم في نجع حمادي بتهمة التعدي على تلميذ    عاجل مستشار التحول الرقمي: ليس كل التطبيقات آمنة وأحذر من استخدام تطبيقات الزواج الإلكترونية الأجنبية    أحمد موسى: الرئيس دائمًا يؤكد قيمة الوحدة الوطنية.. ودعم البوتاجاز مثال على اهتمام الدولة    الأحزاب تتوحد خلف شعار النزاهة والشفافية.. بيان رئاسي يهز المشهد الانتخابي    وزارة الاتصالات تنفذ برامج تدريبية متخصصة في الأمن السيبراني على مستوى 14 محافظة    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    أسامة كمال: الجلوس دون تطوير لم يعد مقبولًا في زمن التكنولوجيا المتسارعة    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    الفنانون يدعمون تامر حسنى فى أزمته الصحية.. هنا الزاهد ودياب: تقوم بالسلامة    أحمد الشناوي: الفار أنقذ الحكام    سويسرا تلحق بركب المتأهلين لكأس العالم 2026    تحريات لكشف ملابسات العثور على جثة شخص في الطالبية    أحمد فؤاد ل مصطفى محمد: عُد للدورى المصرى قبل أن يتجاوزك الزمن    جامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر تطلق مؤتمرها الرابع لشباب التكنولوجيين منتصف ديسمبر    فضيحة الفساد في كييف تُسقط محادثات ويتكوف ويرماك في تركيا    زيورخ السويسري يرد على المفاوضات مع لاعب الزمالك    مشروبات طبيعية تساعد على النوم العميق للأطفال    فيلم وهم ل سميرة غزال وفرح طارق ضمن قائمة أفلام الطلبة فى مهرجان الفيوم    طيران الإمارات يطلب 65 طائرة إضافية من بوينغ 777X بقيمة 38 مليار دولار خلال معرض دبي للطيران 2025    «مصر العليا للكهرباء»: 4.3 مليار جنيه مشروعات للغير وفائض تشغيل كبير    وزير المالية: مبادرة جديدة لدعم ريادة الأعمال وتوسيع نظام الضريبة المبسطة وحوافز لأول 100 ألف مسجل    هيئة الدواء: نعتزم ضخ 150 ألف عبوة من عقار الديجوكسين لعلاج أمراض القلب خلال الفترة المقبلة    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    هل يجوز أداء العشاء قبل الفجر لمن ينام مبكرًا؟.. أمين الفتوى يجيب    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    الشيخ رمضان عبد المعز يبرز الجمال القرآني في سورة الأنبياء    التنسيقية تنظم رابع صالون سياسي للتعريف ببرامج المرشحين بالمرحلة الثانية لانتخابات النواب    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: مقارنة المهور هي الوقود الذي يشعل نيران التكلفة في الزواج    كيف يحدث هبوط سكر الدم دون الإصابة بمرض السكري؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المرجع الشيعي سماحة السيد علي فضل الله ل الأهرام المسائي

نثمن دور الأزهر في التقريب بين المذاهب ونرفض الإساءة للصحابة وأمهات المؤمنين
