استمرت المعارك علي حقول البترول في المنطقة الحدودية بين شمال السودان وجنوبه علي نحو ينذر بتجدد الحرب بين الدولتين, وفيما أعلنت الخرطوم سيطرتها علي جميع حقول البترول التي تقع علي الشريط الحدودي واتهمت سيلفا كير رئيس جنوب السودان بانه يطلق تصريحات مضللة حذر مجلس الأمن من تحول القتال إلي حرب جديدة وأبدت الولاياتالمتحدة وفرنسا قلقهما من الاشتباكات. واكد السودان امس أن قواته الملحة تسيطر سيطرة كاملة علي منطقة هجليج ومناطق النفط كافة في المنطقة الحدودية مع دولة جنوب السودان. وقال العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحةالسودانية في حديث للإذاعة السودانية إن القوات المسلحة تصدت لهجوم بالمدفعية بادرت به قوات الجيش الشعبي التابع لدولة جنوب السودان في منطقة تشوين الحدودية بين البلدين. واضاف هذه المنطقة بها بعض حقول البترول حسمتها اتفاقية نيفاشا وجاء الهجوم متزامنا مع هجوم قامت به قوات متمردي مايسمي بحركة العدل والمساواة( بزعامة خليل ابراهيم) في منطقة الشهيد الفاضل واستطاعت القوات المسلحة التصدي لهذا العدوان. وتابع القوات المسلحة استولت علي دبابتين وست عربات مسلحة ومجموعة كبيرة من الأسلحة, وفر المتمردون من الجيش الشعبي وحركة خليل مخلفين وراءهم تلك الخسائر. وسخر الصوارمي من تصريحات أدلي بها الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي ظهر اليوم في مؤتمر صحفي بجوبا جاء فيها أن قواتهم لن تخرج من هجليج ما لم يتم ترسيم الحدود المختلف عليها. واوضح المتحدث الرسمي السوداني أن هجليج لم تكن أصلا بين المناطق المختلف عليها, مؤكدا ان السودان لن يفرط في سيادته وامن مواطنيه. كان الصوارمي أعلن عن وقوع اشتباكات محدودة بين القوات المسلحة وقوات الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان علي الحدود بين الدولتين بولاية جنوب كردفان وسط البلاد صباح أمس الأول الاثنين. وعلق الرئيس السوداني عمر البشير زيارته إلي جوبا, التي كانت مقررة في الثالث من أبريل المقبل لعقد قمة مع رئيس جنوب السودان سلفا كير, إثر الاشتباكات الحدودية التي اندلعت بين البلدين. من جانبه, قال نائب الرئيس السوداني الحاج آدم في حديث بثه التليفزيون السوداني: لا حديث عن زيارة أو اتفاقيات أو تفاوض مع جوبا إلي حين انجلاء الموقف الأمني في( هجليج). وصف مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني الفريق أول مهندس محمد عطا المولي, تصريحات سيلفاكير ميارديت رئيس دولة الجنوب حول بحيرة الأبيض وهجليج وادعاء دخول الجيش السوداني لدولة الجنوب, ب المضللة والمغلوطة وتدل علي عدم علمهم بجغرافية الحدود. وكشف مدير جهاز الأمن والمخابرات عن عثور القوات المسلحة علي جثث قتلي من جنود للجيش الشعبي التابع لدولة الجنوب ومتمردي حركة العدل والمساواة كما تم أسر قوات من جيش الجنوب ومتمردي الحركة. ونوه عطا بأن القوات المسلحة مازالت تطارد الجيش الشعبي تجاه الجنوب علي الحدود في موقع التشوين السوداني خلف موقعي الكهرباء والشهيد الفاضل. وأكد عزم الحكومة علي تطهير البلاد وتحرير آخر شبر فيها من أي قوات غازية أو متمردة لافتا إلي ان الجيش الشعبي لا تؤهله امكاناته للدخول في حرب شاملة مع السودان. ورهن تحسين الأوضاع مع دولة الجنوب وعودة التفاوض بتهيئة الأجواء المتوترة حاليا ومعالجة الملف الأمني بين الدولتين. ونفي أن يكون تعليق زيارة الرئيس البشير إلي جوبا بسبب تأمين الزيارة نفسها أو المخاطر التي تحفها إن وجدت, مشيرا الي أن الحكومة تعطي هذه المسألة حجمها وأن معالجة هذا الأمر كانت ومازالت مقدورا عليها- حسب قوله من جانبه أدان حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان, الهجوم الذي نفذته قوات الجيش الشعبي التابع لحكومة الجنوب علي منطقة هجليج النفطية بولاية جنوب كردفان, فيما دعا حزب الاتحادي الاصل للحوار بين الدولتين, وأبدي استعداده للتوسط بالنظر لعلاقاته التاريخية القديمة مع الجنوب. وسرد بيان صدر مساء أمس الثلاثاء عن قطاع العلاقات الخارجية بالحزب الحاكم, الأدلة والأحداث التي ظلت الحركة الشعبية تبرهن عبرها علي مساعيها الدائمة لزعزعة الأمن والاستقرار في السودان رغم ما بذله من جهود لمساعدة دولة الجنوب, ولم يقابل من الحركة الشعبية إلا بالنكران والجحود والاعتداء السافر علي أراضيه. ولفت البيان إلي أن اعتداء الجيش الشعبي علي هجليج أمس عشية مغادرة وفدها إلي جوبا وإعلان رئيس حكومة الجنوب عن سيطرة قوات الجيش الشعبي علي منطقة هجليج السودانية يأتي اعترافا بالاعتداء علي دولة جارة بما يمثل تهديدا للأمن والسلم الدوليين وخروجا علي ميثاق الأممالمتحدة وميثاق الاتحاد الإفريقي واتفاقية السلام الشامل وكل الاتفاقات الأمنية التي وقعت بين البلدين برعاية لجنة الاتحاد الإفريقي العالية المستوي برئاسة الرئيس الجنوب إفريقي الأسبق ثامبو أمبيكي. وقال البيت الابيض في بيان صحفي أمس إن الاتصال المباشر والمفاوضات حول القضايا الأساسية لإدارة الأمن والحدود في جنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيي هي السبيل الوحيد لتجنب المزيد من القتال وتحقيق التعاون الاقتصادي الحيوي اللازم والتعايش في سلام بين السودان ودولة جنوب السودان.