«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آباء وأمهات الشهداء..يفطرون على دمع
نشر في صوت الأمة يوم 28 - 08 - 2011

أعد الملف: أحمد صبري -ألفت عبدالظاهر-أشرف فرج- سامي بلتاجي مصطفي الجمل -أحمد صبحي-محمد حامد خفاجي -أحمد مصطفي -نورهان حفظي -أمجد أسامة
أم الشهيد أحمد زين: وجود مبارك في القفص يساوي عندي الدنيا كلها
«وجود المخلوع في القفص وقولته أنا موجود، تساوي عندي الدنيا كلها»، هكذا عبرت والدة الشهيد أحمد زين عن موقفها من قتلة شهداء 25 يناير في حديثها ل«صوت الأمة» الذي لم تتمالك خلاله نفسها من البكاء علي فقدان ابنها، وأضافت: أحمد كان السنة دي يتم 25 سنة ووالده توفي من 4 سنين، أحمد معاه معهد سياحة وفنادق وكان عاوز يدخل كلية لتحسين مستواه ويشتغل في شغلانة أحسن، لأنه كان بيشتغل في السياحة في فنادق وتعب جداً لدرجة إن أشتغل سواق علي عربية، أحمد ده كان نور عيني، هكذا تقول أم الشهيد ماكانش فيه احن منه علي أمه وأخواته، آخر يوم شفته فيه كان يوم الجمعة يوم 28 يناير بعد الصلاة قال ياماما نفسي في اكله علشان ما كلتهاش من زمان، نفسي في سمك فنزلت اشتريت السمك ورحنا عند أخته اتغدينا هناك وجينا بعد المغرب، وكان بعدما أكل قام عمل الشاي، قلت له أيه يا أحمد مش عادتك وأنا قاعدة حاجة خنقاني، وكنا بنشوف الضرب اللي بيحصل في التحرير وكل ما أشوف حاجة أقول ياحبيبي با ابني شوف يا أحمد يقول علشان انتم في البيت مش حاسين بحاجة احنا نبقي في الشغل مش لاقيين.
*************
أم الشهيد صابر فاروق: الداخلية قتلت ابني وزملاءه وكأنهم «فراخ»
تقول والدة الشهيد صابر فاروق: كان شاباً عمره 33 عاماً وكان يعلم شيفاً بأحد المطاعم وأنا حزينة ورمضان هذا العام ربنا يعمل به فأنا لا أنام طوال الليل وأفكر فيه كان يدخل ويخرج علي حيث إنه يسكن في الشقة الأعلي مني وكان أول ثلاثة أيام يفطر فيها معي وباقي الأيام يفطر في المطعم ويتسحر معنا ولانه شيف فكان هو الذي يعد لنا الأكل بنفسه، وقالت عندما بدأت ثورة يناير كان جالساً معي فسألته عن صوت ضرب النار الذي نسمعه فأجابني قائلاً هذه ثورة لأن المعيشة غالية فقلت له محذرة أوعي تذهب لتجيلك رصاصة فقال لي الأعمار بيد الله مفيش حد بياخد غير نصيبه المهم أنه في يوم 28 وهو يوم استشهاده خرج وعاد مرتين وقبل المغرب وجدته خارجاً يجري فناديت عليه ولم يجب فصحت في زوجته لاعتقادي بأن هناك مشاجرة
ولكنها قالت لي إنه سيعود فانتظرنا عودته ولكنه لم يعد ففقدت بصري وكدت أموت وأخدت زوجته تبحث عنه 41 يوماً حتي قال لها أحد الجيران إنه شاهد في برنامج 90 دقيقة إن هناك جثة مجهولة بمستشفي سيد جلال فذهب أخوه وتعرف عليه وأنا لم يكن عندي أمل طيلة هذه الأيام في أنه عايش وكلما أقول ذلك لزوجته أو أشقائه ينهروني ويقولوا تفائلي خير. وأضافت بأن الداخلية تقول أنها لم تضرب وهم كاذبون. الداخلية كاذبة فنحن رأينا بأعيننا لأن قسم الوايلي أمام منزلنا وجيراني جميعاً شاهدوا ضرب النار علي المتظاهرين وابن أخي وأشقاؤه كانوا في التحرير وشاهدوا الضرب والسيارة تدهس الناس والخيول تقتل البشر وهم الذين أتوا وقالوا لي ذلك، وأستطردت قد يكون الذنب ذنب مبارك لكن الذي طبخها مع العادلي هو ابنه فهل عندما أقول لك اضربي تضربي هكذا هم لو عندهم ايمان وتقوي فهؤلاء ليسوا «فراخ» تقتلوا منهم فيهم هكذا ولو كان سمعوا طلباتهم لانتهي كل شيء ولكن الجشع والطمع والسرقة أعمت عيونهم جميعاً.
*************
أم الشهيد إيهاب محمد: ابني قتل يوم خطوبته وكان يحرص علي العيدية
«أصبحنا أيتاماً من بعده» هكذا بدأت أم الشهيد إيهاب محمد حديثها معنا، حيث قالت أصبحت الحياة من بعده بلا طعم ولا لون فكان هو أقرب أخواته الينا وأبرهم بنا، تخرج من الصف الثاني الثانوي ليساعد والده في مصاريف البيت، وكان كل ما يطلبه منا أن ندعو له بالستر، كنا نتمنا أن نراه عريساً بجوار زوجته إلا أنه كان رافضاً الزواج بحجة أنه يريد أن يعيش معنا طول العمر ولا يتركنا كما تركنا أخوته..
ولذلك قررنا أن نزوجه ويعيش معنا في البيت، وفي يوم 29 كنا ذاهبين لنخطب له ابنة خالته وأخبرناه ليذهب معنا إلا أنه أخبرنا بأنه ذاهب بعمله ويسمر علينا عند خالته، وفي أثناء عودته من عمله رأي بعض المظاهرات التي كانت خارجة من امبابة فتوجه إلي ميدان التحرير وبعدها بنصف ساعة اتصل علينا أحد أصدقائه وأخبرنا بأنه في المستشفي فذهبنا لنراه وقبل أن ندخل عليه أخبرونا بأنه توفي في المظاهرات علي يد قوات الأمن المركزي، كان العيد بالنسبة له مناسبة كبيرة فكان يتعامل معنا في العيد كأنه مازال طفلا صغيرا يطلب منا العيديه رغم أنه هو الذي كان يقوم بشراء كل مستلزمات ومتطلبات المنزل في العيد، وعقب صلاة العيد كان يخرج هو وأصدقاؤه إلي بعض المصايف أو الأماكن الطبيعية ثم يعود الينا ثالث يوم العيد ويعرض علينا الصور التي التقطها مع أصدقائه هناك وبعد وفاته لن نحس بطعم للعيد إلا بعد الحكم علي مبارك وأبنائه بالاعدام حتي
************
سناء أنور عباس: مستعدة لاستشهاد باقي أبنائي إذا طلبهم الوطن
«كانت أمنية حياته أن تقوم ثورة» هكذا بدأت سناء أنور عباس والدة الشهيد علاء عبدالمحسن حديثها عن أبنها، وكان حديثها معنا يمتلئ بصوت الثورة والجهاد فهي ابنة من أبناء المحافظة الباسلة «السويس» ولدت وتربت في محافظة اشتهرت بالنضال والكفاح ضد كل ظالم ومستبد وهكذا علمت أولادها الصغار.. لها من الأولاد ثلاثة ولد وبنتان، لم تحزن كثيراً علي ابنها الشهيد فهي تعلم أنه قدر الله وقضاؤه قالت لنا إنها مستعدة أن ترسل بباقي أبنائها اذا طلبهم الوطن حدثتنا عن شهيدها قائلة: تخرج علاء من كلية الهندسة ولم يحصل علي فرصة عمل وكان هذا أول الأسباب التي دفعته للمشاركة في الثورةحاول أن يعمل في أحد القطاعات الخاصة إلا أن الدنيا لم تفتح له أبوابها، وعمل بعدها في سوبر ماركت، كان راتبه كله بيضعه بين يدي أبيه لا يأخد منه سوي مصاريفه الشخصية، وكانت أمنية حياته أن تقوم ثورة، وكان زملاءه يطلقون عليه علاء عرابي، وقبل الثورة بأربعة أشهر قامت مشاجرة بينه وبين أحد الضباط وعلي اثرها تم سجنه ثلاثة أسابيع لم يهدأ له بال بعد هذه الحادثة إلا بعد اقتحام مكتب مدير الأمن لاخباره بما حصل له وقبل نزوله يوم الجمعة الغضب قال لي سوف تجدين صوري في الجرايد والمجلات وعلي الحيطان وبالفعل تحققت أمنيته بأن يكون أحد أبطال هذه الثورة، أما بالنسبة للعيد فكان كل ما يهمه هو صلاة العيد وزيارة أقاربه، وعلقت سناء علي موضوع التعويضات قائلة الملايين الدنيا كلها لا تعوض لحظة من اللحظات التي
************
بكاء أمهات شهداء سيناء أثناء حديثهن ل «صوت الأمة»
· لم يكن هشام إبني فقط بل كان روحي التي تمشي علي الأرض
· أم بلال : إبني كان غيوراً علي أهل بيته رغم أن عمره لم يتجاوز الحادية عشرة فكان رجلا ً في صورة طفل
بدأت الأم المكلومة حديثها قائلة: "لم يكن هشام هو ابني الوحيد فقط علي 3 بنات لكنه أيضا كان روحي التي تمشي علي الأرض ، منذ تكون جنينا في بطني حلمت به بأنه ولد وعندما وضعته خرجت والدتي لتبشر زوجي وتقول له " جالك ولد وولي صالح "كان يجلس في بطني وكأنه يصلي وعانيت للغاية خلال ولادته التي جاءت مع نزول الغيث وانهمار الأمطار صباح يوم سبت ويشاء القدر أن يستشهد أيضا يوم السبت الساعة الحادية عشرة صباحا.