أن تجلس إلي عالم دين سني فهذا أمر عادي‏,‏ وأن تجلس إلي عالم دين شيعي فهذا أمر خاص لمحاولة فهم الآخر الذي نتشارك معه في دين واحد‏,‏ وأن تجلس إلي عالم دين من آل بيت النبي فهذا أمر سوف يأخذك إلي أجواء النبوة وأنت تري أحد الذين يحملون جينات النبي صلي الله عليه وآله وسلم‏.‏ طيب المعشر هادئ الصوت‏,‏ يقبل عليك وكأنه يعرفك منذ سنين‏,‏ يزن كلماته بميزان الذهب لما لها من أثر في من يسمعها‏,‏ يري أن الدين واحد والقرآن واحد والإله واحد‏,‏ وإن اختلفت بعض الفروع فالأصل واحد‏.‏ يدعو إلي التقارب والتفاهم ونبذ التوتر والتشاحن بين السنة والشيعة‏,‏ يثمن دعوة الأزهر للتقريب بين المذاهب ويري في مصر دورا محوريا للنهوض بوحدة الأمة‏,‏ ويؤيد مطالب الشعب السوري في الحرية والعدل‏,‏ ولكن ليس بسفك الدماء‏.‏ يطالب بمراقبة الفضائيات المسمومة من السنة والشيعة والتي تبث سموما غير حقيقية عن المذهبين‏,‏ ويذهب إلي تحريم الإساءة إلي الصحابة وأمهات المؤمنين‏,‏ ويؤكد أن مصحف الشيعة هو مصحف السنة ولا يوجد ما يطلق عليه مصحف فاطمة‏.‏
ويدعو إلي دراسة الشيعة للمذهب السني لإزالة الفرقة وتقريب وجهات النظر‏,‏ وقد درس المذاهب السنية الأربعة علي يد والده المنفتح علي الآخر العلامة سماحة السيد محمد حسين فضل الله‏.‏
إنه المرجع الديني للشيعة في لبنان العلامة سماحة السيد علي حسين فضل الله الذي خص الأهرام المسائي بهذا الحوار في بيته الدافئ بالضاحية الجنوبية ببيروت‏..‏
‏*‏ كان الوالد سماحة المرجع الشيعي العلامة السيد محمد حسين فضل الله‏(‏ رحمه الله‏)‏ من أكثر المراجع الشيعية انفتاحا علي الآخر‏,‏ وداعيا إلي التقريب بين المذاهب‏,‏ وبالرغم من تلقيه العلم الشرعي والفقه في النجف الأشرف بالعراق‏,‏ وبالرغم مما نعرفه عن تشدد المرجعيات العراقية والإيرانية تجاه الآخر‏,‏ كان هو دون غيره أكثر المراجع الشيعية انفتاحا‏,‏ لماذا؟
‏**‏ كان الوالد ينطلق في مواقفه المنفتحة من خلال فهمه للإسلام كدين يفتح الجسور مع الخرين‏,‏ انطلاقا من أن الإسلام في تعامله حتي مع المشركين يقول علي لسان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وإنا أو إياكم لعلي هدي أو في ضلال مبين‏,‏ ولم يقل أنا علي الحق وأنتم علي الباطل‏,‏ وإنما كان يفتح الجسور‏,‏ وفي الواقع كلنا يبحث عن الحقيقة‏,‏ وليكن هذا الجسر مفتاحا للغة العقول‏,‏ وبابا للوصول إلي الحقيقة‏,‏ وبالتالي إذا كنا جادين للوصول إلي الحقيقة سنصل إليها‏,‏ فالقرآن الكريم يقول‏:‏ قل يا أهل الكتاب تعالوا إلي كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله‏.‏
وعلي المستوي الإسلامي كانت الدعوة من الله سبحانه إلي المسلمين أن يقول لهم‏:‏ وإن تنازعتم في شيء فردوه إلي الله ورسوله‏,‏ أي عندما تختلفون فعليكم الرجوع إلي الله ورسوله‏(‏ ص‏)‏ وستجدون الحل‏.‏
والرسول صلي الله عليه وآله وسلم يقول للمسلمين في حجة الوداع‏:‏ المسلم علي المسلم حرام‏,‏ دمه وماله وعرضه‏,‏ لا ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض‏,‏ ومن هذا المنطلق كانت دعوة سماحة الوالد إلي التعامل مع الواقع وتجاوز همومه بحثا عن الوحدة الإسلامية‏.‏
‏*‏ وهل ما ذهب إليه سماحة الوالد لاقي ترحيبا من بقية مراجع النجف وإيران؟
‏**‏ للأسف‏,‏ فهم البعض مفاهيم الوالد خطأ‏,‏ معتقدين أن الالتزام بالمذهب يقتضي الحفاظ علي كل ما ورد في المذهب سواء كان صحيحا أو غير صحيح‏,‏ ولكن الوالد كان حريصا علي تأكيد الأمور الصحيحة في المذهب‏,‏ وكان يناقش ما يعتبره من الأمور غير الصحيحة‏,‏ وبالتالي انزعج البعض من ذلك‏,‏ وكانوا يريدون التركيز علي المذهبية لحماية المذهب ولو علي حساب الدين‏.‏
