أكد الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، على تصلب الموقف الروسي في المفاوضات مع أوكرانيا، مستبعدًا تقديم أي تنازلات جوهرية. وأوضح في تصريحات لقناة "إكسترا نيوز" أن رؤية روسيا للحرب لا تزال راسخة، وتشمل الاعتراف بسيادتها على شبه جزيرة القرم والمناطق التي سيطرت عليها في جنوب وشرق أوكرانيا. وأشار إلى تصريحات سابقة للرئيس بوتين، التي ربطت وقف إطلاق النار بشروط قاسية تتضمن استسلام الحكومة الأوكرانية وتخليها عن أي طموحات للانضمام إلى حلف الناتو. ويرى عاشور أن الضغوط الغربية لن تجدي نفعًا في ظل إصرار بوتين على مواقفه المتعلقة بالأراضي التي تم احتلالها، مؤكدًا أن روسيا لن تتخلى عن أي شبر من هذه الأراضي منذ بدء الحرب في فبراير 2022، وعلى رأسها القرم. ولفت الخبير الدولي الانتباه إلى أن استمرار روسيا في الحرب له دوافع اقتصادية خفية، تتمثل في امتلاك أوكرانيا احتياطيات ضخمة من المعادن النادرة والاستراتيجية مثل اليورانيوم والتيتانيوم، التي تدخل في صناعات عسكرية متقدمة والطاقة النووية. وفي سياق متصل، أوضح عاشور أن الولاياتالمتحدة تسعى بدورها للسيطرة على إمدادات اليورانيوم المستقبلية، خاصة مع توقع أزمة في هذا المورد بحلول عام 2026 نتيجة لاحتكار الصين وكازاخستان لهذه الاحتياطيات العالمية. وأضاف أن أهداف روسيا تتجاوز مجرد الاستحواذ على الموارد، إذ تسعى أيضًا إلى إحياء نفوذها السوفياتي السابق في منطقة شرق أوروبا. وحذر من أن هذا التوسع الروسي في جنوب شرق أوكرانيا يشكل تهديدًا حقيقيًا لدول أوروبا الغربية، مما يزيد من تعقيد المسار التفاوضي بين الطرفين.