ينفرط عقد دموع أم هشام ويتحشرج صوتها ، تتوقف عن الكلام للحظات ثم تعود لتقول منذ بلوغ هشام عمر الثالثة وهو ينام في غرفة منفصلة خاصة به فقد كان شجاعا ومسالما وسند شقيقاته الثلاث ولم يعود لنا يوما بمشكلة أو خلاف مع احد ،منذ دخوله الحضانة مرورا بالمرحلتين الابتدائية والإعدادية حتي أنهي دراسته بحصوله علي دبلوم المدارس الثانوية الصناعية ثم تعلق بالكمبيوتر وامتلك مهارات واسعة جعلته يقوم بمساعدة أصدقائه في إصلاح أجهزتهم كخدمة منه لهم.
تتذكر أم الشهيد يوم خرج من بيته علي قدميه ولم يعود إليه مرة أخري: كان بيحب مصر ونفسه الثورة تنجح كان بيقولي "يا ماما دي ثورة الشباب ولازم أشارك وما تخافيش علي أنا راجل" وخر ج من البيت الساعة 8 صباحا وقلبي فيه غصة وخوف شديد عليه بعد ما قالي " أنا هروح أشوف خالتي و اوعي يا ماما تطلعي " وودعني أنا وأخواته البنات وقلت له لا تتأخر يا حبيبي وفي تلك اللحظة قالت لي أخته " مش ملاحظة حاجة علي هشام يا ماما وشه منور وحتي آثار حب الشباب اللي كان بوشه اختفت تماما" .
ثم ذهبت إلي السوق وقلت يا ريتك جيت معايا يا هشام تساعدني وعدت الي البيت قرابة الساعة العاشرة والنصف سألت شقيقاته هل عاد هشام ؟ فوجدت إحدي بناتي وهي تكتم دموعها والحزن يخيم علي ملاحها تقول لا هو راح حي صلاح الدين ولم يعد وبعدها بدقائق حتي فوجئت بجيراني يسألوني عن هشام فانتابني القلق وتسارعت نبضات قلبي بشدة وشعرت بأن فيه حاجة وجعاني فقد كانت ابنتي تعرف بوفاة أخوها ولكنها كانت تخبئ عني الخبر فطلبته علي تليفونه المحمول ولكن رد علي صاحبه وقال لي هشام راح مشوار وراجع فأدركت أن هشام قد أصابه مكروه وخرجت إلي الشارع لأبحث عنه وعرفت انه حدث انفجار في مبني امن الدولة برفح وان شبابا أصيبوا ونقلوا للمستشفي فذهبت الي مستشفي رفح وهناك أخذت أسال عن هشام فقابلني احد زملائه ولا ادري من اين اتته الشجاعة ليقول لي " هشام مات"فتلقيت الخبر بصمت ونزلت علي السكينة من عند الله وأخذت اردد"إنا لله وإنا إليه راجعون".
أم الشهيد بلال :دم ابني لن يضيع هدرا
كان غيورا علي أهل بيته رغم أن عمره لم يتجاوز الحادية عشرة عاما ، رجل في صورة طفل متعاون مع الجميع وصادق مع أصحابه وكاتم للسر ولو علي رقبته لا يبوح به ولذا فقد كان مكمن أسرار إخوته ومحل ثقتهم بهذه الكلمات بدأت والدة الشهيد " بلال سالم عيسي " حديثها وهي تزرف الدموع التي خبأتها خلف نقابها إلا أن صوت شهقاتها كان طاغيا وواضحا وهي تتحدث عن فلذة كبدها " بلال " الفارس الذي ترجل مستعجلا الرحيل ليلقي وجه الله وهو طفل لا يملك من الدنيا سوي براءته لتظل ابتسامته التي لم تكن تفارق شفتيه هي المشهد الأخير الذي يغلف ذكراه .
تقول والدته ولد "بلال" في 28 /11/2000 وترتيبه الثالث بين أشقائه وشقيقاته ومع ذلك فقد كان مصدر ثقتهم ومكمن أسرارهم وكان يتعامل مع أهل بيته وكأنه رجل في الثلاثين من حيث غيرته عليهم وانشغاله بقضاء حوائجهم ومصالحهم حتي انه كان دايما يساندني بالمزرعة يزرع ويقلم أشجار الزيتون وكنت أنا اعتمد عليه في كل شيء حيث كان مطيعا ويرافقني طوال الأربع وعشرين ساعة.
كريما جدا كان " بلال " تقول والدته كذلك، ليس فقط مع أهل بيته ولكن مع جيرانه وخلال أحداث ثورة 25 يناير كان يحمل الماء والشاي وما تيسر من الطعام ويقوم بتوزيعه علي أعضاء اللجان الشعبية في رفح وليلة استشهاده جاء إلي البيت برفقة 2 من أصدقائه ولم تكن عادته أن يحضر أصحابه إلي البيت وطلب مني أن اعمل له صينية " كيك" وألح في ذلك رغم أن الوقت كان ليلا وبناء علي رغبته جهزتها له وتناولها هو وأصدقاؤه وخرجوا إلي الشارع مرة أخري وبعد عودته كنت أتابع احداث الثورة بميدان التحرير عبر التليفزيون فجاء علي مهل وقال لي: اقعدي معي وجلس بجانبي واخذ يلعب معي بواسطة قطعة معدنية إلي أن غالبنا النعاس وقمنا الي النوم.
