شهدت منطقة «المغالق» التابعة لحي الشرابية قبل عام حريقاً مروعاً أدي إلي تدمير أكثر من 30 مخزناً للأخشاب وتشريد 130 أسرة، ورغم مرور كل هذا الوقت لم يتغير الوضع بالمنطقة التي يطلق عليها «عزبة الورد» مقام عليها 200 عشة خشبية يسكنها ألف أسرة يحيطهم ما يزيد علي 80 مخزناً للأخشاب. المخاوف تسيطر علي أهالي المنطقة خاصة مع تخلي المسئولين عنهم وعدم توفير مساكن أو مخازن بديلة لهم، وأكد السكان أن حريق العام الماضي لم ولن يكون الأخير فالمنطقة شهدت 10 حرائق خلال العشرة أعوام الماضية. روزاليوسف.. ذهبت إلي «عزبة الورد» لرصد المشكلة. مخازن بديلة كانت البداية من شارع بلال وهو المدخل الرئيس لمنطقة المغالق (عزبة الورد) وتتواجد به كميات هائلة من الأخشاب والمخازن التي تجاور العشش السكنية وقد تحولت الحواري والممرات الضيقة إلي مخازن بديلة لتلك التي دمرها الحريق، وعند هذا المكان أيضاً لاحظنا وجود منطقة فضاء كانت محافظة القاهرة - حسب كلام الأهالي - قد وعدت باقامة حديقة علي أرضها ولكن هذا لم يحدث وتحول إلي بركة من الطين ومقلب للقمامة. يقول حمدي أحمد - أحد سكان منطقة المغالق، أعيش وأسرتي المكونة من 7 أفراد بالمنطقة منذ 50 عاماً، وكانت له 4 مخازن (مغالق) للخشب و8 عشش خشبية داخل المنطقة التي التهمتها نيران الحريق. ونمتلك جميع العقود الإيجارية من ورثة شريف باشا والتي تثبت ذلك حقنا في الأرض ورغم أن الخسائر المادية زادت علي 400 ألف جنيه إلا أننا حتي الآن ورغم وعود المحافظة بتسليم المخازن البديلة إلا أننا حتي الآن لم نسلم أي مخزن، ولم نحصل أيضاً علي شقق سكنية بديلة واضطررت إلي استئجار شقة سكنية قريبة من المخازن بإيجار 700 جنيه شهرياً. ويكمل: لم نجد سوي الحواري ومداخل المنازل لمزاولة عملنا وهو الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة علي حياتنا وتعرضنا لحوادث السرقة والحرائق باستمرار. أما سليمان محمد- فيؤكد: رغم أنه كان يمتلك مخزناً للخشب وعشة خشبية إلا أن الحي لم يوفر له شقة سكنية أو مخزناً لم يوفر له وشقة سكنية أو مخزن بديلاً، واضطر - ومعه أسرته - للإقامة داخل خيمة من القماش بالمنطقة.. نفس الأمر حدث مع فوزية عبد الستار أحمد - 75 عاماً - بعد احتراق مخزنها وعشتها وتعيش في الشارع دون حتي تعويض مادي رغم أن بحوزتها المستندات الدالة علي ملكيتها للأرض المقام عليها المخزن والعشة ويتدخل حمدي عثمان أحد أصحاب المخازن - قائلاً: كنت أمتلك مخزناً ومقهي وعشة سكنية بالمنطقة التي تعرضت للحريق، وللأسف لم أحصل سوي علي 300 جنيه تعويضاً من الحي! ولم أحصل علي شقة سكنية للإقامة بها أنا وأبنائي بحجة عدم امتلاكي لمستندات الملكية أو ترخيصاً للمقهي ويتحدث أحمد فرغلي - صاحب مخزن - قائلاً تعرضت لخسائر مادية تقدر بحوالي 500 ألف جنيه من الحريق الأخير، وزادت ديوني ولم استلم المخزن البديل الذي وعدت المحافظة بإقامته بمنطقة القطامية. وبعد أن كان لدي مخزن مساحته 200 متر أصبحت أعمل بالشارع. سكان العشش وهناك وجه آخر أكثر سوءاً لمنطقة المغالق وهي أوضاع ساكني العشش الخشبية المتداخلة مع المخازن المتبقية. قالت أم مصطفي «45 عاماً»: نعيش بتلك المنطقة عشرات السنين وعندما تزوجت استأجر زوجي تلك العشة من ورثة شريف باشا وأقيم بها أنا وزوجي الذي يعمل بالمغالق وأبنائي الأربعة بها، والعشة لا تتعدي مساحتها الأربعة أمتار وبها سرير خشبي وأريكة فقط، ودورة مياه مشتركة لأكثر من أسرة وتكمل.. بعد وقوع الحريق العام الماضي، حضر الينا المسئولون، ووعودنا بتوفير شقق سكنية. ولكن مر عام دون جدوي، ومازلنا نعيش في هذا المستنقع العشوائي تحاصرنا المشاكل ومخاطر الموت حرقاً تهددنا كل يوم. وتتدخل روحية إبراهيم في الحوار قائلة أعيش منذ مولدي بتلك المنطقة حتي توفي زوجي وابني، وترك لي ثلاثة من الأحفاد يعيشون معي داخل العشة المتهالكة، وأخشي عليهم من المصير المجهول وأن تكون حياتهم وسط «المغالق» التي تنتشر بها عمليات البلطجة وتعاطي المخدرات وأطلب من المسئولين شقة. تكرار الحريق وفي هذا الإطار يقول ناصر حسن - رئيس المجلس المحلي الشعبي لحي الشرابية لقد قام الحي بتوفير 29 مخزناً بالقطامية للمتضررين من الحريق الأخير و114 شقة سكنية بالشيخ زايد والنهضة ومايو والتجمع الخامس والقاهرةالجديدة وجار حصر بقية المخازن والعشش السكنية ولكن بشكل بطيء. مما ينذر بكارثة، خاصة مع احتمالية حدوث حريق آخر خاصة مع تواجد كميات هائلة من الأخشاب سواء بالمخازن أو العشش الخشبية أو بالشوارع والحواري.