حالة من الهياج تملكت سامي عندما فوجئ بأن سمعة شقيقته تلوكها ألسنة جميع أبناء قريتهما عرب الحصار بمدينة الصف, وكم كان في حالة ذهول, مشفوعة بالغضب والمهانة. عندما وقف علي مغامراتها العاطفية مع عدد من شباب القرية.. لم يفكر كثيرا, إذ كان كل ما شغله غسل عار شقيقته والانتقام لشرف عائلته, ومن دون تردد قام بتقييد شقيقته بالحبال وأخرج من طيات ملابسه مطواة قرن غزال وذبحها من رقبتها كالشاة وكاد يطيح بكل شيء في طريقه.. وتركها غارقة في دمائها ولاذ بالفرار. حنان فتاة في العشرين من عمرها, من عائلة متواضعة تنتمي لاحدي عائلات العرب بالصف بمحافظة الجيزة, وكانت الفتاة علي خلاف دائم مع أسرتها, لتمردها علي العادات والتقاليد الريفية البدوية, ورغبتها في أن تعيش حياة أهل المدن, فقد كانت تحلم كغيرها من البنات بفارس الأحلام الذي يخطفها علي حصانه الأبيض وظلت كذلك حتي اجتاحتها عواطف الرومانسية وغرتها ملذات الحياة. وذات يوم شعرت ببعض الألم في بطنها مثل باقي الفتيات, فذهبت إلي طبيب أمراض نساء بالمدينة, وعندما شاهدها أعجب بها, وراح يغازلها بكلامه المعسول حتي تعرف عليها وبدأت تتردد عليه في عيادته حتي أوقعها في حبه. تعددت اللقاءات بينهما بغرض التنزه خارج العيادة, وتوطدت علاقتهما الغرامية إلي الحد الذي افقد الفتاة السيطرة علي عقلها.. فقد كانت لا تصدق نفسها, ولا تتخيل أن يعبأ بها رجل تتوافر فيه من وجهة نظرها كل مقومات الزوج المثالي.. توهمت أن هذا هو ما يسمونه الحب السحري الذي لا يعرف حدودا ولا قيودا ولا فروقا في المستوي الاجتماعي أو التعليمي. فرحت حنان بحياتها الجديدة التي لم تعهدها من قبل.. وتعددت اللقاءات بينهما لفترة طويلة, وفي أحد هذه اللقاءات عرض عليها مشاهدة شقته, بدعوي انه يريد معرفة رأيها فيها قبل أن يشرع في تجهيزها واعدادها كعش للزوجية.. عندما سمعت الفتاة هذا الخبر كادت تسقط مغشيا عليها من فرط فرحتها. في البداية رحبت بالفكرة لكنها سرعان ما تراجعت وأخبرته أنها تخاف من بطش أسرتها حينئذ, أكد لها أنها لن تستغرق سوي بضع دقائق.. وبالفعل ذهبت معه إلي الشقة وعندما دخلا حرص علي اغلاق الباب وراحا يشيدان قصورا من الخيال والأحلام الوردية عن السعادة والراحة التي ستراها معه. وشيئا فشيئا أخذ يداعبها بيده ويتحرش بمفاتن جسدها إلا أنها نهرته فقام بصفعها علي وجهها, وظلت تقاومه لفترة.. وأمام توسلاته واصراره سلمت له نفسها وحملها إلي غرفة نومه لينهلا من اللذة المحرمة حتي أفقدها أعز ما تملك.. وعندما أفاقت من سكرتها ظلت تصرخ وتبكي فأخذ يهديء من روعها وأخبرها انه سيتقدم لأسرتها لخطبتها ووعدها باتمام الزواج بعد الانتهاء من اعداد عش الزوجية. ومع مرور الوقت, بدأ يتهرب منها ويضيق من حديثها معه عن اتمام زواجهما, وأكد لها استحالة ذلك بدون أموال وطلب منها الصبر حتي يجمع نفقات الزواج.. وبعد فترة تقدم بالفعل إلي أسرتها طالبا يدها, ولكنهم رفضوه بحجة أنه ليس من أقاربهم ولا ينتمي إلي طينتهم, كما أن عاداتهم تمنع زواج ابنتهم بأحد من خارج دائرة أقاربهم. وأمام رفض أسرة الفتاة أقنعها الشاب بالهروب معه حتي يتزوجا خارج القرية, وبالفعل خططت جيدا لمغادرة المنزل, وهربت مع حبيبها واختفت لتبدأ العائلة في رحلة البحث عنها في كل مكان, خشية أن يكون أصابها مكروه لكن محاولاتهم باءت بالفشل. وعندما طلبت منه اتمام زواجهما والوفاء بوعده لها رفض وقال انه اكتشف أنها ليست عذراء, وانه لم يكن أول رجل في حياتها, تعرفت علي غيره من ابناء قريتهم علي أمل أن يقع احدهم في حبها ويتقدم لزواجها.. وهكذا حتي ذاع صيتها بين شباب قريتها, وباتت سمعتها وسوء سلوكها علي ألسنة الجميع وحينما علم شقيقها ذبحها من رقبتها داخل منزلهما ولاذ بالفرار. تم تحديد مكان اختباء المتهم, وتم عمل كمين نجح خلاله المقدم أحمد عبدالرءوف رئيس مباحث الصف ومعاونه النقيب مؤمن نصار في القبض عليه, وبمواجهته أمام اللواء كمال الدالي مدير الإدارة العامة للمباحث, اعترف بارتكابه الجريمة. فتم تحرير محضر واحالته إلي النيابة التي قررت حبس المتهم علي ذمة التحقيق.