وفي الصباح سمعنا إطلاق رصاص كثيف قرب مبني امن الدولة فصعدت إلي السطح لاستكشف الأمر وكان هو قد استيقظ علي صوت دوي الرصاص وعندما حاولت الخروج لمشاهدة إطلاق النيران منعني بشدة ، وعاد ليقول لي " بعد ما يخلص الضرب هروح الملم فوارغ الرصاص " فقلت له افرض أن من بينها واحدة سليمة وانفجرت فيك ، فوجدته يرد وهو يبتسم ويقول "إيه يعني لو أموت بالرصاص "ثم خرج إلي الشارع وعلمت انه بعد قليل سيحدث انفجار فهرولت باتجاه مبني امن الدول لأسال عنه وعلي مقربة نحو 5 أمتار من المبني وقع الانفجار فاستدرت إلي الخلف بعد أن أصابتني شظية بأحد أصابع يدي حيث كان الانفجار ضخما وكان ذلك اليوم كأنه يوم القيامة كل الناس هامون علي وجوههم يسألون عن أبنائهم وسط حالة من الهلع وأنا اردد كلمة واحدة فقط هي " بلال" وبداخلي شعور بأنه مات ولكن فجأة وجدته يحتضن يدي فاحتضنته بلهفة وقبلت جبينه وعدنا إلي المنزل.
وبعدها بنصف ساعة خرج ليبلغ أصدقاءه بان جارنا " هشام " استشهد في انفجار امن الدولة ولم تمر 5 دقائق حتي سمعنا صوت إطلاق نيران بكثافة فخرجت علي الفور أسأل عنه احد الأطفال فقال لي " بلال " تلقي 3 رصاصات من سلاح ضابط شرطة فقلت «لا حول ولا قوة إلا بالله» وإنا لله وإنا إليه راجعون وعندما فاجأني الخبر ذهبت إلي المستشفي برفح ووجدته ما زال حيا ويتألم بشدة نتيجة إصابته بثلاثة رصاصات اثنتان منها في جانبه من جهة القلب والأخري في ذراعه قال لي " بطني تؤلمني يا أمي " ونتيجة للإهمال بالمستشفي نزف بلال كثيرا وظل لنحو ثلاث ساعات حتي تمكنا من نقله بسيارة إسعاف إلي العريش وقبل أن نصل إلي مستشفي العريش بدقائق كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة.
***************
هانم مصطفي : محمد كانت له طقوس خاصة في العيد قضي عليها رجال العادلي
كثيراً ما عاندتها الحياة وغلقت أبوابها أمامها! إنها هانم مصطفي محمد والدة أحد أبطال ثورة 25يناير، الشهيد محمد السيد لبيب، تزوجت هانم في عمر لا يتعدي 16 عاماً من ابن عمها الذي كان يعمل بإحدي الورش الفنية بالسويس، رحلت هانم من محافظة سوهاج التي قضت فيها طفولتها لتوفر علي زوجها مصاريف الذهاب والاياب عليهم. تقول هانم عن بداية حياتها في السويس إنها أجمل ما في عمرها ولكن الدنيا لم تظل علي ابتسامتها لهانم وسريعاً ما أخذت زوجها و رب أسرتها تاركاً لها 5 ابناء يعانون معها قسوة الحياة بدونه، وكان أكبر هؤلاء الخمسة هو محمد الذي لم يتعد وقتها سن ال6سنوات، ومنذ تخرجه وهو يحمل عني كل مصاريف الأسرة، حيث تكفل بتجهيز أخته الصغيرة وتعليم أخوته الصغار، لم تكن له أي توجهات سياسية إلا أنه يوم الجمعة كان قادما من السفر ليقضي أجازته وسمع بخروج مظاهرات في ميدان الأربعين فخرج ليطالب بحقوق الفقراء في الوطن ووقت تلقيه الرصاصة كان ذاهبا ليحمي بعض الفتيات من بطش رجال الأمن المركزي وأضافت فاطمة في حديثها قائلة كانت له طقوس خاصة في العيد قضي عليها رجال حبيب العادلي بقتله حيث كان يأتي ببناته الصغار إلي في الصباح الباكر يأخذنا جميعاً إلي بعض الحدائق لنقضي
**************
صابرين السيد: أطالب بإعدام مبارك والعادلي في ميدان عام
أم الشهيد جلال قدري: قبل ما يموت قال لي: نفسي أخلص الخدمة في الجيش وأشتغل وأحوش فلوس علشان أطلعك أنت وأبويا حج أو عمرة!
«حاسة إن حاجة كبيرة ضايعة مني وأول فرحتي مش معايا»، بهذه الكلمات بدأت الحاجة صابرين سعيد السيد «39 سنة» حديثها ل«صوت الأمة» عن نجلها الشهيد مجند جلال قدري حامد إبراهيم عروسي «21 سنة» حاصل علي إعدادية وهو من منطقة إمبابة.
وقالت: جلال كان مجند أمن بمركز العمليات الخاصة قطاع الهرم وكان يعمل بالأعمال الكتابية بشئون المجندين بالقطاع وكان يقضي فترة تجنيده.
وقبل مايموت قال لي : نفسي أخلص الخدمة وأشتعل وأحوش فلوسي علشان أطلعك إنت وأبويا حج أو عمرة.
وهو له أربعة أشقاء وبنت وهم حامد «19 سنة» وسامح «17 سنة» وسعيد «9 سنوات» ومحمد «7 سنوات» ومنة الله «4 سنوات».
آخر مرة رأيته فيها يوم 21 / 1 وهو يوم زيارتنا له وقال لي في هذه الزيارة «نفسي لما أخلص الخدمة أشتغل وأحوش فلوس وأطلعك أنت وأبويا حج أو عمرة».
ومنذ يوم 23 / 1 ونحن نتصل به ويرن تليفونه ولا يرد علينا وكنا نقول أنه أكيد لا يرد لأنه ربما يكون في الخدمة، ولكن منذ يوم السبت 29 / 1 أصبح تليفونه غير متاح، وعلمنا بعدها من صديقه «ملاك» أنه في خدمة علي المتحف المصري منذ يوم 25 / 1 وكان من المفترض أن يحصل علي اجازته يوم 9 / 2 ولكنه لم يأت ثم أخبرونا بنبأ وفاته في نفس اليوم الذي سيحصل فيه علي اجازته.
************
أم الشهيد «مصطفي سيد»: العيد من غير «مصطفي» صعب علينا قوي
· كان شخصية محبوبة ودائماً يمازحني ويعطي أموالاً لأخواته لملابس العيد
تتذكر الحاجة «صباح» والدة الشهيد «مصطفي سيد أحمد» كيف كان يمر عليها شهر رمضان والشهيد مصطفي بينهم، وكيف كانوا يقضون أيام العيد وهو معهم. تقول الحاجة صباح: كان المرحوم مصطفي يستيقظ من نومه في رمضان ويمازحني بأن يسأل عن نوع الأكل علي الفطار وكثيراً ما كان يأخذ معه الإفطار لزملائه في العمل، أما في العيد فكان عندما يرزقه الله بمال ينفق علي أقاربه ويعطي أموالاً لابن شقيقته ليشتري بها ملابس العيد ويعطني لأشتري ما أريد. وكانت شخصيته محبوبة من كل أفراد الأسرة والأقارب والجيران، وفي العيد كان يجلس وسط العائلة ويمتعنا بحديثه وضحكاته. وببكاء تقول: شعوري بأول عيد يمر علينا ومصطفي مش وسطنا شعور لا يمكن تخيله ولا أعرف كيف سيأتي علينا العيد وهو ليس بيننا، ربنا يصبرنا وسوف أقضي العيد مع المرحوم مصطفي في المقابر، لكي يشعر بوجودي بجواره ومعه.
***************
والدة كريم :يوم العيد الحقيقي لنا هو إعدام مبارك
قالت لو أن الأمر بيدي لأمسكت بمسدس وقتلت المخلوع والجزار العادلي
"يوم العيد الحقيقي لنا هو يوم إعدام مبارك والعادلي.. ولو كان الأمر بيدي لأمسكت بمسدس وأطلقت الرصاص عليهما مئات المرات.. جزاء ما فعلوه بابني وآلاف ممن هم في سنه".
