توفي رئيس حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض حسن الترابي، مساء اليوم السبت 5 مارس 2016م، بعد أن تعرض صباحًا لغيبوبة نقل إثرها إلى إحدى مستشفيات الخرطوم، وهو في حالة حرجة. ونقل مراسل الجزيرة- في وقت سابق عن مصدر من مكتب الترابي- أنه كان يقوم بعمله المعتاد في المكتب قبل أن يدخل في غيبوبة لينقل إلى مستشفى "رويال كير" وسط الخرطوم، حيث عمل الأطباء على إسعافه. من جانبه قال مدير مكتب الجزيرة في الخرطوم "المسلمي الكباشي": إن نبض قلب الترابي توقف، صباح اليوم، مرتين قبل أن يعود لعناية مكثفة من قبل فريق من الأطباء. وأشار إلى أن الراحل كان يعاني في السنوات الخمس الماضية من هبوط في ضغط الدم ويرجع إلى المستشفيات، سواء كانت في الداخل أو في الدوحة وباريس. وعن الفراغ الذي سيتركه، أشار الكباشي إلى أن الترابي يعني الكثير للسودانيين الذين يعولون عليه في حل مشكلات السودان، باعتباره القوة الرئيسية في الحوار الوطني الذي دعت إليه الحكومة، ورفضته بعض الجماعات المسلحة في البلاد. وأضاف الكباشي أن وفاة الترابي خسارة كبيرة لحزبه المعارض وحتى للعالم الإسلامي؛ باعتباره رائد مدرسة تجديد سياسي إسلامي. ويعد الدكتور حسن الترابي- الذي توفي عن عمر ناهز 84 عاما- من أبرز وجوه السياسة والفكر في السودان والعالم الإسلامي، درس الحقوق في جامعة الخرطوم، ثم حصل على الإجازة في جامعة أكسفورد البريطانية عام 1957، وعلى دكتوراة الدولة بجامعة السوربون بباريس عام 1964. انضم الترابي- الذي يتقن الفرنسية والإنجليزية والألمانية- إلى جماعة الإخوان المسلمين، وأصبح من زعمائها في السودان سنة 1969، لكنه انفصل عنها فيما بعد، واتخذ سبيله مستقلا. انتخب عام 1996 رئيسا للبرلمان السوداني في عهد "ثورة الإنقاذ"، كما اختير أمينا عاما للمؤتمر الوطني الحاكم عام 1998. نشب خلاف بينه وبين الرئيس البشير، تطور حتى وقع انشقاق في كيان النظام عام 1999، فخلع الترابي من مناصبه الرسمية والحزبية، وأسس عام 2001 "المؤتمر الشعبي"، كما سجن مرات في عهد جعفر النميري. تثار أقوال مختلفة حول الترابي، فيرى فيه أنصاره سياسيا محنكا بارعا في تحريك الإعلام، وخطيبا مؤثرا وداعية ومفكرا، في حين يراه خصومه شخصا له طموح لا يحد، وخبرة في "الدسائس والمؤامرات" وتعلق بالسلطة. كما يتهم الترابي بإصدار فتاوى تخرج عن السياق العام للفتاوى الإسلامية، وتتعلق بمسائل في أبواب العقيدة، واستثمار نظرية المصلحة، واستخدام مصطلح القياس الواسع، والقول بشعبية الاجتهاد.