‏*‏ ولكن بعض الأمور التي كان يراها الوالد غير صحيحة في المذهب الشيعي‏,‏ هي ما تخيف الشارع السني في كثير من البلدان العربية والإسلامية‏,‏ فهناك خوف من الهلال الشيعي القادم من إيران مرورا بالعراق وسوريا وأخيرا لبنان‏,‏ وهناك تخوف أيضا من نشر التشيع‏,‏ فما هي تلك المظاهر التي كان الوالد وأنتم أيضا ترونها غير صحيحة بالرغم من صدورها من بعض من ينتمون إلي المذهب؟
‏**‏ هناك حقائق أساسية في المذهب‏,‏ وكان الوالد يطالب بها مثل عدم جواز الإساءة إلي صحابة رسول الله‏(‏ ص‏)‏ أو أمهات المؤمنين‏,‏ بل كان يري أن هذا الأمر يصل إلي حد التحريم‏,‏ وبعد وفاة والدي أشرنا نحن إلي ذلك أيضا‏,‏ مؤكدين أنه لا تجوز الإساءة إلي الصحابة وأمهات المؤمنين‏,‏ ولابد من ضرورة فهم المذهب الشيعي من قواعده الأصلية‏,‏ وليس البحث عن المذهب من خلال بعض الكتب التي قد لا تكون صحيحة‏,‏ هذا يتطلب تحمل المسئولية من الطرفين‏,‏ وعلي الحكماء من المذهبين أن يظهروا للناس الحقائق‏,‏ ولا يحملونا الأمر أكثر مما يحتمل‏,‏ وعلي الجميع سنة وشيعة أن يسعوا لتوحيد الأمة‏,‏ وليس لتفريقها وتمزيقها‏.‏
‏*‏ هناك أيضا من يقول إن الشيعة لا يؤمنون إلا بقرآن فاطمة الزهراء لاعتقادهم بتحريفالمصحف الشريف فأين الحقيقة حسب أصول المذهب الشيعي؟
‏**‏ ليس هناك غير القرآن الكريم الذي تجده في كل المساجد الشيعية والسنية وبيوت المسلمين وما تركته فاطمة الزهراء ليس قرآنا ولكنه احاديث عما نقلته عن ابيها صلي الله عليه وسلم وعن زوجها الامام علي ومن خلال فهمها مما كانت تعيه من الاسلام ومن والدها‏.‏
وكما ان هناك حاديث غير صحيحة أو ضعيفة عند اهل السنة فهناك ايضا مثلها عند الشيعة وهذا يتطلب اعادة النظر في التاريخ الاسلامي ولا سيما التاريخ الذي يترك أثرا سلبيا في علاقة المسلمين فيما بينهم ونحن دائما نطالب ونسعي للالتقاء علي نقاط الاتفاق وليس الفرقة وهذا ما تعلمناه من الوالد ونحن علي دربه سائرون‏.‏
‏*‏ وبالرغم من هذه الرؤية المنفتحة والواضحة في نهج السيد فضل الله وانتم من بعده إلا ان كثيرا من خطباء المساجد وشيوخ الفضائيات في المذهبين السني والشيعي يقدمون للناس ما يكره اهل مذهب في المذهب الآخر؟‏.‏
‏**‏ مع الأسف هؤلاء من المذهبين الذين يركزون علي نقاط الخلاف والاختلاف ولا يركزون علي نقاط الالتقاء ويخالفون ما يريد الله سبحانه وتعالي وليس صحيحا ان نحمل السنة كلاما يقوله البعض كما ليس صحيحا ان نحمل الشيعة كلاما يقوله البعض ايضا ولابد من ان يتوقف هذا الشحن المذهبي لأنه ليس في مصلحة الامة ويجب ان نعرف كل مذهب من مصادره الصحيحة‏,‏ وألا نأخذه ممن يعون الي إثارة الفتنة أو من اصحاب الأفق الضيق الذين يرون ان حماية المذهب بهذا الأسلوب هي حماية للقضايا التي يؤمنون بها وهذا غير صحيح‏.‏