بهذه الكلمات الغاضبة ردت رئيسةالسيد محمد -49سنة- والدة كريم فيصل أحد مصابي ثورة 25 ينايربالإسكندرية والبالغ من العمر17عاما علي سؤال «صوت الأمة» حول استقبال أسرتها للعيد هذا العام بعد ثورة 25يناير خاص أن ابنها أحد أبطال الثورة حيث أصيب ب12طلقة رصاص من بنادق صوبها ضباط مباحث قسم شرطة محرم بك نحوه يوم 28 ينايرالماضي- جمعة الغضب- ثم أطلقوا آلاف الرصاصات العشوائية أصابته منها 12طلقة 6برأسه و6بأنحاء جسده أثناء عودته من درس تصادف أن مكانه بجوار القسم
- وما زال كريم-الطالب بالثانوية العامة- حتي لحظة كتابة هذه السطور لا يجد من يعالجه ...فمن مستشفي إلي أخر ومابين إهمال مستشفيات الحكومة وتقارير الأطباء عن حالته التي أكدوا أنها لا علاج لها سوي بألمانيا كانت رحلة كريم وأسرته..
تقول والدة كريم ل«صوت الأمة»: كريم يعاني أصلا من مرض الهيموفيليا-سيولة الدم-وهو ما يجعل إجراء أي جرحة له في منتهي الخطورة ولذلك فقد فشل الأطباء في مصر -في المستشفيات الحكومية -أن يتعاملوا مع حالته لخوفهم من احتمالات إصابته بنزيف.. وتتابع: في إحدي المرات زار المستشفي الذي كان يعالج به كريم خبير ألماني أكد أنه من الممكن علاجه بألمانيا وحذر من أن عدم الإسراع في ذلك قد يؤدي إلي إصابة ابني بغرغرينا في قدمه واحتمال بترها في حين لم ير أحد من الأطباء خطورة من باقي الرصاصات المستقرة في جسمه.. وكانت المشكلة أمامنا في تكاليف السفر.. لكن بعدها جاءتنا مندوبة عن إحدي الجمعيات الخيرية تدعي نادية عبد الرازق قالت إن جمعيتها يتولي رجل الأعمال نجيب ساويرس الإنفاق عليها وعلي جميع الحالات التابعة لها وأن الجمعية سوف تتولي نفقات علاج ابني وسفره لألمانيا.. وبالفعل سافر كريم إلي هناك وبعد أن مكث هناك نحو شهر كامل في يونيو الماضي أفاده الأطباء
*************
أهالي شهداء الغربية: القصاص هو الحل
· لم نكن نتوقع أن الضباط نزعت الرحمة من قلوبهم وسيطلقون الرصاص علي المتظاهرين
· أبو عزام حميدو : ابني اللي كان بيصرف علي البيت لأني كبير في السن وحسبنا الله ونعم الوكيل
كباقي محافظات مصر دفعت محافظة الغربية بعدد من خيرة شبابها الشهداء الذين ضحوا من اجل انتصار ثورة الشباب التي اعادت الكرامه للمصريين جميعاً واطاحت بكل رءوس الفساد فكان للغربية شهداء وعشرات الجرحي من بينهم صبيان وشباب ورجال كبار منهم من كان مشاركاً في المظاهرات ومنهم من كان عائداً لمنزله من عمله ومنهم من خرج للبحث عن نجله الذي اختفي عقب اندلاع المواجهات بين الشرطة والاهالي ذهبت «صوت الامه» لتشارك الاهالي دخول اول عيد عليهم بدون شهدائهم وماذا بهم وماذا يريدون؟
في منزل متواضع صغير بالطابق الثاني تقطن اسرة الشهيد محمد فوزي عاشور البالغ من العمر 13 عاما بالصف الثاني الاعدادي توجهنا الي المنزل والتقينا باسرته، حيث قابلنا والده المسن وقال لنا في البدايه.
«حسبي الله ونعم الوكيل» وأن ابنه محمد الوحيد علي 5 بنات وانه يوم 29 ينايركان الاب في المنزل وكان ابنه محمد في الدرس كالمعتاد وسمع الاب صوت اعيرة نارية بالقرب من المنزل القريب من قسم ثان طنطا فاصيب بالفزع والقلق علي ابنه الذي تأخر عن موعده فخرج الاب للبحث عن ابنه ليجده واقفاً وسط الناس بالقرب من قسم ثان طنطا واصطحبه ليعودا الي المنزل في الوقت الذي تم فيه اطلاق اعيرة نارية بمعرفة احد القناصة من سيارة الشرطة المصفحة بشكل عشوائي فقام هو بامساك يد ابنه واحتضانه ليحميه من الرصاص الا انه وفي لحظة ترك الابن الصغير يد ابيه وبعدها بلحظات صغيرة يجده والده ساقطاً علي الارض بعد ان اخترقت احدي الرصاصات رأسه ويحاول افاقته لكنه دخل في غيبوبة وتم نقله لمستشفي المنشاوي في محاولة لاسعافه لكنه ظل فاقداً للوعي وطالب بالقصاص من وزير الداخلية السابق حبيب العادلي. وقال بالحرف الواحد «ليمر علينا عيد الااذا اخدنا بثأرنا من النظام الذي حرمنا من اولادنا».
الشهيد أحمد عوض السيد
اما والد الشهيد احمد عوض السيد 17 سنة طالب بالصف الثالث الثانوي الزراعي فقال مفيش عيد إلا يوم ما ناخذ حقنا من اللي ظالمونا وان نجله كان موجوداً بالمنزل يوم 29 يناير حتي العصر الي ان حضر اليه بعض اصدقائه وتوجهوا ناحية قسم ثان طنطا الذي شهد اطلاق نار من جانب الضباط واثناء ذلك تم اطلاق قنابل مسيلة للدموع واعقبتها اعيرة نارية وكان نصيبه منها طلقتن ويضيف والده انه تلقي مكالمة من صديقه يخبره بأن نجله نقل لمستشفي الجامعة للعلاج وتوجه علي الفور الي المستشفي للاطمئنان عليه لكنه ظل في غرفة العمليات ثم خرج لغرفة العنايه المركزة ولفظ انفاسه الاخيرة ويشير الاب المكلوم إلي أن ابنه كان الوحيد علي اختين ووالدته منذ الواقعة وهي مصابة بصدمة واعرب والده عن فرحته لنجاح الثورة مؤكدا انه لم يحزن لاستشهاد ابنه لان هذا هو نصيبه لكنه لن يتنازل عن القصاص من القتلة وهذا يكون العيد بحق وحقيقي.
الشهيد أحمد مدحت السيد
وفي منطقة السلخانة بطنطا تقطن اسرة الشهيد احمد مدحت محمد السيد 21 عاما حيث التقينا بوالدته التي طالبت بالقصاص وهو ده يوم العيد علينا وعلي مصر كلها وقالت انه يوم 29 يناير كنا جميعاً واقفين بالقرب من قسم ثان طنطا مع الآلاف من المواطنين الذين كانوا يشاهدون المظاهرات ولم نكن نتصور ان الضباط نزعت الرحمة من قلوبهم بهذا الحد الذي جعلهم يطلقون الرصاص الحي والمطاطي علي المتظاهرين وفوجئنا بقنابل مسيلة للدموع وافترقنا بعدها ثم وجدنا الضباط يطلقون الاعيرة النارية بشكل عشوائي واثناء ذلك اختفي ابني ولم نجده امامنا ووجدنا احد الشهداء يسقط امامنا وعلمنا ان ابني اصيب من طلق ناري وظللنا نبحث عنه طويلا حتي وجدناه بين المصابين في مستشفي المنشاوي ودخل في غيبوبة وظل لمدة 11 يوما حتي فارق الحياة واكدت اننا عمرنا ما حنفرح ولا حنشوف فرح الا اذا اكرمنا ربنا باخذ حقنا من الظلمة القتلة وهو ده يبقي عيد مصر كلها.
