كلنا نتمني العودة الحقيقية للشرطة رافعة وبحق شعار "في خدمة الشعب".. وندرك أن هناك شهداء من الشرطة يسقطون يوميا نترحم عليهم ونساند زملاءهم في حربهم الشرسة ضد الارهاب.. لكن الثوب الأبيض يلوثه بقع سوداء صغيرة لكنها تدفع الكثيرين أن يرددوا " الشرطة مش هتتغير" وهنا اسرد ما حدث لي.. فقد صدمت زوجتي بسيارتها في الدقي شابا بسيطا..لم تتردد في الوقوف للأطمئنان عليه.. وطلب ضابط المرور تحرير محضر ورفض الشاب مؤكدا انه المخطئ.. أصرت زوجتي علي نقله للمستشفي.. وكان موقف الضابط نبيلا بمحاولة تهدئتها وارشادها للمستشفي وفتح الطريق لها بعد أن تركت له رخصتها.. وفي مستشفي 6 أكتوبر بالدقي الرائع في خدماته الطبية الحكومية ونشاط افراده كان الوجه الاخر لبعض المنتمين للشرطة.. 4 أمناء في نقطة الشرطة بالمستشفي تناسوا المصاب وبدأوا الضغط العصبي علي زوجتي »الموضوع خطير.. ربنا يستر حتي ولو اصابته بسيطة هتباتي في الحجز« لكن لم يتناسوا أن يطمأنوها »متخافيش سيبيها علي الله وعلينا.. عنينا ليكي« وصلت للمستشفي وطلبت منهم تركنا حتي نطمئن علي الشاب.. لكن هيهات.. المهم انتهت الفحوصات وتأكد سلامة الشاب ليبدأوا فصلا مذريا.. طلبوا تحرير محضر لزوجتي فرفض الشاب مؤكدا أنه المخطئ.. وطلبت من جانبي مذكرة تثبت ما حدث وتسجل موقف الشاب.. رفضوا بإصرار ولاحظت بعضهم ينفرد بالشاب.. مع حديث ألغاز من قبيل »المصلحة.. هارش.. هندفنوا سوي«.. وفطنت لمحاولاتهم وتدبيرهم.. اتصلت بزملائي بقسم الحوادث بالجريدة وازداد موقف الامناء غموضا.. مع حديث هامس بين احدهم وضابط أخبروني أنه رئيس نوبطجية قسم الدقي وزفوا الينا البشري باقتراح من الضابط.. تحرير محضر أن سيارة مجهولة صدمته وهربت خدمة لشخصي وحتي ينقذوا زوجتي!!.. ثارت ثائرتي وادركت أنهم يدبرون شيئا ما.. وأمام إصراري كان الحديث الهامس بين الأمين والضابط.. »منفعتش معاه حيلة فر هاربا.. هرشها.. بسرعة يا باشا بلغني نعمل ايه لأنه لم علينا الناس«.. ولأن الشاب لم يخضع لضغوطهم ومع تحرك زملائي بالجريدة تم ارسال ضابط حرر في دقيقتين مذكرة وانصرفنا الان اتساءل ماذا لو حدث ذلك مع مواطن لا يعرف احد ماذا سيكون مصيره.. ماذا سيكون موقفه من جهاز الشرطة بأكمله بسبب تلك القلة المارقة ؟! جمال حسين منذ دخولي الاخبار قبل 20 عاما لم يتغير.. أنشط صحفي بمصر.. مخلص لجريدته ومهنته.. هما اولا حتي قبل اولاده.. أكفأ من يحقق الانفرادات وأشطر من يتابعها.. غيور علي عمله مثل شاب تحت التمرين.. في الأزمات والاحداث الجسام بوطننا اول من يحضر للجريدة واخر من يغادرها.. لا يجيد لعبة زمننا الردئ بالترويج لنفسه أنه أفضل الصحفيين رغم أنه كذلك بالفعل.. أما غيره انتفخ من الهواء والفراغ حتي صدق أنه هيكل ومصطفي أمين العصر.. نظيف اليد حسن بل ممتاز السمعة ..وعلي المستوي الانساني حدث ولا حرج.. خلوق طيب القلب خدوم ..من تجده بجوارك في الشدائد.. دافعه فقط الرجولة والصداقة.. الاقرب لجميع أبناء الاخبار..ابتسامته تعكس نقاء الصعيد الذي تربي فيه.. كلنا كصعايدة نفتخر به.. ورغم فارق السن الصغير بيني وبينه لكنني أعتبره أقرب اساتذتي.. وأحب صديق ..شقيقي الذي لم تلده أمي.. لكننا رضعنا سويا المحبة والاخلاص من الليالي الطوال التي أمضيناها بجريدتنا.. مفلسين لكننا سعداء.. مطوحنين في العمل.. لكننا فخورين بنتائج عملنا.. أخذ بيدي في خطواتي الاولي ببلاط صاحبة الجلالة.. وتعلمت منه الكثير ومازلت أنه صديقي وتوأمي واستاذي جمال حسين مدير تحرير الاخبار.. بحق ياجمال جائزة التفوق الصحفي تشرف بك وهي قليلة عليك.. ومن أعماق قلبي مليون مبروك يا أنقي وأطيب من صادقت.. وبالطبع التهنئة واجبة للزميلة المجتهدة رضوي عبداللطيف صاحبة جائزة الحوار ولمزيد من النجاح.