و‏,‏لذلك أطالب بمراقبة الفضائيات السنية والشيعية التي تروج للمفاهيم الخاطئة في المذهبين كما اطالب المرجعيات الدينية في المذهبين ايضا بان تخرج عن صمتها لمواجهة هؤلاء الذين يروجون للفتنة وهم قلة ولكن اصواتهم اعلي وهم مستفيدون من اثارة الغرائز المذهبية التي تضر بالمذاهت وتضر الاسلام بشكل خاص والمشكلة ان اصوات المنفتحين في المذهبين خافتة ولا تسمع إلا في الدوائر الصغيرة وهذا يتطلب من المرجعيات ان ترفع صوتها موضحة للناس حقائق المذهبين التي تدعو الي الوحدة والتواصل وليس الفرقة والتناحر‏.‏
‏*‏ ومن هذا الفهم يقوم الأزهر الشريف كأكبر مرجعية سنية في العالم بتدريس المذهب الجعفري للطلاب لفهم المذهب الشيعي والتقريب بين المذاهب فماذا فعل مراجع الشيعة لفهم المذهب السني وتوضيحه للشارع الشيعي؟
‏**‏ نحن نثمن دور الازهر في تدريس العلماء الذين يحملون الدعوة الي الناس من مصادره الاصلية كما ندعو نحن ان يدرس المذهب السني من مصادره وهناك حرص من الجانب الشيعي علي ذلك ولكن لدي من يعيشون الانفتاح علي الآخر في هذا الإطار السيد حسين فضل الله ففي المعاهد الشرعية التابعة لنا يتم تدريس المذاهب السنية الاربعة الشافعي والحنفي والمالكي والحنبلي‏.‏
وقد درست شخصيا علي يد والدي المذاهب السنية وعشنا هذا الحال في البحوث الفقهية والنقاش العلمي مما يتيح للعالم الانفتاح علي مناخ ثري ومتنوع في تعامله مع مختلف المذاهب الاسلامية وهناك اتجاه في المذهب الشيعي موجود في الحوزات المنفتحة لدراسة المذاهب السنية كما يدرس المذهب الشيعي وذلك درءا للتعصب وبروز الاختلاف الذي ينتج من الجهل بالآخر‏.‏
ونحن نؤكد ان هناك الكثير من القواسم المشتركة ونقاط الالتقاء بين السنة والشيعة وندعو ليس في الحوزات العلمية فحسب بل في المساجد والمدارس من اجل توضيح وتدريس المذاهب الاسلامية الاخري لازالة التشنج بين اهل المذهبين الذي ينتج من الغربة التي نعيشها والتي جعلت المسلم ايا كان مذهبه يعتقد اشياء ليست صحيحة‏.‏
‏*‏ من وجهة نظركم الدينية وباعتباركم من المراجع الدينية في لبنان هل يمكن احداث تقارب بين المذهبين السني والشيعي بالتعاون مع الازهر الشريف؟
‏**‏ نحن ندعو كل المراجع ليتلاقوا مع الازهر الشريف فيما قدمه شيخ الازهر الذي اطلق صوتا مرتفعا يدعو الي الوحدة ومن موقعنا ندعو الجميع سنة وشيعة الي ان يعملوا علي تأييد وحدة الامة ولنا ان شاء الله لقاء قريب مع شيخ الازهر ومفتي مصر ونحن علي ثقة ان لمصر دورا رائدا في العمل من اجل الوحدة الاسلامية وازالة كل التوترات التي يراد لها ان تحدث في الواقع الاسلامي في الوقت الحالي واذا كان هناك خلاف سياسي بين المسلمين فيجب ألا يكون مؤديا للتشنج والفرقة‏.‏
‏*‏ وهل تعتقدون ان التقارب المصري الإيراني إذا حدث سيكون له دور في التقريب بين المذهبين السني والشيعي؟
‏**‏ نحن نعتقد ان التلاقي ضروري بين المسلمين جميعا وخصوصا بين مصر وايران وذلك لما لمصر من تأثير في الواقع الاسلامي العام وكذلك دور ايران في الساحة الاسلامية عامة والشيعية بشكل خاص وهذا التقارب لابد من ان يسعي الجميع اليه ليسفر عن انفتاح وتصالح بين مصر وايران لازالة التشنج وهذا سوف يساعد علي التقارب بين اطراف الدائرة الاسلامية‏.‏
