«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السنة والشيعة
نشر في شباب مصر يوم 19 - 09 - 2010

قام الشيخ الشيعي المدعو ياسر حبيب بالتطاول العلني على أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها ، وقد أثار ذلك زوبعة هائلة وأشعل فتيل فتنة عارمة بين السنة والشيعة. هاجت القنوات السلفية وكفرته وكفرت الشيعة وردت لهم السباب ، ولا شك أن ياسر هذا رجل أحمق كما وصفه الشيعة أنفسهم لكن الذي أدهشني حقا هو دفاع الشيعة عن أنفسهم فبعد أن أدانوا الرجل وقالوا كيف تأخذون كل الشيعة بجرم رجل واحد سفيه إذا بهم يفصّلون فيقول شيخهم في إحدى القنوات إن ياسر هذا لا يؤمن بالتقية ويرى أن لازما عليه أن يصرح بما يعتقد. وقد أذهلني ذلك حقا .. فمعنى ذلك أن المتوقفين منهم عن سب أم المؤمنين والصحابة إنما يفعلون ذلك تقية. وأضاف الشيخ الذي يعتذر أو يدافع عن ياسر حبيب أنه لا يجوز اتهام السيدة عائشة ولا سبها ولكن هناك اعتراضات عليها .. أخطأت في أشياء .. وذكر أحد الكتب التي أوردت لها بضع وخمسين خطئا .. وأخذ يعدد بعض تلك الأخطاء ، وزعم أن آيات الإفك نزلت في السيدة مارية القبطية وليست في السيدة عائشة رضى الله عنهم أجمعين.
لا شك أن الشيعة فزعوا من عاصفة الإستنكار والحقد التي أثاروها في نفوس أهل السنة وخافوا من عاقبة ذلك ، فهم بهذه الحماقات يزيدون أهل السنة تمسكا بمذهبهم القويم وأبسط دليل على ذلك أن القنوات السلفية تتلقف هذه الحماقات وتعيد إذاعتها مرات ومرات ولو كانت تلك الحماقات تفيد الشيعة مثقال ذرة ما فعلت القنوات السلفية ذلك ، فأفضل وسيلة لمواجهة التبشير الشيعي هو إذاعة ما يقولونه عن الصحابة وأمهات المؤمنين. والغريب حقا هو إصرار الشيعة على تكفير وسب الصحابة ورميهم بالأباطيل .. بحيث يبدو أن مذهبهم ما هو إلا سبا وتكفيرا للصحابة ، وقد سألت نفسي عن علة هذا الإصرار ، ماذا يضر مذهبهم إذا أقلعوا عن ذلك؟ إن خلاصة مذهب الشيعة أن عليا أحق بالخلافة وأن الخلافة (الإمامة في تعبيرهم) تنحصر في ذرية علي من فاطمة رضي الله عنهما وأن إمامهم الثاني عشر غائب وينتظرون عودته ليملئ الأرض عدلا ، وأنا شخصيا أستطيع مسامحتهم في كل ذلك ، وهذا الإعتقاد لا يستلزم بالضرورة سب وتكفير الصحابة فلماذا يصرون على تلك البذاءة؟! وقد تبين لي خلال الأزمة التي أثارها المدعو ياسر حبيب أنهم جميعا يضمرون تكفير وسب الصحابة وأن المتوقف منهم عن ذلك إنما يفعل ذلك تقية. فليت شعري ما هي الضرورة القصوى التي تحتم ذلك في مذهبهم؟ رغم أن هذا الغلو وتلك السفاهة والبذاءة هي أكبر عقبة في نشر مذهبهم بين جموع أهل السنة وبين غير المسلمين لو كانوا يعقلون.
يبدو أن المذهب الشيعي قام على العواطف الهوجاء وعلى الغلو في الحب والغلو في البغض ولا يصمد للتمحيص العلمي الهادئ لذلك فهم حريصون أشد الحرص على مواصلة إلهاب العواطف وإلا انصرف أتباعهم عنهم. وهذه خطة خاسرة في نهاية المطاف ، ولذلك فإن الشيعة لا يتجاوزون مائة مليون بينما السنة مليارا ونصف المليار. وأزعم أنهم بتلك السياسة الحمقاء سيتضائلون خلال المائة عام القادمة.
