أصبحت المناطق العشوائية بمحافظة الغربية, خاصة في طنطا والمحلة الكبري, قنبلة موقوتة توشك أن تنفجر مشكلاتها في مجتمع المحافظة بما تمثله معظمها من بؤر إجرامية ومأوي للبلطجية والمسجلين خطر الذين أصبحوا يهددون حتي قاطني هذه المناطق أنفسهم, الأمر الذي يفرض علي مسئولي الجهاز التنفيذي بالغربية سرعة التحرك لإعادة تخطيط هذه المناطق والتي صنفوها بعد إجراء حصر شامل لها إلي40 منطقة غير مخططة و14 أخري غير آمنة. ومعظم مباني هذه المناطق تتكون من طابقين من الطوب اللبن وشوارعها ضيقة بخلاف العديد من الأسر التي تقيم داخل العشش والخيام وهم الذين انهارت منازلهم أو صدر لها قرارات إزالة وقامت وزارة التضامن بتسكينهم في خيام لحين تدبير مساكن بديلة لهم ومعظمهم مر عليهم أكثر من عشر سنوات ولا تزال في انتظار الوصول علي شقة من إسكان المحافظة. وتعتبر منطقتا كندلية وتل الحدادين من أبرز المناطق العشوائية بمدينة طنطا وفي المحلة الكبري قلعة الصناعة والمدينة العمالية الكبيرة ذات الكثافة السكانية العالية هناك أكثر من منطقة عشوائية أشهرها مناطق صندفا ومحلة البرج وسوق الجمعة وهي مناطق تضم مساكن ومباني قديمة معظمها آيل للسقوط وشوارع ضيقة غير مرصوفة, كما تضم العديد من الأكشاك الخشبية والخيام التي يسكنها العشرات من الأسر الفقيرة التابعة للإيواء العاجل ولا يزالون في انتظار الحصول علي مسكن من إسكان المحافظة رغم مرور أكثر في عشرة سنوات داخل هذه الخيام والأكشاك الخشبية. وفي جولة ل الأهرام المسائي داخل عدد من المناطق العشوائية بمحافظة الغربية التقي مع بعض سكان هذه المناطق. وقالت سيدة أحمد نور المقيمة بإحدي الخيام بمنطقة سوق الجمعة هي وأولادها أنها انتقلت للاقامة في الخيمة منذ ست سنوات بعد انهيار منزلها الذي كانت تسكن به بعد إجراء بحث لها من خلال وزارة التضامن الاجتماعي ضمن الإيواء العاجل لحين تدبير سكن بديل لها من إسكان المحافظة وحتي الآن لم تحصل علي مسكن تقيم فيه مع أطفالها, حيث يضطرون للحصول علي مياه الشرب من المساجد وقضاء حوائجهم في دورات مياهها. وأضافت ليلي محمود من سكان الخيام بالمناطق العشوائية أنها أم ولديها ثلاث فتيات في سن الزواج ويقمن داخل خيمة بدائية بعد إزالة منزلهن منذ أربع سنوات مشيرة إلي أنها تواجه مشكلة بسبب تعرض بناتها لمضايقات ومعاكسات من شباب المنطقة ولا تجد الحماية. وقالت إنها قامت بسداد مبلغ ألف جنيه رسوم الحصول علي شقة سكنية بمساكن المحافظة ولكنها حتي الآن لم تحصل علي المسكن وفي انتظار تنفيذ الجهات المسئولة لإيوائها وبناتها. أما هنومة السيد النقيطي, فأكدت أنها لم تعد تعرف متي أتت للاقامة في هذه الخيمة, حيث مرت عليها سنوات طويلة فقدت خلالها اثنين من أبنائها وشيعت جنازتهما من داخل الخيمة البدائية التي تقيم بها. ومن جانبه أكد سلامة نصر وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالغربية, أن دور المديرية ينحصر في اتجاهين فقط الأول إجراء بحوث للحالات المتضررة من قرارات الإزالة وصرف الإعانات العاجلة لهم, بالإضافة إلي توفير الخيام الخاصة بالإيواء العاجل للمتضررين للاقامة بها بشكل مؤقت لحين تدبير مساكن بديلة لهم. وأضاف أنه في الاجتماع الأخير مع محافظ الغربية تمت مناقشة الأزمة والتي وجدنا من الصعوبة إيجاد حلول لها بسبب عدم وجود ظهير صحراوي لمحافظة الغربية لاقامة وبناء مساكن جديدة اقتصادية يمكن أن تستوعب هذه الأعداد من المتضررين والمقيمين داخل خيام الإيواء العاجل منذ سنوات وساكني المناطق العشوائية, بالإضافة للراغبين في الحصول علي مسكن اقتصادي من الشباب المقبل علي الزواج والذين بلغ عددهم أكثر من ثلاثين ألف طلب حصول علي وحدة سكنية وهو بالطبع عدد كبير في ظل الأزمة التي تعانيها المحافظة, من حيث عدم وجود أراض لبناء مساكن اقتصادية عليها.