طلب السودان رسميا من جامعة الدول العربية عقد اجتماع عاجل لبحث مشكلة دخول قوات جنوب السودان لمنطقة هجليج البترولية. وصرح مصدر مسئول بالجامعة أمس بأن الأمانة العامة تلقت طلبا من مندوبية السودان لدي الجامعة بعقد اجتماع لمجلس الجامعة لبحث هذه المشكلة. وقال المصدر إن الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي بدأ مشاوراته عقب وصوله أمس من قطر لتحديد الموعد المقترح ومستوي الاجتماع. من جانبها دعت سفارة جنوب السودان بالقاهرة جامعة الدول العربية إلي توخي الحذر في تصريحاتها بشأن الموقف في منطقة( هجليج), مبدية اندهاشها للبيان الصادر عن الجامعة أمس الأول الثلاثاء والذي يطالب قوات جنوب السودان بالانسحاب الفوري من هذه المنطقة. وصرح مصدر مسئول بالسفارة لوكالة أنباء الشرق الأوسط بأن بلاده لم تعتد علي الأراضي السودانية كما ورد في بيان الجامعة وإنما جمهورية جنوب السودان هي المعتدي عليها من خلال القصف الجوي اليومي المتكرر الذي ينفذه سلاح الجو السوداني علي أراضي دولة الجنوب بشهادة المنظمات الدولية والصور الحية التي تنقلها الفضائيات. بينما أعلن المتحدث الرسمي باسم الجيش الشعبي التابع لدولة جنوب السودان العقيد فليب أقوير, أن الرئيس سلفاكير ميارديت أمر عقب اجتماعه منذ يومين في جوبا بالوفد المصري برئاسة وزير الخارجية محمد كامل عمرو بإطلاق سراح14 من الاسري السودانيين بمن فيهم ضابط برتبة ملازم استجابة لطلب الوفد المصري. وأكد أقوير في تصريح لصحيفة الصحافة الصادرة بالخرطوم أمس, أن الاسري سيسلمون للصليب الاحمر لاجراء الاتصالات اللازمة مع حكومة الخرطوم وأسر الاسري لاكمال عملية التسلم. في غضون ذلك كلف الرئيس السوداني عمر البشير مستشاره الشرتاي جعفر عبد الحكم اسحق, بالوقوف ميدانيا علي عمليات الاستنفار والتعبئة في دارفور, وسد كل الثغرات حتي لا يؤتي السودان من جهة دارفور, باعتبار أن حركات دارفور المتمردة والمتجمعة في دولة جنوب السودان تعمل علي اختراق البلاد وزعزعة استقرارها من هناك. ويعقد مجلس الوزراء السوداني اجتماعه الدوري اليوم بولاية شمال كردفان وذلك برئاسة الرئيس عمر البشير. صرح بذلك أمس والي ولاية شمال كردفان معتصم زاكي الدين, وقال إن المجلس سيستعرض خلال جلسته عدوان دولة الجنوب علي منطقة هجليج وانطلاقة النفرة العامة لردع المعتدين. وأضاف في تصريحات صحفية أن الرئيس البشير سيتسلم لواء الردع الذي أعدته الولاية في إطار النفرة العامة, ويطمئن علي الجاهزية لتحرك اللواء إلي مواقع العمليات, كما سيطلع علي تجربة الولاية في المجالات كافة بجانب تبادل الخبرات بين مستويات الحكم. أكدت القائم بالأعمال بالإنابة في سفارة جنوب السودان في واشنطن جيهان دينج أن منطقة( هجليج) البترولية الحدودية مع السودان مازالت محل نزاع.. مشيرة إلي أن دخول قوات الجيش الشعبي للمنطقة جاء حفاظا علي الآراضي الجنوبية. وقالت دينج- في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية( بي بي سي) أمس- إن المنطقة مازال بها نزاع مع دولة السودان, مشيرة إلي أن مسألة الحدود بين الدولتين لم يتم الانتهاء من تحديدها بعد. وأضافت أن استقلال جنوب السودان جاء ليمنح المواطن الجنوبي كرامته وحريته, وأن ينتمي لدولة موحدة.. مؤكدة أن الجيش الشعبي لم يكن لديه برنامج مجهز لمهاجمة أي حدود أخري وليس في سياسة دولة الجنوب احتلال أية دولة أخري. وأشارت إلي أن اتفاقية السلام الشامل أوضحت أن دولة جنوب السودان تريد حوارا سلميا, منوهة بأن حكومة الخرطوم فشلت في حكم البلاد ولابد أن تعي أن تهميش شعبها في الشمال الجنوب والشرق والغرب لن يقبله المواطنون السودانيون, ومؤكدة أن الجنوب استقل بمساعدة من شعبه وأصبح دولة مستقلة ذات سيادة ويعرف كيف يكون دولة قوية اقتصاديا. ومن ناحية اخري تبادل السودان وجنوب السودان الاتهامات بشأن شن هجمات في جبهة جديدة قرب الحدود المتنازع عليها بين البلدين مما يزيد المخاوف من عودة الي حرب شاملة في المنطقة المنتجة للبترول. ورأي ميخائيل مارجيلوف رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ الروسي ومبعوث الرئيس الروسي إلي أفريقيا أن دولة السودان ودولة جنوب السودان الحديثة العهد أصبحت علي شفير حرب جديدة بسبب الصراع علي عائدات الصادرات البترولية. وجاء في مقالة بصحيفة( كوميرسانت) الروسية أن المواجهة المحتملة عبث إذ أن الحقول البترولية في جنوب السودان لن تغدو سودانية في حين لن تصبح خطوط أنابيب البترول السودانية ملكا لجنوب السودان. وأشار إلي أن خبراء يزعمون بأن جوبا تعمل علي تغيير النظام السياسي في الخرطوم ويبدو أن الطرفين أدركا أنه لا مفر من المواجهة العسكرية بين السودان وجنوب السودان.. مضيفا أنه بطبيعة الحال فإن روسيا تريد الحل السياسي للقضية السودانية.