ما فضل صيام يوم عاشوراء؟.. أجرٌ عظيم وتكفيرٌ للسنة الماضية

تعرف على فضل صيام يوم عاشوراء كما ورد في السنة النبوية، وأهم أحكامه ومراتبه، ومتى يأتي يوم عاشوراء في شهر محرم، ولماذا صامه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر به أمته.

ما هو الفضل العظيم لصيام عاشوراء
يُعد صيام يوم عاشوراء من أفضل الأعمال في شهر الله المحرم، حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله"، رواه مسلم، وهذا يدل على عظيم فضله في محو الذنوب.
كما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما: "ما رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء"، وقد اهتم السلف بصيامه حتى في السفر، وكانوا يعوّدون أطفالهم عليه، لعلمهم بجزائه وفضله عند الله.
مراتب صيام يوم عاشوراء
بيّن ابن القيم رحمه الله أن صيام عاشوراء له ثلاث مراتب:
الأولى والأفضل صيام التاسع والعاشر والحادي عشر من شهر محرم، الثانية صيام التاسع والعاشر، وهي المرتبة الأكثر ورودًا في الأحاديث، والثالثة صيام يوم العاشر فقط، وقد أجازها الفقهاء ولا يُكره فعلها، كما نص شيخ الإسلام ابن تيمية.

عاشوراء
أحكام متعلقة بصيام عاشوراء
كان صيام عاشوراء فرضًا في بداية الإسلام ثم نُسخ بفرض رمضان، لكنه بقي سنة مؤكدة.
ويُستحب تبييت النية لصيامه من الليل، ولكن يجوز صيامه بنيّة في النهار إن لم يكن المسلم قد تناول شيئًا. كما يجوز لمن عليه قضاء أن يصومه بنية القضاء، ويُرجى أن ينال أجر عاشوراء أيضًا.
ولا يُقضى صيام عاشوراء إذا فات، لأنه مرتبط بوقت محدد، كسائر النوافل المقيّدة كصلاة الكسوف وصيام الأيام البيض.
هل يكفّر صيام عاشوراء الكبائر؟
الصحيح من أقوال العلماء أن صيام عاشوراء يُكفّر الصغائر فقط، أما الكبائر فلا تُكفّر إلا بالتوبة الصادقة. ودليل ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
"الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر".
وقد أوضح ابن تيمية هذا المعنى، بينما قال الشنقيطي إن النصوص تُطلق التكفير دون تقييد، ما لم يرد نص بالتخصيص.
إقرأ أيضًا..يوم عاشوراء في القرآن الكريم.. يوم نجاة ونصر تتجدد ذكراه
موعد يوم عاشوراء
يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم، ويُسمى اليوم التاسع تاسوعاء. والراجح عند جمهور العلماء أن عاشوراء هو العاشر من محرم كما ورد في كتب اللغة والحديث.
وقد نجا الله فيه نبيه موسى عليه السلام من فرعون، فصامه شكرًا لله، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"أنا أحق بموسى منهم"، فصامه وأمر بصيامه، فكان هذا اليوم شاهدًا على النجاة والإيمان والنصر.
صيام عاشوراء عبادة عظيمة وسنة نبوية مؤكدة، فيها مغفرة وأجر كبير، وفرصة للمؤمن ليجدد توبته ويغتنم موسمًا من مواسم الرحمة.