اليوم، السيسي يلقي كلمة في فعالية مسيرة استكمال مشروع محطة الضبعة النووية    نادي القضاة: انتخابات النواب 2025 لم يشرف عليها القضاة وأعضاء النيابة العامة    بعد انسحاب "قنديل" بالثالثة.. انسحاب "مهدي" من السباق الانتخابي في قوص بقنا    أخبار مصر: حدث عالمي يشهده السيسي وبوتين اليوم، حفل جوائز الكاف، "مجلس دولي" غير مسبوق لغزة، هل يهدد "ماربورج" مصر    أسعار الفراخ فى البورصة اليوم الأربعاء 19 نوفمبر    استشهاد 13 شخصا فى قصف الاحتلال الإسرائيلى لمخيم عين الحلوة    المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2026 بعد صعود ثلاثي أمريكا الشمالية    أبرزها دولة فازت باللقب 4 مرات، المنتخبات المتأهلة إلى الملحق الأوروبي لكأس العالم 2026    توقعات بسقوط أمطار وانخفاض في درجات الحرارة بمطروح والساحل الشمالي    محكمة الاتحاد الأوروبي تعتزم إصدار حكمها بشأن وضع أمازون كمنصة كبيرة جدا    طريقة عمل كيكة البرتقال الهشة بدون مضرب، وصفة سهلة ونتيجة مضمونة    زيلينسكي يزور تركيا لإحياء مساعي السلام في أوكرانيا    الاتصالات: الأكاديمية العسكرية توفر سبل الإقامة ل 30095 طالب بمبادرة الرواد الرقمين    أسعار الذهب اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025    خيرية أحمد، فاكهة السينما التي دخلت الفن لظروف أسرية وهذه قصة الرجل الوحيد في حياتها    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    أكثر من 30 إصابة في هجوم روسي بطائرات مسيرة على مدينة خاركيف شرق أوكرانيا    إسعاد يونس ومحمد إمام ومى عز الدين يوجهون رسائل دعم لتامر حسنى: الله يشفيك ويعافيك    ارتفاع أسعار الذهب في بداية تعاملات البورصة.. الأربعاء 19 نوفمبر    الرئيس السيسي: البلد لو اتهدت مش هتقوم... ومحتاجين 50 تريليون جنيه لحل أزماتها    البيت الأبيض: اتفاقية المعادن مع السعودية مماثلة لما أبرمناه مع الشركاء التجاريين الآخرين    بشري سارة للمعلمين والمديرين| 2000 جنيه حافز تدريس من أكتوبر 2026 وفق شروط    حقيقة ظهور فيروس ماربورج في مصر وهل الوضع أمن؟ متحدث الصحة يكشف    ترتيب الدوري الإيطالي قبل انطلاق الجولة القادمة    شبانة: الأهلي أغلق باب العودة أمام كهربا نهائيًا    أوكرانيا تطالب روسيا بتعويضات مناخية بقيمة 43 مليار دولار في كوب 30    شمال سيناء تنهي استعداداتها لانتخابات مجلس النواب 2025    "النواب" و"الشيوخ" الأمريكي يصوتان لصالح الإفراج عن ملفات إبستين    النيابة العامة تُحوِّل المضبوطات الذهبية إلى احتياطي إستراتيجي للدولة    انقلاب جرار صيانة في محطة التوفيقية بالبحيرة.. وتوقف حركة القطارات    نشأت الديهي: لا تختاروا مرشحي الانتخابات على أساس المال    مصرع شاب وإصابة اثنين آخرين في انقلاب سيارتي تريلا بصحراوي الأقصر    ما هي أكثر الأمراض النفسية انتشارًا بين الأطفال في مصر؟.. التفاصيل الكاملة عن الاضطرابات النفسية داخل مستشفيات الصحة النفسية    النائب العام يؤكد قدرة مؤسسات الدولة على تحويل الأصول الراكدة لقيمة اقتصادية