توفي الزعيم الإخواني السوداني حسن الترابي صباح السبت في الخرطوم عن 84 عاما إثر إصابته بذبحة قلبية. ويعرف الترابي بأنه مهندس مآسي السودان بدءا بتحالفه مع الرئيس السابق جعفر النميري على "تطبيق الشريعة"، مرورا بانقلاب "الإنقاذ" في 1989 وفرض عودة العسكريين إلى السلطة وعلى رأسهم الرئيس الحالي عمر حسن البشير، وصولا إلى دعمه تقسيم السودان إلى دولتين. وفق صحيفة "العرب اللندنية" وأورد التلفزيون السوداني الرسمي في شريط إخباري "وفاة المفكر الإسلامي حسن عبد الله الترابي". وأوضح مصدر طبي أن الترابي نقل إلى "قسم العناية المركزة صباح السبت إثر إصابته بذبحة قلبية توفّي على إثرها" في مستشفى "رويال كير" في الخرطوم. يتكلم الترابي الفرنسية والإنكليزية والألمانية بطلاقة مما سهل عليه الاتصال بوسائل الإعلام الأجنبية التي كانت تتلقف تصريحاته بشأن ما كان يسمّيه الثورة الإسلامية العالمية. ويقدم نفسه في صورة الوجه المبتسم للإخوان، لكنّه مثال للمتآمر سواء في المستوى المحلي السوداني، أو في مستوى هيكلة الحركات الإسلامية الإخوانية ودفعها إلى مواجهة حكومات بلدانها مثلما جرى في مصر خلال تسعينات القرن الماضي. وفتح الترابي أبواب السودان أمام الهاربين من وجه العدالة في بلدانهم من الإسلاميين بما في ذلك الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي التحق بالسودان ومعه قيادات بارزة في التنظيم خاصة من جماعة الجهاد المصريين، الذين استغلوا الأراضي السودانية لتنفيذ هجمات دموية على مصر. حصل على إجازة الحقوق من جامعة الخرطوم، ثم على الماجستير من جامعة بريطانية في 1957، ودكتوراه من السوربون الباريسية في 1964. وبعد أن عاد من المهجر أصبح الترابي الأمين العام لجبهة الميثاق الإسلامية لدى تشكيلها. وعن هذه الجبهة انبثقت جماعة الإخوان المسلمين في السودان. وبعد سقوط نظام الرئيس جعفر النميري في 1986، شكل الجبهة القومية الإسلامية وترشح إلى الانتخابات. لكنه فشل. وفي يونيو 1989، تحالف مع عمر البشير، لقلب الحكومة إلا أنهما تصارعا على الحكم ليصبح الترابي أبرز الخصوم بعدما استبعده البشير عن السلطة في 1999. وعقب الخلاف بينهما أسس الترابي حزب المؤتمر الشعبي المعارض وصار أكثر المعارضين شراسة في مواجهة البشير الذي أودعه السجن عدة مرات خلال سنوات. ولد الترابي في كسلا بشمال شرق السودان من عائلة دينية من الطبقة المتوسطة، وتتلمذ على يد والده، باعتباره شيخ طريقة صوفية.