أكد آية الله هادي أكبر مستشار مجمع «آل البيت العالمي» بإيران أن المتشددين والتيارات المضللة كالوهابية والصهيونية هي التي تقف وراء شائعات سيطرة الشيعة علي مصر، مشيرا إلي أن مهمة هذا المجمع الذي أنشئ في أعقاب الثورة الإسلامية بإيران هي التقريب بين المذاهب ولم شمل المسلمين وليس نشر التشيع، إيمانا منهم بأن مشكلة العالم الاسلامي سياسية أكثر منها دينية فإلي نص الحوار: • تتهم إيران دائما بأنها منبع لتشيع بلاد أهل السنة وتكفيرهم، وهو ما يعوق العلاقات الايرانية مع كثير من الدول، فما ردكم علي هذا؟ -إن إيران بها اليوم 8 ملايين سني وتسع محافظات إيرانية يقطن بها سنة يمارسون شعائرهم الدينية ولديهم مساجد ومدارس كما يوجد قسم خاص ببعثة الحج الإيرانية سنويا لهم كي ينظموا أمورهم بمعرفتهم، ولو هناك تشيع من قبل إيران فكان الأولي توجيه الأمر لسنة إيران أنفسهم . إن الشبهات وشائعات التشيع لأهل السنة الموجودة في مصر ضد الشيعة مصنوعة من المتشددين والتيارات المضللة كالوهابية، ونحن نعتزم عمل ندوات علمية رداً علي هذه الشبهات . كما أن الدول الغربية والمنظمات العالمية تسعي إلي تشويه صورة إيران بسبب تلك الشبهات الموجودة بين الناس والتي صنعتها الوهابية والصهيوينة، ولدينا برنامج خاص لتوعية الشعب المصري بالشبهات المطروحة ضد الشيعة، كما لدينا خطة لتوضيح الصورة عن الشيعة وقضية التشيع في الدول العربية تتضمن لقاءات موسعة بالتنسيق مع تلك الدول". • ما آليات هذه الخطة؟ - في الحقيقة نحن قمنا بالفعل منذ وقت قريب وأرسلنا كتبا للتعريف بحقيقة الشيعة والرد علي التهم بالتشيع في معارض كتب عالمية مثل معرض «القاهرة الدولي للكتاب»،لكن تم رفض عرض الكتب! بالإضافة إلي أننا سنبدأ بث قناة «آل البيت» لدعم هذه الخطة. مصحف فاطمة وسب الصحابة • ماذا عن وجود مصحف للشيعة يسمي مصحف فاطمة؟ - منذ ولادتي ولم أر في حياتي مصحفاً يسمي مصحف فاطمة، وما لدينا هو مصحف شريف للقرآن الكريم وهو المتواجد في كل الدول الإسلامية " • كيف تواجهون قضية الخلاف السني الشيعي؟ - إن الخلاف موجود بين المذاهب الاسلامية قائم حتي بين المذاهب السنية لكنها اختلافات يجب أن يحلها العلماء، حيث إن في الطوائف المسيحية اختلافاً لكنهم في مواجهة الإسلام متحدون، ومع الأسف نحن في الإسلام مختلفون رغم وجود الكثير من المشتركات التي تجمعنا واستشهدهنا بقول رسول الله «صلي الله عليه وسلم»:" تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي " " وفق ما يذكر في الكتب الشيعية . وقد ترك الإمام الخوميني العديد من الوصايا الأخلاقية التي تعد استرشادية للأمة في مواجهة تحدياتها، أهمها أن «الاستكبار العالمي» يريد أن يغير خريطة العالم الإسلامي وفرض الهيمنة الاسرائيلية علي الدول الإسلامية، وهذا بالفعل لا يتحقق إلا من خلال نشر الشبهات التي تفرق بين المسلمين. هيئة آل البيت • إذا انتقلنا إلي هيئة او مجمع آل البيت العالمي، فما طبيعة عمل تلك الهيئة؟ - الهيئة العالمية لمحبي آل البيت، أو مجمع آل البيت العالمي هو أكبر هيئات المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب، وهو هيئة غير حكومية ولا تقوم بعمل سياسي، وقد أنشئت بعد توقف عملية التقريب بين المذاهب لجمع شمل المسلمين من خلال محبة آل البيت التي لا يختلف عليها شيعي أو سني، وهي تمثل نشاط التصوف الحقيقي في إيران ووسط آسيا، حيث تقوم علي مبدأ اتباع طريقة آل البيت، وهو ما تقوم عليه الطرق الصوفية في مصر. أيضا تشكيل هذا المجمع نتيجة أن ثورتنا إسلامية وليست شيعية وللتأكيد أن لدينا عدواً مشتركاً وهو «الاستكبار العالمي» لأنهم يحسبون أن الإسلام عائق لتطورهم. مع وجود علماء كبار بين اهل السنة والشيعة حاولت ايران التقريب بين العلماء والنظريات بين مختلف المذاهب الموجودة، لهذا تشكلت جلسات عديدة من جانب المجمع واثمرت نتائج ايجابية ونحن نعتقد أن «مجمع التقريب بين المذاهب» سبب الصلة بين المسلمين، ويقلل النعرات المذهبية الموجودة . الهيئة والتشيع • لكن البعض قد يري أن إنشاء هيئة لآل البيت وتعاونها مع الصوفية قد يكون وراءها نشر للتشيع؟ - هذا غير صحيح فلدي الشيعة نظرتان نظرية التشيع اعتقاديه خاصة أخري سياسية ولا نهتم بنشر العقائد الشيعية ونظرية التشيع لأننا نؤمن بأن مشكلة العالم الإسلامي ليس في نشر العقائد الشيعية، ولكن في الجانب السياسي، ولدينا رؤي خاصة في الأمور السياسية تنطلق من العمل علي تحقيق قوله تعالي :" واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا"، لا سيما أن الوحدة تؤدي بنا للنجاح أما التفرقة فتدفعنا للفشل. • إذن ما سبب تقديمكم الدعم للطرق الصوفية من خارج إيران لاسيما في مصر؟ - نحن بالفعل ندعم بعض الطرق الصوفية في مصر وتركيا والبلقان، وإن كانت مصر تأتي في المقدمة من حيث دعم الطرق الصوفية بها، لكن هذا الدعم هو دعم فكري وفلسفي وتعاون لرفع الشبهات الموجودة علي قضية التعلق بآل البيت، من خلال مساعدة تلك الطرق لنا في نشر الكتب التي توضح ذلك. • هل هناك تعاون مع هيئة أخري كالأزهر الشريف؟ - كان هناك في الماضي اتصالات دائمة مع الأزهر للتقريب بين المذاهب تحقق نوعاً من التقارب وتجلية الصورة، لكنه توقف ونتمني عودتها بجميع السبل. إنما يتم اليوم دعوة عدد من كبار المفكرين وعلماء الازهر للوقوف علي تنسيق كامل في إطار عمل هيئة محبي آل البيت التي تتفق في اهدافها مع اهداف جميع هيئات إيران الدينية التي تقوم علي وحدة المسلمين.