موهبة فنية نادرة كان ينبغي أن أقف عندها بكل إجلال وتقدير.. إنه صاحب الصوت الملائكي الذي حينما يشدو يخلب الألباب والعقول..هو ابن محافظة الغربية وبالتحديد مدينة المحلة الكبري المنشد الديني مصطفي عاطف الذي التحق بمعهد الإمام الشافعي وهو في الرابعة من عمره وتجلت موهبته في هذه السن المبكرة حين يتلو القرآن الكريم بحلاوة وطلاوة فما كان علي والده سوي تبني هذه الموهبة الفذة وتشجيعها علي دوام الحفظ والتلاوة..وبالفعل أتم مصطفي حفظ كتاب الله وهو في سن الحادية عشرة..ومنذ هذا الوقت شعر أخوه الأكبر أحمد أنه قد حان الوقت ليسمع العامة هذا الصوت فقام بتحفيزه لتلاوة الكتاب المبين وإلقاء الأناشيد والتواشيح الدينية في المناسبات الدينية العامة في مدينته ولاقي إعجابا واستحسانا كبيرا..بعدها انتقل الي القاهرة وهو في السادسة عشرة من عمره والتحق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر ومن خلالها دعم موهبته بالدراسة الأكاديمية..فحينما تسمع ابتهالاته في مدح الرسول( صلي الله عليه وسلم)تشعر بجمال صوته وإحساسه الذي يثير المشاعر وخاصة لحبه الصادق لسيد الأنام والذي تجلي في إحياء ذكري المولد النبوي مجلجلا ومخاطبا ما في النفس من نزعات دينية وحب لنبي الرحمة. ومالفت نظري وآثار إعجابي هو جمال وقوة صوت مصطفي عاطف بالإضافة إلي المساحة الصوتية الواسعة التي يشملها هذا الصوت..فالمساحات الصوتية لديه من الغليظة جدا إلي الحادة يؤديها جميعها بسلاسة وسهولة مبهرة هذا فضلا عن إمكاناته الحسية والفطرية وانتقالاته بين المقامات الموسيقية بتمكن واقتدار يعكس دراسته للغة العربية وللعلوم الدينية التي تعطي الدارس قسطا وافرا من معرفة المقامات الموسيقية المستخدمة في تلاوة القرآن الكريم..وتظهر موهبته وعبقريته أيضا في استخدامه الجيد والتحكم في النفس وطول الجمل الموسيقية الشعرية التي تبرز للجمهور المتلقي هذه المقدرة الفائقة وإيمانه برسالته عن حب لما يؤديه..وخاصة في ظل مانفتقده لهذا النوع من الابتهالات والتواشيح في مدح رسول الله( صلي الله عليه وسلم) والتي لم تصبح محط اهتمام للكثيرين كما كان في القرن الماضي... ولكن مايضفي علي إنشاد مصطفي مزيدا من القدرة علي جذب المتلقين مايتمتع به هذا الشاب من جمال الخلق والخليقة التي تجعله قريبا محببا من الجماهير..علاوة علي صغر سنه الذي يعمل علي تشجيع الأجيال الشابة لسماع مايقدمه من قيمة رفيعة وبالأخص في ظل انتشارالكليبات ذات الألفاظ النابية والخادشة للحياء تحت مسمي الفن..ففي حقيقة الأمر نحن في أمس الحاجة لانتشار هذه الابتهالات والمديح لرسولنا الكريم ونشر تعاليم الدين الاسلامي السمح بأسلوب محبب وميسر من خلال هذا الصوت الرائع الرقيق لمصطفي عاطف الذي يذكرنا بالعهود السابقة في ظل صحابة رسول الله بالأخلاق الحميدة والإيمان والإخلاص الذي ينبعث من صوته..وهو حينما يدعو للوطن يبكينا ويشجينا ويحرك مشاعرنا الوطنية التي غابت عنا كثيرا بصدق دعوته.. وذلك لما في صوته من دقة تعبير وإحساس وشجن لكل مايلم بالأمة من آلام ومحن ويختتم دعاءه دائما متوسلا ومتضرعا لله عز وجل أن يتقبل الدعاء والابتهال. ونحن جميعا في هذه الاونة في أمس الحاجة لرعاية ودعم هذه المواهب الشابة من قبل المسئولين في الجهات المعنية ليكون مصطفي داعية اسلاميا يسعدنا ويطربنا بما يقدمه عبر القنوات الشرعية من خلال الحكومة المصرية التي لابد وأن تدعمه بكل مالها من قوة بدلا من الانغماس في التيار المتدني تاركة هذه القيم الإبداعية الراقية والهادفة للمجتمع المصري والمجتمعات العربية ككل, لتعود مصر كما كانت دائما رائدة في كثير من المجالات..بالإضافة لأن مصر بلد الأزهر الشريف بها قامات شامخة من العلماء والمشايخ فلا بد وأن تبرز المواهب الفنية لديهم وتكون فاعلة في المجتمع.