موهبته وجماهيريته كانتا من أهم أسباب عشق الشعب الخليجى، وهو أحد أعمدة المسرح الإماراتي، إضافة إلى إبداعه فى مجال التأليف، وأخيرا حصوله على عدد من الجوائز الفنية فى الشارقة وأبوظبي، إنه الفنان الإماراتى على جمال الذى التقيناه فى مجلة «الأهرام العربي» وتحدث عن هموم الفن الإماراتى وقلة منافذه، وعن أعماله الفنية فى المسرح والسينما والتليفزيون.
بداية أنت تجمع فى العمل الفنى بين عدد من المواهب ما بين الإخراج والتمثيل والتأليف فهل تجد صعوبة فى ذلك؟
أنا أجمع فى معظم أعمالى بين التأليف والإخراج والسينوغرافيا، وخصوصا المسرحية، أما التمثيل فأفضل أن أكون تحت قيادة مخرج ذى خبرة وكذلك أعشق التمثيل السينمائى والتليفزيونى وهو الأقرب إلى قلبى، وأحرص دائما على الاستعداد له بشكل جيد، وكل دور يختلف عن الآخر سواء فى التحضير له أم الاستعداد لتفاصيله.
وما أقرب الفنون لقلبك؟
أقرب الفنون لقلبى هو المسرح، ومن المعروف أنه من أصعب الفنون وله متعة خاصة، لأن ردود أفعال الجمهور تشاهدها فى لحظتها، كما أن المسرح هو المختبر الحقيقى للممثل وأعشق جل أعمالى المسرحية التى أنجزتها تأليفا وإخراجا. وكنت حريصاً دائما أن تخرج للجمهور بشكل جيد وبالفعل حققت نجاحا كبيرا جدا فاق توقعاتى، ودائما ما أشعر بحالة من السعادة عند الإقدام على تقديم عمل مسرحى جديد مع الحرص أيضا على ابتكار موضوعات جديدة ومختلفة تنال رضا الشعب الإماراتى العظيم.
من خلال متابعتى لأعمالك الفنية لاحظت أنك تميل بشكل كبير للأعمال الدرامية، فهل ترى أن الجمهور الإماراتى يتفاعل بشكل أكبر مع هذا النوع من الفن أم أنه اللون المفضل بالنسبة لك وتتميز أكثر به؟
الدراما هى التمثيل والفعل المسرحى وإن كنت تعنين الأعمال الجادة الحزينة فلا أظنها المفضلة للجمهور الإماراتى أو غيره لطبيعتها المؤلمة، ولكنى أزعم بأنى أجيد صياغتها بأسلوب يتقبله الجمهور فجميع أعمالى لم تشهد خروج الجمهور من منتصف العمل. بل يحرص الجمهور على متابعتها حتى الدقائق الأخيرة، وبالفعل والحمد لله تحقق نجاح غير طبيعى ويدخلها الجمهور بناء على ثقته الكبيرة فى اجتهادى الفنى سواء فى التأليف أو الإخراج .
من بين أعمالك الناجحة مسرحية تحمل اسم (تهافت) وتتحدث عن قتال الإخوة فهل تفضل أن تستقى أعمالك الفنية من الواقع أم هناك بعض الملامح تكون من خيالك الفني؟ مسرحية "تهافت" تعد حالة خاصة بالنسبة لى، وذلك لجودتها كعمل فنى كان بحق متميزا، وأكد ذلك الحضور الجماهيرى والتفاعل الكبير، وأنا بطبيعتى أحاول أن تلامس أعمالى الواقع العربى والإنسانى أتجنب الأعمال ذات القضايا السطحية ولكن دائما العمق يضيف كثيرا للعمل الفني.
