في ظل الأزمات التي تعاني منها الرياضة المصرية ، ويعاني منها الشارع المصري بصفة عامة ، من مشاكل في الثقة ، والإتهامات المتيادلة بين كل الأطراف ، الإحتجاجات والإعتصامات والإضرابات والعنف المنتشر بشكل غير مبرر ، كان للإتحاد المصري للثقافة الرياضية برئاسة الأستاذ أشرف محمود رئيس تحرير الأهام العربي السابق خطوة إيجابية في هذا الشأن بتنظيمه مؤتمر بعنوان "الرياضة .. نزاهة" في إستاد القاهرة. فكرة المؤتمر نبعت لمناقشة ضرورة الإلتزام بالاخلاق الرياضية في الممارسة ، والإلتزام بالاخلاقيات العامة والشفافية في الإدارة ، في وقت بدأت الإتهامات تتراشق كل حدب وصوب عن الإنتهاكات والمخالفات المادية وفساد المسئولين بطرق أصبح المتلقي معها في حيرة من أمره حول تصديق أي طرف عن الأخر. المؤتمر كان بحضور عدد كبير من الرياضيين والمسئولين والإعلاميين ، فبخلاف من تحدثوا على المنصة كان هناك وفود من الأندية المختلفة ومثل الإعلامي أيمن بدرة نائب رئيس الإتحاد ونائب رئيس أخبار الرياضة والإعلامي فتحي سند رئيس تحرير أخبار الرياضة السابق والإعلامي علاء إسماعيل والشاعر المصري عماد حسين والصحفي والمؤرخ الرياضي اللبناني علي صقر والصحفي الإماراتي منصور عبدالله يحيى السيد رئيس إتحاد الشركات وشريف مصطفى رئيس الإتحاد المصري للكونغ فو وطلال عبداللطيف عضو مجلس إدارة نادي الزهور والدكتور محمد فضل الله خبير اللوائح والقوانين والمستشار القانوني للنادي الأهلي وغيرهم. بدأ محمد أحمد علي رئيس اللجنة الأوليمبي المصرية في البداية الجلسة الإفتتاحية متحدثاً عن أخلاقيات الإدارة وما يؤهل الفرد لأن يكون رئيساً أو مسئولاً عن أحد الهيئات ، مشدداً على أن أهم عنصر هو عنصر الشفافية المطلقة وعدم العبث بالقوانين. تبعه بعد ذلك السادة الحضور في تقديم رأيهم حول موضوع اليوم ، وما يلي هي أقوالهم خلال المؤتمر: محمد حافظ ، ممثل الرياضة في مجلس الشورى: "في المنافسات الرياضية تجد إحتكاك جسدي بين اللاعبين وبعضهم ، لذلك فعلى كل منهم أن يحترم الأخر ، وأن تكون لديه الاخلاقيات والنزاهة التي تسمح له بالخوف على منافسه وليس فقط أن يهتم بالفوز بغض النظر عن أي ظروف أخرى ، الرياضة في أحايين كثير تتحول إلى رسالة ، بل وفي كثير من الأحيان يخول إليها بمهام إجتماعية بين الشعوب تفشل السياسة فيها ، أقترح أن يكون هناك ضمن أي جهاز فني لأي فريق محاضر مثله مثل مدرب الأحمال والطبيب النفسي ، تكون إختصاصاته تعليم اللاعبين الأسس والأخلاق التي يجب أن يتبعوها". إبراهيم خليل ، وكيل وزارة الرياضة ورئيس البرامج المركزية للتنمية: "النزاهة الرياضية هي أمر يتعلق بكل الأمور المتعلقة بالرياضة ، متعلقة بعلم النفس ، بخطط اللعب ، وكل شيء ، وأبرز مثال على ذلك كابتن الجودو محمد رشوان صاحب فضية أوليمبياد لوس أنجلوس 1984 الذي ضرب مثالاً في النزاهة والروح الرياضة عندما رفض الإعتماد على إصابة المنافس للفوز ، ففاز الياباني ، وحظى المصري على الميدالية الفضية وإحترام وتقدير العالم أجمع ، لابد علينا أن نبدأ في مثل هذه القيم مع اللاعبين صغار السن لغرسها فيه منذ الصغر". خالد عبدالعزيز ، رئيس المجلس القومي للشباب السابق: "المشكلة الحقيقية في هذا الأمر هو عدم وجود التخصص ، وعدم وجود الشفافية اللازمة لمعرفة أسس التعيين والإقالة ، إذا إعتمدنا على النزاهة في الأمور الحياتية بصفة عامة