كشف الحريق الأخير الذي التهم بعض العشش من الخشب والصفيح بمنطقة حسن البدوي العشوائية بالمحلة الكبري والتي يسكنها المئات من الفقراء عن حجم المأساة التي يعيشها سكان هذه المنطقة. بعد إستمرار تجاهل المسئولين لهذه المناطق التي يسكنها العديد من الأسر البسيطة والمعدومة التابعة للايواء العاجل والذين لا يزالون في إنتظار الحصول علي مسكن من إسكان المحافظة رغم مرور أكثر من عشرة سنوات علي هذه الاسر داخل هذه الأكشاك الخشبية والخيم والذين يعيشون حياة سيئة وغير أدمية ولولا جهود أهالي المنطقة لامتدت النيران إلي باقي العشش العشوائية والمنازل والعقارات المجاوره وهو مازاد من مخاوف الأهالي خشية تكرار مثل هذه الحرائق التي من الممكن أن تحول هذه إلي كتلة من اللهب يسقط خلالها العديدد من الضحايا الأبراياء.. وهو ما جعلهم يطلقون صراخات الإستغاثة للفت أنظار المسئولين لمحافظة الغربية وعلي رأسهم المحافظ المستشار محمد عبد القادر لرفع معاناتهم اليومية وإيجاد حلول عاجلة لمشكلة إنتشار المناطق العشوائية بعد أن تحولت إلي قنبلة موقوتة أصبحت علي وشك الإنفجار في مجتمع المحافظة بأكمله خاصة أن هؤلاء المواطنين لا يجدون قوت يومهم. يقول محمد عطية سالم معاقإنه فوجئ بالنيران أن تندلع من جانب وكاد يفقد أبناءه الأربع الذين كانوا نائمين وقت وقوع الحريق والتي أتت علي محتويات العشة بالكامل وملابسهم وعدد من الأجهزة الكهربائية التي حصلوا عليها من أصحاب الخير وأصبح حاليا هو وأسرته بين ليلة وضحاها وسط الشارع وبلا مأوي يحميه ويطالب المسئولين بمحافظة الغربية بسرعة إيجاد البديل لإنقاذهم. وتضيف وصفة يوسف التي دمر الحريق عشتها أنهم منذ تم هدم منزلهم يعيشون منذ أكثر من عشر سنوات هي وأولادها وزوجها داخل عشة صغيرة تفتقد لأبسط الخدمات الأدمية وأصبحوا وكأنهم يعيشون الحياة البدائية في العصور الوسطي ويحصلون علي مياه الشرب من المساجد. في حين أشار عبد العظيم عبد الله أحد سكان العشوائيات إلي أن حياتهم تحولت إلي جحيم يومي حيث يعيش مع أسرته حياة سيئة وسط مياه الصرف الصحي التي تغرق المنطقة بشكل دائم وتنبعث منها روائح كريهة وتحوي جميع الحشرات والحيوانات الضارة وكأنهم في منطقة منعزلة عن العالم وقد ضاعت إستغاثتهم وسط إهمال المسئولين دون توفير أبسط الخدمات والمرافق. ومن جانبها أكدت الدكتورة منال شاهين مديرة المشروعات أن صندوق تطوير العشوائيات وضع برنامجا زمنيا بهدف القضاء علي هذه العشوائيات والتي تتطلب تأهيل المواطنين بهذه المناطق وتطوير وتحديث وإثبات الملكيات الخاصة للمواقع المراد تطويرها وذلك بعد إجراء حصر ومسح شامل علي مستوي المحافظة حيث تم تصنيفها لمناطق غير مخططه وأخري غير آمنة ومن بينها العديد من الأكشاك الخشبية والخيم التي تسكنها الأسر الفقيرة والتابعة للإيواء العاجل حيث سيتم تنفيذ خطة التطوير الحديثة في المرحلة المقبلة من أجل توفير حياة كريمة تليق به وأشارت الي أن مسئولي مديرية التضامن الاجتماعي سوف يقومون باعداد تقرير حول الحريق لتعويض الأسر المتضررة ماديا.