الشهيد أحمد كمال
وفي منزل اسرة الشهيد احمد كمال التقينا بوالده ووالدته التي طالبت هي الاخري بالقصاص وهذا اقل هدية في دخله العيد علينا وقال والده ان احمد في الفرقة الثانية بكلية الهندسة وانه كان يوم الخميس 27 يناير قد انهي امتحاناته ويوم الجمعة بعد صلاة العشاء تلقي مكالمة من صديقه ونزل بعدها وطلبت منه الا يتأخر نظراً لسوء حالة الوضع بالشوارع وبعد مرور نحو ساعة تلقي والده مكالمة تؤكد ان ابنه اصيب في المظاهرات اثناء تواجده بالقرب من نقطة شرطة قحافة حيث صوب احد الضباط رصاصة علي ظهره وتم نقله للمستشفي وبعد عناء استطعنا الوصول اليه بمستشفي الجامعة وظل لعدة ساعات حتي فارق الحياة واضاف الاب انه لن يهدأ بالهم ولا يذوقوا ايام مفرحة الا اذا مصر خدت بايدي اهالي الشهداء بحقهم واخذ ثأرهم ليكون هذا العيد الحقيقي.
الشهيد عزام حميدو
والتقينا بوالد الشهيد عزام حميدو فاروق 15 سنة وقال ان نجله كان هو العائل الوحيد لاسرته نظرا لانه كبير السن وانه ترك دراسته من اجل ان يعول اسرته ووالديه، حيث التحق بورشة اصلاح سيارات وامتهن مهنة كهربائي سيارات ويوم الحادث يوم 28 يناير كان عائدا من الورشة الي منزله وتلقي 11 رصاصة مطاطية في جميع انحاء جسده وتم نقله الي المنزل بمعرفة بعض الاهالي لكنه لفظ انفاسه الاخيرة واكد انه لن يستطيع رفع قضية لقلة الامكانيات قائلا ( مافيش فلوس ارفع قضية بس نفسي انتقم منهم.. حسبنا الله ونعم الوكيل).
الشهيد أحمد بسيوني غنيم
«بلاش تروح المظاهرات النهاردة إنت رحت الأيام الثلاثة اللي فاتت خليك معانا النهاردة الولاد عايزين يلعبوا معاك».هكذا قالت الزوجة الشابة صغيرة السن لزوجها احمد بسيوني غنيم ابن مدينة بسيون بمحافظة الغربية وكأنها كانت تشعر بأن هذه هي آخر كلمة بينهما وفي تلك الاثناء تعلق آدم الطفل الصغير بين ساقي والده رافعا راسه وذراعيه ليحمله ابوه ليقول آدم له ببراءة ( بابا خدني معاك المظاهرة عايز أعمل زي ما أنت بتعمل ).وكانت هذه العبارات آخر ما دار بين أحمد بسيوني أحد شهداء جمعة الغضب وزوجته وابنه الصغير قبل أن يودعهم عقب صلاة الجمعة 28 يناير ليخرج من منزله قائلا لنجله ( آدم خذ بالك من ماما وأختك سلمي.. بكره هاتكبر وتعمل أحسن من اللي أنا بعمله). ولم تكن زوجة أحمد وحدها التي تستشعر الخطر المحدق بزوجها من جراء تظاهره، فبعد أن أنهي حديثه معها والتي حثته فيه بضرورة الابتعاد عن الشرطة أثناء قيامه بالتصوير انصرف ذاهبا إلي بيت أبيه ليصافح والده وأمه ويوصيهم علي زوجته وأبنائه ليجد أمه تحثه بدورها علي عدم الذهاب قائلة ( أحمد خليك قاعد معانا وبلاش تخرج النهاردة ) فيرد عليها قائلا ( لا تخافي يا أمي هاجيلك سليم إن شاء الله المهم ادعي لنا ربنا يوفقنا لو أنا مكتوب لي حاجة هاشوفها وإن شاء الله ربنا مش هايضيع مجهود الشباب اللي بيتظاهروا بشكل محترم علشان بلدنا ترجع زي الأول وتكون أحسن بلد في الدنيا ) .
واكدت اسرته كاملة انهم لاينقصهم غير رؤياه ولكن عيدنا الكبير انه مات شهيدا وكان بيجاهد علي التغيير فالعيد الاكبر يوم رجوع حقه وحق كل الشهداء اللي راحوا ضحية نظام فاسد وظالم وقاتل للأبرياء.
***************
والدة الشهيد «شهاب حسن»: رمضان مالوش طعم من غير ابني
· كانت هذه هي المرة في حياته التي استيقظ فيها من النوم وحده
تقول والدة الشهيد «شهاب حسن»: آخر مرة شفته فيها كان يوم الجمعة 28 يناير، فهو صحي لوحده يوم الجمعة علشان يصلي وكانت أول مرة يقوم لوحده
أبوه دخل يصحيه لقاه قاعد علي السرير مربع وقال له يا بابا أنا صاحي، أبوه قال له تتحسد أول مرة تصحي لوحدك، قلتله آه هو صحي علشان ينزل المظاهرات مع أصحابه وكان نزل قبلها بيوم وكان ده تاني يوم ينزل فيه.. تتابع الأم: قام لبس وحضر نفسه بعد ما خد حمام وأنا رايحة وجاية أقول له ما تنزلش يا شهاب وهو مش راضي يرد علي ولا يبص في وشي لحد ما لبس كأنه رايح يحارب، لابس بنطلون باجي وجزمة زي بتوع الصاعقة وحاطط كوفيه ولبس الجاكت، كنت قاعدة أصلي الجمعة قلت له أنت لابس كده ليه، أنت رايح تحارب، ماردش برضه علي، كان أول مرة شهاب يتجاهلني في اليوم ده، ولا بص لي ولا كلمني وكان لما يبقي بره ويرجع يبوسني وبرضه وهو نازل، اليوم ده ماباسنيش ولا احتك بيه، فتح الباب ناديته يا شهاب يا شهاب قام قفل الباب ونزل.
تقول الأم: صلي الجمعة في مسجد السلام وقال لاخوه شادي، ارجع يا شادي ما تروحش المظاهرات لأنه كان خايف عليه لكن شادي مرجعش وراح المظاهرات من الهرم وشهاب طلع المظاهرات من فيصل وراح التحرير وقعد طول النهار في التحرير وشادي برضه نزل علي التحرير، لما شهاب رجع حوالي الساعة ثمانية ونص راح علي باباه في المحل، وقعد يحكي له علي المظاهرات واللي حصل طول النهار وعمل إيه هو واللي كانوا معاه، وكان يقول لأصحابه ياجبنه يا خوافين لأنهم ماكنوش نزلوا قبلها، وقالوا له فصل الموبايلات هو اللي منعنا، أبوه قال له تعالي معايا علشان ماما قلقانة عليك، قال أنا جاي وراك، وهم واقفين هو وأصحابه سمعوا خالد يوسف في التليفزيون بينادي الشباب علشان المتحف المصري بيتسرق فخد أصحابه ونزل وماجاش البيت، وراح التحرير من ناحية قصر النيل لكن ماعرفش يروح ناحية المتحف علشان ضرب النار وراح ناحية عمر مكرم وصحابه صوروه وهو بيدافع عن صحابه لغاية صحابه ما كانوا بيدوروا عليه فلقوه مضروب برصاصة في رأسه طلعت من الناحية الثانية وبلغوا أبوه لكن مبلغونيش.
