لم يرحم الكساد التجاري الضارب في بورسعيد منذ سنوات سوق الملابس المستعملة المعروفة باسم سوق البالة التي كانت حتي سنوات قريبة الحل الوحيد لكسوة لأسر المحدودة الدخل والتي لا تقوي علي مجاراة أسعار الملابس الجديدة خاصة في المواسم والأعياد, وكانت السوق أفلتت من قبضة الكساد لفترة طويلة, خاصة مع دخول شريحة من القادرين إليه بحثا عن القطع الأجنبية العالية الجودة غير الموجودة بالمحلات التجارية, ولكنها تهاوت بالأعوام الأخيرة بعدما ارتفعت أسعار معروضاته وتراجع الاقبال علي بورسعيد وأسواقها بصفة عامة من جانب مواطني المحافظات الأخري. وكشف محمد سعدون التاجر والمستورد البالات المستعملة عن تقلص النشاط بصفة عامة في بورسعيد في ظل الارتفاع الخيالي للبطاقات الاستيرادية للمستعمل والتي يستفيد منها أصحاب تلك البطاقات فقط وتصب التزاماتها المالية في النهاية علي المستورد وتاجر الجملة والقطاعي, ويتحمل فاتورتها النهائية المستهلك والذي بات عليه دفع أسعار مضاعفة لما كانت عليه منذ سنوات قليلة مقابل ما يشتريه بسوق البالة. فيما قال السيد العربي تاجر إن اعادة الرواج لنشاط المستعمل في بورسعيد ودعمه لخدمة الشرائح المعتادة علي بضاعته بات مرهونا بتدخل الجهاز التنفيذي للمنطقة الحرة بمنح المستوردين حائزي السجلات التجارية لنشاط المستعمل حصة جديدة محددة تعينهم علي الاستيراد المباشر دون الحاجة للبطاقات التي يغالي بعض حائزيها في أسعارها ويطلبون في أصغرها ذات الأربعة آلاف جنيه مبلغ100 ألف جنيه, وهو ما يؤدي في النهاية لمضاعفة أسعار المعروضات من جانب التاجر والبائع الصغير, وزيادة الاعباء المالية علي المواطن. وطالب محمد ثابت تاجر وصاحب محل للمستعمل باعادة ما تم خصمه من نسب الملابس المستعملة( نحو60%) أسوة بما تقرر للملابس الجديدة, وأهمية تحديد نسبة من البطاقات الجديدة التي أدخلت دفعة جديدة من التجار للحصة الاجمالية لبورسعيد لنشاط استيراد الملابس المستعملة سعيا للنزول قليلا بأسعار بيع بطاقات المستعمل السائدة الآن والتي باتت مصدر ثروة متجددة سنويا لحائزيها المحظوظين. ويتحسر المواطن عرفات عبدالله من قاطني بورفؤاد علي سنوات ازدهار البالة في بورسعيد والتي كانت وراء الاقبال الهائل علي زيارة بورسعيد من جانب مواطني جميع المحافظات المصرية. وقال إن محلات المستعمل وأسواقها كانت هدفا مفضلا للمشاهدين من الممثلاث والممثلين والمذيعين ومشاهير الفن والإعلام بالقاهرة وطبقة الأثرياء جنبا إلي جنب مع البسطاء ومحدودي الدخل وكان الكل يجد ضالته بأرخص الأسعار أما الآن فقد فاقت أسعار المستعمل مثيلها الجديد.