في الوقت الذي أعلن فيه وزير الزراعة أن تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح مستحيل جاء الحل السحري من معمل البيوتكنولوجي بكلية الزراعة بجامعة القاهرة الذي أسسه العالم الراحل الدكتور أحمد مستجير. والحكاية تبدأ منذ10 سنوات بقرار من د. يوسف والي وزير الزراعة للبحث عن وسيلة لسد الفجوة في استهلاك القمح وزيادة الانتاجية وتحقيق الاكتفاء الذاتي.. وجاء ذلك من خلال القمح رباعي الكربون. والحكاية يرويها الدكتور عز الدين عمر أبو ستيت عميد زراعة القاهرة الي وضع الهدف المصري القومي للوصول بالاكتفاء الذاتي من القمح المنزرع بنسبة80% داخل مصر. من خلال تكامل المنظومة الثلاثية المشهورة المتمثلة في التوسع الأفقي والتوسع الرأسي وتقليل الفاقد من المحصول اضافة إلي ضبط الاستهلاك من رغيف الخبز بالحد من استهلاكه كعلف للحيوانات والطيور الداجنة المرباة منزليا وريفيا. ويقول الدكتور درويش صالح درويش رئيس قسم المحاصيل بالكلية أن علماء زراعة القاهرة لم يغب عن أذهانهم خصوصية البرامج والمشروعات البحثية لنقل جينات تحمل الظروف المعاكسة إلي الأصناف المصرية سواء عن طريق طرق التهجين التقليدية أو بإستخدام نقل الجينات والهندسة الوراثية من نباتات أخري مع عدم اغفال وضع سيناريوهات مختلفة تتوقع احداث وملابسات التغيرات المناخية التي تنبأت بها بعض بيوت الخبرة سواء المحلية أو الاقليمية أو الدولية لاستنباط أصناف تقاوي تتناسب والمعاملات الزراعية المتوافرة عند هذه الظروف. ويضرب مثالا لذلك بالتعاون مع عدد من المتخصصين الألمان في دراسات التغيرات المناخية مع أبناء الكلية!! ويؤكد الدكتور درويش أن محطة الكلية لبحوث البيئة الصحراوية بوادي النطرون قد غربلت وقيمت مجموعة كبيرة من مستوردات التراكيب الوراثية والسلالات البلدية أثمرت عددا من السلالات الواعدة يتم اكثارها حاليا مع تجريب استخدام بدائل أخري للقمح للزراعة في الأراضي المتأثرة بالاجهادات أعطت نتائج مشجعة مثل محصول التريتكال!! القمح رباعي الكربون ويتدخل الدكتور أسامة الشيحي أستاذ فسيولوجيا النبات في الحديث قائلا: أن الحلم هو الوصول بإنتاجية الفدان المنزرع قمحا إلي30 أردبا بدلا من18 20 أردبا في المتوسط حاليا. وذلك للاستغناء كليا عن الاستيراد الخارجي بعملات صعبة. ويضيف أنه من المتوقع مع قدوم عام2012 بإذن الله ستتمكن مصر من خلال كلية زراعة القاهرة انتاج سلالات محصول سوبر ذي انتاج عال وفير وهائل من سنابل القمح فائقة المادة الغذائية اضافة إلي احتوائها علي الفيتامينات الغذائية وذلك من خلال مواصلة العمل الدءوب الحالي في معامل البيوتكنولوجيا بمزرعة الكلية بالجيزة لإنتاج أصناف قمح تتميز بثلاثة صفات تحقق التوسع الأفقي في الأراضي التي تعاني ارتفاع نسبة الملوحة وتتحمل الجفاف وانتاج محصول عالي عن طريق نقل صفة الرباعي الكربون إلي القمح بدلا من النباتات ثلاثية الكربون التي تمثل أكثر من95% من النباتات المنزرعة حاليا والرباعي يؤدي لزيادة انتاجية الفدان بنسب تتراوح بين50 100% أي بتوسع رأسي وهذا يعني أن تستهلك النباتات الجديدة الرباعية ضعف ما تستهلكه من ثاني أكسيد الكربون من الجو المحيط بها مما يعني خفض نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي مع الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وبالتالي حماية البيئة من مخاطر ارتفاع درجة حرارة الأرض وأيضا يحول إلي مواد عضوية. مع زيادة في كفاءة البناء الضوئي التي تتبعها زيادة كبيرة في المحصول لا تقل عن الضعف أي عدم زيادة المساحة الزراعية للقمح. وهو الأمر الذي يزيد انتاج المساحة الحالية الي16 مليون طن قمح تغني تماما عن الأستيراد