ساعات صعبة قضاها العائدون من جحيم عبارة الموت بيلا أكد عادل سعد البالغ من العمر 33 عاماً وينفق علي طفلين أنه سافر للعمل بالخارج بحثاً عن عمل يضمن لأسرته حياة سعيدة خاصة أن أبنائي في مراحل سنية متفاوته ويحتاجون إلي المال لاستقرار حياتهم المعيشية لكن ضاع ما كنت أمتلكه من الحياة وما ادخرته لتوفير حياة أسرية كريمة ويستكمل الحديث قائلاً شاهدنا الأدخنة والنيران الكثيفة السوداء اللون تخرج من مؤخرة العبارة مما جعلنا لا نستطيع التنفس أو حتي الرؤية وصرخنا بأعلي صوت علي طاقم الإنقاذ لإغاثتنا ولم يسمعنا أحد وأخيراً قام طاقم الإنقاذ بالتحرك سريعاً بفك الزوارق المطاطية والخشبية وهبطنا في المياه ومن شدة الرعب الذي ملأ قلوبنا خاصة أن من بيننا أطفالاً ونساء أستقل كل 100 راكب قارب واحد رغم الزحام الشديد في القوارب وذلك هرباً من الحريق الذي كاد أن يلتهمنا ويفقدنا الوعي من ضيق التنفس وساعدنا بعضنا البعض بالتجديف بأيدينا لنبتعد عن العبارة بأقصي سرعة ممكنة وصيحاتنا في السماء طلباً للإغاثة من المولي عزوجل حتي تدخلت القوات البحرية الأردنية بقواربها وظلوا يسحبون بنا القوارب وصعدنا إلي احدي العبارات الأردنية التي كانت تفتقر إلي أبسط أدوات الإسعافات الأولية وقدموا لنا وجبة غذائية عبارة عن بسكويت وشربة ماء. ويقول ربيع محمد من محافظة بني سويف البالغ من العمر 45 عاماً لقد عملت سنوات عديدة في الغربة وكنت عائداً وبحوزتي كل ما كنت أدخره من مبالغ مالية وأجهزة كهربائية خلال سنوات غربتي لا أستطيع شراءها مرة أخري وطالب بسرعة صرف تعويض فوري حيث أنه علي حد قوله لا يملك سوي جزء بسيط من ملابسه. أما أحمد سالم محمد فرج البالغ من العمر 26 عاماً من محافظة الشرقية فيقول كنت أعمل بدولة الأردن في مصنع لإنتاج الطوب لعدة سنوات ذقت خلالها مرارة الغربة وتجرعت كاسات فراق الأسرة لجمع بعض المبالغ لتوفير الاحتياجات الضرورية لأسرتي وما يتبقي منها أقوم باستكمال إنشاءات منزلي لكن فقدت أحلامي علي متن العبارة المنكوبة مشيراً إلي أن العبارة ظهر عليها علامات القدم وكنت متيقناً بأن حمولتها في هذه الرحلة أكبر من اللازم وبعد أن أبحرت ومضي عليها حوالي ساعة ونصف الساعة كنت خلالها مستيقظاً فوجئت وجميع الركاب باندلاع النيران من أسفلها وصاحبها دخان كثيف حتي أن جميع الركاب حدث بينهم حالة من الذعر والهرج كما أنهم فقدوا السيطرة علي أعصابهم وتمادوا في البكاء. والتقط أطراف الحديث أيمن بدر من مركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ أنه جاء من المملكة العربية السعودية وبرفقته سيارته الخاصة المحملة بالأمتعة والهدايا لأفراد أسرته وكانت فرحته غامرة للقاء أسرته بعد غياب أستمر لعدة سنوات مشيراً إلي أن هذه السعادة تحولت إلي حزن بسبب فقدان الأمتعة والهدايا وحالة الذعر التي انتابته خلال حريق العبارة مؤكداً أن العبارة علي حد علمه كانت متوقفة عن العمل لمدة ثلاثة أشهر لكنها حصلت تقرير يفيد إجازة الإبحار منذ حوالي أسبوع في حين أنها تعمل علي الخط الملاحي نويبع - العقبة منذ أكثر من 10 سنوات وطالب شركة الجسر العربي بتعويض جميع الركاب عن الضرر المادي والمعنوي الذي لحق بهم جراء حريق العبارة باعتبارها المسئول الأول عن هذه الكارثة. بينما يقول محمد فتح الله من مدينة طنطا بمحافظة الغربية انه فقد كل ما ادخره خلال عملة بالمملكة العربية السعودية طيلة 10 سنوات بالإضافة إلي سيارة وهدايا عينية وجاء شقيقه الأصغر لينتظره خارج الميناء صباح أمس الأول في الوقت الذي تردد فيه الأنباء عن حريق هائل قد نشب بالعبارة وظن أنني قد فارقت الحياة حتي ترددت أنباء أخري بتدخل رجال القوات المسلحة وتم إنقاذ جميع الركاب ومن هنا عادت الفرحة إلي قلبه مرة أخري للقائي بعد طول غياب وما عدت به سوي جلباب فقط حتي أنني فقدت حذائي. وطالب ربيع محمد من محافظة بني سويف والسيد عبدالعزيز من محافظة الشرقية بسرعة صرف التعويضات المناسبة لما فقدناه. ومن جانبه أكد الربان نبيل لطفي نائب مدير عام شركة الجسر العربي المالكة للعبارة بيلا المنكوبة أنه سيتم صرف كافة التعويضات للمتضررين في أسرع وقت ممكن وفقاً للقوانين والضوابط المنظمة في مثل هذه الحالات حيث سيتم دراسة تعويض كل حالة علي حده وفقاً لقيمة مفقوداتهم.