بعد ثورة ميدان التحرير راح البعض ينادي بضرورة إصلاح مؤسسة الأزهر مطالبين بأن يتم اختيار شيخ الجامع الأزهر عن طريق الانتخاب وعن طريق التعيين. بعد هذا قدم الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر استقالته الي المجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي يقوم بعمل رئيس الجمهورية في الفترة الانتقالية في مصر, لكن المجلس رفض قبولها, وكان الدكتور الطيب قد شكل لجنة قانونية تقوم بتطوير الأزهر وإعادة النظر في القانون103 الصادر في1961 واعادة تشكيل هيئة كبار العلماء ووضع الضوابط اللازمة لاختيار شيخ الأزهر, وقال الطيب ان اللجنة ستدرس إلغاء تبعية دار الافتاء لوزارة العدل وإلغاء وزارة الأوقاف وتعيين وكلاء لشيخ الأزهر للأوقاف والإفتاء وجامعة الأزهر.( الأهرام18 مارس). وقد حان الوقت فعلا لاصلاح الأزهر حتي يتمكن من القيام بدوره في اصلاح الفكر الإسلامي الذي سادت فيه روح التطرف والإرهاب في السنوات الأخيرة, فقد صارت جماعات الاسلام السياسي هي المسيطرة علي الفكر الإسلامي, ولم تعد للعقيدة الدينية وقاموار العبادة النقاء الروحي مكانها لدي فقهاء العصر الحديث والجامع الأزهر هو أقدم مؤسسة تعليمية في العالم بدأت الدراسة في أرجائه منذ أكثر من ألف عام ومر خلال هذا العمر الطويل بمراحل متغيرة اصابته بالضعف أحيانا وبالقوة أحيانا أخري. ومما لاشك فيه أن مراحل قوة الأزهر وازدهاره كانت هي نفسها مراحل قوة الأمة العربية وازدهارها, وأن مراحل ضعف الأزهر انعكست سلبا كذلك علي هذه الأمة فبدون فكر سليم تضعف الأمم وتضمحل مهما توافر لها من سبل القوة والثراء, وبدون معرفة علمية متطورة تقوم علي عقيدة دينية سليمة لا تتحقق الآمال في بعث حضاري عربي جديد, ولايستطيع أحد ان ينكر ان المؤسسة التعليمية الأزهرية تمر منذ فترة بمرحلة من عدم وضوح الرؤية أو تحديد الهدف ازدادت سوءا بعد آخر محاولة حكومية للاصلاح عام1961 مما يتطلب منا هذه المرة عدم التسرع في اصدار القوانين الجديدة قبل عمل دراسة شاملة لما يحتاج اليه الأزهر من عناصر التغيير. والأزهر الذي سمي كذلك نسبة الي فاطمة الزهراء, تم انشاؤه في عهد الحكم الفاطمي لمصر خلال القرن الميلادي العاشر وليكون مركزا للدراسات الاسلامية وفق المذهب الشيعي بناه القائد جعفر الصقلي في عهد الخليفة المعز لدين الله واستغرق بناؤه عامين وتم افتتاحه في الثاني والعشرين من يونيو.972 كان الفاطميون أقاموا دولتهم أولا في بلاد المغرب العربي منذ بداية القرن العاشر قبل نقل عاصمتهم الي القاهرة وتمهيدا للانطلاق الي الشرق والحلول مكان الدولة العباسية حاولوا استخدام الأزهر لنشر المذهب الاسماعيلي الشيعي, فكان الحاكم بأمر الله هو أول من أوقف بعضا من أملاكه وأملاك الدولة علي الجامع الازهر وتبعه في ذلك آخرون حتي صار الأزهر منذ البداية مركزا يجتذب طلاب العلم من جميع أنحاء البلدان الإسلامية إلا أن خطة الفاطميين هذه لم يكتب لها النجاح طويلا فعندما جاء الأيوبيون علي أثر سقوط دولة الفاطميين1178 وأقاموا دولتهم السنية