فاعلة.. فيديو    مصرع شاب وإصابة اثنين في انقلاب سيارتي تريلا بالأقصر    في ذكرى رحيله.. أبرز أعمال مارسيل بروست التي استكشفت الزمن والذاكرة والهوية وطبيعة الإنسان    معرض «الأبد هو الآن» يضيء أهرامات الجيزة بليلة عالمية تجمع رموز الفن والثقافة    أبرزهم أحمد مجدي ومريم الخشت.. نجوم الفن يتألقون في العرض العالمي لفيلم «بنات الباشا»    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    أسامة كمال: الجلوس دون تطوير لم يعد مقبولًا في زمن التكنولوجيا المتسارعة    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    أحمد الشناوي: الفار أنقذ الحكام    سويسرا تلحق بركب المتأهلين لكأس العالم 2026    شجار جماعي.. حادثة عنف بين جنود الجيش الإسرائيلي ووقوع إصابات    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    تحريات لكشف ملابسات العثور على جثة شخص في الطالبية    زيورخ السويسري يرد على المفاوضات مع لاعب الزمالك    أحمد فؤاد ل مصطفى محمد: عُد للدورى المصرى قبل أن يتجاوزك الزمن    جامعة طيبة التكنولوجية بالأقصر تطلق مؤتمرها الرابع لشباب التكنولوجيين منتصف ديسمبر    مشروبات طبيعية تساعد على النوم العميق للأطفال    فيلم وهم ل سميرة غزال وفرح طارق ضمن قائمة أفلام الطلبة فى مهرجان الفيوم    طيران الإمارات يطلب 65 طائرة إضافية من بوينغ 777X بقيمة 38 مليار دولار خلال معرض دبي للطيران 2025    هيئة الدواء: نعتزم ضخ 150 ألف عبوة من عقار الديجوكسين لعلاج أمراض القلب خلال الفترة المقبلة    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    هل يجوز أداء العشاء قبل الفجر لمن ينام مبكرًا؟.. أمين الفتوى يجيب    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: مقارنة المهور هي الوقود الذي يشعل نيران التكلفة في الزواج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السنة والشيعة
نشر في شباب مصر يوم 19 - 09 - 2010

قام الشيخ الشيعي المدعو ياسر حبيب بالتطاول العلني على أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها ، وقد أثار ذلك زوبعة هائلة وأشعل فتيل فتنة عارمة بين السنة والشيعة. هاجت القنوات السلفية وكفرته وكفرت الشيعة وردت لهم السباب ، ولا شك أن ياسر هذا رجل أحمق كما وصفه الشيعة أنفسهم لكن الذي أدهشني حقا هو دفاع الشيعة عن أنفسهم فبعد أن أدانوا الرجل وقالوا كيف تأخذون كل الشيعة بجرم رجل واحد سفيه إذا بهم يفصّلون فيقول شيخهم في إحدى القنوات إن ياسر هذا لا يؤمن بالتقية ويرى أن لازما عليه أن يصرح بما يعتقد. وقد أذهلني ذلك حقا .. فمعنى ذلك أن المتوقفين منهم عن سب أم المؤمنين والصحابة إنما يفعلون ذلك تقية. وأضاف الشيخ الذي يعتذر أو يدافع عن ياسر حبيب أنه لا يجوز اتهام السيدة عائشة ولا سبها ولكن هناك اعتراضات عليها .. أخطأت في أشياء .. وذكر أحد الكتب التي أوردت لها بضع وخمسين خطئا .. وأخذ يعدد بعض تلك الأخطاء ، وزعم أن آيات الإفك نزلت في السيدة مارية القبطية وليست في السيدة عائشة رضى الله عنهم أجمعين.
