"الفسيخ" و"الرنجة".. أكلات اعتاد المصريون تناولها في عيد شم النسيم، وبرغم الأوضاع السياسية التي تشهدما مصر حاليًا، إلا أن ذلك لم يكن له إلا تأثيرا محدودا على إقبال المصريين عليها هذا العام. "بوابة الأهرام" ترصد أوضاع الفسيخ والرنجة وسوق الأسماك المملحة.. وما يعانيه من انخفاض في المعروض وقلة الاقبال وسط توقعات بأن تصل فاتورة مصروفات الشعب المصري لشرائها إلي أكثر من مليار جنيها كحد أدني تقريبا. في البداية يؤكد علاء رضوان رئيس رابطة مستوردي اللحوم والأسماك والدواجن أن هناك انخفاضًا كبير في حجم الاستيراد الخارجي خلال الشهور الماضية بعد أحداث يناير الماضية بنسبة تجاوزت 80%، حيث لم يتعد حجم الاستيراد الخارجي من منتجات الأسماك خلال شهر مارس الماضي نحو ألف طن فقط، وفي فبراير 2000 طن في مقابل ان متوسط حجم الاستيراد في ذات الفترة من الأعوام السابقة يتجاوز 15 ألف طن شهريا، مشيرا الي أن حجم الاستيراد الخارجي من الأسماك فقط يبلغ نحو 600 ألف طن سنويا. وكشف رضوان عن أن هناك ارتفاعًا في أسعار الواردات الخارجية من جميع السلع الغذائية نظرا لعدة عوامل منها ارتفاع تكاليف الشحن، وأسعار الدولار، وكذلك أيضا ارتفاع أسعار البترول فضلا عن إن شركات التأمين رفعت أسعار تأمين المخاطر بالإضافة إلي زيادة الطلب علي منتجات الأسماك بالدول الخليجية. وأضاف رضوان أن تميز صناعة "الرنجة " في مصر وفتح العديد من المصانع داخل القاهرة خلال السنوات الأخيرة كان له إثر ايجابي علي استقرار أسعار المأكولات الشعبية من الموالح، وبدأ الاستيراد الخارجي ينحصر في أسمالك "الهارنج" و"الماكريل" و"السردين"، وأصبحت الأسعار تتراوح بين 8 - 12 جنيها للكيلو الواحد، أما أنواع فيليه "الباسا" المستوركدة من فيتنام والصين فيصل سعرها إلى نحو 15 جنيها للكيلو الواحد، مشيرا إلي تزايد الطلب بصورة كبيرة علي سوق الجمبري من أسواق السعودية والهند. وتوقع رضوان ارتفاع في القوة الشرائية خلال الفترة القادمة لمختلف انواع البروتين نظرا لانقضاء فترة صيام الأقباط، ودخول العديد من المواسم والأعياد خلال الأشهر القادمة مشيرا إلي أن الفترة الماضية شهدت ركودا كبيرا في الأسواق بسبب توقف السياحة، محذرا من انخفاض المعروضات من السلع نظرا لتوقف عمليات الاستيراد. من جانبه قال محمد محمود أحد تجار التجزئة إن الأسعار شهدت ارتفاعًا ملحوظًا علي الأسماك المملحة هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، حيث بلغ سعر كيلو الرنجة الممتازة نحو 24 جنيها، والعادية 18 جنيها، في حين إن العام السابق كانت لا تتعدي 20جنيها للكيلو الواحد الممتازة حيث أنها أكثر الأنواع انتشارا، وتلقى إقبالا علي الشراء نظرا لرخص ثمنها، وأكثر الأصناف أمنة من الناحية الصحية بالاضافة إلي سمك التونة، وهي تلقي قبولا لدي معظم المستهلكين خاصة المصابين بأمراض الكلى والكبد. وكشف محمد محمود عن أنه بالرغم من أحداث يناير وتغير الأوضاع السياسية، إلا إن هناك إقبالا علي هذه الأنواع من المأكولات لان المستهلك أعتاد علي الاحتفال بأعياد شم النسيم بتناول هذه الأطعمة، ولذلك فان فاتورة الشعب المصري في هذا اليوم تصل إلي نحو يصل إلي أكثر من مليار جنيه في المتوسط، لنحو أكثر من 10 ملايين أسرة مكونة من 4 أفراد في المتوسط تصرف بمعدل 50 جنيها كحد أدنى في هذا اليوم. كما أكد رمضان جمصان أحد تجار الأسماك بسوق العبور علي أن هناك انخفاضا في أسعار الأسماك خلال الفترة الحالية بنسبة لا تتجاوز 10 %، وذلك في أسماك البلطي الذي لن يتعدي سعره 10 جنيهات بعدما كان سعره قد وصل إلى 15 جنيها الاسبوع الماضي، والبوري 19 جنيها، في مقابل 27 جنيها للكيلو الواحد، والفيليه الابيض 17 جنيها للكيلو بعد 20 جنيها. وبالنسبة للأسماك المملحة "الفسيخ" فقد شهدت انخفاضا ملحوظا مع دخول أعياد شم النسيم فقد سجلت أسعارها بسوق العبور نحو 40 جنيها للكيلو بعد ان وصلت خلال الاسبوع الماضي لنحو 45جنيها للكيلو الواحد. وأوضح جمصان أن هناك انخفاض علي الطلب من قبل المستهلكين بنسبة 30% عن ذات الفترة في الاعوام الماضية، مرجعا ذلك للأحداث السياسية التي تشهدها البلاد في تلك الفترة والتي أصابت المستهلكين ب "الاكتئاب"، وعدم الرغبة في شراء الاسماك مع دخول أعياد الربيع، مما انعكس علي انخفاض الطلب رغم أن هناك زيادة في المعروض، فضلا عن تخوف الكثير المستهلكين من أعمال الشغب والبلطجة، مما يحد من إقبال تجار التجزئة علي شراء البضائع بمبالغ كبيرة. واتفق معه رمضان أحمد تاجر أسماك جملة بسوق العبور، مشيرا إلي أن هناك ركودا ملحوظا في سوق الأسماك رغم أن الفترة الحالية تشهد انفراجة واضحة في سوق الأسماك نظرا لأعياد الاقباط والربيع. وأضاف رمضان أن هناك توقفًا كامل لعمليات توريد الاسماك للمنشأت السياحية والمطاعم بالشواطئ خاصة بعد أحداث يناير وهروب السائحين عائدين لبلادهم وتوقف حركة السياحة الخارجية، مما انعكس على حالة السوق وانخفاض الطلب.