كيف ترى الفن الإماراتى فى الوقت الحاضر؟ ومن خلال عملك فى مجال الإنتاج كيف تستفيد من الإمكانات التكنولوجية والثورة الرقمية الكبيرة التى وصلت إليها دولة الإمارات فى تقديم أعمال فنية متميزة؟
الفنان الإماراتى كما فى كثير من الدول له موهبة فذة، لكن منافذ انتشارها قليلة والدليل أن معظم الأعمال الإماراتية تلقى نجاحا فى المهرجانات، وكل عمل الآن سواء كان مسرحيا أو تليفزيونيا أم سينمائيا يعتمد على التقنية الحديثة وفى الإمارات تطورت السينما عندنا بشكل ملحوظ وأظن أن الإنتاج الفنى يسير بخط متصاعد.
لماذا يتحرك الفنان الإماراتى فى عدد محدود من النوافذ؟
إن كنت تقصدين عددا محدودا من المجالات، فالسينما لدينا ما زالت وليدة، مسلسلاتنا لا يتم شراؤها من القنوات العربية، المسرح مشاركاته عند المهرجانات وهذا كله يقلل من الانتشار. كيف استفدت من مواقع التواصل الاجتماعى فى عملك وكذلك الترويج للأعمال الفنية التى تقدمها وهل بالفعل من الممكن أن تؤثر على نجاح العمل الفنى أو فشله؟ الاستفادة ضعيفة ولكن يعود الأمر بسبب قلة تفاعلى أنا معها ولكن وسائل التواصل الاجتماعى هى الآن من أهم منافذ الشهرة والانتشار، وأتمنى أن أجد من يقودنى إلى الطريق الأمثل للاستفادة منها، وذلك لأن مواقع التواصل الاجتماعية الآن تمثل أهمية كبير لكل الجمهور العربى بشكل عام، لذلك فهى بالفعل ضرورة وليس اختيارا.
ما طموحاتك وأحلامك الفنية؟ طموحى أن أصل برسالة الفن لأفق مختلف مميز، وأن أسهم فى تصحيح شكل وهيئة الأعمال التى تقدم الآن، خصوصا التليفزيونية، وعلى الصعيد التمثيلى أتمنى أن أحصل على الدور الذى يبرز طاقاتى، وأن أشارك فى أعمال عربية أيضا وأجنبية، بالنسبة للمشاركة فى أم الفنون مصر فهذا شرف لى، ولو منحت دورا فى مسلسل صعيدى فلن أتردد وفى تقديم دور الشر تحديدا.
ذكرت من قبل بأن العمل المسرحى (الرهان) من أهم أعمالك المسرحية وذلك لحصوله على عدد من الجوائز ماذا عنه؟
بالفعل هذا العمل أعتبره من أهم أعمالى المسرحية، وهو من تأليفى وإخراجى وفزت عنه بجائزة أفضل مخرج فى مهرجان أيام الشارقة المسرحية، وكانت القضية إنسانية سياسية تحاكى الهجرة والخيانة وكانت فى خط مواز مع الوضع العربى السياسى الراهن حينها.
هل يتراجع اهتمامك بالتليفزيون فى مقابل الاهتمام بالسينما والمسرح؟ بالنسبة للتليفزيون أعتبره فناً مهما جدا ويحظى بشعبية كبيرة أيضا، وقد سبق وقدمت مسلسل (فاهم عمل) هو المسلسل المحلى الإماراتى المعروف "خيانة وطن" وكنت ممثلا ألعب دور شخصية "عبد الله بوعمر" وقد لاقى العمل مشاهدة كبيرة لم تحدث من قبل ولاقت شخصيتى نجاحا.
فى رأيك ما أفضل المهرجانات التى تتيح الفرصة للفنان الإماراتى للمشاركة بها؟ وهل تشكل الجوائز والمهرجانات أهمية خاصة للفنان؟ سبق أن تحدثت بأننى حصلت على أكثر من جائزة فى الإخراج المسرحى تحديدا ورشحت للعديد منها وإن كانت الجوائز لا تشكل فارقا فى عالم الفن. وأتمنى أن أشارك فى مهرجانات مصر المسرحية والمهرجانات الأخرى العربية والأوروبية، فمثلا فى مصر مهرجان المسرح التجريبى مهم جدا .