‏*‏ وهل ترون خطرا علي الشارع الشيعي من صعود الاسلاميين لسدة الحكم في دول الربيع العربي؟
‏**‏ بالعكس نحن كشيعة نعتبر صعود الاسلاميين المنفتحين الحواريين امرا ايجابيا ومصدرا للتلاقي والتقارب ولا نعتقد ان هناك ازمة للشيعة من ذلك ولكننا نخشي من الذين يعيشون ا لانغلاق ويرفضون الانفتاح علي المذاهب الاسلامية الاخري أولئك الذين يكفرون بالمذاهب المختلفة عنهم وهم في الحقيقة يشكلون مشكلة ولذلك نحن نؤيد صعود أية حركة
إسلامية تنطلق من مبادئ الإسلام وتنفتح علي الآخر الإسلامي وغير الإسلامي‏.‏
‏*‏ ولكن إيران الشيعية تدعم النظام السوري في قمعه للمطالبات الشعبية بالحرية والعدالة والتغيير‏,‏ فهل موقفكم أيضا كذلك؟
‏**‏ نحن نقف مع قضية الشعب السوري لأننا ننظر إلي القضايا من منظار العدالة والتوازن وعدم الظلم‏,‏ ونؤيد الموقف الحق ونرفض الظلم والمجازر‏,‏ ولا نتطلع إلي الأشخاص أو الدول‏,‏ لأننا مع الحق كما يقول الله تعالي‏:‏ ولا يجرمنكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوي‏.‏ ولذلك نحن مع الموقف الحق‏,‏ وضد الموقف الباطل‏,‏ مع العدل وضد الظلم‏,‏ ونحن ضد إراقة الدماء‏,‏ ليس للمسلمين حسب‏,‏ بل للإنسان عموما‏,‏ ونخشي أن يكون ما يحدث في سوريا استنزافا لها بعدما خرج أمر ما يحدث من إطاره الداخلي ليمتد إلي الإطار الإقليمي والدولي‏.‏ وبالنسبة إلي موقف إيران من الوضع في سوريا‏,‏ فمن خلال معرفتي بالقادة في إيران‏,‏ سمعت من بعضهم أنهم لا يؤيدون قصف المدنيين‏,‏ ويرون أن الصراع لم يعد بين النظام والمعارضة‏,‏ ولكنه أصبح صراعا إقليميا بين القوي الكبري علي الأرض السورية‏,‏ ولذلك فإيران تري الصورة في إطارها الإقليمي وليس الداخلي فقط‏.‏
‏*‏ ولكن البعض يري أن ما يحدث في سوريا هو حرب بين النظام والسنة‏,‏ بما يعني أن ما يحدث هو حرب مذهبية بين العلويين والسنة‏,‏ فما رأيكم؟
‏**‏ نخشي أن يكون الأمر مستفيدا من المناخ الطائفي والمذهبي السائد في المنطقة‏,‏ ونتمني ألا يتحول إلي فتنة مذهبية‏,‏ بعدما تحول إلي صراع إقليمي ودولي وليس سوريا فقط‏.‏
‏*‏ إذا كان ما يحدث في سوريا مستعصيا علي الحل لتحوله من الإطال الداخلي إلي الإقليمي‏,‏ فإن شظاياه وصلت إلي لبنان‏,‏ خاصة بين فريقين لبنانيين في طرابلس‏,‏ كبري مدن الشمال اللبناني‏,‏ بين العلويين في جبل محسن‏,‏ وبين السنة في باب التبانة‏,‏ ما أوقع العديد م القتلي والجرحي‏,‏ لمصلحة من ما يحدث في طرابلس من اقتاح بسبب الأحداث السورية؟
‏**‏ ما يحدث في سوريا لن يفيد سوريا أو لبنان في شيء‏,‏ كما أن المتصارعين لن يستفيدوا شيئا‏,‏ ونحن من موقعنا ندعو إلي حوار في الدخل اللبناني لتدارس ما يحدث في طرابلس‏,‏ حتي لا يترك أثرا علي الداخل اللبناني‏,‏ فالشحن والتوتر قد يزداد‏,‏ وقد يستفيد منه شخص أو موقع هنا أو هناك‏,‏ وليس عيبا أن نختلف سياسا‏,‏ ولكن العيب أن يتحول هذا الاختلاف إلي توتر داخلي‏,‏ وأعتقد أن الجميع داخل لبنان يدركون أنه لا فائدة من التوتر الحاصل نتيجة ما يحدث في سوريا‏,‏ لأنه توتر سياسي أكثر منه أي شيء آخر‏.‏