لا شك أن الشيعة فزعوا من عاصفة الإستنكار والحقد التي أثاروها في نفوس أهل السنة وخافوا من عاقبة ذلك ، فهم بهذه الحماقات يزيدون أهل السنة تمسكا بمذهبهم القويم وأبسط دليل على ذلك أن القنوات السلفية تتلقف هذه الحماقات وتعيد إذاعتها مرات ومرات ولو كانت تلك الحماقات تفيد الشيعة مثقال ذرة ما فعلت القنوات السلفية ذلك ، فأفضل وسيلة لمواجهة التبشير الشيعي هو إذاعة ما يقولونه عن الصحابة وأمهات المؤمنين. والغريب حقا هو إصرار الشيعة على تكفير وسب الصحابة ورميهم بالأباطيل .. بحيث يبدو أن مذهبهم ما هو إلا سبا وتكفيرا للصحابة ، وقد سألت نفسي عن علة هذا الإصرار ، ماذا يضر مذهبهم إذا أقلعوا عن ذلك؟ إن خلاصة مذهب الشيعة أن عليا أحق بالخلافة وأن الخلافة (الإمامة في تعبيرهم) تنحصر في ذرية علي من فاطمة رضي الله عنهما وأن إمامهم الثاني عشر غائب وينتظرون عودته ليملئ الأرض عدلا ، وأنا شخصيا أستطيع مسامحتهم في كل ذلك ، وهذا الإعتقاد لا يستلزم بالضرورة سب وتكفير الصحابة فلماذا يصرون على تلك البذاءة؟! وقد تبين لي خلال الأزمة التي أثارها المدعو ياسر حبيب أنهم جميعا يضمرون تكفير وسب الصحابة وأن المتوقف منهم عن ذلك إنما يفعل ذلك تقية. فليت شعري ما هي الضرورة القصوى التي تحتم ذلك في مذهبهم؟ رغم أن هذا الغلو وتلك السفاهة والبذاءة هي أكبر عقبة في نشر مذهبهم بين جموع أهل السنة وبين غير المسلمين لو كانوا يعقلون.
يبدو أن المذهب الشيعي قام على العواطف الهوجاء وعلى الغلو في الحب والغلو في البغض ولا يصمد للتمحيص العلمي الهادئ لذلك فهم حريصون أشد الحرص على مواصلة إلهاب العواطف وإلا انصرف أتباعهم عنهم. وهذه خطة خاسرة في نهاية المطاف ، ولذلك فإن الشيعة لا يتجاوزون مائة مليون بينما السنة مليارا ونصف المليار. وأزعم أنهم بتلك السياسة الحمقاء سيتضائلون خلال المائة عام القادمة.
قبل نحو عام فزع بعض علماء السنة وانتفضوا لأن الشيعة يمارسون التبشير بمذهبهم في بلاد السنة وأرادوا كفهم عن ذلك ، وكان رأيي أن الدعوة من صميم أي دين أو مذهب حتى المذاهب السياسية والإقتصادية لا يمكن أن تكفها عن الدعوة إلى ما تظنه الحق والصواب لأن الدعوة من صميم طبيعة العقائد والمذاهب ، ولا معنى للفزع مطلقا لأن مذهب أهل السنة والجماعة مذهب متين لا خوف عليه مطلقا من منافسة التشيع أو أي مذهب آخر أو أي دين آخر. وقد يظن البعض أن الصوفيين لفرط حبهم لآل البيت قد يتشيعون ، ومن ظن ذلك فهو واهم حقا ، ولو رأى الصوفيون المدعو ياسر حبيب لمزقوه بأسنانهم ، فحب الصوفية لأمهات المؤمنين ولصحابة رسول الله ليس فيه جدال ، فماذا سيضيف لهم التشيع؟ حب آل البيت ! إنهم بالفعل يحبونهم كما يفعل جميع أهل السنة فماذا سيضيف لهم التشيع؟. وهناك سبب آخر لإنصراف الصوفية عن التشيع وهو أن لكل جماعة من الشيعة مرجع .. شيخ يأخذون عنه الدين ويتبعونه اتباع الأعمى للمبصر ، ولكل طريقة صوفية شيخ يأخذون عنه الدين ويتبعونه اتباع الأعمى للمبصر ، المرجع الشيعي يأبى أن يكون لأتباعه أي زعيم سواه ، وكذكلك شيخ الطريقة الصوفية. فتشيع الصوفية في نظري من المحال. فلا خوف مطلقا من إطلاق حرية الدعوة أمام المذهبين فهذا بلا شك في صالح المذهب الحق ، والذين فزعوا من ذلك إما مقصرون في الدعوة وإما أنهم يستهينون بقوة ما لديهم من حق مبين.
