قبل ساعات قليلة، تم الإعلان عن وفاة رئيس حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض، حسن الترابي، عن عمر يناهز 84 عامًا، وذلك بعد أن تم نقله لأحد المستشفيات بالخرطوم، بعد أن تدهورت حالته الصحية، وتم نقلة لإخدى مستشفيات العاصمة الخرطوم، صباح اليوم السبت. يستعرض "مصراوي" في السطور القادمة، تاريخ الزعيم المعارض حسن الترابي، الذي يعد أحد أبرز الوجوه السياسية في السودان، بداية من توليه رئاسة البرلمان السوداني عام 1996 ثم اختياره أمينًا عامًا لحزب المؤتمر الوطني "الحاكم" بالسودان عام 1998. - البداية.. ولد الترابي في عام 1932، ودرس الحقوق، في جامعة الخرطوم منذ عام 1951 حتى 1955، وحصل على الماجستير من جامعة أكسفورد عام 1957، كما حصد دكتوراة الدولة من جامعة السوربون، بباريس عام 1964، مما مكنه من إتقان أربع لغات بفصاحة وهم العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والألمانية. كان الترابي أستاذًا في جامعة الخرطوم، ثم عُين عميدًا لكلية الحقوق بها، ومن ثم وزيرًا للعدل في السودان، و في عام 1988 عُين وزيرًا للخارجية السودانية، كما أختير رئيسًا للبرلمان السوداني عام 1996. - حزب إسلامي حاز الترابي، على عضوية جبهة الميثاق الإسلامية، والتي تمثل أول حزب أسسته الحركة الإسلامية السودانية، والتي تحمل فكر جماعة الإخوان المسلمين. بعد خمسة أعوام، أصبح لجبهة الميثاق الإسلامية دورًا سياسيًا أكثر أهمية، فتقلد الترابي الأمانة العامة بها عام 1964، حيث عمل الترابي في ظرف سياسي كان اللاعب الأساسي فيه طائفتا الأنصار والختمية، ذاتا الخلفية الصوفية، واللتان تدعمان حزبي الأمة والاتحادي ذوي الفكر العلماني. بقيت جبهة الميثاق الإسلامية حتى عام 1969، حينما قام جعفر نميري بانقلاب عسكري، أسفر عن اعتقال أعضاء جبهة الميثاق الإسلامية، وأمضى الترابي سبعة سنوات في السجن، قبل أن يتم إطلاق سراحه، بعد مصالحة الحركة الإسلامية السودانية مع النميري عام 1977. وعندما أعلنت حكومة نميري، فرض قوانين الشريعة الإسلامية في عام 1983، وانقلبت بعدها على جبهة الميثاق الإسلامية -حليفتها في السلطة- عارض الشعب هذا الأمر بواسطة الإجراءات القانونية مثل حل البرلمان السوداني، وبواسطة المظاهرات؛ مما أدى إلى ثورة شعبيه ضد نميري في عام 1985. أسس الترابي بعد عام من الثورة ضد نميري، الجبهة الإسلامية القومية، كما ترشح للبرلمان ولكنه لم يفز، في يونيو عام 1989، وقاد حزب الترابي انقلابًا ضد حكومة المهدي المنتخبة ديمقراطيًا، أسفرت عن تعيين عمر حسن البشير رئيسًا لحكومة السودان. وفي عام 1991، أسس الترابي المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي، الذي يضم ممثلين عن 45 دولة عربية وإسلامية، كما أنتخب الأمين العام لهذا المؤتمر. وقف الترابي ضد التدخل الأجنبي في المنطقة، بحجة تحرير الكويت، إبان الغزو العراقي عام 1990؛ مما أدي إلى تدهور علاقاته مع الغرب وبعض الدول العربية. - اختلاف واعتقال اختلف الترابي، مع حكومة الإنقاذ، حول قضايا أهمها الفساد والشورى والحريات وحل البشير للبرلمان في أواخر عام 1999، وبعدها أصبح الترابي أشهر معارض للحكومة. شكل حزبه المؤتمر الشعبي في 31 يونيو 2001، والذي ضم معظم قيادات ورموز ثورة الإنقاذ الوطني، ومسئولين كبار في الحكومة، تخلوا عن مناصبهم آنذاك. أُعتقل الترابي في 2001 لتوقيع حزبه مذكره تفاهم مع الحركة الشعبية، ثم اعتقل مرة أخرى في مارس 2004 بتهمة تنسيق حزبه لمحاولة قلب السلطة. - مفكر إسلامي يعد الترابي، من أشهر قادة الإسلاميين في العالم، ومن أشهر المجتهدين على صعيد الفكر والفقه الإسلامي المعاصر، وله كتاب في تفسير القرآن، وكتاب في أصول الفقه، وكتب كثيرة أخرى في مجالات الإصلاح الإسلامي والسياسة. كما أن له العديد من الرؤى الفقهية المتميزة والمثيرة للجدل، ولعل آخر هذه الفتاوي هي فتواه بجواز إمامة المرأة للرجل في الصلاة، كما أصدر فتوي تبيح زواج المرأة المسلمة من أهل الكتاب، وهو أمر خالف فيه المذاهب الإسلامية المتبعة. -مؤلفاته كتب "قضايا الوحدة والحريةعام 1980، وتجديد أصول الفقه عام 1981، وتجديد الفكر الإسلامي عام 1982، والأشكال الناظمة لدولة إسلامية معاصرة عام 1982، وتجديد الدين عام 1984، ومنهجية التشريع عام 1987، والمصطلحات السياسية في الإسلام عام 2000.