قبل نحو عام فزع بعض علماء السنة وانتفضوا لأن الشيعة يمارسون التبشير بمذهبهم في بلاد السنة وأرادوا كفهم عن ذلك ، وكان رأيي أن الدعوة من صميم أي دين أو مذهب حتى المذاهب السياسية والإقتصادية لا يمكن أن تكفها عن الدعوة إلى ما تظنه الحق والصواب لأن الدعوة من صميم طبيعة العقائد والمذاهب ، ولا معنى للفزع مطلقا لأن مذهب أهل السنة والجماعة مذهب متين لا خوف عليه مطلقا من منافسة التشيع أو أي مذهب آخر أو أي دين آخر. وقد يظن البعض أن الصوفيين لفرط حبهم لآل البيت قد يتشيعون ، ومن ظن ذلك فهو واهم حقا ، ولو رأى الصوفيون المدعو ياسر حبيب لمزقوه بأسنانهم ، فحب الصوفية لأمهات المؤمنين ولصحابة رسول الله ليس فيه جدال ، فماذا سيضيف لهم التشيع؟ حب آل البيت ! إنهم بالفعل يحبونهم كما يفعل جميع أهل السنة فماذا سيضيف لهم التشيع؟. وهناك سبب آخر لإنصراف الصوفية عن التشيع وهو أن لكل جماعة من الشيعة مرجع .. شيخ يأخذون عنه الدين ويتبعونه اتباع الأعمى للمبصر ، ولكل طريقة صوفية شيخ يأخذون عنه الدين ويتبعونه اتباع الأعمى للمبصر ، المرجع الشيعي يأبى أن يكون لأتباعه أي زعيم سواه ، وكذكلك شيخ الطريقة الصوفية. فتشيع الصوفية في نظري من المحال. فلا خوف مطلقا من إطلاق حرية الدعوة أمام المذهبين فهذا بلا شك في صالح المذهب الحق ، والذين فزعوا من ذلك إما مقصرون في الدعوة وإما أنهم يستهينون بقوة ما لديهم من حق مبين.
ولكن على الشيعة أن يكفوا عن البذاءة بحق الصحابة وأمهات المؤمنين لصالحهم إن لم يكن ترفعا وأدبا ، وعليهم أن يصدقوا في ذلك ولا يكون الأمر مجرد تقية ، فهم ليت شعري يسيئون إساءة بالغة لنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ولإمامهم علي بن أبي طالب رضى الله عنه. فهل يتصور عاقل أن تكون عائشة رضي الله عنها بذلك السوء الذي يزعمون ويرضى عنها رسول الله وتظل زوجه له حتى مماته؟! إن أسافل الناس يأبى ذلك على نفسه وكرامته فما بالكم بسيد الخلق أجمعين ! هل يتصور عاقل أن رجلا شجاعا شهما .. أسد بنى هاشم .. يعصى رسول الله ولا يخرج مطالبا بإنفاد وصية النبي ، حتى لو خذله كل الصحابة لقاتل وحده .. ولو نزل على أي حي من العرب لخرجوا معه وهو من هو فضلا وعلما وقرابة ، ولو تعذر عليه كل ذلك (وهذا محال) لكان تحت الآية الكريمة (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) .. فكيف يبقى في المدينة مستكينا للظالمين ؟! هل يُعقل أن يسكت أسد بني هاشم عمن ضرب زوجته بنت رسول الله وأجهض جنينها؟! ولا يكتفي بالسكوت بل يزوج ابنته أم كلثوم حفيدة الرسول بعمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو خليفة للمسلمين ، إن أوضع وأحقر خلق الله يأبى هذا ، هل يعقل أن يكون الأمر كما تزعمون ثم يسمي الحسين أبناءه بأسماء عمر وأبو بكر؟! فيجب أن يكف الشيعة عن الإساءة إلى النبي وآل البيت هذه الإساءات الشنيعة. كفوا عن هذه الأكاذيب وكونوا على مستوى أهل السنة في احترامهم لعلي رضي الله عنه وأرضاه.
من ناحية أخرى لا يمكن أن نغفل عن الأوضاع السياسية وما يراد لهذه المنطقة من فتنة ، لا يمكن أن نغفل الاستقطاب الحاد بين معسكرين متناقضين أشد التناقض ، معسكر المولاة لأمريكا وإسرائيل ومعسكر المقاومة ، لا شك عندي مطلقا أن العداء بين إيران وأمريكا وإسرائيل عداء حقيقي .. عداء حياة أو موت .. بقاء أو زوال .. وكل من لم ير ذلك فليتهم بصره وبصيرته. لقد كان معسكر المولاة لأمريكا وإسرائيل على وفاق تام مع إيران أيام كانت إيران في نفس المعسكر الموالي لأمريكا وإسرائيل أيام الشاه ملك الملوك ، حتى أن السعودية السلفية أقامت حلف مع إيران اسمته الحلف الإسلامي! وعندما انتقلت إيران إلى العداء الشديد لإسرائيل وأمريكا تذكر علماء السعودية فجأة أن الشيعة كفار. وكانت حجتهم صريحة حيث قالوا أن ذلك بسبب خوفهم من تصدير الثورة ، ولم يقولوا مطلقا أن ذلك بسبب الخوف من تصدير التشيع. وهي حجة واهية فكيف تصدر إيران ثورة شيعية لبلاد السنة ، إنما كل ما هناك أن الأوامر جاءت من واشنطن وتل أبيب بإثارة الفتنة المذهبية في المنطقة وبالعداء لإيران.
