رغم خطابهم الأيديولوجى المتشدد، يدرك إخوان 2025 أن البقاء والانتشار فى عالم السياسة يتطلبان قدرًا من «البراجماتية» التى تتجاوز أى التزامات فكرية. وهكذا، لا يتردد التنظيم فى عقد تحالفات مؤقتة مع جهات أو تيارات تبدو فى الظاهر على النقيض من أفكاره، إذا كان ذلك يخدم هدفًا استراتيجيًا. جوهر هذه السياسة هو استغلال القواسم المشتركة، حتى لو كانت مؤقتة أو سطحية، مثل معاداة الحكومة المصرية أو معارضة أنظمة معينة، لتشكيل جبهات ضغط متعددة الاتجاهات. أمثلة على التحالفات العابرَة للأيديولوجيا: ◄ التعاون مع جماعات يسارية أو ليبرالية فى أوروبا فى حملات حقوقية ضد الدولة المصرية، رغم الاختلاف الجذرى فى القيم والمبادئ. ◄التنسيق الإعلامى مع منصات أو منظمات علمانية معادية للإسلام السياسى، بشرط أن تكون هذه المنصات معارضة للنظام المصرى، مما يوفر للإخوان قنوات لنشر رسائلهم دون ظهور شعارهم. ◄ العلاقات مع أنظمة أو دول غير إسلامية إذا كانت توفر ملاذًا آمنًا أو دعمًا لوجستيًا، مثل بعض التحالفات المؤقتة مع دوائر ضغط فى الولاياتالمتحدة أو البرلمان الأوروبي. أحد الأمثلة البارزة كان تعاون شخصيات إخوانية مع منظمات مجتمع مدنى غربية معروفة بمواقفها المناهضة للأديان فى بعض القضايا، لكن الهدف كان مشتركًا: مهاجمة الحكومة المصرية في المحافل الدولية. كما شهدت السنوات الأخيرة حالات تحالف غير معلنة مع جماعات ضغط كردية أو إفريقية، عبر تبادل الدعم فى الملفات السياسية داخل الأممالمتحدة. هذه القدرة على «تجاوز الخطوط الحمراء الأيديولوجية» تجعل التنظيم أكثر مرونة، لكنها أيضًا تكشف عن طبيعته الانتهازية، حيث يمكنه التضحية بمبادئه المعلنة إذا كان الثمن هو خطوة أقرب إلى هدفه النهائى. في المقال القادم، سنتناول «إخوان 2025: إعادة صياغة الخطاب الدينى»، وكيف يوظف التنظيم الدين كأداة سياسية بوجه جديد يختلف عن خطاب العقود الماضية.