فاطمة شيخى : تحتل مكانة كبيرة جدا داخل مجتمعنا الإماراتى هبه إسماعيل: صدمت من مشاركة ابنتى «10 سنوات» فى لعبة بها صور إباحية
سمية الشرنوبى: اهتمام ابنى بلعبة «الحوت الأزرق» جعلنى أراقب ظهور أى علامات على جسده
اضطرابات النوم، العزلة الاجتماعية، ضعف التركيز، الخمول، الإصابة بأمراض الاكتئاب والتوحد... جزء من قائمة طويلة من الأمراض العضوية والنفسية التى قد يصاب بها الطفل جراء إدمان التعاطى مع التكنولوجيا، وهى المخاطر التى حذر منها خبراء التربية وعلم النفس من المحيط إلى الخليج، لحماية أطفالنا فى هذا العالم المفتوح بلا حدود... لكن تحذيراتهم اتخذت شكلا مغايرا بعد أن أصبح إدمان التكنولوجيا وما تقدمه، دافعا للانتحار. وأصبحت هناك مطالبات بالبحث عن سبب توغل التكنولوجيا وألعابها فى حياة أطفالنا، وهو ما يمكننا التعرف عليه عبر حكايات الآباء والأمهات والأطفال عبر السطور التالية: أميرة البشتيلى أم لثلاثة أطفال فى سنوات دراسية متقاربة تقول: هناك إصرار كبير من أولادى طوال الوقت على مواكبة كل ما هو جديد فى عالم التكنولوجيا والألعاب الإلكترونية، لدرجة أنهم لا يفوتون أى لعبة جديدة، على الرغم من حرصى على حضورهم جلسات حفظ القرآن أسبوعيا من خلال محفظة تأتى إليهم فى البيت، ومع ذلك هم عازفين عن كل شيء، عدا اللعب على الإكس بوكس،والبلاى ستيشن، واللاب توب، لدرجة أننى لا أكتفى بشراء لعبة واحدة أو جهاز معين يتبادلون استخدامه، فدائما ما أجبر زوجى على شراء ثلاثة أجهزة من كل لعبة دفعة واحدة، كى أتجنب صراعاتهم المستمرة، حتى الأجهزة التى يرفض المسئولون فى المطارات مرورها، لأنها تعمل بالبطاريات وقد تنفجر على متن الطائرة، أجبر زوجى على تحميلها على الكونترات التى تحمل له البضائع من الصين . لكننى الآن أشعر بذعر رهيب مما أسمعه عن مخاطر الألعاب الإلكترونية التى قد تصل إلى حد الانتحار . أما سمية الشرنوبى فتروى: لدى طفل على أعتاب سن المراهقة فقد تجاوز عامه الحادى عشر منذ أيام وهو مشهور بين أبناء صديقاتى وفى العائلة بأنه متخصص فى التكنولوجيا وجده وعمته وأقاربى دائما ما يتصلون به لسؤاله عما هو جديد فى مجال التكنولوجيا والأغانى الجديدة والأفلام التى يحملها من النت أو يحصل عليها من خلال مدرسه فى المدرسة. لكننى لست متخوفة من شيء، بل أشعر بالسعادة لأنه أمام عينى ولا يرهقنى بطلبه الخروج إلى السينما والمسرح وغيرهما، لكن منذ فترة وبعد الحديث عن لعبة الحوت الأزرق، وجدته يتحدث طويلا مع أصدقائه عن هذه اللعبة ويتبادلون التفاصيل الخاصة، بها وأشعر فى حديثهم بشغف. وفجأة فوجئت بجروب فصله فى المدرسة يتحدثون عن أطفال من نفس شلته يلعبون الحوت الأزرق، ومن هنا أصبحت كالمجنونة أراقبه وأشعر بالرعب من ظهور أى علامة مفاجئة فى جسمه. بينما تحكى هبة إسماعيل - 33 سنة - عن حوار دار بينها وبين ابنتها ذات العشر سنوات، حول الألعاب الجديدة