في مصر, قرروا إلغاء الدراسات الشيعية في الأزهر بل ومنعوا خطبة الجمعة فيه مما أدي الي إضعاف مركز الأزهر خلال فترة الحكم الأيوبي. ولم يسترجع الأزهر أهميته إلا بعد مضي ثمانين عاما عندنهاية دولة الأيوبيين في العصر المملوكي, خلال حكم السلطان الظاهر بيبرس, وأصبحت أيام المماليك هي فتر الازدهار الحقيقي لهذا الصرح الاسلامي وكانت الدولة العباسية في بغداد سقطت في فبراير1258 علي ايدي التتار فأصبح الأزهر هو المعقل الوحيد للدراسات الاسلامية واللغة العربية إلا انه في هذا العصر لم يعد الأزهر هو الهيئة التعليمية الوحيدة في البلاد حيث فتح المماليك عددا من المدارس الأخري كالناصرية والكاملية والبرقوقية والاشرفية وما الي هذا من المدارس التي امتلأت بها مصر في ذلك العهد وأصبح الأزهر واحدا من مراكز الدراسة المتعددة يقول المقريزي ان القاهرة كان بها أكثر من70 مدرسة في تلك الحقبة, وكان التدريس في الأزهر في هذه المرحلة يتناول جميع العلوم علوم الدنيا وعلوم الدين فتدرس فيه العلوم الدينية والفلسفية الي جانب علوم اللغة العربية وكان الاستقلال المالي نتيجة للأوقاف التي وهبها الأثرياء للجامع, من العوامل التي أدت الي ازدهار الأزهر في تلك الفترة حيث وضعت الأوقاف التي حبست للانفاق عليه تحت تصرف شيخ الأزهر, كما تمتع الأزهر كذلك بالاستقلال العلمي, حيث كان علماؤه أنفسهم هم الذين يحددون مواد الدراسة بل ويختارون شيخ الأزهر نفسه. انتهي العصر الذهبي للأزهر بل ولجميع المؤسسات التعليمية في البلدان العربية مع مجيء الحكم العثماني عام1517 بعد أن تمكن السلطان سليم من إسقاط دولة المماليك وأدي فرض العثمانيين للغتهم التركية كلغة الدواوين الرسمية الي القضاء علي الدراسة وقفل الاقبال علي التعليم, كما أختفت المدارس المملوكية ولم يبق سوي الأزهر يقوم بوظيفة التعليم في مصر بل أصبح المركز الرئيسي الوحيد في العالم الاسلامي وفي هذه الفترة اقتصر التعليم في الأزهر علي القليل من العلوم الدينية كعلم الفقه وعلم التفسير والقليل من العلوم العربية كعلم النحو وعلم الصرف ولم يعد الأزهر الي مكانته السابقة الا في القرن التاسع عشر في أيام حكم محمد علي باشا وأسرته, حيث أصبح مركزا للدراسات الاسلامية في مصر وتم توسيع ساحة المسجد, تولي محمد علي باشا الحكم في مصر العام1805 وحكم قرابة نصف قرن فأدرك منذ البداية ضرورة التسلح بالعلم والمعرفة لبناء مجتمع حديث علي أساس الثورة الصناعية التي أزدهرت في أوروبا فقام بمحاولة جادة لتحديث نظام التعليم في مصر وأدخل المناهج العلمية الحديثة واستعان بالأجانب في القيام بتدريس المواد الجديدة فأنشأ المدارس علي اختلاف أنواعها من ابتدائية وثانوية وعالية ومن طبية الي هندسية الي غير هذا من مدارس العلوم, إلا أن محمد علي تحاشي التعرض للأزهر ورجاله تفاديا للمعارضة التي توقعها من المشايخ فظل نظام التعليم الأزهري كما هو من دون تعديل وأصبح هناك منجان للتعليم في البلاد فعرفت مصر ازدواجية التعليم والتفكير منذ ذلك الوقت. كان طلاب الأزهر يعيشون عيشة