لم يعد خافيا علي أحد من المصريين علي الاطلاق، أن الرهان الأساسي لجماعة العنف والإرهاب الآن ومنذ عزلهم عن مراكز السلطة ومقاعد الحكم، هو احداث أكبر قدر من الفوضي في البلاد، واشاعة الاحساس بعدم الاستقرار، وضعف سلطة الدولة، واعلان عدم قدرتها علي فرض الأمن وتعزيز الاستقرار ونشر الأمان. ولم يعد سراً، أن كل المحاولات الإرهابية والعدوانية، وكل الجرائم الخسيسة والجبانة التي تتعرض لها مصر الآن وطوال الأربعة شهور الماضية، تأتي انتقاما من الجماعة ضد الشعب الذي رفض الخضوع لسطوتها وسيطرتها، وأصر علي الخلاص من حكمها، وقام بعزل مندوبها من كرسي الرئاسة، بعد ان اثبت فشلا ذريعا أكد عدم استحقاقه هو وجماعته للحكم وإدارة البلاد وشئون العباد. وبات واضحا تمام الوضوح ان ما يحدث في الجامعات الآن من عنف واعتداء وإرهاب للطلبة والأساتذة ومن تدمير للمنشآت هو استمرار لهذا النهج وسعيا لذات الهدف وهو نشر الفوضي والتأكيد علي عدم الاستقرار وضعف سلطة الدولة واظهار عجزها عن توفير الأمن داخل الجامعات. والمتابع لما جري وما يجري في الجامعات منذ بدء الدراسة وحتي اليوم، يجد اننا أمام العديد من الأحداث العدوانية، والوقائع العنيفة وعمليات التخريب المتعمد من جانب فلول الجماعة في الجامعات، في مسعي واضح للإخلال بالمناخ العلمي والأخلاقي والتربوي الذي يجب توفيره للعملية التعليمية. ومن الواضح لنا جميعا ولكل المتابعين للتطورات المؤسفة في الجامعات، ان هناك اصرارا ظاهرا من جانب هؤلاء علي الاستمرار في ارتكاب هذه الجرائم، وتصعيدها قدر المستطاع، بحيث تتحول الجامعات إلي ساحة للفوضي ومكان للعنف والترويع والصدام، وتصبح غير مهيأة للقيام بمهمتها الدراسية، والقبول بإظهار الدولة في موقف الضعف والاستسلام وقلة الحيلة. والملاحظ وسط ذلك كله، انه كان ولايزال هناك تراخ واضح في معالجة الموقف من جانب الحكومة بصفة عامة، ومن جانب وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلي للجامعات بصفة خاصة، مما أدي إلي انتشار الفوضي بالجامعات وتعدد حالات العنف والشغب والصدام بين الطلاب، بالإضافة إلي تكرار الاعتداء علي هيئات التدريس، وإلحاق الدمار بمباني ومنشآت الجامعة من جانب فئة خارجة علي القانون ولا تقدر قيمة الجامعات ولا قيمة العلم ولا تراعي المصالح والحقوق الأساسية لعموم الطلاب في التعليم. والسؤال الآن: هل يستمر ذلك كثيرا؟! »وللحديث بقية«.