التى تتبادلها مع صديقاتها اللاتى تقضى معهن أغلب الأوقات فى النادى والمدرسة، خصوصا مع انشغال الأم فى عملها الذى يضطرها أحيانا للسفر ، وتقول: طفلتى الصغيرة التى كنت لا أدرك أنها أصبحت آنسة كبيرة، تجلس بالساعات على الإنترنت، وأنا منشغلة بعملى وأمور شقيقها الأكبر الذى يجهز لعرسه خلال شهور، وإذ بى فجأة أجدها تتحدث مع صديقة لها فى التليفون عن لعبة اسمها مريم، كما وجدت الأمهات يتحدثن على جروب الفصل، حديثا صادما عن ألعاب بها أجساد عارية، واكتشفت أن اللعبة” مريم” تطلب من إحدى اللاعبات تصوير أجساد زميلاتها عاريات خصوصا المناطق الحساسة، وتطلب ذلك على الشات الخاص بالإنجليزية وبالعربية أيضا، ووجدت أكثر من ألف فتاة فى نفس الحقبة العمرية يشاركن فى اللعبة. ومن وقتها وأنا أضرب أخماسا فى أسداس، وأحضر كورس تنمية بشرية للتعامل مع ابنتى، وكل ذلك بسبب التكنولوجيا وما تصدره لنا. أما لمار مصطفى، وهى طفلة لم تتجاوز الثلاثة عشر عاما فتتحدث قائلة: سمعت أمى كثيرا تتحدث أمامى لصديقاتها، أننى سبب فى طلاقها من والدى الذى طلب منها أن تجهض حملها فى، لكنها رفضت فقام بالانفصال عنها، وبعدها تزوجت هى من آخر، وكانت تتركنى فى النادى بالساعات، حيث كنت أذهب للنادى مع زميلتى فى المدرسة، ولا أحد يهتم بى ولا تسألنى أمى إذا ما كنت أكلت أو بداخل حقيبتى نقود أم لا، فكنت أجلس بالساعات بمفردى أنتظر أختى التى كانت وقتها فى مرحلة الثانوية العامة، لتمر على وأذهب معها للبيت، وكل ذلك وأمى لم تفكر أن تشترى لى هاتفا محمولا تتابعنى من خلاله، فكنت أطلب من الأمن فى النادى أو من أمهات صديقاتى إجراء مكالمة لأمى أخبرها بأننى أجلس بانتظارها أو أننى لا أرتدى ملابس ثقيلة. بينما الجو فى النادى بارد جدا ولا أتحمل الجلوس بملابس خفيفة، ومرت سنوات طفولتى بهذا الشكل: فلا أخت تهتم ولا أم تبحث عنى حتى كبرت، وبدأت أبحث عن من يتحدث معي. فى البداية كانت علاقاتى مع ذكور يشعروننى بوجودى، لكن وجدت بعد ذلك أن لكل منهم غرضا من صداقتى، فوجدت الألعاب الإلكترونية بديلا، حيث كان أصدقائى يتحدثون عنها أمامى وبالفعل بحثت عنها ووجدتها بسهولة على تطبيق تحميل الألعاب . أحمد سعيد - 11 سنة - تحدث قائلا: أنا مدمن كل أنواع التكنولوجيا ودائما لا تواجهنى أية صعوبات فى التعامل معها أعشق تحميل كل شيء: أفلام ومسلسلات وفيديوهات وأيضا الألعاب. وفى يوم كان صديقى يحدثنى عن ألعاب جديدة لم أكن على دراية بها، وقال إنها ألعاب مليئة بالمغامرات، وفى يوم اتفقت مع والدتى على أن أخرج مع زميلى هذا فى يوم الجمعة نقضى يوما فى المول المجاور لمنزلى، ثم أذهب معه إلى منزله لنتبادل الأفلام، وبالفعل وافقت أمى وعندما دخلت غرفت صديقى هذا والمعروف بين باقى زملائنا بإدمانه لأفلام الرعب، لأجد كما كبيرا من الأقنعة المرعبة، وعندما جلست على الكمبيوتر الخاص به، وجدت الكثير من الألعاب