أبوه قال لي شهاب في المستشفي علشان حالة اختناق من الغاز ومركبين له أكسجين مصدقتش لأن كان صدره ضعيف أي حاجة زي دي بتأثر فيه، عندما مرت الأم في ذكرياتها مع شهيدها عند كون شهر رمضان قد جاء هذا العام بدون شهاب اجهشت في البكاء وقالت: استغفر الله العظيم وانقطع منها الكلام فترة ثم واصلت: إحنا بنحب
****************
والدة الشهيد «طارق مجدي»: سأقضي «العيد» بجوار قبره
سوف أقضي العيد بجوار قبر ابني، هكذا قالت لنا والدة الشهيد «طارق مجدي مصطفي» مؤكدة أنها لم تذق طعما للحياة ولم تعرف عيونها النوم منذ أن استشهد ولدها.
وأوضحت أن الشهيد طارق اعتاد كل عيد علي أن يصلي العيد ويصعد لتغيير ملابسه تم يذهب إلي الحلاق ثم يصعد لينام، وعندما يستيقظ لم يكن يغادر المنزل حيث كان حريصاً علي أن يظل بجواري حتي لا أبقي وحدي، فاخواته ينزلون للعب والفسح في هذا اليوم ولا يجلس معي سواه، فقد كان بيننا ترابط شديد. وكان أحياناً يخرج في ثاني أيام العيد ليزور صديقه في الهرم يذهبون للأهرامات وهناك يركبون الخيل، لأنه كان رحمه الله يعشق ركوب الخيل وتضيف والدة الشهيد: أنها كل جمعة تذهب إلي المقابر لتزوره
************
عزة عبدالسلام: استشهاد «سعيد» أخذ الفرحة من البيت
قالت السيدة «عزة عبدالسلام» أم الشهيد سعيد الطوخي إنه كان النسمة التي تتنفسها هي وزوجها، وأنها زوجته في صغره حتي تفرح به لأنه ابنها الوحيد، لكن لم تكتمل فرحتها بابنها فقد أصابته طلقة علي أيدي رجال الداخلية الغاشمين. وقالت إنه وعدها بالحج والعمرة وكان يقول لها إن الناس سوف يتكلمون عنه، وكأنه كان يشعر بأنه سوف يستشهد من أجل تغيير بلده وفي بكاء شديد أضافت أن العيد عليهم في هذه السنة ليس عيداً وليسوا كباقي الناس كباقي الناس في فرحتهم به، فقد ذهبت زهرة السنين وذهب الفرح من بيتنا وقالت إنها تداوم علي زيارته لأنها لم تنساه في يوم ولمن يذهب عن بالها في أي وقت وكان يرعي البيت ويتكفل بكل مصاريفه ويعمل علي راحة أبيه وأمه فكيف ننسي من كان لنا في البيت كالنور وكالوردة التي تسعدنا ليل نهار؟ وأكدت أنه توفي وهو ينقذ أحد المصابين فلم يتركه رجال الداخلية فأصابوه بطلق ناري وأكدت أنها تحسبه عند الله من الشهداء، معللة حزنها عليه بألم الفراق وشدته. مفتخرة بدخول مبارك قفص الاتهام والمناداة عليه بكلمة «المتهم» وقالت إنها ووالده لا يحتاجان
**************
نعناعة إبراهيم: نفسي يبنوا «زاوية» باسم «أحمد»
منخرطة في بكاء شديد قالت السيدة «نعناعة ابراهيم» والدة الشهيد «أحمد صابر»: أحمد كان نفسه في كمبيوتر، اشتريته له ولكن حتي الآن لم يلمسه. أحمد كان يساعدني في عملي كبائعة ملابس، وكان أخا حنوناً علي اخواته وابنا باراً بي. وتضيف: لم أشعر بشهر رمضان الذي كان له فرحة خاصة سنوياً وكانت الفرحة تزيد بوجود «أحمد»، حتي انني ليس لدي رغبة في الافطار منذ بداية الشهر، ونفسي «مسدودة» عن الأكل. ولن يكون للعيد أي طعم في البيت هذا العام لأن «أحمد» مش موجود فيه، وربنا يصبرنا علي فراقه. ولن يسعدني إلا القصاص من قتلته هو وباقي الشهداء وأوضحت أن الشهيد كان سابق سنه وشايل مسئوليتها واخواته، والمنطقة كلها تشهد بأخلاقه العالية. لكن والدة الشهيد شكت من بعض الاجراءات التي تعطل صرف معاش ابنها. مؤكدة أنها مش عايزة فلوس أو معاش، وكل ما تريده أن يبنوا له زاوية
**************
«محاسن إبراهيم»: العيد من غير «محمد» مالوش لزمة
«محمد الله يرحمه كان روح البيت».. هكذا بدأت السيدة محاسن إبراهيم موسي والدة الشهيد «محمد ابراهيم محمد» حديثها عن استشهاد ابنها يوم 28 يناير.
وبالدموع روت قصة استشهاده قائلة: «محمد كان نازل الشغل الصبح واتفاجئ بخبر أن صاحبه في المستشفي مضروب بالرصاص، راح يطمن عليه ومارجعش». وكنت آخر من عرف بخبر استشهاده. وأضافت: « من قتلوه أخذوا منه كل حاجة فلوسه وبطاقته وموبايله، واللي بلغونا انه مات معارفنا، ومحدش كان هيعرف إنه مات لولاهم، واللي مصبرني انه في الجنة» وأضافت: لم أشعر بالفرحة بشهر رمضان، ولا استوعب حتي الآن أنني فقدت محمد، رغم أني لما عرفت بوفاته دخلت عليه وقبلت جبينه وقتل «احتسبك عند الله» بمنتهي الثبات! وبالنسبة لعيد الفطر قالت الأم إن محمد -رحمه الله- كان الأحرص بين أخوانه وأخواته علي الاحتفال بالعيد سواء بالملابس الجديدة، كان يأخذ رأيي فيها وكأنه مازال طفلاً. وكان يحب «الكعك» وأكدت أنها لن تدخله البيت مرة ثانية رغم أن شقيقه الأصغر طلبه منها لان العيد من غير محمد مالوش لزمة.
************
نعمات حسن: سأزور قبر «محمد» في العيد وأقول له: أنا فخورة بيك
بين الدموع والألم ومرارة الفراق وصفت لنا «الحاجة نعمات حسن السيد» 62عاماً والدة الشهيد محمد علي عيد حالتها الآن بقولها أنا تايهة ومش حاسة بطعم أي حاجة، ابني محمد ترك فراغ كبير وهتجنن عشانه. وأضافت: محمد استشهد يوم جمعة الغضب بجوار جامع عمرو بن العاص بعد صلاة العصر فقد كان مشاركا في المظاهرات ويصور الأحداث من المنيل وحتي جامع عمرو يعلق علي الأحداث بصوته ويقول «رصاص لأ.. طوب لأ» وبعد استشهاده بساعة علمنا أنه في مستشفي المنيرة. وعلمنا أيضاً أمن من أطلق النار وقتله ضابط بقسم مصر القديمة اسمه «محمد زكريا» حيث ذكر لنا شهود ممن كانوا معه أن هذا الضابط هو من قتل ابني برصاصة حية في رقبته ورصاص مطاطي في الوجه والصدر والضابط الذي قتله أقسم أمام النيابة أنه ليس له صلة بقتل محمد وعلمنا من أحد زملائه أن هذا الضابط عرض علي الشهود الأربعة في هذه القضية 3 آلاف جنيه حتي لا يشهدوا ضده ووافق ثلاثة منهم وعلمنا أيضاً أن الطبيب المعالج وقت الحادث كان قد قام بتصويره قبل وفاته وأرسل ال«سي دي» للنائب العام وأضافت الحاجة نعمات قائلة: لم يكن لنا في الحياة أنا ووالده سواه هو وشقيقته «هند» التي تصغره بسنتين وكان متزوج حديثاً فلم يمر علي زواجه سوي سنة وشهرين وترك ابنه الذي لم يكمل ثلاثة شهور. وكان يسكن معنا في نفس الشقة وكان باراً بنا عطوفاً وحنوناً وكان يقبل يدي يومياً، وفي رمضان كان يحضر السحور لنا بنفسه وفي كل عيد كان يخرج «عيديات» لأولاد شقيقته وكان يساعدني في عمل «كعك العيد» وأضافت والألم والغضب يعتصرها: أريد القصاص ولا أريد مالا أنا أريد الاعدام للقتلة ومثلما أحرقوا قلوبنا لابد من حرق قلوبهم ولن نهدأ حتي يتم اعدامهم. ويوم العيد سأزور محمد في قبره وسأقول له «أنا فخورة بيك وربنا
*************
هل يقبل الله صلاتهم؟
وزارة الأوقاف تنتدب إماماً ليؤدي صلاة عيد الفطر برموز النظام الفاسد في طرة
· ستتم زيارة كل المسجونين وتأتي سوزان مبارك وخديجة الجمال وهايدي راسخ علي رأس الزائرين
من سيزور رموز النظام السابق المتواجدين داخل سجن طرة؟.. وكيف سيؤدون صلاة العيد لأول مرة داخل السجون بعد أن كان البروتوكول أو الأوامر بأن يؤدوا صلاة العيد خلف الرئيس السابق حسني مبارك في مسجد شرم الشيخ الذي قام ببنائه حسين سالم حيث كانت طائرات الوزراء تتجه تباعا منذ ليلة العيد بل ان البعض منهم كان يصطحب أبناءه وزوجته ليقضوا أيام العيد الثلاثة بشرم الشيخ؟!
