عندما يُذكر اسم القوات المسلحة المصرية يقترن ذلك في أذهان الجميع ببطولات الحرب، وصمود الجبهة، وحماية الحدود، لكن مع هذا الدور العسكري العظيم هناك وجه آخر لا يقل أهمية، وهو الوجه الإنساني والاجتماعي، ففي السنوات الأخيرة، اتجهت الدولة إلى تعزيز دور مؤسساتها فى خدمة المواطنين، وكان للقوات المسلحة نصيب بارز من هذه المسئولية، ويبرز هذا البعد الإنساني بجلاء في دور إدارة التجنيد والتعبئة. رافقت مجلة «آخرساعة» إدارة التجنيد والتعبئة فى زيارتها لمحافظة جنوبسيناء لتسهيل الإجراءات أمام الفئات الأكثر احتياجًا من ذوي الهمم، كبار السن، ومن تجاوزوا سن الثلاثين ممن يسعون لتسوية مواقفهم التجنيدية، فى حفل أقيم بالمحافظة بحضور اللواء الدكتور خالد مبارك محافظ جنوبسيناء، واللواء أحمد مصطفى صادق مدير إدارة التجنيد والتعبئة، والأهالى وأبنائهم لتسليم الشهادات. من أبرز ما قامت به إدارة التجنيد والتعبئة تشكيل لجان طبية تضم أطباء من مختلف التخصصات، وضباط تجنيد، وموظفين مختصين بإنهاء الإجراءات الإدارية، تعمل فى المحافظات الحدودية. لم يعد المواطن فى جنوبسيناء مضطرًا لقطع مئات الكيلومترات والسفر إلى منطقة التجنيد بالزقازيق لإنهاء موقفه التجنيدى، بل إن إدارة التجنيد والتعبئة اليوم تذهب إليه حيث يقيم، في قلب قريته أو مدينته. في جنوبسيناء، كانت التجربة أكثر وضوحًا، فقد انتشرت هذه اللجان فى مدن الطور، نويبع، شرم الشيخ، دهب، سانت كاترين، لتقدم خدماتها داخل الوحدات المحلية أو مقرات مهيأة لذلك. والأهم من ذلك أنها ذهبت إلى منازل ذوى الهمم وكبار السن غير القادرين على الحركة. ◄ اقرأ أيضًا | «بالموبايل» .. تعرف علي طريقة الاستعلام عن مخالفات المرور ◄ مجانية الخدمة أكثر ما أثار ارتياح الأهالى أن هذه الخدمات مقدمة بالمجان بالكامل، لم يُطلب من المواطنين أي رسوم، لا للفحص الطبى ولا لاستخراج الشهادات. وهنا تكمن الرسالة الإنسانية العميقة؛ فالهدف الأول هو رفع العبء، لا تحقيق مكسب مادى. وتعددت شهادات الأهالى فى جنوبسيناء لتؤكد أن هذه الخطوة أحدثت فارقًا فى حياتهم. قال فراج محمد «والد عز الدين من ذوى الهمم»: «كان مستحيل أتحمل مشقة السفر، ولما اللجنة جت البيت بكيت من الفرحة، حسيت إن الجيش معانا مش سايبنا».. بنشكر الرئيس عبدالفتاح السيسي. وأشاد شيوخ القبائل بالمبادرة، وأكد عبد العزيز مدخل «شيخ قبيلة العليقات بجنوبسيناء»: «دى مش أول مرة نشوف الجيش جنبنا، لكن المرة دى مختلفة، لأنه دخل بيوتنا ووقف جنب أولادنا. الخدمات مجانية وسريعة، وده دليل على إن القوات المسلحة دايمًا بتفكر فى المواطن قبل أى شيء. شباب كتير كانوا متعطلين بسبب الموقف، ودلوقتى خلصوا أوراقهم بسهولة، مفيش تمييز، كله اتعامل بنفس الاحترام». وشدد الشيخ سالم الهميسات «من سانت كاترين» على أن وصول اللجان الطبية إلى الوديان عندهم دليل على أن الجيش قريب من الناس، وقال: «الخدمات كلها مجانية وبتتعمل بكرامة، واهتمام الجيش بذوى الهمم وكبار السن رسالة قوية إن مفيش حد بعيد عن عين الدولة». ◄ ركيزة إنسانية أكد اللواء أحمد مصطفى صادق مدير إدارة التجنيد والتعبئة أن الإدارة تمثل إحدى الركائز الحيوية داخل المنظومة الدفاعية، فإلى جانب دورها الرئيسى فى تنظيم الموقف التجنيدى للشباب، أولت الإدارة اهتمامًا خاصًا بتقديم خدمات إنسانية متطورة للفئات الأكثر احتياجًا مثل ذوى الهمم وكبار السن، بما يعكس صورة القوات المسلحة كدرع يحمى الوطن وظهر يسند المواطن. وأوضح أن القوات المسلحة أولت اهتمامًا كبيرًا بذوى الهمم تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية التى جعلت هذه الفئة فى صدارة الأولويات. وأكد أن الإدارة شكلت لجانًا طبية متخصصة تنتقل بشكل دورى إلى المحافظات الحدودية مثل شمال وجنوبسيناء، مطروح، وحلايب وشلاتين، لتوقيع الكشف الطبى على الشباب من ذوى القدرات الخاصة وإنهاء إجراءاتهم فى أماكنهم دون تحميلهم مشقة السفر. وأضاف: «نحن نعتبر ذوي الهمم شركاء فى بناء الوطن، ومن حقهم الحصول على خدمات ميسرة وسريعة دون مشقة. لذلك ننقل الخدمة إليهم بدلًا من تكليفهم عناء السفر والانتظار الطويل».