"بلد البالة ماجابتش رجالة".. لافتة كبيرة علقتها جماهير الأهلي في استاذ المصري البورسعيدي، كانت من أسباب تفجر غضب جماهير فريق المصري، لتحدث اشتباكات مدبرة من جهة استغلت هذا الاحتقان بين جممهور الفريقين ويقتل فيها 74 مشجعا للنادي الأهلي عقب المباراة. ولكن ما هي «البالة»؟ البالة هي الملابس المستعملة المستوردة.. وأسواق البالة ببورسعيد التي كانت تجارة مربحة بالنسبة للآلاف من أبناء المحافظة، وتعتبر من أشهر أنواع التجارة بها، ويعتبر البعض أن بيع الملابس المستعملة بالمدينة فيه من نوع من العار، ومن هنا رددت جماهير الأهلي مثل هذه الهتافات أثناء المباريات التي كانت تقام بين الناديين.
واشتهرت بورسعيد منذ قرار تحويلها إلى مدينة حرة في خريف عام 1976 بتجارة الملابس المستوردة المستعملة التي كانت تستورد معبأة فى بالات تصل إلى مدينة بورسعيد وتعرض على عربات تجرها الحمير بالحالة التى وصلت بها وبأسعار رخيصة للغاية مقارنة بأسعار السلع الجديدة.
وتضم أسواق البالة في بورسعيد أيضا إلى جانب الملابس الجاهزة، لعب أطفال وأحذية وملابس رياضية وستائر وساعات.
عاطف العطوى رئيس الجهاز التنفيذي للمدينة الحرة ببورسعيد يقول أن بورسعيد كانت تستورد سنويا ما قيمته ثلاثة ملايين دولار من البالة، وتراجع هذا العام إلى نحو مليوني دولار نتيجة خفض الحصص الاستيرادية ببورسعيد، وهناك نحو 250 مستوردا بالمدينة يقومون بعمليات الاستيراد من أوروبا.
ويعتبر الموسم الشتوي هو الموسم الحقيقي لاستيراد وتجارة الملابس المستعملة.وساعد في تنشيط تجارة الملابس المستعملة عدم فرض رسوم جمركية جديدة على هذه النوعية من الملابس عند خروجها من المنافذ الجمركية بجانب جودتها العالية بالمقارنة بالمنتج المحلى وسهولة خروجها من المنافذ الجمركية وارتفاع أسعار الملابس المستوردة الأخرى. الارتفاع الكبير في أسعار المنتجات المصرية والمستوردة ببورسعيد أدى إلى انقلاب الحال في متاجر الملابس المستعملة فأصبحت موضع إقبال شديد من المشترين.
عادل مسعد أحد تجار البالة بالمدينة يقول: يوجد فعلا إقبال على تجارة البالة داخل المدينة، لكن الآن تعاني من حالة كساد عام بسبب الاضطرابات، .ويضيف أن الركود ضرب هذه التجارة لأنها كانت تعتمد على القادمين من خارج بورسعيد والذين يمثلون عصب الحركة التجارية بأسواق المدينة ولكن هذه الأعداد تراجعت منذ أحداث مباراة الاهلي والمصري البورسعيدي في فبراير من العام الماضي. ويصل سعر البذلة الرجالي الجيدة في البالة إلى نحو 150 جنيها مصريا ويصل الطقم الحريمى المصنوع من خيوط الحرير إلى 170 جنيها وتصل البذلة الرياضية إلى 70 جنيها. وتضم أسواق البالة في بورسعيد كل شئ إلى جانب الملابس الجاهزة من لعب أطفال وأحذية وملابس رياضية وستائر وساعات وجمعيها بأسعار غير مبالغ فيها. وتقول مديحه السيد أنها تشتري بعض احتياجاتها من البالة لأنها تكون ذات خامات جيدة بجانب أن أسعارها رخيصة. وخلت أسواق المدينة بالشوارع التجارية الرئيسية "التجاري" و"الحميدي" و"الثلاثيني" من المشترين، وانشغلت معظم المتاجر في ترتيب صفوف البضائع المكدسة. أمام متجر صغير في شارع الحميدي التجاري المعروف ببورسعيد كان يقف على متولي (55 عاما)، ويقول: لم أبع قطعة واحدة منذ 4 أيام، وحركة البيع متوقفة، وأغلق المحل مبكرا بسبب الركود وعدم وجود مشترين. ويعمل معظم أهالي بورسعيد في التجارة خاصة السلع المستوردة القادمة من مختلف الدول وتباع في بورسعيد بدون جمارك، فيما التحق عدد آخر منهم للعمل في عدد المشروعات الصناعية الموجودة بالمدينة بعد صدور قرارات بتصفية المنطقة الحرة على عدة مراحل منذ سنوات.