كان الترابي من أبرز شخصيات نظام الرئيس عمر البشير علي مدي عقد بعد عام1989, حيث أصبح الترابي لاحقا من اشد معارضي الرئيس السوداني, وقاد معارضة تدعو الي ثورة في البلاد, واتهم بتقديم الدعم لحركة العدل والمساواة التي تدعو للانفصال في إقليم دارفور غرب البلاد. وفي مايو2010 اعتقل الترابي بعد تنديده بانتخابات جرت معتبرا انها مزورة, حيث كان السياسي السوداني الوحيد الذي أيد مذكرة التوقيف الصادرة بحق الرئيس السوداني من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وابادة خلال النزاع في دارفور, وكان قد أعتقل في يناير2009 بعد يومين علي مطالبته البشير بتسليم نفسه للمحكمة الدولية. يوصف البشير بأنه العقل المدبر لمجلس ثورة الانقاذ الذي نفذ انقلاب العام1989 وأوصل البشير الي السلطة, لكن سرعان ما افترقا الحليفان عام1999 ليتحولا الي خصمين لدودين. وعقب الخلاف بينهما أسس الترابي حزب المؤتمر الشعبي المعارض وصار اكثر المعارضين السودانيين شراسة في مواجهة حكومة البشير. ولد الترابي في كسلا شمال شرق السودان من عائلة دينية من الطبقة المتوسطة, وتتلمذ علي يد والده, الذي كان شيخ طريقة صوفية, انقلب بعدها لفكر الاسلام السياسي. حصل علي إجازة الحقوق من جامعة الخرطوم, ثم علي الماجستير من جامعة بريطانية في1957, ودكتوراه من السوربون الباريسية في1964, وبجانب الفرنسية والانجليزية, يتحدث الترابي الالمانية بطلاقة مما كان يسهل عليه الاتصال بوسائل الإعلام الأجنبية التي كانت تتلقف تصريحاته بشأن الثورة الإسلامية العالمية. بعد عودته من المهجر, اصبح الترابي الأمين العام لجبهة الميثاق الإسلامية لدي تشكيلها. وعن هذه الجبهة انبثقت جماعة الإخوان المسلمين في السودان. اعتقل ثلاث مرات خلال السبعينات في ظل نظام الرئيس الأسبق جعفر النميري ومع ذلك شغل في1979 منصب النائب العام, وأيد الترابي قرار النميري إقرار الشريعة الاسلامية في1983 ليكون الشرارة التي أطلقت الحرب الأهلية في الجنوب الذي يدين سكانه بالمسيحية او يمارسون طقوسا تقليدية. وبعد سقوط نظام النميري في1986, شكل الجبهة القومية الإسلامية وترشح الي الانتخابات, لكنه فشل, وفي يونيو1989, تحالف مع ضابط رقي الي رتبة فريق, هو عمر البشير, لقلب الحكومة المنبثقة عن انتخابات ديمقراطية برئاسة صهره زعيم حزب الامة الصادق المهدي. وطبع اتجاه الترابي السياسة الخارجية للسودان علي خلفية دعم المد الاسلامي بهدف التحرر من الهيمنة الامريكية والصهيونية. وفي ابريل1991, أسس المؤتمر الشعبي الإسلامي التوجه الذي نصب امينا عاما له, ليشكل منبرا للترويج لايديولوجيته, وفي فبراير2000, أغلقت السلطات مقر المؤتمر. انتخب الترابي رئيسا للمجلس الوطني( برلمان) في1996 و1998, وبدأ بتشديد قبضته علي السلطة لكن علاقاته توترت مع البشير الذي عارض هيمنته علي المؤتمر الوطني, الذي حل محل الجبهة القومية الاسلامية التي تم حلها في1989 وتحول فيما بعد الي حزب سياسي بموجب قانون التوالي السياسي, الذي اتاح تشكيل أحزاب سياسية وبدأ العمل به مطلع.1999