اشتكي عدد كبير من أهالي مدينتي طنطا والمحلة بمحافظة الغربية من استمرار انتشار أكوام القمامة في معظم الشوارع, وناشدوا المسئولين إيجاد حلول جذرية لإنهاء هذه المشكلة التي تهدد بكارثة بيئية خطيرة, والتي أصبحت تثير استياء المواطنين. يقول السيد البسطويسي متعهد نقل القمامة بطنطا إن أزمة انتشار القمامة تعود إلي عدم قدرة مصنع تدوير القمامة الحديث بقرية دفرة علي استيعاب الكميات الضخمة من مخلفات القمامة التي يتم رفعها يوميا من مدن وقري المحافظة بسبب تهالك مصنعين من بين المصانع الثلاثة التي تقوم بتدوير القمامة, ولا تعمل بشكل متواصل, حيث يتم إيقاف تشغيلها لمدة ساعتين مقابل العمل لمدة ثلاث ساعات فقط حتي لا تتعرض ماكينات المصنع للتلف أو الاحتراق, مشيرا إلي أن الأزمة ترجع إلي نقص العمالة مما يتسبب في تراكم كميات كبيرة من مخلفات القمامة داخل المصنع نتيجة عدم التخلص منها أولا بأول, هذا بخلاف النقص الواضح في الإمكانات والسيارات والمعدات اللازمة لعملية النظافة, فضلا عن عدم توافر كميات كبيرة من صناديق جمع القمامة في الشوارع المهمة والميادين الحيوية, موضحا أن كل ذلك يدفع المواطنين إلي إلي ارتكاب السلوكيات الخاطئة بإلقاء مخلفاتهم المنزلية من القمامة بشكل عشوائي ويؤدي إلي تكدس وانتشار المخلفات علي شكل تلال أمام المنازل والمحلات التجارية وفي مناطق وأحياء حيوية. وكشف أسامة شعيرة متعهد جمع نقل القمامة بقري المحلة أن إنشاء مصنع تدوير القمامة الجديد بالمحلة, والذي تم تشغيله منذ أكثر من عام بتكلفة40 مليون جنيه لإنهاء مشكلة انتشار القمامة بشوارع المحلة وقراها, لن يسهم في حل أزمة القمامة بالمحلة بسبب سوء التخطيط الذي صاحب عملية الإنشاء والتنفيذ نتيجة ضيق مساحة الأرض المقام عليها المصنع, مشيرا إلي أنه رغم حل المشكلة بشراء5 أفدنة مؤخرا لتوسعته إلا أنه لا تزال هناك بعض العيوب الجسيمة في التصميمات والتي أهمها قدرته علي إنتاج200 طن فقط يوميا مقارنة بكمية المخلفات الناتجة من مدينة المحلة ومراكزها والتي يبلغ حجمها480 طنا يوميا, وبذلك يكون هناك فارق يصل إلي280 طنا, منها ما هو متراكم داخل المصنع ومنها ما هو متناثر في الشوارع يهدد بانتشار تلوث بيئي. وعبر محمد حامد مدرس عن استيائه من استمرار مشكلة انتشار تلال القمامة بشوارع مدينة المحلة وفي مناطق وأحياء حيوية في مشهد قد يتسبب في إصابة الأهالي بالأمراض, بالإضافة إلي تكاثر الكلاب والقطط الضالة حولها تنبش فيها وتنثرها في مشهد مأساوي أصبح يهدد حياة الأهالي ويشوه الشكل الحضاري للمدينة التجارية أمام زائريها. وأضاف محمد عتمان موظف أن العديد من أهالي طنطا تقدموا بشكاوي للمحافظ لمطالبته بسرعة التدخل لحل أزمة انتشار أكوام القمامة بالشوارع ومواجهة تلك المشكلة التي أصبحت تهدد حياة جميع السكان بالإصابة بالأمراض البيئية الخطيرة دون جدوي. من جانبه أعلن اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية تخصيص مبلغ5 ملايين جنيه لرفع تراكمات القمامة والمخلفات الصلبة بمصنعي دفرة بطنطا والمحلة الكبري والتنسيق المستمر بين محافظة الغربية ووزارة البيئة ممثلة في البرنامج الوطني لإدارة المخلفات الصلبة بالمحافظة لإنهاء الأزمة, مشيرا إلي أنه تم وضع خطة للتصدي لمشكلة جمع ونقل القمامة وكيفية التخلص منها بطريقة آمنة بيئيا وصحيا, وذلك بدعم منظومة النظافة من الخطة الاستثمارية بالمحافظة ب6 سيارات لنقل القمامة بتكلفه بلغت5 ملايين و200 ألف جنيه. وأكد المحافظ أن حمولة خمس سيارات منها تبلغ6 أطنان, بينما تبلغ حمولة السيارة السادسة20 طنا, مشيرا إلي أنه سوف يتم توزيعها علي مراكز المحلة وطنطا لتدعيم منظومة النظافة وزيادة المعدات حتي يتم نقل القمامة أولا بأول والحفاظ علي نظافة الشوارع وعدم تراكم القمامة. وقال صقر إنه وجه بإجراء الصيانة الدورية لهذه السيارات للحفاظ علي كفاءتها, مضيفا أنه تم طرح مناقصة مؤخرا لتولي إحدي الشركات المتخصصة في مجال النظافة مسئولية إعادة نظام الجمع المنزلي للقمامة من الشقق السكنية, واعتماد مليون جنيه لشراء صناديق ومعدات جديدة لدعم العمالة وتحسين مستوي النظافة, وإعداد حصر كامل لجميع السيارات والمعدات المعطلة لإصلاحها فورا والاستفادة منها في منظومة جمع ونقل القمامة.