والفيديوهات والأفلام بكل اللغات تقريبا، وكلها تحمل مضمونا واحدا وهو الرعب، ولفت نظرى وجود خرابيش وخدوش على ذراعه الأيمن، وعندما سألته حدثنى عن لعبة اسمها الحوت الأزرق، وكم أنها ممتعة ومرعبة فى الوقت نفسه، وبها مراحل كثيرة، وكان معى التابلت الخاص به، فحاولت الدخول على المتجر الخاص بتحميل الألعاب، فوجدتها بسهولة فى البداية لكن تعثر التحميل. ويضيف طفل الحادى عشر قائلا: وعندما ذهبت إلى البيت دخلت غرفتى وجلست أفكر فى حديث صديقى على الرغم من رعبى من حكاياته. لكنى عاودت محاولة تحميلها، لكنها فجأة اختفت ولا أعرف كيف برغم أننى بحثت بكل الطرق ولم أستدل عليها، إلى أن شاهدت والدتى حلقة فى التليفزيون كانت تتحدث عن هذه اللعبة، وحذرتنى هى وباقى أفراد الأسرة منها. وعندما حكيت لأمى أن صديقى يلعبها منعتنى من الذهاب إلى بيته مرة أخرى ولا أعرف إن كانت قد حكت لوالدته أم لا. وفى الإمارات تقول فاطمة شيخى، أم لثلاثة أطفال فى أعمار متقاربة: تحتل الألعاب والتكنولوجيا مكانة كبيرة جدا داخل مجتمعنا الإماراتى، حيث يدمنها الأولاد سواء فى المولات أو على الحاسوب الشخصى لكل طفل، لكننى حريصة دائما على الحوار مع أولادى لمعرفة كل ما هو جديد بينهم وبين أصدقائى، وكثيرا ما أحذرهم بعدم الانجراف وراء أى تيار لا يتوافق وعاداتنا وتقاليدنا العربية، إلى أن فاجأنى ولدى الأوسط بأن هناك ألعابا يدمنها زميله فى الدراسة، ويريد أن يلعبها معه، فاستشعرت الخوف بعدما قرأت على الإنترنت عن ألعاب جديدة يدمنها الأطفال وتودى بهم إلى الموت الحتمى، فحذرته منها وبصراحة منعت عنه كل أدوات التكنولوجيا التى لا يمكن السيطرة عليها . وفى السعودية يروى محمد سعودى، عن تجربة الطفلة الصغرى لشقيقته قائلا: ابنة شقيقتى عاشت تجربة مريرة منذ أيام بسبب وفاة صديقتها، وبمعنى أدق انتحار الطفلة الصغيرة التى لم تتجاوز العشر سنوات، بسبب لعبة إلكترونية أدمنتها وأدت بها إلى الموت، وأنا شخصيا ليست لى دراية بهذه الألعاب الإلكترونية وما هو استخدامها، حتى دخلت على الإنترنت، وإذ بى أجد العالم كله يتحدث عن ألعاب إليكترونية، تؤدى بالأطفال إلى الموت، وقرأت أكثر عنها وأصبت بحالة من الهلع عندما علمت بانتشار حالات الانتحار بين الأطفال، تتزايد يوما بعد يوم وربما كان المعلن عنه فى مجتمعنا السعودى نسبة قليلة جدا من عددها الحقيقى، وفى النهاية الله يحفظ أولادنا، لكننى مذعور منذ معرفتى بهذا الخبر. وتستكمل الحديث سليمة المحمدى السعودية، والأم لطفلة عمرها عشر سنوات قائلة: أعيش حالة كبيرة من الرعب أراقب ملابس طفلتى الصغيرة ليل نهار، وكذلك أحرص على الدخول معها إلى عند الاستحمام وذلك منذ اللحظة التى علمت فيها بوفاة زميلة لها فى المدرسة مشنوقة بسبب إدمانها للألعاب الإلكترونية وتحديدا لعبتى مريم وأيضا الحوت الأزرق، ومن وقتها وأنا أموت من الرعب عند سماع حوادث وفاة بهذا الشكل.