من الخارج أو الاعتماد علي الأسواق العالمية المتغيرة مع عدم تقليل مساحات المحاصيل الأخري في نفس الوقت. خاصة البرسيم الذي يمكن مضاعفة انتاجه بنفس الطريقه من30 طن للفدان الواحد إلي60 طني في مساحة5,1 مليون فدان حاليا بقولية وزيتية مع أصناف الخضراوات الموسمية. كما سيؤدي الصنف الرباعي الكربون من القمح لزيادة القيمة الغذائية لحبوب القمح بإنتاج سلالات ذات قيمة غذائية عالية سواء في البروتين أو الأحماض الأمينية الأساسية إلي جانب عناصر غذائية اخري ومختلفة. ويؤكد الشيحي أنه تم تسجيل سلالة القمح المقاومة للملوحة وتم الحصول علي براءة الأختراع والترخيص بتداول هذا الصنف الجديد الذي يمكن زراعته في مناطق أشد ملوحة وخاصة المناطق الشاسعة في صحراوات مصر الشرقية والغربية وامتداد سواحل البحرين الأحمر والأبيض ومناطق الواحات وسيناء والفيوم. الأنتاج في حلايب وشلاتين: عرض مذكرة اعدها الدكتور جلال محمد عبدالمنعم محجوب رئيس البحوث المتفرغ بالمعهد مؤداها امكانية زراعة واستغلال منطقة حلايب وشلاتين كحل جذري لمشكلة تغير المناخ ونقص المياه وزراعة القمح في مناطق جاهزة فورا للزراعة وهي مساحات مستوية من الإراضي السليمة الخصبة وتقدر بنحو3 و7 مليون فدان من أجمالي مساحة تمت دراستها تقدر بنحو440 ألف فدان عن طريق فريق بحثي مصري برئاسة الدكتور عبدالدائم أبو الفتوح بدير رئيس البحوث ببرنامج الذرة الشامية بالمركز وكان ذلك بداية من عام1992. حيث أن نسبة هطول الأمطار تزيد علي400 مم في السنة وتصل لحد السيول التي تزحف للبحر الأحمر بلا أي استغلال ويمكن حجزه بسدود إعاقة وحجوزات وقناطر حجز إضافة إلي استغلال الغياب الذي يسود المنطقة لمدة تزيد علي ثمانية أشهر في منطقة جبل علبه في زراعة النخيل الزيتي ونباتات استوائية خاصة أن ملوحة مياه الأبار هناك لا تزيد علي240 جزء في المليون( ملحوظة مياه النيل يمكن ان تصل ملوحتها من500 650 جزء في المليون) أضافة لتوافر مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وإستغلالها في توفير الكهرباء لإنتاج ثروة سمكية من سواحل البحر الأحمر المتاخمة لها وبتنمية مناطق أبو رمان رأس بنياس وشلاتين وحلايب إلي جنب توافر مراعي طبيعية تزيد مساحتها عن مليون فدان. وفي ميدان البحوث المصرية بمركز البحوث الزراعية لا يخلو البحث العلمي المكثف من تهيئة الأجواء ومقاومة الأمراض الوبائية التي تصيب المحصول الحيوي في مصر بعد القطن محصول القمح خاصة أن التهديدات بحدوث وباء أمراض الأصداء مختلفة الألوان من البرتقالي حتي الأسود ومرورا بالأصفر لترمي بشبحها من بلدان حولنا سواء في افريقيا أو حي بعيدا في آسيا كأفغانستان وإيران!! ولمصر علي حد قول العالم الدكتور محمد صفاء الدين شرشر برامج ديناميكية مكثفة لإستنباط اصناف جديدة تتميز بوفرة الأنتاج وجودة نوعية محتويات السنابل مع تميز بميزة مقاومة امراض الصدأ الثلاثة: الأسود والأصفر والبرتقالي ويضيف أنه حاليا ينزرع في مصر سواء في مناطق مصر الوسطي والعليا في الصعيد أو في الدلتا في الوجه البحري أصنافا متميزة ومن أضاف اقماح الرغيف أو الخبز سخا93 و94 وجيزة168 وجيزه,7 و9 و10 وسدس أو هي عالية الأنتاج في الحقول الأرشادية تعطي نحو26 أردبا لكنها في حقول المزارع الفلاح تصل إلي8 أرادب. ومعها يمكن مضاعفة الأنتاجية بسهولة أضف إلي ذلك تحسين صناعة الرغيف والعودة لفرن المزارع في دواره وبيته الريفي لأنتاج رغيفه!! لأن الفاقد في صناعة الرغيف يصل لنحو25% من الدقيق والخبز ولذلك وضعت وزارة الزراعة سياسة تحدد الصنف المحدد لكل منطقة من مناطق الجمهورية الزراعية فأضاف سخا94,93 وجيزة168 تصلح لكل المناطق جنوبا ووسطا وشمالا.