تباينت الآراء في مدينة بورسعيد بشأن قرار المحافظة نقل سوق الملابس المستعملة من موقعه الحالي بمنطقة القنال الداخلي في العرب للسوق الحضاري الجديد الكائن بمنطقة الإسراء( حي الضواحي) والقريب من الموقف المجمع لسيارات الأجرة والميكروباص وأتوبيسات النقل الجماعي العاملة علي خطوط المحافظات الأخري ومن بينها الدقهلية ودمياط والاسماعيلية والشرقية والقاهرة. حيث اعترضت الأغلبية العظمي من باعة وتجار السوق علي النقل وتوقيته المتزامن مع حلول شهر رمضان والعيد والموسم الصيفي الذي يترقبه الجميع بفارغ الصبر لتعويض خسائر الكساد الكبير الذي حاصر الجميع خلال الموسم الشتوي المنتهي.. في المقابل رحب قطاع كبير من أهالي بورسعيد بنقل السوق إلي موقعه الجديد للتخلص من اشغالاته ومخالفاته التي أسهمت في تحويل محيطه- إلي جانب سوق السمك والاسواق العشوائية لباعة الخضار والفاكهة والسلع الغذائية المختلفة- إلي بؤرة عشوائية تتوسط قلب المدينة( منطقة القنال الداخلي) وكانت سببا في التكدس المروري بالمنطقة خاصة علي ناصية السوق الملاصق لموقف ميكروباص الزهور العشوائي والذي يتباري سائقوه في إغلاق شارع النصر تماما لخطف الزبائن علي مدي ساعات الليل والنهار. ويقول أحمد سعود- أحد سكان حي العرب- إن نقل الأسواق العشوائية والاشغالات المخالفة للقانون من منطقة القنال الداخلي بات مطلبا جماعيا للآلاف من مواطني بورسعيد وتحديدا قاطني حي العرب والذين ساءهم كثيرا تحول المنطقة بالكامل لأوكار إجرامية وغرز لتعاطي المخدرات تؤدي المجرمين والمتسولين واللصوص خاصة وسط محلات الملابس المستعملة.. وأضاف أنه آن الأوان لكي تستعيد بورسعيد نظافتها وجمالها بعد عقود من الفوضي والعشوائيات. وأضاف أيمن شاهين أنه يتفق تماما مع قرار النقل ومع جميع قرارات محافظ بورسعيد اللواء عادل الغضبان لاستعادة الوجه الحضاري للمحافظة وإزالة البؤر العشوائية. في المقابل يقول خليفة أبو رحاب: مهنة تجارة واستيراد الملابس المستعملة من المهن الأصيلة ببورسعيد حتي قبل إنشاء المنطقة الحرة وهي التجارة الأكثر رواجا ببورسعيد بالنظر للكساد التام للملابس الجديدة المستوردة برسم المنطقة الحرة المعروضة بأسواق ومحلات بورسعيد وينبغي مراعاة البعد الاجتماعي للآلاف من التجار والباعة الموجودين بسوق المستعمل الرئيسي بمنطقة القنال الداخلي وتوفير الاماكن البديلة المناسبة والكافية لاستيعاب الجميع بما يحافظ علي مصدر رزقهم الوحيد والذي لايعرفون غيره منذ4 عقود علي الأقل وأضاف إنه علي محافظ بورسعيد اللواء الغضبان أن يكون العون والسند للعاملين بتلك المهنة المطالبين بتأمين مستقبل والحفاظ علي رزق أسرهم. وتعقيبا علي آراء المؤيدين والمعارضين أكد اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد إن القضية برمتها اختلطت كعادة كل قضايا التطوير في بورسعيد بالمزايدات والشائعات ومحاولات إثارة المواطنين ومن بينهم باعة السوق ضد المحافظة وسياساتها المتعلقة بإزالة البؤر العشوائية سواء السكنية أو التجارية ولعل الهجوم الشرس الذي استهدف المحافظة علي خلفية إزالة منطقة عزبة أبو عوف العشوائية في رمضان الماضي هو النموذج في هذا الشأن وتبقي النتائج النهائية التي تلقي ارتياحا واستحسانا من الغالبية العظمي من أهالي المدينة. وأضاف محافظ بورسعيد إن المحافظة لم تقرر نقل سوق الملابس المستعملة إلا بعد توفير البديل المتمثل في السوق الحضاري الجديد والذي سيلاصق موقف سيارات الأجرة والميكروباص والاتوبيسات الناقلة لجميع القادمين لبورسعيد بغرض التسوق وسيضمن وصول الزبائن لمحلاته مباشرة.. وقال إن السوق الجديد سيستوعب كل أبناء بورسعيد فقط وهم المستحقون للمحلات بعد استبعاد الوافدين الذين شاركوا أبناء المدينة في أرزاقهم طوال العقود المنقضية وآن والأوان لتخصيص اصول المدينة من محلات وأراض ووحدات سكنية للبورسعيدية فقط.