من شرم الشيخ إلى الجيزة، من الدبلوماسية إلى الحضارة، تكتب مصر فصلين جديدين فى سجلها العريق. فى الأول تؤكد أنها قوة سلام مؤثرة، وفى الثانى تعلن عن ميلاد صرح ثقافى عالمى سيبقى شاهدا على عبقرية المصرى القديم والمعاصر معا. فى مدينة السلام «شرم الشيخ» حدث سياسى فارق سعى إلى إنهاء واحد من أكثر ملفات الشرق الأوسط سخونة، فى لحظة استثنائية يتجدد فيها دور مصر كقلب للعروبة وصوت للعقل فى زمن الاضطراب. لم تكن الصدفة أن تلتقى على أرضها قيادات العالم، بل ثمرة لرؤية سياسية متزنة وقيادة حكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى أعاد لمصر مكانتها كدولة مؤثرة فى محيطها الإقليمى والدولى، تتحدث فيصغى إليها الجميع. وفى الوقت الذى تنشغل فيه العواصم بمتابعة ما يجرى فى جنوبسيناء، تتجه الأنظار أيضا إلى الجيزة، حيث يبدأ العد التنازلى لافتتاح المتحف المصرى الكبير رسميا فى الأول من نوفمبر 2025، بعد سنوات من الترقب والتأجيل. وتستعد مصر لحدث يوصف بأنه «هدية مصر إلى العالم»، يجسد تلاقى الماضى بالحاضر فى أبهى صورة. وزير السياحة والآثار وصف الحفل بأنه «ليلة لا تُنسى»، مؤكدا أن التحضيرات تسير على قدم وساق ليكون الافتتاح نقطة تحول كبرى فى مسيرة السياحة المصرية. ورغم التكتم المحيط بتفاصيل الحفل، فإن المؤكد أن مصر تعد للعالم عرضا لا مثيل له، يليق بمكانتها كأكبر متحف للآثار فى العالم. فالمتحف المصرى الكبير لا يعد مشروعا أثريا فحسب، بل خطوة استراتيجية فى مسار الدولة نحو تعزيز مكانتها كعاصمة للثقافة العالمية ومركزٍ للحوار بين الحضارات. ما بين شرم الشيخوالجيزة، تتجسد ملامح مصر الجديدة؛ دولة توازن بين صوت الدبلوماسية ومجد الحضارة. إنها مصر التى لا تكتفى برواية التاريخ، بل تواصل صنعه، لتبقى كما كانت دوما قلب العالم النابض بالحكمة والحضارة.