الكفاف علي الجرايات التي توزعها عليهم الأوقاف الي جانب ما يصلهم من أهليهم وكانوا يتجمعون علي شكل دائرة فوق حصيرة المسجد حول استاذهم الذدي يجلس فوق كرسيه الكبير بجانب أحد الأعمدة وكان هناك أساتذة لتدريس كل من المذاهب الاسلامية الأربعة الشافعي والمالكي والحنفي والحنبلي ولم تكن هناك امتحانات أو اختبارات للطلاب عند نهاية الدراسة فكان كل من ينهي دراسته بالأزهر يحصل علي اجازة تسمح له بالتدريس يعطيها له الاستاذ الذي قام بتدريسه الا ان الحركة الثقافية الجديدة كان لها تأثيرها علي رجال الأزهر أنفسهم الذين بدأوا يطالبون بإصلاح نظام التعليم في هذه المؤسسة العريقة حتي تواكب العصر الحديث وأدرك المصلحون قصور نظام التعليم الأزهري عن تلبية متطلبات العصر الحديث اذ اعتمد نظام التعليم فيه علي مجرد حفظ كميات كبيرة من المعلومات عن ظهر قلب, كما لم يحتو برنامح الدراسة علي بعض المواد الهامة التي يجب ان يتعلمها الطالب العصري وانحصرت المعلومات الحسابية علي دراسة تمهيدية تساعد علي معرفة قوانين المواريث والمواقيت. ولم يحدث تطور جدي في نظام التعليم الأزهري الا عندما أدرك رجال الأزهر أنفسهم مدي النقص الموجود في هذا النظام فظهرت الحاجة الي ادخال العلوم الحديثة الي الأزهر, وضرورة إلمام الطالب الأزهري بباقي العلوم المدنية وفي عام1825 قام محمد علي بإرسال بعثة تعليمية الي باريس وبصحبتها رفاعة الطهطاوي, وكانت مهمته فيها تنحصر في الصلاة بأفرادها وتعليمهم أحكام دينهم الا ان الطهطاوي انتهز هذه الفرصة فتعلم اللغة الفرنسية ودرس بعض العلوم الحديثة وتبعت هذه البعثة بعثات أخري تضمنت أزهريين آخرين, وبعد عودتهم الي مصر قام رفاعة الطهطاوي وجمال الدين الأفغاني بالمناداة بإصلاح الأزهر, وكان الطهطاوي بدأ حياته بطلب العلم من الأزهر ثم اشتغل بالتدريس به وبعد عودته من باريس دعا لتطوير التعليم بالأزهر في كتابه مناهج الألباب المصرية في مباهج الآداب العصرية, وأعاب الطهطاوي في كتابه هذا قصور حركة الاصلاح التعليمي الجديدة من الوصول الي الجامع الأزهر أما الأفغاني فولد بقرية أسعد أباد بالقرب من العاصمة الأفغانية كابول التي بدأ بها تعليمه ثم سافر الي الهند ليكمل دراسته فيها, حيث تعلم اللغة الانجليزية وبعض العلوم العصرية في المدارس التي أنشأها الانجليز, ثم جاء الي مصر في زيارة قصيرة وكان في طريقه الي الآستانة, حيث أصبح عضوا في مجلس المعارف هناك وعندما فشل الأفغاني في اصلاح مناهج التعليم في العاصمة العثمانية عاد الي القاهرة وقام بإعطاء دروس خصوصية في بيته ودعا الي فتح باب الاجتهاد في الدين والعلم وظل الأفغاني في مصر الي ان تم عزل الخديوي اسماعيل من الحكم فأبعده خليفته توفيق باشا منها. عندما وقعت مصر تحت الاحتلال الانجليزي عند نهاية القرن التاسع عشر أصبحت الحكومة هي المسئول عن نظام التعليم بشكل عام تمضي فيه بحسب توصيات سلطة الاحتلال, الا ان الانجليز تركوا الأزهر دون تدخل من جانبهم لما له من الطبيعة الدينية, وكانت أولي محاولات الاصلاح بعد ذلك هي التي تمت