تباينت الأوضاع التجارية وحالة الأسواق الشعبية ببورسعيد علي مدار الأيام الماضية حيث شهدت أسواق الملابس المستعملة( البالة) رواجا كبيرا بالمقارنة بأسواق الملابس الجاهزة والمنتجات الجديدة الرئيسية التي تشغل شوارع قلب المدينة( التجاري والثلاثيني والشرقية) والتي عانت الكساد وغياب الزبائن الوافدين للمدينة عبر رحلات الجامعات والشركات والهيئات والمصالح الحكومية المختلفة بجميع محافظات الجمهورية خاصة أيام الجمع والآحاد والإجازات والمواسم.. وفي جولة ل( الأهرام المسائي) بسوق البالة الرئيسي للمدينة الواقع بمنطقة القنال الداخلي( شارع النصر) والأسواق الفرعية بالزهور سجلت السطور وقائع الإقبال الهائل علي البضاعة المعروضة وبعضها ماركات عالمية جري استيرادها من أوروبا ولامثيل لها بالأسواق المحلية علي الإطلاق.. وحققت مبيعات الملابس الشتوية( سويتر وبلوفر صوف) معدلات جيدة خاصة مع تدني وتراجع درجات الحرارة واستمرار الأجواء الباردة السائدة علي الأغلبية العظمي من محافظات الوجه البحري والقاهرة. و سعيا للتعرف علي أسباب الرواج النسبي للبالة في مواجهة الملابس الجديدة أكد محمد سعدون تاجر ومستورد للملابس المستعملة أن السبب يتعلق في الأساس برخص سعر المستعمل والذي لايقارن علي الاطلاق بالجديد المتوافر بكثرة في أسواق المدينة الحرة الرئيسية.. علاوة علي تواضع القوي الشرائية للطبقات المتوسطة والمحدودة الدخل المتعاملة مع معروضات البالة والباحثة عن بضاعة جيدة بأسعار مقبولة.. وتلك الطبقات والتي يدخل عليها الكثيرون من المنتمين للطبقات الثرية جدا والتي تجد في المستعمل مالا تجده في أرقي محلات القاهرة والاسكندرية.. هم المستفيدون من الأسعار السارية لدينا.. وعلي سبيل المثال لا الحصر لدينا سويتر رجالي ممتاز صناعة المانيا أو ايطالي لايزيد سعره علي07 جنيها ومثيله الأردأ منه صناعة والمستورد جديد من الصين لايقل ثمنه عن002 جنيه, القميص الرجالي ثمنه51 جنيها والسويت شيرت سعره02 جنيها ولامجال للمقارنة مع الجديد من تلك الأصناف لذلك يقبل الزبون الزائر لبورسعيد علي التسوق بأسواق البالة وتوفير كسوة أولاده وزوجته بأسعار مناسبة لميزانيته ودخله. ويضيف أن احتفاظ أسواق البالة بوضعها المتماسك نوعا ما عن أسواق الصيني المستورد بالتجاري والشرقية والحميدي يرتكز في الأساس علي اهتمام المستوردين باستيراد الأصناف الأقل سعرا مع الحفاظ علي الجودة طبعا, علاوة علي تعاون الجميع بالسوق سواء تجار جملة أو قطاعي بمراعاة الزبون وعدم زيادة الأسعار للحفاظ علي دوران حركة البيع والشراء حتي ولو تراجعت المكاسب لأدني مستوياتها. ويقول أشرف عبد القوي تاجر ومستورد أن الرواج علي المستعمل مازال منحصرا في يوم الجمعة, ومرتبطا في الأساس بالموسم الشتوي, والذي يبحث فيه الزبون الوافد لبورسعيد عن مايعينه علي مواجهة البرودة الشديدة, ويضيف أن رواج أسواق بورسعيد لاتأتي علي حساب أسواق البالة المماثلة المنتشرة في معظم محافظات الجمهورية وبوسط القاهرة تحديدا( شارع62 يوليه ومنطقة بولاق أبو العلا) فلكل سوق زبائنه وخصوصياته في التعامل والأسعار. ويقول سمير النبوي( تاجر ومستورد الملابس الجاهزة الجديدة) إن الكساد التجاري الذي يضرب أسواق بورسعيد الرئيسية منذ شهور بات أمرا واقعا ومريرا, ولاينبغي الصبر عليه أكثر مماينبغي مشيرا إلي أهمية معاودة لقاء رئيس الوزراء وقيادات وزارة المالية والجمارك لإيجاد حل عاجل لماتشهده الأسواق من كساد, وماحل علي التجار من خراب وإفلاس ومادفع الآلاف من الباعة العاملين بأسواق المنطقة الحرة للبطالة, وفقد مصدر الرزق الوحيد لهم في الحياة.