‏*‏ وهذا التوتر في الداخل يدفع فريق‏14‏ آذار الذي يتزعمه تيار المستقبل السني‏,‏ للمطالبة بنزع سلاح حزب الله الشيعي‏,‏ هوفا علي الشارع السني كما يقال‏,‏ فهل هذا الطرح صحيح؟
‏**‏ نحن دائما نطلب من أهل السياسة أن يبعدوا المذاهب عن خلافاتهم السياسية‏,‏ فلتظل السياسة في دائرتها السياسية بعيدا عن الدائرة المذهبية‏,‏ ولتكن معالجة المطالب من منطلق سياسي لا طائفي‏,‏ وسلاح حزب الله لا علاقة له بالمذهب الديني‏,‏ ولكن له علاقة بمقاومة إسرائيل‏,‏ فالجيش اللبناني لا يملك القدرة حاليا علي مواجهة إسرائيل‏,‏ لذلك فإن سلاح المقاومة موجه ضد إسرائيل وليس ضد طائفة أو مذهب بعينه‏.‏
‏*‏ مرت منذ أيام ذكري غياب الإمام موسي الصدر الذي اختفي في ليبيا منذ أكثر من ثلاثين عاما‏,‏ وقيل إنه حي‏,‏ وقيل إنه توفي‏,‏ وقيل إن هناك معلومات جديدة من الجانب الليبي‏,‏ فأين الحقيقة؟ وهل هناك جديد في هذا الأمر؟
‏**‏ للأسف قضية الإمام موسي الصدر غامضة وتحتاج إلي توضيح‏,‏ وحتي الآن لا نعرف كيف اختفي وأين‏,‏ ولم نصل إلي حقيقة مؤكدة مذ اختفائه حتي الآن‏,‏ فقد أخبرنا الجانب الليبي أنه توفي‏,‏ فتم إجراء تحليل‏DNA‏ علي رفات قالوا إنها تعود إليه‏,‏ ولكن التحاليل لم تثبت أنها له‏,‏ ونحن ليس لدينا جديد‏,‏ فالمعلومات كلها لدي الطرف الليبي الذي لم يخبرنا الحقيقة حتي الآن‏.‏
‏*‏ عشاق آل البيت من السنة والشيعة يطوفون بالأضرحة الإمام الحسين والسيدة زينب في مصر مثلا يتمسحون بها ويطلبون منها العون والمدد‏,‏ بل يطلبون أحيانا أن تحل لهم مشاكلهم‏,‏ فماذا تقول لهم وأنتم من آل بيت الرسول صلي الله عليه وآله وسلم؟
‏**‏ الإمام الباقر كان يقول‏:‏ أحبرنا حب الإسلام‏,‏ ولن تنال ولا يتنا إلا بالعمل‏,‏ وعلينا أن نتوجه بحاجاتنا إلي الله سبحانه‏,‏ وليس صحيحا أن نتوجه إلي أحد من الأولياء لنطلب نه حاجتنا‏,‏ لأن أولياء الله كانوا يطلبون حاجاتهم من الله وحده‏,‏ ومن حقنا أن نطلب من الله ورليس من سواه‏.‏
‏*‏ كثيرون في الدول العربية يزعمون صدقا أو جهلا أنهم ينتسبون لآل البيت‏,‏ معتبرين أن ذلك ميزة لتجعلهم أفضل ممن سواهم‏,‏ فأين الحقيقة؟
‏**‏ الأمر يحتاح إلي التثبت من النسب‏,‏ ونحن ندعو إلي الوعي في هذا الأمر‏,‏ لأن البعض قد يريد أن ينسب نفسه لآل البيت ليحصل علي موقف ما أو امتياز في نفوس الناس‏,‏ ونحن نؤكد أن الانتساب إلي بيت النبوة مسئولية‏,‏ فالإمام الصادق يقول لمن ينتسبون إلي آل البيت‏:‏ الحسن من غيركم حسن‏,‏ ومنكم أحسن لأنكم تنتسبون إلي رسول الله‏,‏ والقبيح من غيركم قبيح‏,‏ ومنكم أقبح لأنكم عندما تسيئون فإنكم تسيئون لنسبكم‏,‏ ولذلك فالانتساب إلي بيت النبوة يمثل مسئولية كبيرة‏,‏ وليعلم هؤلاء أنهم حين يصبحون بين يدي الله لن يكون للنسب أي أثر‏,‏ وفي الواقع العملي فإن النبي‏(‏ ص‏)‏ يعتبر سلمان الفارسي منا آل البيت بينما عمه أبولهب كان كافرا ونزل فيه قرآن يصف كفره‏,‏ والقضية هي كيف تعيش هذا النسب‏,‏ فالله تعالي لا يحاسب الناس علي أنسابهم ولكن علي أعمالهم‏.‏

رابط دائم :


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.