ما كان يجب ان ينسي ذوو العلم، والمتخصصون في شئون البشر، في ظل الفرحة المستحقة بانتصار الاهلي الكبير، واستعادته بجدارة عرش افريقيا، ان يبادروا بدراسة هذا الانجاز من كل النواحي الفسيولوجية والسيكولوجية والايدلوجية، حتي يمكن للمواطن ان ينتج، وللمسئول ان يستوعب، وللرياضي ان يتميز. ما حدث باستاد رادس يوم 71 نوفمبر 2102 ليس عاديا، وانما هو شيء خارق للعادة، فالاهلي قدم عرضا هو الافضل من وجهة نظري عبر تاريخه، وفاز بكل شيء في لقائه امام الترجي.. بالنتيجة- مع الرحمة- وبالاداء وبالروح وبالاصرار وبالفكر التكتيكي للبدري.. وبالسلوك. كل هذا تحقق في ظروف غاية في الصعوبة، وفي توقيت غاية في الحرج، وفي اجواء محلية غاية في السوء. أليس بعد كل هذا، اصبح من الضروري ان يخضع انجاز الاهلي للبحث العلمي من اجل التوصل لمفاتيح فتح الابواب عندما يكون الاحباط هو سمة الشارع، واليأس هو المسيطر علي الكثيرين، وغياب البسمة هو السائد عند اخرين. »اتهرينا« تحليلات في الاستوديوهات.. ولعلها فرصة الان ان يتطرق الاساتذة الاكاديميون لتحليل آخر يكشف ويفسر ما قدمه الاهلي، حتي تكون الاستفادة للجميع.. العلم نور. كنت اتمني ان تمتد فرحة مصر كلها بالاهلي، وان يستثمر الكل هذه الفرحة، ليس لازالة »الهم والنكد« في النفوس.. ولكن لاجل تصحيح مسارات »غلط بالهبل«. بصراحة.. لم تكن هناك علاقة- كما قال ممدوح عباس رئيس الزمالك- بين احداث شارع محمد محمود وبين استئناف الدوري، والا لن يكون في مصر كرة قدم علي الاطلاق، لان »محدش ضامن حاجة«!! حضرت المؤتمر الذي نظمه الاتحاد المصري للثقافة الرياضية تحت عنوان: »الرياضة نزاهة«.. واعجبني من تحدثوا ولكنني اتوقف امام ما اتفق عليه المهندسان خالد عبدالعزيز وطلال عبداللطيف من ان اللوائح والقوانين التي لا تواكب الفكر العصري من شأنها ان توقف المراكب السايرة، بل تفتح ابوابا لتفسيرات واجتهادات وثغرات لمن يريد ان يضرب معايير النزاهة.. اما البطل العالمي محمد رشوان فقد شدد علي ان »أم المصايب« تكمن في عدم الاخلاق وفي »الانفلات« غير المسبوق، بحيث اصبح الكلام عن الشفافية او النزاهة يمثل وهما او خيالا. شيء مرعب ان تكون اللوائح والقوانين »عرجانة«، والاخلاق بكل اسف »خربانة«. عموما.. المؤتمر توصل الي العديد من التوصيات التي يمكن بتنفيذها ضبط ايقاع الساحة الرياضية التي تعاني.. »واشمعني« الرياضة.. ولا مؤاخذة!