وكلما اقترب موعد المواجهة الدامية بين إيران وإسرائيل وأمريكا كلما علت دعاوى الفتنة. فالجميع يذكر (أيام حرب 2006 بين حزب الله وإسرائيل) كيف خرج مشايخ السعودية يفتون بكفر الشيعة وعدم جواز الدعاء لهم بالنصر على إسرائيل ، وكان معسكر المولاة لأمريكا وإسرائيل يحرض الكيان الصهيوني على عدم التوقف عن الحرب حتى يقضي على حزب الله ، وزادوا على ذلك أيام عدوان إسرائيل على غزة فدعموا هذا العدوان ماديا ومعنويا ، فهل حماس شيعة أيضا ولا يجوز الدعاء لهم بالنصر على إسرائيل! بل الأمر في غاية الوضوح .. معسكرين متناطحين .. معسكر مع إسرائيل وأمريكا ومعسكر ضد إسرائيل وأمريكا. وما إثارة الفتنة المذهبية والإقتتال المذهبي في المنطقة إلا أحد أسلحة الحلف الأمريكي الصهيوني. فالسعودية ترسل الانتحاريين إلى العراق ليس لتفجير أنفسهم في الأمريكان بل في المدنيين الشيعة وفي مساجدهم وأسواقهم ، وتقف السعودية السلفية وراء السنيورة وذاك الصغير الذي يتاجر بدم أبيه لينفذوا أجندة اقتتال مذهبي يفل به قوة حزب الله حتى تلتهمه إسرائيل. والقنوات السلفية تنفخ ليل نهار في نيران الفتنة المذهبية ، وسمعت أحد مشايخهم يسمي قائد حزب الله حسن نصر اللات ، ويزعم لفرط غفلته أو بلاهة مستمعيه أن حرب 2006 كانت اتفاقا بين إسرائيل وحزب الله على أن يعطوه أربعة جنود إسرائليين أسرى على أن يطعمهم الجبن الرومي والشيكولاتة ويرسل حزب الله صاروخين طائشين لا يصيبان أي هدف وفي المقابل تمطر إسرائيل مناطق السنة بالصواريخ حتى تبيدهم ، وهذا كلام أحمق أبله لا يستحق حتى عناء الرد عليه ، ويكفي دلالة على جهل هذا الشيخ أن حزب الله قتل هؤلاء الجنود اليهود وأخذ جثثهم وبادلها بكل الأسرى اللبنانين لدى إسرائيل ، فهل رأيتم جثثا تأكل الشيكولاتة! نعم هذا جائز لدى دعاة الفتنة. ولولا غفلة هذا الشيخ لعلم أن إسرائيل لم تقصف قط سوى مناطق الشيعة ، أو هو يعلم ويدلس على سذج المستمعين .. فاتقى الله يا شيخ الفتنة في قناة اللاحكمة ، وستلقى الله بذنبك في حق السيد حسن نصر الله الذي هدم جده عليه الصلاة والسلام اللات وكل أوثان العرب. ولماذا يزجون باسم السيد حسن نصر الله في هذه الفتنة بينما السيد حسن يقول "ما أدين به الله تبارك وتعالى وأعلمه لطلابي في الحوزة أن السيدة عائشة أم المؤمنين وأمي وزوجة رسول الله في الدنيا والآخرة".. وأقول لشيخ الفتنة هل نكأتم عدوا يوما؟ هل قاتلتم إلا في الفتن؟ هل أسلتم إلا دماء المسلمين؟ أليست جماعة فتح الإسلام في لبنان منكم؟ أليس منكم جماعة ذلك الشيخ الأحمق الذي أشهر السلاح في صلاة الجمعة وأعلن الجهاد ضد حماس في غزة؟ أليست جماعة شباب المجاهدين في الصومال منكم؟ أنتم لا تعرفون سوى قتال الفتنة ولا تجيدون سوى قتل المسلمين وتحالفون أعداء الله ورسوله ثم تتطاولون بألسنة حداد على السيد حسن نصر الله !