جدول الزيارات الاستثنائية التي تقرها لوائح السجون في أيام العيد ستشمل زيارات لكل المسجونين المتهمين في قضايا الفساد ويأتي علي رأس الزائرين سوزان مبارك زوجة الرئيس السابق وخديجة الجمال زوجة جمال مبارك ومعها طفلتها فريدة ووالدها رجل الأعمال محمود الجمال وهايدي راسخ زوجة علاء مبارك ونجلها عمر وشقيقتها هناء راسخ وشريف البنا زوجها ومنال أحمد عبيد والدة هايدي راسخ لزيارة جمال وعلاء مبارك المودعين بسجن المزرعة بطرة حيث ستتم الزيارة داخل قاعة الزيارات المخصصة لنزلاء سجن المزرعة مثلهما مثل أي نزيل وذلك تنفيذا لتوجيهات قطاع السجون بمنع أي زيارات داخل مكاتب الضباط ومعاملة جميع رموز النظام السابق مثلهم مثل أي نزيل آخر داخل السجن.
كما سيقوم أقارب النظام السابق "و طبقا للوائح السجون" بترك سياراتهم خارج أسوار طرة والدخول إلي بوابة التفتيش الداخلية ثم استقلال حافلة قطاع السجون حتي الباب الخشبي لسجن المزرعة الشهير بالإضافة إلي مراعاة إجراءات التفتيش لجميع الزائرين والتنبيه عليهم بالالتزام بالمواعيد المحددة للزيارة وعدم تخطيها. الغريب ان ابنة حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق وابنه قاما بزيارة له بمناسبة قرب حلول عيد الفطر المبارك ولم يعرف بعد هل سيكتفيان بهذه الزيارة ام لا وان كانت زوجته ستقوم بزيارته أول أيام العيد كما ستقوم زوجات مساعدي حبيب العادلي بزيارتهم وعلي رأسهم اللواء اسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة السابق حيث ستقوم زوجته ونجله وشقيقه وأبناء شقيقه بزيارته.
كما سيقوم نجل فتحي سرور وزوجته بزيارة والده وهو نفس ما سينطبق علي صفوت الشريف كما سيتوجه يحيي عزمي وأبناؤه لزيارة شقيقه زكريا عزمي علاوة علي قيام زوجتي أحمد عز وأبنائه بزيارته كما سيقوم أبناء زهير جرانة وزوجته بزيارته كما ستقوم زوجة احمد المغربي بزيارته وهو ما ستفعله زوجة سامح فهمي وأقاربه بزيارته علاوة علي أن أحمد نظيف رئيس الوزراء سيتلقي زيارة من زوجته المهندسة زينب زكي كما سيقوم نجل أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق وعدد من أقاربه بزيارته أول أيام عيد الفطر .
أما عن صلاة العيد التي سيؤديها رموز النظام الفاسد لأول مرة بدون الرئيس السابق منذ سنوات طويلة حيث سيؤدونها داخل مسجد السجن حيث تدرس وزارة الاوقاف الآن إرسال إمام من أئمتها ليلقي الخطبة ويؤم المصلين في صلاة العيد حيث تتجه النية حتي الآن إلي الابقاء علي الشيخ عبد الفتاح عبد الظاهر الإمام المنتدب من وزارة والذي كان يتجه أسبوعيا إلي سجن مزرعة طرة لأداء صلاة الجمعة بالمسجونين وتدور مناقشات الآن داخل الوزارة حول موضوع الخطبة التي تعقب صلاة العيد حيث يرجح البعض أن تكون
**************
أم معاذ: ابني كان يطلب «الشهادة» وقبل وفاته شاهد رؤيا يتكلم فيها مع الله
· لا نريد أموالاً ولا معاشات.. بل نريد العدل والقصاص
وكأن ابنها استشهد منذ دقائق، تحدثت «أم معاذ» عن الشهيد والدموع تنهمر من عينيها عندما تتذكر أنه اعتاد في كل «رمضان» علي شراء الزينة واللمبات وتعليقها مع أشقائه وتتذكر كيف أنه كان يردد دائما أنه يريد أن يموت شهيداً.