ولكن على الشيعة أن يكفوا عن البذاءة بحق الصحابة وأمهات المؤمنين لصالحهم إن لم يكن ترفعا وأدبا ، وعليهم أن يصدقوا في ذلك ولا يكون الأمر مجرد تقية ، فهم ليت شعري يسيئون إساءة بالغة لنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ولإمامهم علي بن أبي طالب رضى الله عنه. فهل يتصور عاقل أن تكون عائشة رضي الله عنها بذلك السوء الذي يزعمون ويرضى عنها رسول الله وتظل زوجه له حتى مماته؟! إن أسافل الناس يأبى ذلك على نفسه وكرامته فما بالكم بسيد الخلق أجمعين ! هل يتصور عاقل أن رجلا شجاعا شهما .. أسد بنى هاشم .. يعصى رسول الله ولا يخرج مطالبا بإنفاد وصية النبي ، حتى لو خذله كل الصحابة لقاتل وحده .. ولو نزل على أي حي من العرب لخرجوا معه وهو من هو فضلا وعلما وقرابة ، ولو تعذر عليه كل ذلك (وهذا محال) لكان تحت الآية الكريمة (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) .. فكيف يبقى في المدينة مستكينا للظالمين ؟! هل يُعقل أن يسكت أسد بني هاشم عمن ضرب زوجته بنت رسول الله وأجهض جنينها؟! ولا يكتفي بالسكوت بل يزوج ابنته أم كلثوم حفيدة الرسول بعمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو خليفة للمسلمين ، إن أوضع وأحقر خلق الله يأبى هذا ، هل يعقل أن يكون الأمر كما تزعمون ثم يسمي الحسين أبناءه بأسماء عمر وأبو بكر؟! فيجب أن يكف الشيعة عن الإساءة إلى النبي وآل البيت هذه الإساءات الشنيعة. كفوا عن هذه الأكاذيب وكونوا على مستوى أهل السنة في احترامهم لعلي رضي الله عنه وأرضاه.
من ناحية أخرى لا يمكن أن نغفل عن الأوضاع السياسية وما يراد لهذه المنطقة من فتنة ، لا يمكن أن نغفل الاستقطاب الحاد بين معسكرين متناقضين أشد التناقض ، معسكر المولاة لأمريكا وإسرائيل ومعسكر المقاومة ، لا شك عندي مطلقا أن العداء بين إيران وأمريكا وإسرائيل عداء حقيقي .. عداء حياة أو موت .. بقاء أو زوال .. وكل من لم ير ذلك فليتهم بصره وبصيرته. لقد كان معسكر المولاة لأمريكا وإسرائيل على وفاق تام مع إيران أيام كانت إيران في نفس المعسكر الموالي لأمريكا وإسرائيل أيام الشاه ملك الملوك ، حتى أن السعودية السلفية أقامت حلف مع إيران اسمته الحلف الإسلامي! وعندما انتقلت إيران إلى العداء الشديد لإسرائيل وأمريكا تذكر علماء السعودية فجأة أن الشيعة كفار. وكانت حجتهم صريحة حيث قالوا أن ذلك بسبب خوفهم من تصدير الثورة ، ولم يقولوا مطلقا أن ذلك بسبب الخوف من تصدير التشيع. وهي حجة واهية فكيف تصدر إيران ثورة شيعية لبلاد السنة ، إنما كل ما هناك أن الأوامر جاءت من واشنطن وتل أبيب بإثارة الفتنة المذهبية في المنطقة وبالعداء لإيران.