لقد أقام معسكر المولاة لأمريكا وإسرائيل هذه القنوات السلفية لبث الفتنة المذهبية. وقد سمعتهم في هذه القنوات يصرحون مرات عديدة أن الشيعة أخطر وأكفر من اليهود .. لقد وصلت الرسالة حتى بدون هذه التصريحات .. فهم يرسلون رسائل واضحة أن لا مانع من الوقوف مع اليهود ضد الشيعة ، ويترسب ذلك في أعماق نفوس مستمعيهم دون وعي بخطورة ذلك ودون تمحيص لمدى صحة ذلك. إن القرآن الكريم في سورة الروم يوضح درجات الولاء (الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) فالروم يومئذ مشركون مثلثون يؤلهون البشر ورغم ذلك قال الله عن يوم نصرهم على الفرس (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ) لأن الفرس يومئذ مجوس يعبدون النيران ، فكل من حزن لصمود حزب الله أمام إسرائيل عليه مراجعة نفسه وتقويمها على كتاب الله تعالى. وتالله مهما بلغت بدع وضلالات الشيعة فلن تصل إلى التثليث وتأليه البشر.
واضح تماما أن الشيخ عدنان عرعور سلفي شديد في سلفيته ، وهو يصول ويجول في القنوات السلفية لاعنا الشيعة ومكفرا لهم ، وعندما سأله المذيع السلفي في القناة السلفية عن الصوفية.. إذا به يفعل ما لم يخطر لي على بال ، قال نحن لسنا وهابيين ولا وجود لشيئ اسمه الوهابية ، نحن نتبع المذاهب السنية الأربعة ، كل أهل السنة بجميع طوائفهم يجب أن يقفوا سدا منيعا أمام التشيع. وأدهشني ذلك حقا لأني أعرف جيدا ما يقوله السلفيون في الصوفية .. هم يكفرونهم ويفسقونهم ويبدعونهم ليل نهار على نفس القنوات ، ولكن ماذا فعل الشيخ عدنان؟! الشيخ عدنان فعل الشيئ المنطقي الوحيد عند وجود خطر ضخم هائل (هو التشيع من وجهة نظره) .. فقد عمد إلى تجميع الصفوف بدلا من تفريقها .. وجد أن الصوفية أقرب إليه من الشيعة فأراد أن يضمهم إلى صفه في معركته مع الشيعة .. ولعله قال في نفسه سنصفي الحساب مع الصوفية بعد زوال خطر الشيعة. هو رجل حكيم إذاً ولديه أولويات ولكنه انزلق إلى هاوية سحيقة إذ قرر من عند نفسه أن الشيعة أخطر وأكفر من اليهود والنصارى ، ولم ير في اليهود أي خطر أصلا. إن من أعطاه الله العقل والبصيرة يعمل بنفس منطق الشيخ عدنان ولكنه يدرك أن خطر اليهود والنصارى أعظم من خطر الشيعة ويرى أن الشيعة أقرب إلينا رغم بدعهم من اليهود والنصارى فيعمل على توحيد الصفوف مع الشيعة لدحر اليهود والنصارى. وهذا ما يفعله دعاة التقارب بين الشيعة والسنة ..
السباب والقطيعة لا تؤدي إلا إلى مزيد من السباب ومزيد من القطيعة والعداوة والبغضاء والاقتتال والدمار والركوع تحت أقدام أعداء الأمة من اليهود والأمريكان. ألم يخطر ببال أحد من هؤلاء المشايخ المسيسون ما هو مصيرنا إذا قضت إسرائيل وأمريكا على إيران وسوريا بعد أن قضت على العراق وأفغانستان بمساعدة معسكر المولاة .. ماذا تتوقعون عندئذ أيها الأذكياء .. إن من يدللونكم ويحرضونكم على الفتنة ويتوددون لكم لتساعدوهم في القضاء على حزب الله وحماس وسوريا وإيران سوف يسحقونكم بعد ذلك سحقا أو تقبلون أن تكونوا عبيدا وخداما لهم ، عبيد صرحاء هذه المرة. إن ضرب إيران لا يعني القضاء على المذهب الشيعي أيها الأذكياء بل ربما زاد انتشاره لهذا السبب .. إن القضاء على قوة إيران لا يعني سوى العلو الإسرائيلي الكبير في المنطقة. بينما التحالف مع إيران ضد اليهود هو سبيل القضاء على إسرائيل وعلى نفوذ أمريكا الصليبية. التقارب مع الشيعة هو السبيل لتقليم ألسنتهم وتهذيب مذهبهم أما سبابهم فلن يعود علينا سوى بمزيد من بذائتهم. والتقارب لا يعني أن يتنازل أهل السنة للشيعة عن عقائدهم ولا فقههم ، ولا يعني أن يتنازل الشيعة لأهل السنة عن عقائدهم وفقههم فهذا من المحال .. ولكن التقارب يعني تقارب المواقف .. تقارب السياسة .. يعني التحالف السياسي والعسكري ضد اليهود والإستعمار الأمريكي الجديد .. يعني كف الألسن عن السباب ودعوى الجاهلية ، وليعمل الزمن عمله بعد أن تهدأ النفوس وتتقارب القلوب .. (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ).
اللهم جنبنا الفتن وافتح علينا نورا نبصر به الحق والصواب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.