وروت أنه شاهد رؤيا قبل استشهاده ب10 أيام وقال لها: حلمت بأني صعدت عند الله وكنت مبسوط جداً وكلمت ربنا. وفي الرؤيا الثانية قال: حلمت أني أسير في مكان فيه خضرة وورد كتير وكنت فرحان. تضيف: مبارك أتوا به في المحاكمة علي سرير حتي يتعاطف معه الناس وكل من يراه يقول إنه مريض وعلي سرير «ياحرام» ولكني عندما رأيته لم يصعب علي لأنه يحس بكل شيء حوله وكان يرد ويتكلم وعنده وعي وأولاده واقفون يخفونه عن الكاميرات وليس هناك أي مشكلة بالنسبة لهم فهو يتعامل وكأنه مازال بمكانته ويحضرون له طبيب ألماني. وأنا «لو هشوف مبارك سأقتله بنفسي» لأنه أمر بكل هذا فهو يقول أنا لم أكن أعرف شيئا وينكر كل التهم كيف رئيس دولة ينكر كل التهم ولا يعرف شيئا هل لم يكن يتفرج علي التليفزيون لو كانت التقارير مضللة وكاذبة؟ كل واحد فيهم الآن يلقي التهمة علي الآخر اذن فجميعهم مشتركون ويعرفون كل شيء وأبناؤه واقفون الآن وكل منهم بيده مصحف هل الآن عرفوا ربنا وأين كان ربنا عندما عملوا كل هذا في الشباب الصغير الذي كل ذنبه أنه خرج في مظاهرة سلمية وهل يعقل أن الداخلية كلها ليس بها قناصة وأنها ليست السبب؟ انهم يضللون الشعب وكلامهم كذب ولكن عندنا ايمان أن الله سيظهر الحقيقة ليكون هؤلاء الناس عبرة مثل فرعون بالضبط وهو الآن «مبارك» عبرة للناس كلها ومطالبنا أن يعدموا جميعا وهذا مطلبي فنحن لا نريد أموالا ولا معاشات نحن نريد فقط عدل الله وهو
************
سيدة حسن: العيد من غير «مصطفي» نار في قلبي
تقول «سيدة عبد الرءوف» والدة الشهيد «مصطفي العقاد»: أول عيد بدون «مصطفي» يشعل النار في قلبي، ورغم أن هذه النار هدأت قليلاً عندما رأيت مبارك في قفص الاتهام ومعه جمال وعلاء والعادلي إلا أن أيامي بعد «مصطفي» تشبه الموت ولا يفرق عندي عيد أو غيره، فالأيام تشبه بعضها. وتؤكد الأم المكلومة أنها علي أتم استعداد لأن تتنازل عن التعويضات من أجل أن تري اعدام مبارك والعادلي لأن أموال الدنيا كلها لا يمكن أن تعوضها عن فلذة كبدها الذي اختار أن يستشهد في سبيل الوطن وهو يثور علي الظلم والطغيان. وطالبت أم الشهيد بأن يتاح لها عمل عمرة مثل باقي أمهات الشهداء حتي لا تشعر بأنها حرمت من ابنها وكذلك حرمت من حقها في التكريم المعنوي. وروت أن يوم استشهاد ابنها كان عادياً، لكنه بعد أن أحضر لها كل ما طلبته، خرج في مظاهرات يوم الجمعة 28 يناير، وكان أول شهيد بالمنطقة عندما أصابته طلقة خرطوش في بطنه أودت بحياته وأشارت إلي أن ابنها «مصطفي» كان محبوباً من أهله وجميع الجيران نظراً لأدبه الشديد وعدم تأخره في خدمة
***********
دم خالد عطية «مش هيروح هدر»
خالد عطية الشهيد الذي حرك أمه وأصدقاءه للتغيير والخروج بالمظاهرات انتبهت السيدة أسماء أم الشهيد إلي كلام ابنها في السياسة وعن المظاهرات وتأكيده أنها ستكون ثورة عظيمة فخرجت معه بعد صلاة الجمعة وسارت الأم وابنها في المظاهرات وعندما تعبت قالت له إنها ستعود إلي البيت وكانت أمه وراء حماسه وخروجه في المظاهرات وقالت له سوف يأتي اليوم الذي ترفع فيه رأسك بتغيير بلدك. وما أن وصلت الأم إلي البيت إلا ولحقها ابنها خالد مضروباً بالرصاص من قناصة قسم المعادي.
وكانت صدمة الأم برؤية ابنها وكأنها لا تصدق نفسها وقالت السيدة اسماء إن خالد أول فرحتها وأول من قال لها يا أمي فكان صديقها وأشد المقربين لها وأكدت أن هذا العيد هو أصعب عيد في حياتهم لأن العيد كان مميزا لدي خالد لأنه كان يأتي بالملابس لأخوته.. ودعت الله أن يتولاهم في هذا العيد لأنهم من يوم استشهاده وكل يوم يعدي كأنه كبوس لذلك أصرت علي عدم التنازل عن حق ابنها وأنها تريد القصاص من مبارك والعادلي حتي تهدأ وترتاح وتشعر أن دم ابنها لم يضيع هدراً.
***********
مصطفي الصاوي استشهد يوم عيد ميلاده
كان معتادا علي قراءة القرآن ومنشداً دينياً هكذا بدأت السيدة فايزة عبدالحميد غوباش أم الشهيد مصطفي الصاوي حديثها ل«صوت الأمة» وأضافت قائلة: الحياة بدون مصطفي ليس لها طعم ثم بدأت تروي قصة استشهاده قائلة استشهد في يوم عيد ميلاده وفي ذلك اليوم قال لأخواته سوف أتي لكم بالجاتوه وكل حاجة ولكن جاءت له الشهادة فقد خرج مصطفي يوم الجمعة وصلي ثم ذهب في المظاهرة وكان يريد أن يصلي بالناس العصر علي كوبري قصر النيل إلا أن ضباط الداخلية والأمن المركزي لم يتركوه فقام أحد الضباط بضربه في رقبته ثم أطلق عليه النيران فأصيب بطلقة نافذة في صدره ولم تستطع الاسعاف انقاذه وتضيف أم الشهيد: العيد كان بالنسبة لنا فرحة وسعادة بوجود مصطفي وأصحابه وتواصل أم الشهيد: أنا هجرت البيت ولا أستطيع الجلوس في المنزل بدون مصطفي وذهبت للعيش في منزل أبي لأنني لا أستطيع الجلوس في منزلي دون وجود ابني الذي اعتدت
***********
أم عز الدين: مبارك قتل ابني
في شارع الزبير بن العوام الموجود بمنطقة السادات والتي تبعد خطوات عن محطة مترو «الملك الصالح» كان يسكن الشهيد «عز الدين محمد شعراوي» التقينا ب«دعاء ابراهيم» والدة الشهيد والتي اكتشفنا أنها لا تملك القدرة علي السمع أو التحدث لكنها تحدثت الينا بالاشارة وأوضحت أن نجلها يبلغ من العمر 14 عاماً وكان في الصف الثاني الاعدادي بالمعهد العلمي وتتذكر الأم أنها والدة لاثنين الأكبر «عبدالرحمن» وهو يبلغ من العمر18عاما والثاني «عز الدين» حيث «بالاشارة» تقول إنه في يوم 28 يناير «جمعة الغضب» خرج ابنها كسائر الشباب والأطفال في ذلك اليوم، وتتذكر «ضاحكة» أنه كان يحب الأكل كثيراً وذلك يتضح من صورته.
وفي أثناء وقوفه أثناء المظاهرات ليأكل أتت عربة بها مجموعة من البلطجية فاعترضها الناس فحاول سائقها الفرار فاصطدم «بعز الدين» وخمسة افراد آخرين ومع هذه الكلمة يتبدل شعور السيدة فبعد أن كانت تبتسم اذا بها تبكي علي فراق نجلها ثم انتفضت وهي تتحدث بالاشارة «مات.. مات» ثم أشارت إلي أن الرئيس المخلوع هو الذي قتله وتجب محاكمته.
***********
كل أيامي بعد إسلام «حزن».. مفيش عيد خالص!
تقوم والدة الشهيد «إسلام رأفت» الطالب بالمرحلة الثانوية والمستشهد عن عمر 18 سنة يوم جمعة الغضب إثر صدمة بالعربة الدبلوماسية التابعة للسفارة الأمريكية.. إسلام في بالي علي طول مابيفارقنيش أبداً بحس بنفسه وصوته في البيت وبحلم بيه من وقت للتاني وأفضل أتكلم أنا ووالده عنه ونفتكر كل حاجة كان بيعملها عشان كده مبحاولش أفكر أنا هستقبل العيد ازاي ولا بحسب العيد جاي أمتي وفاضل كام يوم عليه حتي رمضان عدي علينا كأنه ماكنش وكنت بفطر في جامع عمرو لأني مش قادرة أفطر في البيت من غيره ولأنه كان متعود يصلي فيه وفي العيد مش هقدر أعمل أي حاجة من اللي كنت متعودة عليها وكان هوه بيساعدني فيها ولا الكحك ولا البسكويت ولا الخروجات ولا حتي أتجمع مع العيلة زي كل سنة أنا كنت بنتظر إسلام يخلص اعتكافه في جامع عمرو لأنه كان بيعتكف آخر 10 أيام في رمضان ويجيني في يوم وقفة العيد ويبدأ يجهز لبس العيد بتاعه وينزل يفرش حصر ويحضر الشارع مع أصحابه لصلاة العيد وبعد الصلاة يخرج مع أصحابه وتاني يوم نتجمع مع قرايبنا في نادي الرماية وتالت يوم بنقضيه مع بعض في البيت لكن السنة دي هروح أزور قبره أول يوم وأدعو الله له بالرحمة والمغفرة وأن يجمعني وإياه في الجنة وحسبي الله ونعم الوكيل في اللي حرمني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.