وكلما اقترب موعد المواجهة الدامية بين إيران وإسرائيل وأمريكا كلما علت دعاوى الفتنة. فالجميع يذكر (أيام حرب 2006 بين حزب الله وإسرائيل) كيف خرج مشايخ السعودية يفتون بكفر الشيعة وعدم جواز الدعاء لهم بالنصر على إسرائيل ، وكان معسكر المولاة لأمريكا وإسرائيل يحرض الكيان الصهيوني على عدم التوقف عن الحرب حتى يقضي على حزب الله ، وزادوا على ذلك أيام عدوان إسرائيل على غزة فدعموا هذا العدوان ماديا ومعنويا ، فهل حماس شيعة أيضا ولا يجوز الدعاء لهم بالنصر على إسرائيل! بل الأمر في غاية الوضوح .. معسكرين متناطحين .. معسكر مع إسرائيل وأمريكا ومعسكر ضد إسرائيل وأمريكا. وما إثارة الفتنة المذهبية والإقتتال المذهبي في المنطقة إلا أحد أسلحة الحلف الأمريكي الصهيوني. فالسعودية ترسل الانتحاريين إلى العراق ليس لتفجير أنفسهم في الأمريكان بل في المدنيين الشيعة وفي مساجدهم وأسواقهم ، وتقف السعودية السلفية وراء السنيورة وذاك الصغير الذي يتاجر بدم أبيه لينفذوا أجندة اقتتال مذهبي يفل به قوة حزب الله حتى تلتهمه إسرائيل. والقنوات السلفية تنفخ ليل نهار في نيران الفتنة المذهبية ، وسمعت أحد مشايخهم يسمي قائد حزب الله حسن نصر اللات ، ويزعم لفرط غفلته أو بلاهة مستمعيه أن حرب 2006 كانت اتفاقا بين إسرائيل وحزب الله على أن يعطوه أربعة جنود إسرائليين أسرى على أن يطعمهم الجبن الرومي والشيكولاتة ويرسل حزب الله صاروخين طائشين لا يصيبان أي هدف وفي المقابل تمطر إسرائيل مناطق السنة بالصواريخ حتى تبيدهم ، وهذا كلام أحمق أبله لا يستحق حتى عناء الرد عليه ، ويكفي دلالة على جهل هذا الشيخ أن حزب الله قتل هؤلاء الجنود اليهود وأخذ جثثهم وبادلها بكل الأسرى اللبنانين لدى إسرائيل ، فهل رأيتم جثثا تأكل الشيكولاتة! نعم هذا جائز لدى دعاة الفتنة. ولولا غفلة هذا الشيخ لعلم أن إسرائيل لم تقصف قط سوى مناطق الشيعة ، أو هو يعلم ويدلس على سذج المستمعين .. فاتقى الله يا شيخ الفتنة في قناة اللاحكمة ، وستلقى الله بذنبك في حق السيد حسن نصر الله الذي هدم جده عليه الصلاة والسلام اللات وكل أوثان العرب. ولماذا يزجون باسم السيد حسن نصر الله في هذه الفتنة بينما السيد حسن يقول "ما أدين به الله تبارك وتعالى وأعلمه لطلابي في الحوزة أن السيدة عائشة أم المؤمنين وأمي وزوجة رسول الله في الدنيا والآخرة".. وأقول لشيخ الفتنة هل نكأتم عدوا يوما؟ هل قاتلتم إلا في الفتن؟ هل أسلتم إلا دماء المسلمين؟ أليست جماعة فتح الإسلام في لبنان منكم؟ أليس منكم جماعة ذلك الشيخ الأحمق الذي أشهر السلاح في صلاة الجمعة وأعلن الجهاد ضد حماس في غزة؟ أليست جماعة شباب المجاهدين في الصومال منكم؟ أنتم لا تعرفون سوى قتال الفتنة ولا تجيدون سوى قتل المسلمين وتحالفون أعداء الله ورسوله ثم تتطاولون بألسنة حداد على السيد حسن نصر الله !
لقد أقام معسكر المولاة لأمريكا وإسرائيل هذه القنوات السلفية لبث الفتنة المذهبية. وقد سمعتهم في هذه القنوات يصرحون مرات عديدة أن الشيعة أخطر وأكفر من اليهود .. لقد وصلت الرسالة حتى بدون هذه التصريحات .. فهم يرسلون رسائل واضحة أن لا مانع من الوقوف مع اليهود ضد الشيعة ، ويترسب ذلك في أعماق نفوس مستمعيهم دون وعي بخطورة ذلك ودون تمحيص لمدى صحة ذلك. إن القرآن الكريم في سورة الروم يوضح درجات الولاء (الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) فالروم يومئذ مشركون مثلثون يؤلهون البشر ورغم ذلك قال الله عن يوم نصرهم على الفرس (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ) لأن الفرس يومئذ مجوس يعبدون النيران ، فكل من حزن لصمود حزب الله أمام إسرائيل عليه مراجعة نفسه وتقويمها على كتاب الله تعالى. وتالله مهما بلغت بدع وضلالات الشيعة فلن تصل إلى التثليث وتأليه البشر.
