في تحرك مفاجئ رفع شعار الحرب علي الفساد, أصدر عاهل السعودية الملك سلمان بن عبد العزيز عددا من الأوامر الملكية, تضمنت تشكيل لجنة عليا لمكافحة الفساد وتعيين وزيرين جديدين للحرس الوطني والاقتصاد والتخطيط, وإنهاء خدمة قائد القوات البحرية واعتقال عدد من رجال الأعمال.ونقلت قناة العربية عن مصادرها في السعودية أن الأوامر تضمنت اعتقال11 أميرا وعشرات الوزراء السابقين, و4 وزراء حاليين. وأوضحت وكالة الأنباء السعودية أن الملك سلمان أمر بإعفاء الأمير متعب بن عبد الله وزير الحرس الوطني السعودي من منصبه, وتعيين الأمير خالد بن عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن وزيرا للحرس الوطني. وقضي أمرا ملكيا آخر بإعفاء وزير الاقتصاد والتخطيط عادل فقيه من منصبه وتعيين محمد التويجري وزيرا للاقتصاد والتخطيط وأشارت وسائل إعلام سعودية إلي اعتقال وزير الاقتصاد والتخطيط عادل فقيه بعد ساعات من إعفائه من منصبه, بتهم الفساد وقبول الرشي وملف سيولجدة. وفي هذا السياق أيضا أصدر العاهل السعودي, قرارا بترقية اللواء البحري الركن فهد بن عبد الله الغفيلي إلي رتبة فريق ركن, وتعيينه قائدا للقوات البحرية. وفيما يتعلق باللجنة العليا لمكافحة الفساد, ذكر بيان رسمي أنها ستكون برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وتضم كلا من رئيس هيئة الرقابة والتحقيق, ورئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد, ورئيس ديوان المراقبة العامة, والنائب العام, ورئيس أمن الدولة, ومن بين المهمات التي تتولاها اللجنة حصر المخالفات والجرائم والأشخاص والكيانات ذات العلاقة بقضايا الفساد العام, بالإضافة إلي التحقيق وإصدار أوامر القبض والمنع من السفر وتتولي اللجنة أيضا كشف الحسابات وتجميدها وتتبع الأموال والأصول ومنع نقلها أو تحويلها من قبل الأشخاص والكيانات أيا كانت صفتها, وللجنة الحق في اتخاذ أي إجراءات احترازية تراها حتي تتم إحالتها إلي جهات التحقيق أو الجهات القضائية بحسب الأحوال. وقد جاء في البيان الصادر عن الديوان الملكي السعودي أنه نظرا لما لاحظناه ولمسناه من استغلال من قبل بعض ضعاف النفوس الذين غلبوا مصالحهم الخاصة علي المصلحة العامة, واعتدوا علي المال العام دون وازع من دين أو ضمير أو أخلاق أو وطنية, مستغلين نفوذهم والسلطة التي اؤتمنوا عليها في التطاول علي المال العام وإساءة استخدامه واختلاسه متخذين طرائق شتي لإخفاء أعمالهم المشينة, ساعدهم في ذلك تقصير البعض ممن عملوا في الأجهزة المعنية وحالوا دون قيامها بمهامها علي الوجه الأكمل لكشف هؤلاء مما حال دون إطلاع ولاة الأمر علي حقيقة هذه الجرائم والأفعال المشينة. من جهتها شددت هيئة كبار العلماء السعودية, علي أن محاربة الفساد لا تقل أهمية عن محاربة الإرهاب.