تواصل مصر جهودها الحثيثة فى إعادة البناء والإعمار للدول العربية التى تعرضت لأزمات سياسية مما يعكس ويؤكد على إيمانها الكبير بوحدة المصير العربى، وحرصها الدائم على دعم الأشقاء العرب فى أوقات المحن، حيث يظل دور مصر، ركيزة أساسية فى تحقيق التنمية والاستقرار فى المنطقة و إدراكًا منها لأهمية إعادة البناء فى ترسيخ الأمن والاستقرار، سواء على المستوى الوطنى أو القومى العربى. وتعد مصر من الدول الرائدة فى دعم قضايا العالم العربى على مر التاريخ حيث تضطلع القاهرة بتبنى سياسة الاستقرار والسلام ورفاهية شعوب المنطقة العربية، بداية من الدعوة إلى وقف الحروب وصولاً إلى تحقيق السلام العادل والتنمية الاقتصادية ودفع جهود إعادة الإعمار فى الدول التى شهدت صراعات وحروبًا، وتأتى هذه الجهود انطلاقًا من دور مصر التاريخى وموقعها القيادى فى المنطقة وعلى كافة الأصعدة من خلال موقفها الثابت والواضح فى دعم جهود الإغاثة وإعادة الإعمار فى قطاع غزة المنكوب والذى تعرض لأكبر حملة ممنهجة للتدمير لم يشهدها العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وكان لمصر دورا بارزا فى طرح مبادرة إعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية هناك، بل تبنت مصر فى القمة العربية الطارئة التى استضافتها القاهرة مارس الماضى على ضرورة اعتماد الخطة المقدمة من جمهورية مصر العربية بالتنسيق الكامل مع دولة فلسطين والدول العربية واستناداً إلى الدراسات التى أُجريت من قبل البنك الدولى والصندوق الإنمائى للأمم المتحدة بشأن التعافى المبكر وإعادة إعمار غزة باعتبارها خطة عربية جامعة، والعمل على تقديم كافة أنواع الدعم المالى والمادى والسياسى لتنفيذها، وكذلك حث المجتمع الدولى ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية على سرعة تقديم الدعم اللازم للخطة، والتأكيد على أن كافة هذه الجهود تسير بالتوازى مع تدشين مسار سياسى وأفق للحل الدائم والعادل بهدف تحقيق تطلعات الشعب الفلسطينى المشروعة فى إقامة دولته والعيش فى سلام وأمان. اقرأ أيضًا | وزير الخارجية يبحث مع رئيس الوزراء الفلسطيني تمكين السلطة الوطنية العودة لغزة كما قدمت مصر جهودًا كبيرة لدعم العراق ولبنان وأخيراً سوريا فى جهود إعادة الإعمار بعد سنوات من الحرب ومواجهة الإرهاب، حيث تتبنى الحكومة المصرية بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى فتح أفق التعاون المشترك فى مجالات الطاقة، والبنية التحتية، والتعليم، والصحة، إضافة إلى مشاركة الشركات المصرية فى مشروعات إعادة البناء والتطوير بالدول العربية الشقيقة. وعلى الجانب الليبى كانت مصر ومازالت- تبذل جهودًا مضنية للم الشمل وتحقيق الاستقرار فى الجارة الشقيقة «ليبيا»، بل كانت للشركات المصرية دورا محوريا فى إعادة إعمار ما خلفه إعصار دانيال بمدينة درنة، بل أسند للشركات المصرية بناء مدن ليبية كاملة من خلال كوادر فنية مصرية وأيد عاملة مدربة ساهمت بشكل مباشر فى عمليات الإعمار، بالإضافة إلى تقديم الدعم الفنى وتبادل الخبرات، خاصة فى مجالات مثل الإسكان والمياه والصرف الصحى، بل هناك اتفاقيات مصرية ليبية ممتدة وعقود لتنفيذ مشروعات قومية فى ليبيا تتعلق بمجالات النقل والمواصلات والصحة والقوى العاملة، بالإضافة إلى الاستثمار فى الكهرباء والطرق والكبارى حيث تسابق الشركات المصرية الزمن هناك لتنفيذ عدة مشروعات عملاقة فى مجال رصف الطريق الدولية وإنشاء شبكة كبارى ضخمة فى كافة ربوع ليبيا الشقيقة.