لا يحتاج الامر إلي كثير من الجهد أو العناء كي ندرك ان الرهان الأساسي والسعي الرئيسي لجماعة الإخوان، قد أصبح الآن ومنذ فترة ليست بالقليلة، هو احداث أكبر قدر من الفوضي واشاعة الاحساس بعدم الاستقرار، وضعف سلطة الدولة ممثلة في الحكومة وعدم قدرتها علي السيطرة وتوفير الأمن والاستقرار. وإذا كانت كل المحاولات الإرهابية والعدوانية، وكل الجرائم الخسيسة والجبانة التي تتعرض لها مصر الآن وطوال الشهور الثلاثة الماضية، تأتي انتقاما من الجماعة ضد الشعب الذي رفض الخضوع لسطوتها وسيطرتها وأصر علي الخلاص من حكمها وعزل مندوبها من كرسي الرئاسة، فإن ما يحدث ويجري في الجامعات الآن هو استمرار لهذا النهج وسعيا لذات الهدف. والمتابع لما يجري يجد اننا أمام وقائع وأحداث تحدث وتقع منذ بدء الدراسة وحتي اليوم في العديد من الجامعات بالقاهرة والأزهر والإسكندرية والأقاليم، أقل ما يمكن ان توصف به انها تخل اخلالا واضحا بالمناخ العلمي والاخلاقي والتربوي، الذي يجب توفيره للعملية التعليمية بالجامعات، ودون أدني مراعاة لمصلحة الطلاب أو المصلحة القومية العليا للوطن. ومن الواضح لنا جميعا لكل المتابعين لهذه الوقائع وتلك الاحداث، ان هناك اصرارا ظاهرا من جانب القائمين بها علي الاستمرار فيها وتصعيدها قدر المستطاع، بحيث تتحول الجامعات إلي ساحة للفوضي ومكان للعنف والترويع والصدام، وتصبح غير مهيأة للقيام بمهمتها الأساسية في التعليم والتنوير بما يجبر الدولة علي التدخل لوقف الدراسة وتعطيل الجامعات،....، أو تضطر للقبول باستمرار هذه الفوضي وتظهر بمظهر الضعف والاستسلام وقلة الحيلة، وكلا الخيارين غير مقبول. والمثير للانتباه في هذه المسألة، ان هذا الذي يحدث كان متوقعا من الجميع قبل بدء الدراسة، في ظل المحاولات المستمرة من جانب فلول جماعة العنف والإرهاب علي اثارة القلاقل وعدم الاستقرار في الشارع المصري كله انتقاما من الشعب الذي تخلص من سيطرتهم ورفض الخضوع لحكمهم الفاشل. ولكن الأكثر اثارة هو ما يبدو ان الكل كان يتوقع هذا ما عدا وزير التعليم العالي، والمجلس الاعلي للجامعات ورؤساء الجامعات الذين لم يستعدوا لمواجهة ما كان يتوقعه الجميع. وفي اطار التوقع أرجو ان يعلم الوزير والمجلس ورؤساء الجامعات، أن الكل يتوقع ايضا مزيداً من التصعيد والعنف والترويع من جانب طلبة الإخوان في الجامعات خلال الايام القادمة وصولا إلي محاكمة المعزول الأسبوع القادم. فماذا انتم فاعلون يا سادة؟!