مواطنون يبادرون بالاعتداء علي الشرطة

مخطئًا، جاء حادث مقتل "خالد سعيد" والذي شابه الغموض وخرجت أصوات مغرضة تتهم رجال الأمن بقتله، وتطالب بالقصاص من الشرطة، رغم أن تقرير الطبيب الشرعي أكد أن الوفاة جاءت نتيجة إسفكسيا الخنق، حيث حاول القتيل ابتلاع لفافة بانجو كبيرة خوفا من ضبطها بحوزته، وتعلو للمرة الثانية الأصوات مؤكدة أن الشرطة وضعت مخدر البانجو في فم القتيل بعد وفاته، وأغفلت أن سبب الوفاة إسفكسيا الخنق، وهو ما يؤكد رواية الشرطة، وانطلقت وسائل الإعلام المأجورة تصور الشاب علي أنه بطل قومي قاوم إهانة المخبرين له، ورفض إهدار كرامته ودافع عن نفسه حتي الموت.
كل هذا أدي إلي توتر العلاقة بين المواطن ورجل الشرطة، وعاد من جديد مفهوم "الشرطة قاتلة الشعب"، الذي اندثر منذ عهد بعيد، وأصبح المواطن يصاب بالرعب والفزع عندما يواجهه رجل شرطة، حتي لو كان جندي تنظيم المرور فيعتقد الأول أن الثاني سفاح إذا لم يروق له الحديث فسوف يقتله، وهنا يختلف رد فعل مواطن عن آخر، فالبعض يفضل الاحتفاظ بهدوئه والتعامل برفق مع الشرطي حتي لا يصيبه الأذي، وآخرون رفعوا شعار: "يا روح ما بعدك روح"، وبادرو بالهجوم، وكان لهم أسبقية الاعتداء.. "صوت البلد" رصدت بعض حالات اعتداء المواطنين علي رجال شرطة دون أسباب منطقية.
شهدت محكمة جنايات الإسكندرية واقعة اعتداء "حسن مصطفي عبد الفتاح"، عضو الجمعية الوطنية للتغيير، بالضرب والسب علي المقدم "خالد عبد المحسن"، ضابط بحرس محكمة جنايات الإسكندرية، أثناء ذهابه إلي الطب الشرعي لعرضه عليها، وإثبات الاعتداءات التي تعرض لها في قسم شرطة "سيدي جابر"، أثناء التظاهر أمامه للمطالبة بمعاقبة الجناة المتسببين في مقتل الشاب "خالد سعيد".
وفي محكمة جنايات جنوب القاهرة، قيام محام بصفع ضابط شرطة علي وجهه عقب نشوب مشادة كلامية بين المحامي وأحد أفراد الأمن من حرس المحكمة، وعندما تدخل ضابط الشرطة لفض النزاع، أسرع المحامي بضربه، وصفعه علي وجهه، وسدد له عدة لكمات. وتبادل المحامي والضابط الضرب والشتائم، وتدخل بعض المحامين لحماية زميلهم، وتجمهروا داخل المحكمة وتم اقتياد الضابط والمحامي إلي المستشار محمد السيد، رئيس المحكمة لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وتم التصالح. كما اعتدي مستشار بمحكمة شمال القاهرة، بالضرب علي ضابط شرطة، بالإدارة العامة لمرور الجيزة . وقع الاعتداء أعلي كوبري الجامعة، وأصيب الضابط بكدمات.. حدث هذا بسبب طلب الضابط من المستشار تراخيص السيارة بسبب مخالفة قانون المرور بوضع مادة معتمة علي زجاج السيارة.. تم تحرير محضر أكد فيه المستشار تعرضه للضرب وإصابته، وأخطرت النيابة لتولي التحقيق.
وفي منطقة الدقي، استوقف مجهولان ضابطاً وأصاباه بطعنتين، نقله الأهالي علي أثرهما إلي مستشفي قصر العيني.. تحرر محضر بالواقعة وأخطرت نيابة شمال الجيزة للتحقيق، حيث أمرت بتكثيف تحريات المباحث حول الواقعة وسرعة ضبط الجناة.
كما شهد ميدان الدقي جريمة بشعة في وضح النهار راح ضحيتها ضابط شرطة برتبة رائد، بعدما أطلق عليه مجهولون النار وسقط علي الأرض سابحاً في دمائه، وتم نقله إلي مستشفي الشرطة لإسعافه. وتبين من التحريات أن الضابط فوجئ أثناء وقوفه بسيارته في شارع جدة بالدقي، بأربعة أشخاص يطلبون منه استخراج بطاقة تحقيق الشخصية، بحجة أنهم ضباط شرطة فأخبرهم بأنه ضابط، وأخرج الكارنيه الخاص به. فأسرع ثلاثة منهم بالفرار، ووقف المتهم الرابع بعد أن أشهر الضابط سلاحه في وجهه، فأسرع المتهم بإخراج مطواة وسدد بها عدة طعنات في بطن الضابط ولاذ بالفرار، وعندما حاول مطاردته أخرج المتهم فرد خرطوش وأطلق منه عياراً نارياً استقر في صدره.
وأمام مدرسة العريش الإعدادية بنين، اعتدي عدد من المواطنين علي ضابط وثلاثة أمناء شرطة، مما أسفر عن إصابة الضابط في وجهه وهروب المعتدين دون إلقاء القبض عليهم وشهدت المنطقة استنفارا أمنيا كبيرا. وانتقد مصدر امني مسئول بوزارة الداخلية، ممارسات البلطجة التي شاعت مؤخراً ضد رجال الشرطة.. مؤكداً أن وسائل الإعلام المأجورة والمنظمات الحقوقية المغرضة، هي التي قلبت رجل الشارع علي الشرطة، حيث هولت من حوادث فردية مشكوك في وقوعها، واختزلت حقوق الإنسان المصري فيما قد يتعرض له داخل أقسام الشرطة، وتناست باقي الحقوق، مثل: التعليم والعلاج وغيرها، وكأن همها الأول هو تقدير الأمن العام، وخلق حالة من التوتر في الشارع المصري بين المواطن ورجل الشرطة، حتي يستطيع أعداء الوطن اختراقه بالمخدرات وغيرها من الأشياء المدمرة لشبابنا، والتي يتصدي لها رجل الشرطة ويدفع في سبيل حجبها وضبطها دماءه الزكية. أما جورج إسحاق، المنسق العام لحركة كفاية، فيقول: إذا كنا لا نقبل مطلقا بتجاوز أي فرد من أفراد الشرطة ضد الأبرياء، فإننا وبنفس النهج نرفض وندين بقوة أي تجاوز ضد الذين يقدمون أرواحهم فداء في سبيل حماية المواطنين من الاعتداء علي أرواحهم وممتلكاتهم وشرفهم، ويقفون في وجه من يحاول البطش بالعزل والبسطاء.. مشيراً الي أن جريمة الاعتداء علي رجل الشرطة، هي خرق مرفوض للقانون والشرعية، ومحاولة لإشاعة الفوضي في الشارع، وسنرفع الرايات السوداء حدادا علي الأمن الذي ضاع.