انتقد خبراء سياسيون وعلماء اجتماع الدعوة لتأسيس حزب نازي في مصر واعتبروها جزءًا من أفكار التشدد والأصولية وليست رداً عليها، لكنهم اعتبروا وجود التيارات الفاشية والنازية في اللحظة الراهنة أمرا طبيعيا وغير مزعج في ظل لحظة السيولة التي نعيشها وأكدوا ضرورة فتح الباب أمام العقل لمجابهة الأصولية والتشدد. كانت إحدى الصحف الإلكترونية نشرت خبراً عن مجموعة تدعو لتأسيس حزب نازي في مصر يدعو إلي تركيز السلطات في يد رئيس يتم اختياره بعناية كرد فعل علي التيارات الدينية الأصولية المتشددة. وقال د. عماد جاد الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن اللحظة التي نعيش فيها تعبر عن نفسها في بعض التيارات والأفكار الفوضوية كتصرفات السلفيين التي تجد لها رد فعل متطرف عند الأقباط وتلك الدعوات لتأسيس حزب نازي أو يمين متطرف وقال إن المهم في تلك اللحظة أن ينظم القانون الإجراءات التي تكبح هذه التيارات المتطرفة. وقال إن هذا أمر طبيعي وغير مزعج لأنه يظل علي الهامش والقلق يأتي فقط إذا تحول هذا الهامش إلي تيار رئيسي في المجتمع كما أن وجودهم الآن غير مستغرب فأي أمة تخرج من حقبة ديكتاتورية وتتطلع إلي المسار الديمقراطي تواجه بمثل تلك التيارات. وقال د. أحمد زايد أستاذ الاجتماع بجامعة القاهرة أن تلك الدعوة هي صورة من صور التطرف الذي يأخذ أشكال مختلفة دينية كانت أم سياسية ورأي أنه من الطبيعي أن تظره تلك التيارات الفاشية المتشددة في المجتمعات التي تواجه أزمات كبري إذ إن عقيدة تلك التيارات تكون أنهم سينقلون المجتمع نقلة مختلفة ويخرجونه من عثرته ولدينا الفاشية في ألمانيا كمثال فانتشارها جاء في وقت ضعف الأمة الألمانية التي كان لها تاريخ ومهابة. ورأي د. علي مبروك أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة القاهرة أن تعاملنا مع الأمر يجب أن يكون منظور أنه جزء من "الصديد" في جسد الوطن الذي كان لابد أن يظهر ونتعامل معه. وقال إما بخصوص مسألة مجابهة التيارات الأصولية المتشددة فهذا يكون بالعقل وليس بمخاصمته ومجابهته، وأضاف أن الوقوف أمام التطرف يكون بفتح أفق جديد أمام العقل لا إغلاق الباب أمامه وهذا هو الرد المعكوس علي الأصولية فلا يمكن أن ترد علي أصولية بأصولية أخري فنحن نحتاج إلي فتح أفق جديد للتفكير.