ستتحسن الحياة كثيرا ، ستتحسن العلاقات الإنسانية ، والحكومة عليها عبء كبير في هذا الأمر ببدء تنشيط هذا الجانب عند الشعب والتشجيع عليه ، كما أن الإعلام لديه دور كبير في ما وصلنا إليه". عمرو أبوالمجد ، عميد كلية تربية رياضية جامعة الأزهر: "كرجل أكاديمي أعتمد في المقام الأول على الدراسات والإضطلاع ، أستطيع التأكيد على ان النزاهة هي منظومة شاملة ومتكاملة ، بغض النظر عن المجال ، إذا تحدثنا عن الرياضة فيجب أن تكون النزاهة من المسئولين والمدربين واللاعبين ، المسئولين يجب أن تكون لديهم شفافية في إختيار الأفضل من حيث الخبرة والعلم ، ليس ذوي العلاقات الشخصية القريبة ، المدرب عليه أن تكون لديه شفافية في إختيار اللاعبين ، وحل مشاكلهم ، وإختيار المعسكرات الإعدادية ، عليه أن تكون لديه شفافية الإعتراف بالأخطاء ، وفي التعامل مع المنافس ومع الحكام ، وهو ما ينطبق أيضاً على اللاعبين". محمد رشوان ، لاعب الجودو السابق والمحكم الدولي الحالي: النزاهة والشفافية هي ما تعلمناه في صغرنا ، وما تبينا عليه على يد مدربينا العظام الذين إهتموا بالنواحي الأخلاقية أكثر من النواحي الفنية ، ما فعلته مع البطل الياباني لم يكن نابعاً من إهتمام بما سيقال أو ما سيكتب لأني لم أكن اعرف أن الأمر سيتحول إلى كل هذا ، لكنه كان وليداً من شعور داخلي وإلتزام اخلاقي ليس أكثر من ذلك ، هذا ما ينبغي أن نكون عليه". كان كل ما سبق هي الجلسة الإفتتاحية والجلسة الأولى من المؤتمر ، أما الجلسة الختامية فتناولت تجارب البعض ، والخروج بتوصيات لتنفيذها في المستقبل. زهير عمار ، المحاضر الدولي في الفيفا وخبير التسويق الدولي: "الإبتعاد عن الاخلاق الرياضية جريمة يجب أن يحاسب عليها ، في كندا على عكس ما يحدث هنا ، هناك يجب على المدرب أن يحصل على دورة في أسس الأخلاق ، وإذا لم يحصل عليها لا يحق له التدريب ، أما هنا فأي شخص يحصل على الرخصة (سي) وهي أدنى درجات التدريب يحق له فعل أي شيء ، يجب علينا أن نهتم بإعداد البطل ، وإنشاء الكوادر ، وهو بالمناسبة أمر غير موجود في مصر على الإطلاق". وتحدث أيضا عن إعداد النجوم في الخارج ، وعن الشفافية في التعاقد مع اللاعبين والمدربين. أحمد سويلم ، وكيل اللاعبين: "للأسف الشديد من إنعدام المصداقية في مصر وعدم وجود الشفافية أصبح ينظر إلى وكلاء اللاعبين بنظرة مختلفة عن الحقيقة ، فهم دائما ما ينتظرون منهم أن يكتشفوا ما وراء الستار ، كأن وكلاء اللاعبين دائما ما يخفون نصف الحقيقة للحصول على مبتغاهم ، وهو ما يدهور العلاقات بين الطرفين بصفة مستمرة ، أما في الخارج ، فالعلاقة بين مسئولي الأندية ووكلاء اللاعبين بسيطة ، تعاقد يوضح ما لنا وما علينا ، وما الذي ينص عليه العقد من حقوق وواجبات على اللاعب ، ليس أكثر ، هذه الشفافية هي التي يجب أن تتبع هنا". كما تحدث حمادة المصري عضو مجلس إدارة الإتحاد المصري لكرة القدم متحدثاً عن أهمية الشفافية في الإختيارات والتعاملات مع البشر بوجه عام ، مشيراً إلى أنه في الفترة الراهنة يتبنى وجهة النظر في أن يتولى تدريب منتخب مصر مدرب من خارج الأهلي والزمالك حتى يتم إعطاء الفرصة للجميع. هذا ويستكمل الإتحاد فعاليات المؤتمر غداً في قاعة الفروسية بإستاد القاهرة ، للخروج بنتائج من الجلسة الأولى والتوصل إلى سبل وأطروحات يتم العمل عليها لتفعيلها في أقرب وقت. شاهد جانب من صور الحضور: