اصبحت مدينة المحلة الكبرى والقرى التابعة لها وعددها 54 قرية تنتظر حدوث كارثة بيئية وصحية خطيرة بعد ان تحولت جميع الشوارع الرئيسة والجانبية بها إلى مقالب للقمامة فى مشهد مأساوى ومقزز لم تشهده من قبل إثر امتناع المقاول الذى تعاقدت معه الوحدة المحلية لنقل القمامة من المقلب العمومى بالطريق الدائرى عن نقل مئات الاطنان الى مقلب مدينة السادات و"دفرة" لعدم حصوله على مستحقاته المالية بشكل منتظم وأمام هذه الازمة اضطر مسئولو جهاز النظافة لاغلاق المقلب فى وجه المتعهدين وجمعيات التنمية المحلية التابعة لمديرية التضامن الاجتماعى ومنعهم من القاء وتفريغ حمولاتهم يوميا داخل المقلب مما اضطرهم للتخلص منها كل بطريقته الخاصة دون ان يحرك ذلك ساكنا لدى مسئولى رئاسة مركز ومدينة المحلة وجهاز النظافة الذين وقفوا جميعا عاجزين عن ايجاد حلول لتلك المشكلة الخطيرة، رغم شكاوى الأهالى المتكررة من تراكم القمامة بالشوارع وأمام منازلهم. يقول عبدالقادر عز الرجال احد متعهدى نقل القمامة من قرى محلة ابوعلى وبطينة والقيصرية فوجئنا منذ عشرة ايام بغلق المقلب العمومى بالطريق الدائرى فى وجه الجميع ومنع المتعهدين على مستوى قرى المحلة من القاء وتفريغ حمولاتهم به حتى لاتتكدس اطنان القمامة بعدما رفض المقاول المختص القيام بعمله بنقل القمامة من مدينة المحلة وقراها الى مصانع تدوير المخلفات لحين ايجاد حلول للمشكلة وعندما اعترضنا وحذرنا من خطورة الموقف والذى يهدد بكارثة بيئية تهدد الصحة العامة للكبار والاطفال خلال فترة قصيرة قام المسئولون بتحديد ثلاثة ايام فقط لتفريغ حمولات ومخلفات القمامة وهى بالطبع لاتكفى مشيرا إلى أنه يتم تجميع مالايقل عن 600 طن يوميا على مستوى قرى المدينة فكيف يتم التخلص من الكمية المتبقية. وناشد المسئولين سرعة التدخل لمواجهة الازمة قبل ان تتحول لقنبلة تنفجر فى وجه الجميع. بينما أشار السيد البسطويسى متعهد بقرية العامرية إلى أن جمعيات تنمية المجتمع على مستوى قرى المحلة حريصة على دفع الرسوم المالية المقررة عليها مقدما للوحدة المحلية وجهاز النظافة بمجلس المدينة وقيمتها 2400 جنيه مع اول كل شهر وقال نقوم بجمع مخلفات القمامة من منازل القرى يوميا مقابل رسوم خمسة جنيهات شهريا عن كل شقة ولدينا العمالة والمعدات والسيارات التى تقوم بالتخلص من القمامة بانتظام والقائها بمقلب المحلة ولكن تم منعنا بحجة عجزالمسئولين عن القيام بنقل اطنان القمامة الى مدينة السادات. وتساءل أين نذهب باطنان القمامة التى يتم جمعها يوميا؟! مشيرا إلى أن البعض اضطر للتخلص منها بالقائها على الطرق السريعة والفرعية وعلى المصارف والترع بعد ان فاض بهم الكيل وطفح من التجاهل التام للمشكلة وحمل مايحدث من مهزلة لجميع المسئولين بالمحافظة. بينما دخلت الأزمة منعطفا جديدا بعد أن هدد اهالى المناطق المجاورة للمقلب الرئيسى بالطريق الدائرى بمنع السيارات من تفريغ حمولات القمامة بالمقلب بعد ان اصبح الوضع كارثيا ويهدد حياتهم نتيجة انبعاث الروائح الكريهة والادخنة السامة بسبب قيام البعض بإشعال النيران فى مقلب القمامة مع ارتفاع درجات الحرارة بالاضافة لانتشار الحشرات والحيوانات الضارة التى حولت حياة سكان المنطقة الى جحيم كما يمثل المقلب خطورة ايضا على مرضى مستشفى الصدر الذى يقع على بعد خطوات من مقلب القمامة ومرضاه من المصابين بالامراض الصدرية والرئوية والربو. ومن جانبه اعترف سعيد مصطفى كامل محافظ الغربية بالمشكلة، وقال ل"الأهرام المسائى" إن متعهدى نقل القمامة على حق من تضررهم، وأوضح المحافظ أنه تم فسخ وانهاء التعاقد مع المقاول الحالى واسناد العمل لمقاول جديد للقيام بذات المهمة وبشكل افضل لمواجهة الأزمة حيث يتولى نقل القمامة من مقلب المحلة الى مقلب مدينة السادات و"دفرة" وبالفعل بدأ العمل وخلال يومين سوف تنتهى المشكلة وأعلن المحافظ أنه سيتم نقل المقلب العمومى بالطريق الدائرى بالمحلة الذى يعمل حاليا بشكل مؤقت بمجرد الانتهاء من مشروع مصنع تدوير القمامة بالمحلة، موضحا أنه عبارة عن خطى انتاج ويقوم بالاشراف على تنفيذه الانتاج الحربى لافتا إلى أنه سيتم تسليمه للتشغيل خلال ثلاثة أشهر على الاكثر.