واضح تماما أن الشيخ عدنان عرعور سلفي شديد في سلفيته ، وهو يصول ويجول في القنوات السلفية لاعنا الشيعة ومكفرا لهم ، وعندما سأله المذيع السلفي في القناة السلفية عن الصوفية.. إذا به يفعل ما لم يخطر لي على بال ، قال نحن لسنا وهابيين ولا وجود لشيئ اسمه الوهابية ، نحن نتبع المذاهب السنية الأربعة ، كل أهل السنة بجميع طوائفهم يجب أن يقفوا سدا منيعا أمام التشيع. وأدهشني ذلك حقا لأني أعرف جيدا ما يقوله السلفيون في الصوفية .. هم يكفرونهم ويفسقونهم ويبدعونهم ليل نهار على نفس القنوات ، ولكن ماذا فعل الشيخ عدنان؟! الشيخ عدنان فعل الشيئ المنطقي الوحيد عند وجود خطر ضخم هائل (هو التشيع من وجهة نظره) .. فقد عمد إلى تجميع الصفوف بدلا من تفريقها .. وجد أن الصوفية أقرب إليه من الشيعة فأراد أن يضمهم إلى صفه في معركته مع الشيعة .. ولعله قال في نفسه سنصفي الحساب مع الصوفية بعد زوال خطر الشيعة. هو رجل حكيم إذاً ولديه أولويات ولكنه انزلق إلى هاوية سحيقة إذ قرر من عند نفسه أن الشيعة أخطر وأكفر من اليهود والنصارى ، ولم ير في اليهود أي خطر أصلا. إن من أعطاه الله العقل والبصيرة يعمل بنفس منطق الشيخ عدنان ولكنه يدرك أن خطر اليهود والنصارى أعظم من خطر الشيعة ويرى أن الشيعة أقرب إلينا رغم بدعهم من اليهود والنصارى فيعمل على توحيد الصفوف مع الشيعة لدحر اليهود والنصارى. وهذا ما يفعله دعاة التقارب بين الشيعة والسنة ..
السباب والقطيعة لا تؤدي إلا إلى مزيد من السباب ومزيد من القطيعة والعداوة والبغضاء والاقتتال والدمار والركوع تحت أقدام أعداء الأمة من اليهود والأمريكان. ألم يخطر ببال أحد من هؤلاء المشايخ المسيسون ما هو مصيرنا إذا قضت إسرائيل وأمريكا على إيران وسوريا بعد أن قضت على العراق وأفغانستان بمساعدة معسكر المولاة .. ماذا تتوقعون عندئذ أيها الأذكياء .. إن من يدللونكم ويحرضونكم على الفتنة ويتوددون لكم لتساعدوهم في القضاء على حزب الله وحماس وسوريا وإيران سوف يسحقونكم بعد ذلك سحقا أو تقبلون أن تكونوا عبيدا وخداما لهم ، عبيد صرحاء هذه المرة. إن ضرب إيران لا يعني القضاء على المذهب الشيعي أيها الأذكياء بل ربما زاد انتشاره لهذا السبب .. إن القضاء على قوة إيران لا يعني سوى العلو الإسرائيلي الكبير في المنطقة. بينما التحالف مع إيران ضد اليهود هو سبيل القضاء على إسرائيل وعلى نفوذ أمريكا الصليبية. التقارب مع الشيعة هو السبيل لتقليم ألسنتهم وتهذيب مذهبهم أما سبابهم فلن يعود علينا سوى بمزيد من بذائتهم. والتقارب لا يعني أن يتنازل أهل السنة للشيعة عن عقائدهم ولا فقههم ، ولا يعني أن يتنازل الشيعة لأهل السنة عن عقائدهم وفقههم فهذا من المحال .. ولكن التقارب يعني تقارب المواقف .. تقارب السياسة .. يعني التحالف السياسي والعسكري ضد اليهود والإستعمار الأمريكي الجديد .. يعني كف الألسن عن السباب ودعوى الجاهلية ، وليعمل الزمن عمله بعد أن تهدأ النفوس وتتقارب القلوب .. (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ).
اللهم جنبنا الفتن وافتح علينا نورا نبصر به الحق والصواب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.