في عهد عباس حلمي باشا عام1872 عندما صدر قرار بانشاء دبلوم بعد اختبار يدخله الطالب في ستة مواد ويحصل المتخرج علي لقب عالم, كما جري في نفس ذلك العام انشاء دار العلوم لتدريب الأزهريين علي تدريس اللغة العربية والدين في المدارس المدنية, وكان الخديوي استعان بالشيخ محمد عبده بعد عودته من المنفي في باريس فأقنعه الشيخ بتشكيل مجلس ادارات الأزهر عام1895, وتم اختيار بعض اعضائه من خارج الأزهر من بينهم محمد عبده نفسه وجاء تشكيل هذا المجلس بمثابة مقدمة لاصلاحات تدريجية تمت في العام التالي, كما ألحق بالأزهر معاهد الجامع الأحمدي بطنطا وجامع دمياط والجامع الدسوقي بدسوق وجري تحسين معاشات المدرسين وتحديد سن القبول بما لايقل عن15 سنة بشرط التمكن من القراءة والكتابة وحفظ نصف القرآن ويحصل من يجتاز الاختبار بنجاح بعد ثمانية أعوام من الدراسة علي الشهادة الأهلية ويحصل من يكمل أربع سنوات أخري علي شهادة العالمية كما أدخلت بعض المواد الحديثة مثل الحساب والجبر والتاريخ الإسلامي والإنشاء وبعض المعلومات الجغرافية, ثم صدر قانون آخر لاصلاح نظام التدريس والامتحان عام1896 فصارت هناك ادارة نظامية للأزهر وقانون بضبط نظام التعليم فيه, كما زادت مرتبات هيئة التدريس. ونظرا لكثرة عدد الكتب المقررة دراستها كان حفظ متون هذه الكتب عن ظهر قلب هو الوظيفة الأساسية للطلاب, وتوالت بعد ذلك القوانين واللوائح علي الأزهر ولكنها لم تزد علي تنظيم حضور الطلاب وصرف المرتبات والمنح, وتبع ذلك تكوين هيئة كبار العلماء من ثلاثين شخصا عام1911 ويتم اختيار شيخ الأزهر من بينهم وضعت الحكومة في هذا القانون الذي يعد من أهم قوانين الأزهر تنظيما للدراسات الأزهرية علي ثلاث مراحل الأولية والثانوية والعالمية, كما حدد العلوم التي يتم تدريسها في كل مرحلة وجعل تدريس العلوم الحديثة والمسماة بالعلوم العقلية إجباريا بعد أن كان اختياريا وفي( نوفمبر)1930 صدر قانون جعل نظام التعليم في الأزهر يتكون من ثلاثة مراحل, المرحلة الابتدائية ومدتها أربع سنوات والمرحلة الثانوية ومدتها خمس سنوات والمرحلة العليا ومدتها أربع سنوات, وأنشئت كليات الأزهر الثلاث اللغة العربية والشريعة وأصول الدين ثم جاء قانون1936 ليحدد سن القبول مابين الثانية عشرة والسادسة عشرة وأصبحت فترة التخصص سنتين كما أدخل هذا التعديل دراسة إحدي اللغتين الانجليزية أو الفرنسية ومبادئ الفلسفة وتاريخها ومادتي القانون الدولي والقانون المقارن لطلاب الشريعة الي جانب بعض المواد العلمية في المرحلة الثانوية. كان آخر قانون لإصلاح التعليم الأزهري هو رقم103 الصادر في يونيو1961 وبمقتضاه أصبح هناك مجلس أعلي للأزهر يرأسه شيخ الأزهر ويشترك فيه كبار العلماء وخبراء في التعليم والادارة ومجمع البحوث الإسلامية الذي حل مكان هيئة كبار العلماء السابقة ووظيفته العمل علي تجديد الثقافة الإسلامية ورسم نظام البعوث الأزهرية من العالم الإسلامي وإليه, الا ان أهم تعديل هو الذي جعل الأزهر يقوم بتدريس مناهج العلوم المدنية الي جانب العلوم الدينية, فأصبحت هناك كليات للمعاملات والادارة والهندسة والصناعات والطب والزراعة. الآن وبعد مرور خمسين عاما علي هذا التغيير يجب أن نسأل أنفسنا: هل أدي النظام الجديد الي تحقيق الاصلاح المنشود للأزهر؟ الجواب هو بالتأكيد لا والسبب في ذلك هو أن النظام الجديد لم يراع أن الأزهر مؤسسة تعليمية يمتخصصة فأضاف مواد التعليم العام الي مواد التعليم الأزهري فأصبح الطلاب عاجزين عن استيعاب كل هذا الكم من المعلومات ويعلق فضيلة الشيخ متولي الشعراوي بقوله ان قانون التطوير أضاف الي مناهج الدراسة بالأزهر كاملة ومناهج الدراسة في التعليم العام.. فكيف بطلاب الأزهر يدرسون المنهجين معا؟( الأخبار1998/5/22) وانعكس هذا الفشل بشكل سلبي واضح علي المجتمع الاسلامي كله فضعف تدريس اللغة العربية والدراسات الاسلامية معا فبدلا من مساعدة الأزهر علي رفع مستوي التعليم في تخصصاته الدراسية لعلوم الدين واللغة إذا بالقانون الجديد يقحم تخصصات جديدة لمواد مدنية علي نظام التعليم الأزهري وبينما كانت الحاجة ملحة الي وضع نظام حديث للتخصص الأكاديمي في مجال الدراسات الدينية واللغوية حتي تواكب العصر الذي نعيش فيه اذا بالتعديلات التي أدخلت علي الجامعة الأزهرية تضيف اليها عبء تدريس الهندسة والطب والقانون وهي مواد تقوم العديد من جامعات النظام العام بتدريسها وهذا أيضا مايؤكده الشيخ الشعراوي في نفس المصدر: ماقيل من أنه تطوير للأزهر ليضم كليات حديثة خاصة بالعلوم التجريبية الي جانب الكليات المتخصصة في علوم العقيدة والشريعة واللغة العربية, لكن هذا التطوير اعتدي عدوانا غائلا علي المنابع الأولي لهذه الكليات جميعا.. وسيلة مايسمي بالتطوير الي ذلك( هي) ازدواج المناهج الدراسية في مراحل التعليم ماقبل الجامعي. فالمشروع يستهدف من هذا الاصلاح ان يتعرف طالب الأزهر والذي سيصبح مسئولا عن الدعوة الإسلامية في المستقبل علي نواحي الحياة العصرية التي سيكون عليه تفسيرها دينيا للمواطنين, ولا يصح له أن يجهلها لكن هذا لايعني إلغاء التخصص في التعليم الأزهري لذلك أصبح من الضروري أن يتلقي طالب الأزهر حدا أدني من المعلومات المدنية التي يتلقاها أي طالب أخر في المجتمع العربي من الرياضيات والطبيعة والفيزياء والتاريخ والجغرافيا واللغات الأجنبية قبل ان يبدأ مرحلة التخصص. ولهذا يكون من الأجدي إلغاء المرحلة الدراسية الأولي من الدراسات الأزهرية, بحيث يتلقي جميع الطلاب هذه الدراسة في المدارس العامة ثم يدخل الطلاب الي الأزهر بعد مرحلة الاعدادية للتخصص في علوم اللغة العربية والدين ويكون التطوير بعد ذلك عن طريق إضافة مواد جديدة في مرحلة التخصص هذه مثل الفلسفة والتاريخ ومقارنة الأديان, والآن ونحد بصدد إجراء اصلاحات جديدة علي نظام التعليم الأزهري علينا ان نضع أمام أعيننا الوظيفة التي يراد لهذه المؤسسة العريقة القيام بها فليست وظيفة الأزهر هي تخريج أطباء ومهندسين وانما تدريب رجال متخصصين في العلوم الاسلامية واللغة العربية وهي الوظيفة التي قام بها بنجاح طوال العشرة قرون الماضية. كاتب وباحث مصري مقيم في لندن